أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر بن بوجليدة - في انطولوجيا الحاضر أو الحداثة والراهن















المزيد.....

في انطولوجيا الحاضر أو الحداثة والراهن


عمر بن بوجليدة

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 01:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في منتصف ثمانينات القرن الثامن عشر الالماني ظرحت مجلة المانية على كانظ السؤال الشهير :ماهو التنوير؟ خمس سنوات قبل الثورة الفرنسية، ويعتبر هذا المقال بمثابة تدشين لنمط جديد من التفكير . هذا النص المدهش و المثير يكتسب اهمية كبرى في تقديرنا و ذلك من حيث انتماؤه الى حيز الاحداث و التاريخ ، فهو يحاول ان يفهم قيمة هذا الحدث و تاثيره على اللاحق من الاحداث وبالتالي فان هذا المقال يعكس وعي الفيلسوف بالعصر الذي ينتمي اليه ، وبالاحداث التي ستغيروجه ، ووجهة التاريخ .فما هو الحدث الذي نسميه الانوار؟ الذي يحدد بطريقة ما من نكون. للابانة على ذلك نختار ان نؤكد تعريفا كانطيا مفاده ان الانوار انما هي الخروج من القصور والعجز ، الى القدرةو المسؤولية ، ذلك ان الانوار انما تعني قدرة الانسانية على استعمال عقلها الخاص ، دون الخضوع لاية سلطة ، ها هنا تتراءى اهمية النقد و يتحاذى العقل و الانوار و النقد ...غير اننا نعثر هنا على علامة حاسمة تؤكد تعلق الفكر الفلسفي بالحاضر ، انه تحت هدي هذا النحو من النظر يصبح بينا ان الحاضر جدير بالتفكير الفلسفي ، ويذهب فوكو الى اننا لايمكن ان نفصل سؤال التنوير عن سؤال الثورة وان كان مايهم كانط ليس الثورة في حد ذاتها ، بل انما الاثار المتبقية في اذهان الناس الذين لم يعيشوا مخاضها .ان هذين السؤالين فيما يرى فوكو يفتتحان الحداثة الفلسفية في الغرب ، واسئلة كانط انما تصب في طريقة التفلسف التي تنهم باللحظة الراهنة :ماذا يحدث اليوم؟ ماهو هذا الان الذي نحيا ، ونعيش ونعبر في حقله؟ انه هنا بالتحديد يبدا وجه الاقتران بين نص كانط و سؤال الحاضر ...يبدا في التجلي :ماذا يحدث الان؟ ماهو هذا الان؟ ان تساؤل كانط مكن من ولادة تأويل جديد تكون المسالة الاساس في الفلسفة ، بمقتضاه هي مسألة الحاضر ، ومن نكون نحن في هذا الحاضر؟ يبدو ان سؤال كانط يتعلق بهوية الحاضر ، بمجال التاريخ و الاحداث ، كأحداث فلسفية ينتهي اليها الفيلسوف ،كما يشيرالى مشكلة الحاضر وسؤال الحاضر الذي يشير بدوره الى ال نحن :أي من نحن كشهداء على العصر ؟ فمشكلة العصر الحاضر هي مشكلة من نحن ؟في هذه اللحطة الدقيقة ، ولا شك ان الهدف الرئيس اليوم ليس ان نكتشف ، بل ان نرفض من نحن ،أي أن نتخيل كيفية وجود مغايرة و سبلا بها نخرج عن تقنيات السلطة ...احتراما للتعدد و تاكيدا لحق الاختلاف...
ولأننا ننهمّ بالإنسان الذي هو إيّانا ، يجدر بنا في مستهلّ تمشينا التأكيد أنّ "الغربيين "الحقيقيين إنّما يوجدون بين دفـّات الكتب و بالتالي لا مجال لللنبش عن تواطؤ ممكن أو للخلط بينهم وبين ساسة تحكمهم استراتيجيا المصالح وما ذلك عن فهمك ببعيد... ومن المناسب أن نذكّر بـ"تشومسكي" ، "جان جنيه" ، و"بول ريكور" وهل اغتالت "راشيل كوري" شبابها إلاّ انتصارا لقضايانا و لفلسطين... إنّه الشرف الإنسانيّ ينتصب درعا ضدّ أبشع تجسيد للظلم و الشرّ... انتصارا للمضطهدين و المفقّرين و الحيارى و المنجرحين و المنقهرين
وإنّه لمن الموقن به - و أنت تعرف أنّي أعرف كما تعرف - أنّ القدرة لا تكمن في قراءة نصّ كانط و فوكو... و شرحها و أنّ القدرة إنّما تكمن في إدراك الفجيعة الصامتة والكسر غير المرئيّ الذي أعلنت في مستواه أروبا الحداد على النصّ السابق لأنها ابتليت بحبّ النوع الإنساني.
و إنّي ليحزنني أن يقدّم "الحداثيون" أنفسهم ورثة للكونيّ منصاعين لرغبة "الغرب" في إقحام المجموعة البشريّة في مشروع واحد ، و في إخراج الأرضيين كافّة من ثقافة الأصل ، حالتئذ يتعيّن علينا أن ندرك أنّ الأصل تفتت وتلاشى .و إنّه لمن اللافت للنظر أن يتملّك "الغرب" تفويض انتزاع ملكيّة الأصول و إعادة توزيعها... و ما ينبغي له. .
و لأننا ننتمي إلى بشريّة ضاربة بجذورها في تقاليد نصّية قديمة، فإننا لم نغادر في أذهان " حكّامنا" و" رؤسائنا " حيز "القطيع"... خذلونا و وأدوا في أعماقنا الحلم بالكرامة . ولا أكتمك أنّي كلّما بحثت عن" المواطن الحرّ" لا ألقاه و قليلا ما هم ....فانظر ماذا ترى.
وليس بوسعنا إبانئذ أن نتجاهل حقيقة تاريخيّة مفادها أنّ حركة التنوير لم تينع عندنا ،ذلك أنّ مفاهيمها لا تزال غريبة عن مجالنا التداولي و حقلنا الثقافي ّ.وإنه لمشهد عجيب تتراءى فيه محاولات و مناورات ولكن كان البون شاسعا و الهوّة عميقة بين مفهوم "المواطنة" و "الرعيّة"و.. .
و ما أكثرها جروح وطني فهاهم من جديد يريدون مقايضة الأمن بالحرّيّة مثلهم في ذلك مثل الرئيس-كان... يعزّ و يذلّ ولا من رادع مؤسسي، لحظة توارت روح الفداء و الشرف و الشجاعة و صمت من صمت بحسرة و اشمئزاز و قرف و غضب و عجز و حيرة و حزن ...لا ريب إن أقرّ الآن أنّ العبارة مازالت عندنا متوترة، تقرأ ألفاظا دون معنى. فإذا بمن انتهك و ينتهك حقوق الإنسان يرفع شعار حقوق الإنسان، مادام في وطني أشباه ساسة.
و بذلك يستبين أنّ الثورة الفرنسية ليس لها امتدادات فينا، فهي في أحسن الحالات كانت محصورة في نخبة ضيّقة و بالتالي كان ما كان بين "النخبة العصريّة " و" النخبة التقليديّة " فالجماهير لا تعرف بعمق معنى التنوير، حتّى ادّاركوا في الحيرة جميعا فما استطاعوا مضيّا و لا هم يرجعون و أقبل بعضهم على بعضهم يتلاومون .فما أدراك بأنّ الفصل بين الأنوار و أوروبا المتوثبة للاستعمار ممكن ؟ ألا يمكن أن يكون نصّ الكوني وسيلة من وسائل العنف و الاستعمار ؟ هل يحقّ لنا أن نستمرّ و نتطاول أكثر : هل خطة "الأمريكان" كانت الاستعاضة عن أنظمة انتهى مفعولها و مدّة صلاحيتها بأخرى ظاهرها الديمقراطيّة و حقيقتها عمالة و استبداد و دكتاتوريّة نفاذا إلى عمق الثورة الشعبيّة أحيانا سرعان ما يتمّ الاستيلاء عليها .
إنّ واقعة الثورة قد حدثت لكن قوى الظلام...و فلول الردّة ... مسطحيّ الوعي... يابسي الرؤوس...وشيوخ الفتنة وحكماء الغفلة لا تبغي التزحزح من مكانها فغايتها الاستمرار عبر استبدال الوجوه.
إنّ لغة عصر الأنوار لم يحدث أن تمّت تبيئتها في حقلنا الثقافي إنّه لا يكفي أن نترجم ألفاظا بألفاظ فالتثوير و التنوير ينبغي أن يتزامنا و يتوازيا و يتلازما فالعمليّة لم تكن معنا سوى "إحداث لغة في لغة مقررة بين أهلها .



#عمر_بن_بوجليدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة السياسيّة بين العبوديّة الإراديّة و النزوعات الثوريّ ...
- بين النصّ و الكتابة أو في اختلاف الشروحات و صراع التأويلات
- نضج الموت أو في الحداثة المغدورة و مصارعة الاستبداد
- في الحبّ و الموت و الثورة
- خلخلة الصارم أو- الآخر- بين ثقل التاريخ و شهوة ابتكار العالم
- القانون الدولي و لعبة التوازن:الصراع أم السلم؟
- الثورة و التنوير راهنا
- الزمان الدائري و فكرة التقدم :فينومينولوجيا الروح و إرادة ال ...
- في الارتعاب من الديمقراطية ...على الديمقراطيّة
- من نحن كشهداء على العصرأو كيف نتخيّل كيفيّة وجود مغايرة؟
- في الحاجة ال الحرية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عمر بن بوجليدة - في انطولوجيا الحاضر أو الحداثة والراهن