أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الشعب السوري على مائدة اللئام














المزيد.....

الشعب السوري على مائدة اللئام


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3628 - 2012 / 2 / 4 - 23:03
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يبدو أن الدب الروسي قد وجد ضحيته أخيراً في سورية لجهة استخدامها في محاولة إعادة وجوده على الساحة الدولية بعدما انفردت بها الولايات المتحدة الأمريكية لقرابة العقدين دون منازعة من أحد يذكر. و سبب وقوع الاختيار على سورية هو كونها بلد صغير و ضعيف، و محاصر بتهم رعاية الإرهاب غربياً، و مبتلى بالسيطرة الأجنبية الكونية المتمثلة بوجود الأسد في سدة السلطة قهراً و استبداداً.
و الأسد هذا موجود فقط ليغذي الحركات الإرهابية كحزب الله الايرالبناني و الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي تنفذ سياسة إيران في هذه المنطقة من العالم، و هي – إيران التي تستخدم أحابيلها كأوراق ضغط تمرر بها أوراقاً أخرى أقل ما يقال عنها أنها أوراق إيرانية صرفة. و الأهم من هذا و ذاك أن هذا البلد مبتلى بآل الأسد و هم طغمة إرهابية تحاول أن تثبت وجودها الحصري بقتل أبناء الشعب صغاراً كانوا أم كباراً.
و من الواضح أن هذه الابتلاءات جعلت من معاناة شعب سورية خارج الاهتمامات الدولية لأكثر من تسعة اشهر مما سمح للإرهابي بشار الأسد أن يبطش بالشعب السوري بطش الكلب المسعور بفريسته.
ابتلاءات سرطانية يضاف إليها تنكر مخجل لمعاناة الشعب السوري من قبل معظم دول العالم جعل شبيحة النظام الروسي يعيشون أحلام يقظة مدوية، و هم يعتقدون أنهم قد حققوا نصراً مؤزراً على خصومهم . غير أن هذا النصر الرخيص الذي تم تحصيله هو نصر ممزوج بدم الشهداء السوريين صنعته روسيا لتستثمره خارجياً مع أقرانها في قتل الشعوب كأمريكا و إسرائيل.
و لكن هل تلام روسيا لوحدها على هذا الدفاع الحقير عن الإرهابي بشار الأسد؟ طبعا لا، فأمريكا و روسيا تتبادلان الأدوار في مسرحية إطلاق تصريحات الشجب، و الاستنكار، و الوعيد، والدعوات للإصلاح، و التنحي الكاذب، و التصريحات الملغومة، بينما تجلس أوروبا تبتسم للجميع ابتسامات رضا عن كل شيء.
غير أن روسيا ارتضت لنفسها أن تلبس قلنسوة الغباء السياسي، و الذي لا يكاد يخرج صاحبها من مكيدة حتى يسقط في أخرى، و هذه المرة جعلها سقوطها تكشف عدائها للشعب أو عدم مبالاتها و استهتارها بقيمة الشعب السوري بشكل فاضح، هذا الشعب الذي أسقط متظاهروه العوالم العربية و الإسلامية و الشرقية و الغربية، بل أسقط العالم كله من حساباته، و اتجه بصدوره العارية يطلب الحرية، و لا يريد إلا وضع بشار الأسد و نظامه على الخازوق شاء من شاء و أبى من أبى.
و غير وقوع روسيا المفيد للشعب السوري و المؤلم له بآن معاً فريسة لغبائها، فقد ثبت أنها لا تنظر إلى سورية كحليف استراتيجي أو اقتصادي بمعنى الكلمة، أو كحليف ذا أهمية محورية حقيقةً لجهة اصطفافها الغاشم خلف جرائم الإرهابي بشار الأسد، وإنما تنظر إليه على أساس أنه ورقة تافهة – و هي نظرة في محلها - يمكن تحصيل بعض المصالح من هنا أو هناك جرّاء اللعب بها حتى ولو كانت على حساب فيضان دم الشعب السوري، فدماء العرب غير ذات قيمة، ودماء السوريين أقل قيمة من دماء بعض العرب خصوصاً أنها لا تحوي كريات النفط في تكوينها.
غير أن الذين تفاوضهم روسيا و تناورهم لتحصيل بعضاً من مصالحها عبر الورقة السورية لا يعتقدون أن سورية أو شعبها يستحقان تقديم أية تنازلات لروسيا كرمى لحقن الدم السوري، وهي – الدول الغربية لن ترضخ للدب الروسي عبر هذا الجانب البعيد عن اهتمامات دول حلف الناتو، وهذا ما يفسر التراخي الغربي، أو العجز العربي، أو إن شئتم أمام حسم الأمور باتجاه ما يصرحون به بكرة و أصيلاً.
لقد أدرك و وعى الشعب السوري هذه الألاعيب العالمية القذرة، و حسم أمره منذ أمد بعيد، و صار يحدد و يصنف دول العالم كافة حسب معيار واحد لا غير يتمثل بمقولة "من هو الأقل ضرراً للشعب السوري من بين دول العالم ليتخذه الشعب حليفاً."
أما بالنسبة لروسيا، فما هو المطلوب أكثر من أن ترسل السلاح والذخيرة إلى الإرهابي بشار الأسد ليقال أنها تقتل الشعب السوري؟ و ما هو المطلوب أكثر من وقوف روسيا سداً منيعاً في وجه أي تحرك ضد الإرهابي بشار الأسد في مجلس الأمن ليقال أن روسيا تقتل الشعب السوري؟ هل المطلوب أن يرسل بوتين و من خلفه ميدفيدف قواتهما إلى سورية لقمع المتظاهرين السلميين؟ ألا يكفي الشعب السوري بلاءً أن ترسل إيران عناصر الباسيج متنكرين في أثواب الحجاج ليقتلوا الشعب السوري، و أن برسل الإرهابي حسن نصر الله شبيحته لقنص المتظاهرين؟
فليعلم العالم أن الشعب السوري قد قرر تطهير الجمهورية العربية السورية من رجس إرهاب بشار الأسد و نظامه، و قطع أيادي الإرهابيين أحمدي نجاد و حسن نصر الله الفارسي دفعة واحدة، سواء كان ذلك ضد رغبة ربع العالم، أو نصف العالم، أو ثلاثة أرباع العالم، أو العالم بأسره.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون في سورية وأيديولوجية السيطرة
- المحنة السورية على إيقاع رقص الذئاب
- النظام السوري و استراتيجيات تشو مسكي العشر
- رومانسية تسبق سبات المنطق الحيوي
- بشار الأسد و القرد الصغير
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علي الأمين السويد - الشعب السوري على مائدة اللئام