أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة














المزيد.....

الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 23:37
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد مخاض نضالٍ شعبي وطني خسر العرب من أجل ولادته كل غالٍ و رخيص، خرجت شعوب معظم الدول العربية من ذل عبودية المستعمر الأجنبي لتبتلى بنير مستعبد "ألعن" ولكنه محلي و قوامه حفنة من العسكر المتناثر هنا وهناك على امتداد ما صار يُعرف بالوطن العربي. فقد نجح هؤلاء العسكر بالدليل القاتل أو القاطع لا فرق في التوصيف هنا، في إثبات أنهم لا يفقهون من أبجديات القيادة غير فن تحويل الضعفاء إلى قطعان و جعلها تمأمأ بأسمائهم الحسنى لتؤكد بقائهم غُصة "تاريخية" في حلوق تلك القطعان المتنكرة بلباس الشعوب تذكرها بأنها قطعان وليست شعوباً.
و تدافعت أمواج انقلابات ضباط التتار، وليس الأحرار، على الشرعيات الدستورية من المحيط إلى الخليج، وراح "هولاكو" كل فريق يتفنن في إجراء عمليات تجميل ذاتية غير مسبوقة تلخصت في استبدال دماغه الإنساني بحذاء عسكري، وصار يقرّب إليه كل من يثبت أن رأسه تحتوي على بسطار أثقل و أنجس من غيره ويقبل بتسليم رباطه إلى ربه الأول- هولاكو الأول.
و كان الإنجاز الأعظم لكل نظام عسكري بلطجي أو شبيحي أن جعل عقول عبيد إقطاعيته تقتنع بأنها مجرد سجادات أو مناديل ورقية لم تُخلق إلا للتشرف بالدوس عليها أو المسح بها لراحة تلك الأحذية أو نظافتها استعدادا لتحرير الأراضي المحتلة المقدسة و غير المقدسة ورمي اليهود في البحر مدججين بمنظومة متكاملة من الشعارات المثيرة للقرف التي تدغدغ سوى عواطف البسطاء أي 95% من الشعوب العربية تقريبا التي تخاف الله كثيراً ولا تخرج على حكامها حتى حوّل كل حاكم "ضيعته" إلى مومياء من الرفسة الواحدة تفهم ما يريد.
نجحت الأنظمة "العربية" المحتلة و التتارية في زرع منظومة من الشعارات الطنانة التي لا يجوز الشك بها بينما باءت الغبية إسرائيل بزرع منظومة من القنابل النووية لا تسمن ولا تغني من جوع والدول المحيطة بتأسيس اقتصاديات كالجبال لا تهزها الرياح.
و الآن و بعد هذا التلميح و التقريب، هل ما زال هناك لَبْسٌ في المسميات؟
ألم يئن للذين ورمت، بل فقعت أي انفطرت، قلوبهم أن تطمئن للكفر بفرعون و سحرته و بجمال عبد الناصر و أمثالهما أنور السادات، و حسني مبارك، و حسين الطنطاوي، و حافظ الأسد، و زبانيته، وبشار الأسد و شبيحته، و علي عبد مصلحته "صالح" و بلاطجته، و صدام حسين و علوجه، و معمر القذافي وكتائبه، و ما لم يُذكر أعظم؟ هل هناك عقوبة تطبق بحق هؤلاء العسكر تشفي صدور أمةٍ مكلومة بماضيها و حاضرها؟
لقد اثبت رحيل بعض هؤلاء الجبابرة و تأهب الآخرين للسقوط بين روث التاريخ أنه لا وجود لقومية عربية ولا لنية تحرير و لو زريبة محتلة واحدة و لا نية في تحديث مصانع غير تلك المنتجة للرصاص و لمواد الدمار الشامل لقتل المتنورين ومعامل الكذب و التشبيح الإعلامي لتسطيح عقول القطيع أكثر، فكل نفر من هؤلاء المجرمين جاءه اليوم الذي نادى فيه بأنه رب قطيعه الأعلى، وأن معارضيه شرذمة تتآمر على القطعان الغبية و تريد إخراجها من مرعاه و راح يزعق طالباً من الأحياء و الأموات أن يسبحوا بأسمائه الحسنى التي سمّى بها نفسه كرقية شرعية تقيهم شر الحاسد إذا حسد مثل قول وترديد: المقاتل، المجاهد، الممانع، القادم من الخيمة، المستعد أو الذي على استعداد، ملك ملوك إفريقيا، رئيس العالم، أمير المؤمنين، حاكم العالم، المقاوم الذي لا إله إلا هو في الوطن ما دام حياً.
