أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - خربشات للحب في عيد الحب















المزيد.....

خربشات للحب في عيد الحب


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3609 - 2012 / 1 / 16 - 22:45
المحور: الادب والفن
    


يبدو أن قناعتي حقيقية، وهي أنكِ الشخص الوحيد الذي يعرف كل أفكاري ومشاعري وحاجاتي، وكل ما يخطر على بالي أو أتمناه، فحينما أنظرُ إليكِ أتيقن بأن كل شيء قد تحقق لي، وأشعرُ بأنه ليس هناك من ضغوط تدفعني بعيداً عنكِ، أو رغبات تشدني فأسعى لتحقيقها وإشباعها فتلهيني عنكِ. لذا فأنا قد أكون الشخص الوحيد في هذا العالم، الذي يعيش السعادة وليس فقط يشعر بها، ولهذا فأنكِ تعرفيني بأني الشخص الذي يضحك دائماً حتى في أسوء لحظاته، وكل ذلك بفضلِ حُبكِ أنتِ.
نتصور أننا حينما نقع بالحب بأنه هناك بصيص من النورِ يقودنا إلى نهاية غربتنا ووحدتنا، وهو بداية لحياة جديدة نحن في توق شديد لكي نعيشها، ولكن وبخلاف الاعتقادين، فأن ما نجده هناك في نهاية ذلك النفق هو لهب الذي يحرق سنين عمرنا كي تضيء للآخرين، فيروا الحياة الحقيقية ويعيشوها وفق طبيعتهم البشرية الرغبوية.
كان مصيري أن أقابلكِ، واختياري أن تكوني صديقي، ولكن أن أقع في حبكِ، فان هذا الشيء لم يكن تحت سيطرتي، وهو خارج إرادتي. أنت قد لا تحبني مثلما أنا أُحبكِ، وأنت قد لا تهتمي بي مثلما أنا أهتمُ لأمركِ، ولكن في أي وقت قد تحتاجيني سوف تجديني حولكِ. فأنا أحبُ أن أكون محبوبا بمحبتكِ ومن خلالكِ. وأتمنى لو كانت الرغبات مثل الأحلامِ، حين أذن تتحقق جميع رغباتي بسهولة ويسر، لأنكِ دائما معي في أحلامي.
ولكن ستأتي اللحظة التي سنكون فيها معاً، أما في الوقت الحاضر سأنتظر وأُمني القلب والنفس بأنكِ في يوما ما ستكوني بقربي، ولذا سأنتظر حتى ذلك الوقت، وان كان لا بد فأنني سأنتظر وإلى الأبدِ، وهذا ما سأفعله أن طال زمن الفراق والتباعد بيننا، وذلك لسبب واحد هو أني لا استطيع العيش بدونكِ.
لم اصدق أبداً بالقول الذي يشير إلى أننا حينما نقع بالحب فأنه يجعل أرواحنا تزحف خارج مخبئها، كنت أتصوره من السفسطات والهذيان البشري، إلا أنني حين عشت التجربة، وذقت طعمها، وتخلت عني روحي لتسكن جسداً غير جسدي وعقل غير عقلي، لِتهب المتعة واللذة لمن أسكنها في رياضِ جنته، وأطعمها من ماء فراته وعسل نحله، تيقنتُ بصحة ذلك القول.
الطبيعة البشرية طبيعة إغرائية تسعى للبحث الدائم عن البدائل المرغوبة من المتعة وبشكل ثابت. لذا فكل إنسان في هذا الوجود يبحث عما يرغب به وما يثير فيه بعض النشوة والمتعة. فالحب مثل الوردة لا أحد يعرف متى ستذبل وتموت، لذا لنأخذ نصيبنا من المتعة في رؤيتها واستنشاق عطرها الذي يخترق كل العوائق والعوازل الأسمنتية المصنوعة من صخور الأفكار المتحجرة التي يصنعها الآخرون، ولنتغذى بكل ما تجود به تلك العلاقة، ونعيش أنا وأنتِ في كنف تلك المشاعر، قبل إلى نصل إلى المرحلة التي تبدأ تلك المشاعر بالخفوت والتلاشي، ونصل إلى مرحلة (كرهتك...كرهتك) كما تقول الأغنية العربية. فالشعور بالحب يجعلنا نتنهد، ونعيش الانتظار ونتذوق طعم القلق والاشتياق، مثلما نتذوق طعم اللذة والشعور بالارتياح والاسترخاء.
