أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي















المزيد.....

عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي


زكي فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 3632 - 2012 / 2 / 8 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تحركت شقاوات عصابات ( حزب البعث) من صبيان زمر الحرس القومي المسلح بعد سماعهم البيان الاول المشبوه من اذاعة مرسلات ابو غريب، وتوزعت على الشوارع الرئيسية والساحات العامة ومداخل عبور الجسور ومناطق بغداد السكنية التي يتواجد فيها عسكريون مهمون مؤيدون للزعيم عبد الكريم قاسم، وكانوا يخشون منهم الالتحاق بمعسكراتهم ومقاومة الانقلاب وأفشاله ، ( ذكر هذا الايضاح في الموضوع السابق) فقد زودت عصابات البعث من الحرس القومي بقوائم، أعدت مسبقاً بأسماء الوزراء و الضباط العسكريين والشيوعيين والمدنيين من رجال السياسة الوطنيين بمداهمة بيوتهم والقاء القبض عليهم و قتل من يمتنع منهم بدون رحمة، وقد أختار البعثيون الفاشيون لمثل هكذا حركة أنقلابية دموية مجموعة من الحاقدين النشطين و الموتورين المتحمسين الى المغامرة، كما ضمت أشخاصاً متوحشين حقيقين متعطشين الى الدماء والنهب والسلب، والاكثر عداءً وحقداًعلى ثورة 14تموز الوطنية والشيوعيين حصراً، وشكلت من هؤلاء لجاناً، دربتهم على السلاح نظرياً وعملياً، بينهم مجموعة الموت، التي يترأسها ( البعثي - أياد علاوي، رئيس الوزراء السابق عام 2005، و رئيس القائمة العراقية حاليا،راجع [ الدكتور علي كريم سعيد – عراق 8 شباط 1963- من حوار المفاهيم الى حوار الدم – مراجعات في ذاكرة - طالب شبيب عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي – صفحة 51] وان هذه المجموعات(فرق الموت) من الحرس القومي، انطلقت من اوكارها مسعورة الى شوارع بغداد الرئيسية ، والى مدينة الضباط في حي (زيونة) وحي اليرموك ، ومداهمة البيوت الآمنة، بعد سماع البيان الاول المشبوه، كما كان متفقا عليه مسبقاً بموجب التعليمات، وحسب القوائم المعدة باسماء الضباط الوطنيين من مؤيدي الزعيم عبد الكريم ، ولم تتوانى هذه الزمر المجرمة، من الاعدام الفوري واعتقال الناس من الرجال و النساء الابرياء العزل ، لمجرد اشتباه او وشاية او ثمة عداوة قديمة ،، وهكذا لحق بنا نحن - كاتب هده الاسطر- نعم لحق بنا هذا الشر الآثم الاسود البغيض، مثلما لحق بالأخرين من ابناء الشعب العراقي، لقد كانت مصيبتنا نسبية من الضرر والتضحية، مقارنة لمن اعدم ومات تحت التعذيب أو خرج من مجزرة ( قصر النهاية) بعاهة مستديمة على ايدي البعثيين المجرمين القتلة، لقد واجهتنا اياما حرجة ومؤلمة للغاية، من اتساع اوجاع المطاردة والتشرد، والبحث عنا من قبل عصابات البعث الحرس القومي، حيث كانت صورة اخي الضابط الركن عربي الخميسي منشورة على جريدة ( الثورة- رئيس تحريرها سعدون حمادي) مع صور لعدد كثير من الضباط الوطنيين المطلوبين احياء كانوا أم امواتا، منهم ( غضبان السعد، سليم الفخري، سعيد مطر، جبار خضير الحيدر، حامد مقصود، حزعل السعدي وغيرهم) ولذلك أشتدت علينا ريح المطاردة الصفراء، عبرنا الحدود، وتلقفنا (السافاك) فخ الاعتقال والسجن في أيران والعراق، تشردت عوائلنا وجاعوا وتعروا اطفالنا، صادروا أموالنا المنقوله وغير المنقوله واستولوا على بيتنا ومحتوياته في( حي زيونة) الذي كنا نملكه قانوناً، ومدون في السجل العقاري باسم أخي الضابط عربي فرحان الخميسي، وبعد فرهدته، تحول الى مقرٍ للحرس القومي يمارسون فيه جرائمهم المخزية التي يندي لها جبين الانسانية ، ولقد أتضح فيما بعد، بأننا كنا مستهدفين من قبل عصابات فرق الموت البعثية الفاشية، وكانت عناية الباري ولطفه، قد أنقذتنا واطفالنا من قتل محقق، فقد جاء لنا شخص منقذ شريف هو( السيد هاشم مجيد النعيمي) بسيارته الخاصه وطلب منا ان نستقل السيارة ونترك البيت فوراً، وإلا سوف نقتل، وقال انكم مستهدفون بالقتل مع مجموعة من الضباط هنا في حي زيونة، وقد سئلوا عنكم وعن الآخرين ، لذلك أرتدينا ملابسنا بسرعة خاطفة، و تركنا البيت بكل ما فيه ، وركبنا السيارة ومعنا الاطفال الذين راحوا يرتجفون ويبكون رعباً وخوفاً مما سمعوه من السيد هاشم الذي اوصلنا بصعوبة بالغة مشكوراً الى شارع الكفاح المحتشد بالجماهير الثائرة الهائجة التي تصرخ (ماكو زعيم الا كريم) وتندد بالانقلابين وتطالب بالسلاح للدفاع عن الحكومة الوطنية وعن حبيبهم الروحي، عبد الكريم قاسم ، و بعد ان تركنا البيت ، هجمت زمرة من عصابات البعث- الحرس القومي، وراحت تطلق النار عشوائيا على البيت بأسلحتها الرشاشة التي كان قد ارسلها لهم (جمال عبد الناصر، وزودتهم بها السفارة المصرية في بغداد بواسطة فريد مجيد، الملحق العسكري في السفارة)، وفي اكتظاظ فوضى الارهاب وهذا التحرك الشرير المنفلت ، ففي الليل، كانوا يداهمون البيوت الامنة و يطلقون النار على كل من يعترضهم ويتركونه يتخبط بدمائه، وفي النهار يجوبون الشوارع مسلحين بحثاً عن غنيمة صيد يتلذذون باعتقالها و تعذيبها ، ومن ثم يتبارون على قتلها، وهكذا تحولت الجوامع والنوادي( نادي الاولمبي) والملاعب الرياضية( ملعب الادارة المحلية) ومراكز الشرطة (شرطة المأمون والفضل) والمعسكرات ودوائر الامن و(قصرالنهاية) و(سجن رقم واحد) و(سرية الخيالة) و(محكمة الشعب) والمدارس والبيوت التي صادروها وسيطروا عليها كلها قد تحولت الى معتقلات وسجون ومراكز تعذيب وتنفيذ اعدامات، ومواقف وسجن، لكافة شرائح المجتمع من العراقيين والمؤيدين لعبد الكريم قاسم من ضباط الجيش والوزراء والاطباء و اساتذة الكليات والعمال والفلاحين والموظفين والكسبة، وهكذا تكالبت قوى الشر والرعب والظلام على الشعب العراقي، وحكمته بسياط شريعة الغاب، بدون واعز من دين أو شرف او ضمير او قانون، فكانت عفاف حراير العراقيات تستباح و تهتك وتذل في هذه الاوكار الساقطة، كذلك تزهق ارواح الوطنيين الاحرار و تسيل انهارا في غرف ( قصر النهاية) الرهيب سيء الصيت، بأشراف وتنفيذ القيادة القطرية لحزب البعث، الذي كان يشرف على تنفيذ هذه الجرائم البشعة، و كان عدد القتلى من الشيوعيين من نهار 8 شباط الاسود الى10 شباط أي خلال يومين 5000 آلاف مواطن شهيد،،وفي غمرة هذا الارهاب المريع والمجازر الدموية التي مارسها حزب البعث وحرسه الآ قومي ضد ابناء الشعب العراقي، قام عبد السلام عارف، بأنقلاب عسكري على البعثيين في صبيحة يوم 18تشرين الثاني عام 1963، واصدر كتابا خطيراَ، أسماه (الكتاب الاسود)، أشار فيه بالأسماء الى الألاف من جرائم حزب البعث المخزية ، خلال حكمهم الفاشي الدموي الذي استمر تسعة أشهر،،،عزيزي القارئ - سأتطرق في الموضوع القادم، كيف واجه الزعيم عبد الكريم قاسم الانقلاب البعثي الاسود ؟،،،،،
( الوقت كالسيف اذا لم تقطعه، قطعك)
..................
المصدر:-
1- الدكتور علي كريم- مراجعات في حوار الدم- ص 51-52،
2- حنا بطاطو- العراق- الجزء الثالث – ص 298



