أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر بن بوجليدة - الحداثة السياسيّة بين العبوديّة الإراديّة و النزوعات الثوريّة















المزيد.....

الحداثة السياسيّة بين العبوديّة الإراديّة و النزوعات الثوريّة


عمر بن بوجليدة

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حينما نطرح اشكالية ، السلطة ومرتكزاتها فإن مدار قولنا إنما يتمحور حول ما يذهب إليه العديد من المفكرين من أن هيمنة التيولوجيا ، تؤمن سيطرة مؤسسة الدولة ، ذلك أن اللاهوت رسم للدولة سبل وطرائق تفرض النظام و الرقابة ، كما أنه أبان لها مسارب حب النوع البشري ، وكأنها تقوم منه مقام نفسه . في هذا المستوى بالذات تتجلى المؤسسات ويمتد بيننا وبينها الممنوع الذي يطرح القانون من خلاله كمجال اجتماعي للخطاب وقد غطاه المشرعون .
إن قصدنا هو أن نكشف كيف أن الدولة تنفرد بالقدرة على خلق أسطورة الواحد ، وعلينا أن نعلم أن ذلك إنما هو مدخل إستبطان السلطة الأبدية ، الذي لا نفهم من أمره شىء ، نحن غرضنا هنا أن نمتحن مرة أخرى : كيف تعمل السلطة للسيطرة ؟ إن هذا التساؤل لم يعد اعتباطيا ولا هو من جنس فضول الفضوليين ، بل إنما هو شرط إمكان المسكوت عنه الذي يبرر محاولة فهم أشياء لامعقولة ، علينا أن نبصر أنه في هذه اللعبة الأبدية للمؤسسات ، يفترض القانون أوثانا يوجه الحب إليها بإستمرار ، وبالتالي يجب أن لا نجابه عالم المؤسسات بالأفكار بل بالاستيهامات كما بين Pierre legendre "،
إن صياغة المسألة على هذا النحو ، إنما تنطوي على إشارات إشكالية مخصوصة ، علينا البدء بالتقاطها من الجهة المناسبة لها ، وهي أن المؤسسات تستهلك الملايين من البشر ليس فقط بتأثير الآلية الاقتصادية ولكن أيضا باحترام ومساعدة جهل مؤسس و هذيان مقدس ، وإذا كنا قد رمنا التوقف عند طابع القداسة فلنؤكد أنه إنما هو إعطاء معنى للسلطة. إنّها ومضة كثيفة الدلالة و رامزة إذ تعني أنّه إذا ما قطعناها عن جذور المعتقد و آليّة الرّموز لألفينا تلك العلاقة مع السلطة مشوّشة و مضطربة ، و إنّه لمن الضروريّ أن ننتبه إلى أنّ هذا الخطاب حول السلطة يتجاذبه خطابان متوازيان: ولعلّ ما يكون بيانا لذلك ،الخطاب حول الطغيان و الخطاب حول التوتاليتاريّة ، ثمّ إنّ إنعام النظر في هذا الشأن يجعلنا نتساءل : كيف يمكن لكلّ هذه الجماعات من النّاس و المدن أن تحتمل طاغيا متوحّدا ليس له من قوّة إلاّ القوّة التي تعطى له و ليس له من سلطة في إلحاق الضرر بهم إلاّ بقدر ما يريد النّاس أنفسهم ضمان استمراريّتها .
هذا السؤال الخطير الوارد على لسان"إيتان دي لا بويتي " في كتاب له مغمور موسوم بـ "الخطاب حول العبوديّة الإراديّة " لا ينتظر جوابا بل إمكانيّات إجابة غير أنّه لا يسعنا إلاّ أن نسجّل أنّ "دي لابويتي" يغلّب الظنّ على أن الأمر ، إنّما يعود إلى الإفتتان باسم الواحد وحده .كما يرجّح أن يعود الأمر كذلك إلى ضعف البشر .و ليس يخفى ما لهذا الضرب من التقدير من أهمّية .إذ يجدر بنا أن نشير إلى أنّه كان بوّابة أنعشت أسئلة ستطرح و تكشف عن مطويّاتها وتفتح آفاقا للتحليل جديدة ، ذلك هو المسار الذي يجب تتبع أطواره لنفهم منطلقات و إشارات "كلود لوفور" الذي يذهب إلى أنّ قول " لابويتي" إنّما هو قول سياسيّ بامتياز حيث يكون المنبئ عن نقلة نوعيّة : فكيف يمكن التفكير في العبوديّة الإراديّة ؟
و ليس يمكننا في هذا الموضع تدبّر إرهاصات إجابة بغير إعادة التفكير في العبوديّة، وهو ما يمكن أن يكون كفيلا بإجلاء أنّه لا نذالة النّاس ولا خوفهم يمكن أن يشكّل مدخلا من مداخل العبوديّة الإراديّة . و إذا ما صرفنا النظر على ما تنطوي عليه تلك المداخل من إمكانيات إجابة أدركنا أنّ الكلّ إنّما يتصاهر و يتعالق و يكون ألصق بلعبة الواحد واسعة الفضاء رحبة الدلالات ضمانا لهويّة الجماعة ، ووفق هذه الاعتبارات فكلّ واحد يريد التماهي مع الطّاغية من خلال صنعه من نفسه سيّدا على الآخر، هكذا و في سياق سعينا إلى الظفر بنحو من التعريف الأصيل و الصّارم لمعنى العبوديّة الإراديّ يتراءى لنا أنّها إنّما هي وليدة سلسلة تماهي مركّب و مزدوج ، إلاّ أنّ "لوفور " يستأنف التفكير في هذه المسألة مؤكّدا على البعد النقدي في التعاطي مع هذا المنجز ، و بذلك فليس يمكن إدراك مقتضى الحياة السياسيّة في عصرنا دون التساؤل حول التوتاليتاريّة ، ولقد كان لـ"لوفور "فضل استشفاف مرتكزاتها ،حيث بيّن أنّها تعتمد على نظام الدولةـ الحزب و على قوّة الإيديولوجيا و إنّ هذا الأمر ليفترض إبادة الخصوم من أجل ضمان تماسك الجسد السياسيّ ، بل أنّه لينبغي في تقدير "لوفور" التأكيد أنّ التوتاليتاريّة إنّما هي نقيض الديمقراطيّة .
مما قدّمنا يصبح من الموقن به أنّها يمكن أن تكون نتاجها الطبيعيّ، وبعد لفته النظر إلى هذا المأزق يأتي إلى ما مفاده أنّ مواجهة التوتاليتاريّة ، لا يكون إلابإبداع للديمقراطيّة مستمرّ ، وهو ما يضمنه تعالق وتعانق الاحتجاجات و الثورات ودوامها . و خليق بنا أن نعود إلى سؤال "لابويتي " فنراه يحقق انزلاقا خارج التاريخ كما يوضح "بياركلاستر" وتبدو هنا الحاجة ملحّة لتفهّم الانتقال من الرّغبة إلى حبّ العبوديّة من جهة ما هو غير عقليّ، و المتبادر إلى الذهن أنّ كلّ علاقة بالسلطة هي علاقة استحواذيّة قمعيّة ، لقد استقام لدينا لحظتئذ سؤال ينطرح حول سياسة غير قسريّة إلى أخرى قسريّة ، من أجل ذلك نحن نميط اللثام عن صرامة تختزنها تلك الاستفهامات ، كونه يمكننا أن نبصر جليّا أنّ نزعة التمركز الأروبيّ تتزعزع ، لقد قطعت هذه التساؤلات مع ما كانـــــــــــــه التاريخ إلى حدّ الآن في تمثّله، لقد اهتدى العارفون إلى أنّها مجرّد حالة خاصّة بالمجتمعات "الغربيّة" إنّه ما يرسم ملامح مجتمعات لا توجد فيها مؤسسة سياسيّة . إلاّ أنّ السياسة حاضرة و مسألة السلطة مطروحة.
يستبين بالتالي أنّ الجهاز المفهوميّ الذي انبجست من رحمه هذه المفردات و قدّت منه هذه التراكيب ليؤكّد أنّ ما يظهره "المتوحّشون " هو ذلك المجهود الدّائم من أجل منع الزعماء من أن يكونوا زعماء .و إنّه لمن الضروريّ أن ننبّه إلى هذا الكشف العظيم و الذي ينتهي إلى إمكان إقصاء كلّ سلطة قمعيّة لا تتعاطى إيجابا مع النوازل و المستجدّات و المقتضيات و الما يحدث...ومن المناسب أن نذكّر أنّ "حنا أرندت" لا تؤمن بأنّ الأفكار وحدها تغيّر العالم بل الأحداث ، وهو ما يفترض أنّ الإنسان إنّما هو كائن مقاوم للظلم و الحيف و الاستبداد و العبوديّة و السلطة و التوتاليتاريّة...، ليقاوم و ينتصر...
Pierre legende jouir du pouvoir ed Minuit 1976
Etienne de la Boetie discours de la servitude volontaire Payot1978
Claude le fort ,L’invention democratiqueFayard1981
Pierre clastres La société contre l’etatMinuit1974



#عمر_بن_بوجليدة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النصّ و الكتابة أو في اختلاف الشروحات و صراع التأويلات
- نضج الموت أو في الحداثة المغدورة و مصارعة الاستبداد
- في الحبّ و الموت و الثورة
- خلخلة الصارم أو- الآخر- بين ثقل التاريخ و شهوة ابتكار العالم
- القانون الدولي و لعبة التوازن:الصراع أم السلم؟
- الثورة و التنوير راهنا
- الزمان الدائري و فكرة التقدم :فينومينولوجيا الروح و إرادة ال ...
- في الارتعاب من الديمقراطية ...على الديمقراطيّة
- من نحن كشهداء على العصرأو كيف نتخيّل كيفيّة وجود مغايرة؟
- في الحاجة ال الحرية


المزيد.....




- متى أصدر ترامب أمره النهائي بضرب إيران؟ مسؤول بالبيت الأبيض ...
- -عدوان همجي-.. بيان لحزب الله بعد ضربات أمريكا على حليفته إي ...
- رئيس إسرائيل لـCNN: لم نجر أمريكا إلى الحرب.. بل اختارتها لم ...
- فيديو متداول للقصف الأمريكي على منشآت إيران النووية.. هذه حق ...
- بعد الضربة الأمريكية.. علي شمخاني مسشار مرشد إيران: -اللعبة ...
- لقطات قبل وبعد.. صور أقمار صناعية تظهر دمار منشآت إيران النو ...
- في ظل أزمات الرئاسة والمحاكمات.. البرازيل تشتعل بسبب دمى -ال ...
- عشرات الضحايا في تفجير انتحاري نسب لـ-داعش- داخل كنيسة في دم ...
- سيناريوهات تدخل حزب الله بعد الضربة الأميركية على إيران
- دول عربية تعرب عن قلقها بعد الضربات الأميركية على إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر بن بوجليدة - الحداثة السياسيّة بين العبوديّة الإراديّة و النزوعات الثوريّة