هل أنا أحبكِ لأني بحاجة لوجود شخص ما في حياتي، يتقاسم معي ما يمكن أن تجود به هذه الحياة من أفراح وأحزان، أم أني بحاجة لكِ لأني احبكِ، وأشعر بكل لحظة بأن هناك جزء ما ينقصني، وبأني شخص غير مكتمل، لذا أندفع نحوكِ كي نتحاضن ونتوحد لنكمل بعضنا، ونتجاوز النواقص التي تحيط بنا، والتي تكمن في الغرف المظلمة من دواخلنا.
يقولون الحب هو حالة من النشوة شبيهة بالسكرِ، وقد أوافق على ذلك بعض الشيء، فهناك جزء من الحب هو حالة من السكر والتي سببها خمرةُ رضابكِ حين أرشفها، فأنها تسكرني بنبيذها المقدس والمعتق، ولكن هناك بحار من الشوق تفيض من عينيكِ، فتلسعني بنظراتها، فأحس بنتشائة خفية، وأنا استمعُ لعذوبة الألحان التي تعبر عنها تنهداتك وتهواتكِ حينما نكون في معبدنا المقدس نتلوا صلوات الحب. وتجذبني الورود الربيعية بألوانها الخلابة والتي تغطي جبينكِ ووجنتيكِ ساعة تلك الغفوة من السكرِ والانتشاء، حينما نبحر معاً في نهرنا المقدس فأني أتمنى أن تكون لي العديد من الأيدي حتى استطيع أن المس أو أحتضن وأستكشف كل جزءاً من جسدكِ، وأن أمتلك العديد من المجاذيف لكي يتسنى لي العوم، بعيداً عن الضفاف التي تشدني من عمق سكرتي لتنتشلني خوفا من أن أغرق ولا أعود ثانية لعالمنا الحقيقي. وأما عطور أزاهيركِ التي تفوح من ما بين ناهديكِ فأنها تجعلني أطفو في عالم من السحرِ، مُعتلي ذلك التل الأبيض الذي يتخلله بعضا من اللون الوردي، ذلك التل من اللحم المعطر براحة الياسمين والنعناع والذي يخلب الألباب والعقول قبل الأبصار، حينما يوحدنا ذلك الفضاء القدسي، فهل هناك خمرٌ أعذبُ مما أرتشف، وهل هناك سكرٌ أجمل من هذا، في الوجود كله، أذن أسكريني، وجعليني أصحو وأغفو ونبيذُ خمرك ممتزجا بدمائي ويسري في عروقي، فكل العمر هو حبٌ وخمرٌ، وليكن عناقنا أبديا.
الافتتان بك لم يستغرق مني سوى برهة من ثانية من هذا العمر، وإعجابي وميلي لكِ، كان في ظرف أقل من ساعة مما يعد الآخرون، وشعوري بأني أحبكِ كان في ذات يوم، الذي كانت فيه تلك البرهة من اللحظة، التي عرفت فيها أني مفتونا بكِ، من تلك الساعة التي أعجبتني فيها. أما محاولة نسيانكِ فإنها تستنزف مني العمر كله، وأنا أحاول جاهداً أن أنساكِ وها أنا أعيش سويعاتي الأخيرة، وأنت ما زلتِ تتسيدي على مشاعري، وتفرضي حصاراً على أفكاري، فأنا حينما أشعر بشيء من السعادة فان ذكراكِ يكون سببها، وحين أفكر بأمر ما من أمور وجودي فيكون أنتِ موضوع تلك الأفكار والمحور الذي تدور حوله. فأنا حينما تغتسل عيناي بماء طهارتها، أشعر بأنها تبكي من أجلي، لأن الآخرين يقولون حينما تهرب دموع العاشق من محاجرها فليس هناك من هو أحق بها أكثر من العاشق نفسه. كنت أضحك حينما أسمع أو أقرأ بأن هناك خرافة أسمها عبادة المحبوب، ولكني اكتشفتها حينما عرفتكِ، ومارستها حين اعتكفت في محرابِ عشقكِ، أُرددُ الصلوات والابتهالات، وأنثر روائح الطيب والمسك والبخور والعنبر، اكتشفتها بأنها قصة الخلق والولادة الأبدية لهذا الوجود، التي بدايتها شوق واحتراق ولهفة، ومنتصفها نشوة واللذة واتحاد جسدي، ونهايتها أحزان وفراق ومشاعر مأساوية.
بالرغم من أن محاولة إقناع الذكر الذي داخل عقلي بالتخلي عنكِ صعبا بعض الشيء، ولكني مجبرٌ على ذلك، لأنكِ أصبحتِ مرضي الذي أريد أن أبرء منه. أنني دائم التعايش مع مأساتي، محاولا استيعاب الكثير من الذعر الفردي الذي يغمرني، إلى جانب الكثير من العصبية والضغوط الذي يتسبب به مرآكِ وأنت تتشاغلين عني بالعديد من الأعمال، لتكوني بعيدة عني في حين لا يفصلكِ عني سوى بعض من سلوكيات الغنج ودلال. ولكن، ومع كل ذلك فأني استطيع تحطيم هذا الشعور بالغثيان، لأن هنالك دائما وخزة من الإثارة حينما أتذكركِ وأنت في قمة النشوة حينما تكوني بين ذراعي. حينما يصطبغ وجهك بالحمرة، فتصبح وجنتاك حمراء، ليس خجلا فأنا أعرفكِ حينما يعتريكِ الخجلُ، ساعتها تختفي تلك الرغبة وملامح الإثارة من عينيكِ، ولكن وفي تلك اللحظة وفي قمة عناقنا واحتضانكِ لي اشعر بدبيب اللذة يكتسح وجودي كله.
أنا ومن أول لحظة لقاءنا، كان هناك، داخل أعماقي، شعوري الغريزي بأننا عندما تحين لحظة الالتقاء، فإنها ستكون تجربة صوفية تتخللها الإشارات الإلهية، من الخلق والإبداع، وقد صدق حدسي، وها نحن في كل لقاء لنا نعيد أسطورة الخلق، ولكن ليس كما تروى الأساطير والأديان، وإنما وفق ما تفعله وترويه ذواتنا المسلوبة الإرادة حينما نكون معاً.
حينما تنتظم ذبذبات التواصل فيما بيننا، فأن جميع الكلمات التي قرأناها أو سمعناها أو قلناها أو التي لم نقرأها أو نسمعها أو نقولها لحد الآن، وجميع العواطف والمشاعر التي شعرنا بها أو التي لم نشعر بها بعد، أشعر بها وأدركها قد تحولت إلى جملة من الأحاسيس ينقلها تيار من المتعة والإثارة عبر مسامات جسدينا، حينما نستلقي خفية في وهج أضواء الإثارة، بعيداً عن كل......، ونرمي بعيداً كل مشاهد الصمت والإعجاب والخجل. وحينما نغمض عينينا ونأخذ نفساً عميقاً، وتغيب جميع التصورات والخيالات من بين خلايا أدمغتنا ومنظومتنا المعرفية لتتحول إلى نبضات تترجم إلى مجموعة من اللمسات والتهؤهات والحركات، لتصبح كباقة من الزهور المبللة بالندى المنسكب من جسدينا المنهكين. في تلك اللحظة أشعر بكِ قد تجسدتِ لي على هيئة إلهة للحبِ تجمعت فيها كل إلهات الحب بدء من حواء التي أخرجها هي وشريكها من جنان الإله إلى جنات البشري، إدراكهما ومعرفتهما بسوءتهما وبطبيعة نشوتهما، ففضلى ساعات من المتعة والنشوة واللذة على قرون من الخلدِ فارغة لا فيها ولع أو شغف أو أنيس، مرورا بفينوس وعشتار، لأنكِ هنا تمثلي الأنثى الأولى في هذا الوجود. لأنكِ الوحيدة التي تشعرني بالقشعريرة التي تغطي كل جزيئات جسدي حين تلمسني أناملكِ السحرية. في تلك اللحظة تشذ الحواس عن طبيعتها، ونعيش في عالم من اللامعقول، حيث أسمعُ لمساتكِ وهي تتنقل لتتفحص جغرافيا جسدي، وأرى رائحتكِ وهي تتناثر وتتراقص أمام ناظري، وأشعر بمفاتنك الجميلة حينما ألمسكِ متعرفا على كل النتوءات والمرتفعات والمنخفضات والمسطحات التي تنتشر على ذلك الجسد الريان، وأتذوق طعم حلاوة كل همساتك وتسارع نبضاتكِ. أنه عالما من العوالم الأسطورية، أنه امتزاج بين عالما المتعة والأجساد البشرية. أنه عالم لمس الأرواح ولمس النفوس التي تذوب تدريجيا في كيان واحد. في تلك اللحظة حينما يختفي السكون ليسود الصمت، وحين تسود التجاذبات لتختفي الحركة، ليس هناك أنا أو أنت، أنما جسد واحد، نفس واحدة، روح واحدة، قد اجتمعت في كيان واحد.