#زكي_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عراق الانقلابات / عبد الكريم قاسم كان على علم بالانقلاب
- عراق الانقلابات / البيان الاول للجريمه
- عراق الانقلابات / خطة انقلاب 8 شباط الاسود
- عراق الانقلابات / بدء تنفيذ المؤامره - قصف وزارة الدفاع
- عراق الانقلابات / ساعة الصفر / اغتيال الاوقاتي
- عراق الانقلابات / تجمع قوى الشر ضد حكومة الثوره
- عراق الانقلابات / ثمن طلب السلم لكردستان
- عراق الانقلابات / الفخ الاستعماري
- عراق الانقلابات --- الاكراد والنضال والحكم
- عراق الانقلابات ..شركات النفط تطيح بقاسم
- عراق الانقلابات ..على كرسي الاعدام
- آيار عيد العمال العالمي
- الشرارة الاولى لوثبة كانون المجيدة1948
- مخاض وثبة كانون المجيدة1948
- عراق الأنقلابات / الجزء الخامس
- عراق الانقلابات / الجزء الرابع
- الأقليات ثروة وطنيه
- السفر والعيد ايام زمان
- الورد الجوري الاحمر
- عراق الانقلابات -- سقوط بغداد


المزيد.....




- حفل -ميت غالا- 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمر ...
- خارجية الصين تدعو إسرائيل إلى وقف الهجوم على رفح: نشعر بقلق ...
- أول تعليق من خارجية مصر بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطي ...
- -سأعمل كل ما بوسعي للدفاع عن الوطن بكل إخلاص-.. مراسم تنصيب ...
- ذروة النشاط الشمسي تنتج شفقا غير مسبوق على الكوكب الأحمر
- مينسك تعرب عن قلقها إزاء خطاب الغرب العدائي
- وسائل إعلام: زوارق مسيرة أوكرانية تسلّح بصواريخ -جو – جو- (ف ...
- الأمن الروسي: إسقاط ما يقرب من 500 طائرة مسيرة أوكرانية في د ...
- أنطونوف: روسيا تضطر للرد على سياسات الغرب الوقحة بإجراء مناو ...
- قتلى وجرحى خلال هجوم طعن جنوب غرب الصين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي فرحان - عراق الانقلابات / جرائم الحرس القومي