أما حقيقة شعارات هؤلاء الأرباب، وللأمانة تعكس بوضوح القواعد الإستراتيجية لوجود الأحذية العسكرية على رقاب البرية لأن كل شيء عدا وجود الحاكم ذو الدماغ الحذائي، مؤامرة خارجية هدفها إسقاط الوطن – أعز الله قدركم من ذكر هذا الوطن- فلزم الأمر نحت كل وسيلة لتسفيه الآخر الذي يرفض أن يكون مجرد نعاج تذبح وقت الحاجة و تجريمه بما يخطر على بال و بما لا يخطر على بال إبليس الذي أصبح عاطلاً عن العمل لتوفر الأفضل من اصحاب الألقاب التي غلبت اهميتها عند الكثيرين صفات الله الحسنى الــ 99.
غير أن هؤلاء الأحياء – الأموات أو "زومبيات" (1) العرب حقيقة برعوا في كل شيء إلا قول الصدق، فمن أجل أن يُخلع عليهم صفات تزيد من ثقل بساطيرهم على رقاب شعوبهم، راحوا يبتدعون شعاراتٍ رنانة توحي بالفرج القريب الذي ينتظر الأمة بقيادتهم غير أنهم و في الوقت عينه حضّروا أدوات قلع حناجر من يسألهم عن حقيقة معاني تلك الشعارات التي يرفعونها، شعارات من مثل تحرير فلسطين و بيت المقدس، و تحرير الأجزاء المحتلة، و تحرير الإنسان العربي، و تحقيق الوحدة العربية، والقضاء على المؤامرات الداخلية و الخارجية ما ظهر منها وما بَطَن، و تبني سلام الشجعان الذي تطور بقدرة قادر إلى سلام استراتيجي ثم المقاومة و الممانعة بطعم الاستسلام ولم يثبت غير تحرير أحزمة بناطيلهم لسلخ جلد القطعان و لحاجات أخرى.
وبعد نصف قرن من الدجل والتدجيل لم يتحقق سوى راحة بال السادة أصحاب العقول الحذائية العسكرية، وثبت أن الأمة كلها كانت في خدمة هذا الفرعون ليستطيع أن يأكل بشكل مميز، و أن يشرب بشكل مميز، و أن يخطط أو أن يعمل من أجل الإنجاب أو غير الإنجاب بشكل مميز، بينما القطعان فلا تحتاج سوى لبعض العلف الذي ما إن يسقط عليها حتى يرتفع نقيقها و مأمأتها بالدعاء و التثبيت.
وبكلمة أخرى بقيت البلدان العربية تسير إلى الخلف حضارياً بثبات تحسد عليه حتى صفعت تلك الشرطية الباسلة فرداً قرر انه لا ينتمي إلى القطيع، ففعل عملا لا قولا معنى "الموت ولا المذلة" فإنتبه بعض القطيع إلى عزته، فقرروا التوقف عن كونهم قطعاناً و أن الموت أفضل من المذلة و باتت كرة ثلج وطء كل آلهة الأحذية العسكرية ووطء شعاراتهم و محرماتهم تتدحرج ولن يوقفها إلا سحق كل ما يمت لفراعنة العرب الجدد بصلة. لقد اعتمد المولود الحر الجديد أجندة ترفض صفة القطيع لصالح صفة الشعب الحي المسئول حقيقة عن نفسه وعن أحلامه و يسخر كل ما يلزم لتحقيقها دون خطوط حمراء.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسقط -حماة الديار- جيشاً و نشيداً
- الحراك الشعبي و شبيحة المعارضة السورية
- فلتسقط المعارضة السورية التقليدية
- من يضمن معاهدات السلام، الشعوب أم الأنظمة؟
- رهانات النظام السوري الخاطئة
- سورية الأسد أم سورية علي بابا
- حماس و أخواتها: مقاومة برائحة الإرهاب
- تحالف النظام السوري و الصوفية البعثية
- العرعرة و النقررة في الميزان
- أمريكا والبحث عن النفوذ بين شهداء سورية
- أموات سورية لا يموتون
- جماعة الحلول الثورية والحيوية ... و لكن!
- تسريع إسقاط النظام السوري
- النظام السوري و الحذاء الضيق
- الاغتصاب الجماعي بين الإشاعة و خشية العار في سورية
- الأسد و قمع الجراثيم
- مملكة الكذب و أوهام الخلود
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968
- القبور العربية


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - الأنظمة العربية المهترئة و إرادة الحياة