في تلك اللحظة يجرفنا سيل من الأستثارات تتدفق وكأنها بحر من المشاعر الرقيقة العنيفة، بحر موجاته هوجاء عاصفة، ليس لها قرار تحاول أن تأخذنا بعيدا لعالمين منفصلين، بالرغم من إننا متماسكين متعانقين مع بعضنا. في تلك اللحظة لا يقوى أي منا على مساعدة شريكه، لان الوقع في نشوة الحب لا يحتاج إلى مساعدة بالشد أو الجذب أو السحب، وإنما بحاجة إلى غيبوبة في متاهات اللذةِ. هكذا خلقنا، وهكذا أنا أقع بالحب في كل لحظة امسك بها بيديكِ، في كل إغفاءة حين أُقبل شفتيكِ، واللثمُ عينيكِ أو وجنتيكِ، وفي كل يوما، بل في كل ساعة حينما تحضنني بتلك اليدين والساعدين ليكونا ويشكلا حدود مرقدي الأبدي وضريحي القدسي الأخير. ولكن كوني على يقين، فحينما تريدني أو حينما ارغبُ بك، فاليفتش كلا منا عن خليله في العيون وبين شفاه، فأنا حينما ابحث عنك داخل قلبي أو أفتش داخل روحي، حينها أجدكِ هناك مختبئة تحت غطاءكِ المخملي، تغطي في سبات لا اسمع سوى لحن تنفسكِ، أراقبكِ وارى الابتسامة مرتسمة على وجهكِ وهي تلون محياكِ بالاستسلام العذبِ لحلم يعود بكِ لعالمكِ السرمدي من الخلودِ والانتشاء، في تلك اللحظة لم استطع أن افرق بين الحلم والحقيقة، وما أكثر المرات التي بقيت فيها ولوهلة من الزمن أتساءل هل نحن طائرين يعيشان الحب، أم نحن الحب يحلم بأنه طائرين يمارسان الحب. فالحب لاهوت الطبيعة الذي خلقنا له، ونعيش به، ومن اجله.
إذا كانت القبلة قطرة مطر تبلل برذاذها الشفاه، فانا أرسل لكِ المطر مدرارا، لتنبت أرضك بجميع الأزهار وتعطي أطيب الثمار. وإذا كان العناق ثانية مسروقة من الزمن، فأنا اجعل احتضاننا ساعات مرسومة على جبين الوجود، لتكون شهودا على تجربتنا الصوفية في الحب للموجود وليس اللاموجود. تلك الساعات التي ننسى فيها العالم وما يتعرض له من خراب ودمارا بيد أنصاف العقول وجهلة العصر. وإذا كانت الابتسامات ماء فرات، فأنا اجلب لك البحر لتغتسلي به وتتطهر روحكِ من درن الغيرة والحسد والكراهية، وإذا كان الحب شخص فأنا أجود بنفسي فداء لحظة جنون من العشق أعود فيها طفل لا يرضى إلا بالرضعِ والنوم على الصدرِ أو في الحضنِ. صدقيني عندما لا يكون الحب جنونا، فانه ليس حبا.
أرجوكِ لا تكفي عن استفزازي بسلوكك الأنثوي، أنه يجعلني دائماً في توتر وارتقاب لحظة معانقتكِ واحتضانكِ، دعيني أكون كالنحلة حينما تلامس بأجنحتها مياسم الزهرة لتحتضن بي حنو أوراقها الملونة، دعيني احتضن تلك الشفتين الورديتين ومن ثم أدلف بينهما لأمتصُ رحيقكِ لأصنع عسل الحب منه.
أنا لم أتوقع بأني سوف أحبكِ كل ذلك الحب، ولم أتصور أني سوف اهتم يوما ما لذلك. كما انه ليس من المفترض أن أعيش حياتي، وأتمنى أن تكونِ أنتِ هناك قابعة بين سنين عمري. ولا من ضروري أن أسألكِ أين أنتِ وماذا تفعلين، أنا أسف، فقط لأني، لا استطيع مساعدة نفسي على الخروج من تلك الشباك، والتي أولها الأحلام وثانيها الأمل وثالثها اللقاء بحميمية دون فراق، خبريني كيف طريق خلاصي وأنا الصريع بدون روحا ولا عقل، فها أنا قد وقعت في افتنان حبكِ، وها قد سكنتني عفاريت العشق، وجن النشوةِ، وملائكة الرقة والعذوبة.
