أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - مملكة الكذب و أوهام الخلود














المزيد.....

مملكة الكذب و أوهام الخلود


علي الأمين السويد

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 05:47
المحور: كتابات ساخرة
    


تقول الأساطير أن أم أخيل أرادت أن يكون من الخالدين فأخذته إلى نهر يدعى سيتكس كما نصحتها الآلهة، ثم أمسكته من وتر كعبه الأيسر وغمسته في مياه النهر من رأسه إلى ما قبل كاحله الذي تمسك أمه بوتره، ثم رفعته خوفاً عليه من الغرق واعتقدت أنها بذلك حققت مأربها و حصّنت ابنها أخيلاً من الموت ومن الإصابة بأي أذى. وكُبَر أخيل على أنه خالد تحميه الآلهة ونهر سيتكس. غير أنه وحسب الأسطورة كان أخيل محمياً بالكامل إلا في موضع كاحله.
ومنذ نشأة حزب البعث، قرر البحث عن نهر سيتكس التي تبقيه مستمراً إلى الأبد، فوجد نهر الكذب الذي لا ينضب أبداً و ظنّ أن كذبه يحميه من السقوط كما ظن أخيل و أمه. فقد عمل النظام ألبعثي السوري على بناء جُدرٍ من الكذب والخزعبلات الإنشائية منذ استيلائه على سورية بالسطو المسلح استعدادا ليوم ينتفض فيه الشعب السوري الذي لا بد وانه منتفض يوماً ما ليكشف الحيف والجور عن نفسه.
لقد تسلح النظام السوري بسلسلة مطورة من الأكاذيب التي ظاهرها يدغدغ مشاعر العرب الذين يبحثون عن أي شكل من أشكال الانتصار في زمن عزّ فيه قول "لا"، فكان من شعاراته الفارغة "أمة عربية واحدة" الذي عمل الحزب عكس هذه المقولة حين كان السبب الأساسي في حركة فك عرى الوحدة مع مصر ،تلك الوحدة غير المأسوف عليها ولكن الشاهد هنا للتدليل على ازدواجية معايير حزب البعث العربي الاشتراكي، ثم قام الحزب بقمع الحريات على مدى خمسين عاماً، بل وقمع الحياة بشكل وحشي كلما اهتزت بذرة حرية في حي من أحياء سورية.
وعلى مدة وجوده في السلطة سخّر النظام مقدرات سورية كاملة لبناء أسطورة النظام السوري – الأخيلي الذي لا يقهر، فقام النظام في بداياته وبعد صفقة بيع الجولان باختراع عدوٍ له غير اسرائيل اسماه "الأخوان المسلمين،" ثم ادعى أنهم مسلحين، ثم قال عنهم ارهابين، ثم ادعى أنهم أصحاب أجندات خارجية، وراح يستخدم ذات وسائل الإعلام في إظهار أسلحة و أموال واعترافات سخيفة في مسلسلات سيئة الإخراج والمونتاج فزج الآلاف في السجون و زج آلافاً غيرهم في القبور الجماعية، وشرّد الآلاف في سبعينيات القرن الماضي.
و جاءت فترة الثمانينيات لتحمل الويلات لسورية عبر سحق مدينة حماه أبي الفداء، فقتل حافظ الأسد وأخيه رفعت الأسد ما يزيد عن خمسين ألفا من السوريين الأبرياء واغتصبوا الآلاف من النساء ونهبوا كل ما غلا ثمنه وخف حمله.
ومرت التسعينيات دون مجازر كبيرة تماثل ما حدث في السبعينيات والثمانينات من ذات القرن غير أنه تفرغ لفرض إرهابه على المنطقة العربية والدولية تحت مسميات الصراع العربي الإسرائيلي الوهمي، وصراع الإرهاب، فكان يرسل الإرهابيين إلى العراق، ثم يسلمهم إلى أمريكا حتى تربت على كتفه كما يربت السيد على ظهر من يدلل من البشر ومن غير البشر.
وفد أنشب النظام قبلاً أظافره في خاصرة تركيا باستخدام عبد الله أوجلان، وراح يلعب في الأوراق اللبنانية، واستثمر، بل وابتزَّ منظمات المقاومة الفلسطينية باسم إيوائها في سورية، و أطال أظافره المسماة حزب الله الإرهابي و غرسها في لبنان. ثم تلاقت سياسة إيران الاستعمارية الحديثة مع سياسة النظام السوري الساعية إلى فرض هيمنته على المنطقة بشكل يظهر سورية و إيران كدولتين لا يمكن اللعب بالنار معهما.
فكل تلك الوراق كانت ومازالت مكونات نهر سيتكس حزب البعث العربي الإرهابي، ولأن الكمال لله وحده كما الخلود والأبدية، برزت نقطة ضعف النظام القاتلة التي هي ليست في كاحله كما هي الحال مع صاحبنا أخيل و إنما في قول "الحقيقة". الحقيقة هي ذلك السلاح الفتّاك الذي عرّى النظام وكشف زيف إدعاءاته المثيرة للاشمئزاز.
فالثنائي الجديد بشار وماهر الأسد وصما الشعب السوري بأنه مندس، إرهابي، أصحاب أجندات خارجية، متآمرين على الوطن، سفراء الأعداء في الوطن، و الحثالة كآخر صرعة لفظية ، وقتل جنوده ليبرر كذبه بان من قتل الجنود هم جماعات إرهابية مدربة تدريباً متميزاً. ولا ادري كيف يكون الإرهابيين مدربين تدريباً جيداً وعناصر الجيش تقف في وسط الشارع دون أية سواتر تقنص هؤلاء المندسين بكل أريحية وحرفية دون اخذ أية تدابير قتالية. لا أدري فربما هؤلاء الجنود هم آلهة.
لقد كشف الشعب السوري البطل مكمن قوته كما اكتشف نقطة ضعف هذه النظام الاستبدادي، وتيقن أن قول الحقيقة وكشفها للعالم الذي صعق العاقل والمجنون على حدٍ سواء من هول ما يشاهدون هو من سيزيل هذه الأكذوبة المجرمة من المشهد العالمي.
________________________________________________________________________________________________
أخيل: حسب الأسطورة، كان آخيل ابنا لـ"بيليوس"، ملك ميرميدون، أمه "تيتس" كانت من الحوريات. وبحسب الكتابات الإغريقية القديمة، ولكي يصبح من الخالدين (غير الهالكين)، قامت أمه بغمره في مياه نهر سيتكس، إلا أنها وحين غمرته كانت ممسكة بعقبه من الوتر، فكان هذا المكان الوحيد في جسمه الذي لم يغمره الماء، وأصبح ذلك نقطة ضعفه.



#علي_الأمين_السويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوِّع أم شبِّع شعبك، يتبعك؟
- نكسة العرب حزيران 1968
- القبور العربية
- المزربَّة القطرية
- مراجعة حيوية
- البداهة الحيوية الكونية
- قوانين إرهابية
- إعتلال بداهة القرآنيين (2)
- إعتلال بداهة القرآنيين (1)
- الشكل الحيوي، والشكل الحيوي في المنطق الحيوي
- العرب وشرف آخر زمن
- إشارات عابرة
- زيف المساواة بين الجنسين
- أمةُ دبِّر رأسك
- الله يلعنك يا إبليس!
- الخطاب المنكر
- الإنسحاب المصري
- القرضاوي الشيخ النووي
- الزهايمر الفكري عند الجلبي
- نظرة في -أضاحي منطق الجوهر*- للدكتور حمزة رستناوي


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الأمين السويد - مملكة الكذب و أوهام الخلود