ميناء مبارك الكبير

رياض الزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 10:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لازال الموقف الرسمي العراقي حيال ميناء مبارك الكبير غامضا ومرتبكا , بل في كثير من الاحيان مثيرا للشك والريبة , وزارة النقل تؤكد أن الميناء سيخنق العراق وسيقيد الملاحة البحرية في قناة خور عبداللة المؤدية الى مينائي ام قصر وخور الزبير , وان الميناء يصل الى الحدود المائية التي رسمها قرار مجلس الامن الدولي 833 الصادر في عام 1993 , المجحف بحق العراق والذي وافق علية النظام السابق في عام 1994 , اللجنة المشكلة من قبل مجلس الوزراء (المثيرة للجدل ) تؤكد أن الجانب الكويتي ابلغها نيتة الغاء المرحلة الرابعة من الميناء , وهي المرحلة المختلف عليها بين الجانبين ؟! ورغم ان الجانب الكويتي عاد واعلن على لسان سفيرة في بغداد استعداد الكويت للتوقيع على معاهدة مع العراق تتضمن تطمينات للعراق حول عدم تأثير مشروع ميناء مبارك على مشروع ميناء الفاو الكبير ومياة العراق الاقليمية .. وهذا ما نحتاجة اليوم هو تطمينات مكتوبة بشكل معاهدة يصادق عليها السلطتان التشريعيتان في البلدين , نحتاج هذة المعاهدة لكي نضمن حقوقنا , وعلى الحكومة والبرلمان العراقي أن يتحملا المسؤولية ويحافظوا على حقوق ومصالح الشعب العراقي , وسيادتة الوطنية , نحتاج هذة المعاهدة لكي نحتج بها في حال ظهور مايدعوا للشك , فكل المؤشرات تدعوا للقلق , نسب الانجاز المتصاعدة في ميناء مبارك , والابطاء المتعمد في الشروع في بناء ميناء الفاو الكبير , والتصريحات المتضاربة للمسؤولين العراقيين , كلها تدعونا للقلق والشكوك , نحتاج هذة المعاهدة لنحتج بها اذا لزم الامر في محكمة العدل الدولية , وهي الاداة القضائية الرئيسية لللأمم المتحدة والتي تفصل في المنازعات استنادا الى الاتفاقيات الدولية العامة والخاصة , وتعتبر اتفاقية فينا لقانون المعاهدات لعام 1969 هي الوثيقة الابرز الذي تنظم المعاهدات بين الدول , وقد جاء في المادة (49 ) من هذة الاتفاقية ( يجوز للدولة التي عقدت المعاهدة بسلوك تدليسي لدولة متفاوضة اخرى ان تحتج بالتدليس كسبب لابطال رضاها الالتزام بالمعاهدة ) , والتدليس هو استخدام الخداع في المفاوضات , كأن يعمد احد الاطراف للخداع عن طريق الادلاء بمعلومات كاذبة , وتقديم مستندات على انها صحيحة , دون ان يعلم الطرف الاخر بالامر , ولو عرف لم ارتضا بابرام المعاهدة .. اما المادة ( 50) فتتحدث عن افساد ممثل الدولة حيث تقول ( اذا تم التوصل عن تعبير الدولة عن رضاها الالتزام بالمعاهدة عن طريق افساد ممثلها بطريقة مباشرة او غير مباشرة من قبل دولة مفاوضة اخرى , فانة يجوز لتلك الدولة أن تحتج بالافساد كسبب لابطال رضاها الالتزام بالمعاهدة ) .. الكويت ماضية وبقوة في بناء ميناء مبارك الكبير وتؤكد أن المشروع يتم بناءة في مياهها الاقليمية ,والعراق ليس امامة غير التوقيع على هذة المعاهدة , ولكننا نخشى كثيرا أن نقع ضحية المادة (49 ) اوالمادة (50 ) , فالجانب الكويتي يستغل الاوضاع غير المستقرة في العراق ووقوعة تحت طائلة الفصل السابع , بحجة عدم استكمال تنفيذ القرارات المتعلقة بغزو الكويت ,وهو يعلم أن العراق لايرغب في تصعيد الموقف مع الكويت خصوصا في هذة الفترة , من أجل خروجة من الفصل السابع , ومن جهة اخرى فأننا وبسبب التصريحات المتضاربة للمسؤولين العراقيين حول تأثير ميناء مبارك على العراق , يساورنا الشكوك كثيرا حول الوفد المفوض , خصوصا اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء , وعلى البرلمان العراقي أن يتحمل هذة المسؤولية امام الشعب العراقي ويحافظ على سيادة العراق وحقوقة ومصالحة ..

#رياض_الزيدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل