أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأمين السويد - بشار الأسد و القرد الصغير














المزيد.....

بشار الأسد و القرد الصغير


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 19:38
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يحكى أن بعض الباحثين قاموا بتجربة علمية لدراسة سلوك الحيوانات الفطري عند الشعور بالخطر المحدق. و تتلخص التجربة بأنهم وضعوا قردة مع وليدها في حوض زجاجي فارغ عميق، و جعلوا الماء يتدفق رويداً، رويداً داخل الحوض، وصار الماء يرتفع و أزمة القردة تزداد عمقاً، و للتذكير فقط، فأزمة القردة مضاعفة بسبب و جود ابنها الغالي معها.
وصل الماء إلى صدر القردة فدفعها خوفها لوضع وليدها على رقبتها، ولكن الماء لم يتوقف أبدا بل استمر في الصعود حتى صار يلامس فمه، فوقفت القردة على رؤوس أصابع قدميها و رفعت وليدها عالياً فوق الماء، غير أن هذا الماء العنيد لم يتوقف فغطى انفها بينما وليدها مازال معلقاً فوق الماء آمناً بين يديها.
غير أن استمرار تدفق الماء جلب معه ساعة الحقيقة، و حانت لحظة لا يمكن أن تُكذَّب نتائجها الفطرية التي تتكشف باتخاذ القردة قرارها المصيري بالحياة مهما كلف الأمر، فكان قرارها النهائي هو أنها أنزلت وليدها و داست عليه بقدميها ووقفت على رأسه باعتباره أصلب جزء من جسمه.
وفي الحالة السورية نرى بوضوح أن الشعب السوري يشبه وضعه وضع هذه القردة المسكينة، بينما ابن القردة يشبه ما يسمى بالجيش السوري ظلماً و عدواناً بقيادة الطغمة الحاكمة برئاسة بشار الأسد. و سبب المقاربة أن بعض السوريين مازالوا يعتقدون أن الماء لن يغرقهم، و أن "الوطن – بشار" لن يقتلهم بالرغم من المنغصات الإجرامية للجيش الأسدي، و ربما يحاول البعض استمالة أو استعطاف الجيش بالصراخ الفارغ من مضمونه الآن بـــ" الجيش و الشعب يد واحدة" و الحقيقة أن الجيش يقتل الشعب بيد واحدة إلى هذه اللحظة.
فالوضع السوري يتلخص بأن الشعب ما زال يحلم باستيقاظ بعض أفراد عصابات الأسد المسماة "جيش الأسد" من نوبة التنويم المغناطيسي الأسدي ليحميه، لا ليبيده لقاء طلبه الحرية، بينما وفي الجانب المقابل ننبلور إرادة حياة النظام بتنفيذ القتل و التنكيل و إتباع سياسة "اقتل واقتل حتى تقتل الجميع و تجلس على جثثهم منتصراً." فالقرد هنا لا يبكي مثل ابن القردة المكلومة، بل وبالرغم من أنه محمول على أكف الراحات وتتم معاملته على أساس انه الابن المدلل و رمز المستقبل وما إلى هنالك من خزعبلات مندسة من قبل النظام السوري المجرم، فهو يغرس خناجره ورصاصه المتفجر في صدر من يحمله.
لقد استفاد النظام الغاصب للسلطة في سورية من عدم فهم بعض الشعب لحقيقة حب الوطن ، فصار قرده العاق - جيشه المجرم يقتل الشعب بدم بارد متناسياً أن لصبر الشعب حدوداً، و أن الماء ما إن يصل إلى منافذ الحياة لديه، فسيقوم هذا الشعب الخانع باختصار الوطن بحياته الشخصية و سيدوس على رأس النظام و جيشه مهما كلف الثمن حتى ولو استجلب العالم كله لأرض الوطن ليعينه عليه.
فما بال بشار الأسد يعتقد انه في مأمن من مصير القذافي و تشاوتشيسكو؟ هل يعتقد انه أغلى على الشعب السوري من القرد على أمه؟ ساء ما يحكم هو و زمرته الإرهابية. إن على بشار الأسد أن يضع في رأسه انه هو وجيشه المجرم و مفردة "وطن" ذات المعنى الحزبي البعثي السخيف يمكن أن يكونوا محرمات يبتعد عنها الشعب الذي قرر أن يضع يده في يد إبليس ليخلص من الشيطان الرجيم.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رائق النقري يكذّبُ كُعْبَتَهُ لصالح الأسد
- الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري
- النظام السوري و الحذاء الضيق
- الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟


المزيد.....




- متى تتوقعون الهجوم على رفح؟ شاهد كيف أجاب سامح شكري لـCNN
- السعودية.. القبض على شخصين لترويجهما مواد مخدرة بفيديو عبر و ...
- مئات الغزيين على شاطئ دير البلح.. والمشهد يستفز الإسرائيليين ...
- بايدن يعلن فرض الولايات المتحدة وحلفائها عقوبات على إيران بس ...
- لماذا تعد انتخابات الهند مهمة بالنسبة للعالم؟
- تلخص المأساة الفلسطينية في غزة.. هذه هي الصورة التي فازت بجا ...
- شاهد: لقطات نشرها حزب الله توثق لحظة استهدافه بمُسيرة موقعًا ...
- ألمانيا تطالب بعزل إيران.. وطهران تهدد بمراجعة عقيدتها النوو ...
- مهمات جديدة أمام القوات الروسية
- مسؤول إيراني: منشآتنا النووية محمية بالكامل ومستعدون لمواجهة ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - علي الأمين السويد - بشار الأسد و القرد الصغير