أنتِ يتعذر تغييركِ أو استبدالكِ أو الاستغناء عنكِ، وأنتِ لا يمكن مقاومتكِ، أذن لنكن سوية فأن هذا سيجعلني غير قابل للكسر وعصيا على الاختزال كما الكثيرين في هذا العالم، يعيشون وكأنهم أشباه من الأنسِ. يمكنكِ أن تفتشي حياتي كلها فلن تجدي أحداً غيركِ متربعاً فيها. أنا أحبُ حياتي لأنها أعطتكِ لي وعرفتني بكِ. فعندما تري شهابا في الليل يسقط باتجاه الأرض تمني، فأنا قد فعلت ذلك يوما ما وتمنتُ وجئتِ أنتِ، وبذلك تحقق ما تمنيته، لأنكِ كنتِ أمنيتي. وعلمي إذا كان لي أن اختار بين أن أحبكِ وان أتنفس فأنني سأختار أن يكون نفسي الأخير هو أن أقول لكِ بأني أحبكِ. يقولون بأن الإنسان يقع بالحبِ مرة واحدة، أما أنا فان مأساتي هي أني كلما نظرت أليكِ أقعُ بالحب مرة ثانية، ومن البداية، وكأني عاشق جديد لا زال يتعلم الحب ويقرأ في سطوره الأولى، أذن علميني ما لم ألم به من معرفة في العواطف والأشواق، ومتعة الذات.
انه شيء ساحر، حينما نحمل بعضنا بعض، وحينما نتعانق ونتحاضن ونتبادل القبلات، أنا أحس بالقشعريرة في كل ثانية، كنتِ فيها معي، أو بعيدة عني، لان لمساتك قد طبعت على خلايا جسدي الخارجية، حينما تمر أناملك السحرية لتنثر تلك اللمسات القدسية وكأنكِ عرافة تنشد الشفاء لمريضها، عبر الطاقة الكونية من الانجذاب السحري والقدسي، صدقني في تلك اللحظة اشعر بأن أناملك تمر على شغاف قلبي لتزيدني حبا على حب. لكل هذا ولكل ما لم اقل لحد الآن، فأنا لا أريدُ أن ادعكِ تذهبين خوفا من أن أخسركِ، لذا فاني أحاول الإمساك بكِ بقوةٍ وبكل ثانية وارفض أن أترككِ بسبب ذلك الخوف المتأصل في جذور نشأتي الأولى، الخوف من الانفصال والفطام. أنتِ لم تعرفي الدفء أنا شاعر بذلك من داخلي، وكذلك أنا لا زال صقيع الاغتراب والوحدة يلازمني، لهذا فأنتِ كل ما ارغب به وأريده، لذا اقتربي أكثر ودعي دبيب الدفء يسري بين أوصالي وأوصالكِ، لنمضي معاً في عالمنا نسير في ممرات من الانجذاب والنشوة والمتعة الأزلية.
عندما رأيتك أول مرة فقد أخذتني بعيداً وتركتني مذهولاً لا أقوى على شيء. وعندما تكلمت معي أول مرة، شعرت بأني لا استطيع التفكير، فقد توقفت خلايا دماغي من الاستجابة لي ومطاوعتي. وعندما طلبت مني الخروج معكِ، فان لساني قد انعقد ولم استطيع الرد. وعندما لمستني، فأني أحسست برعشات في كل أجزاء جسدي، وتيار من الشرارات الكهربائية قد تسربت منك إلى جميع خلايا جسدي النحيل. وعندما قبلتني تهت بعيداً في أحلامي ولم استيقظ لا حينما ضغطتِ بأسنانك على شفتي السفلى، فكانت أشبه بالصدمات الكهربائية التي يتعرض لها المريض العقلي، فأنها أعادتني إلى رشدي، إلى الحياة إلى مشاعر الانتشاء والرغبة بطلب المزيد وفعل المزيد، بعد غيبوبة بين أحضانكِ الدافئة بالأنوثةِ والمتعةِ والنشوةِ، فكانت بحق عضة للحب.
ومن كل ذلك أدركت واقتنعت بأن الحب لا يمكن أن يولد إلا بمزيدٍ من الحب، لذا قررت أن أحبك أكثر. وأن أجعل كل يوم يمر بنا، هو يوم عيدا للحب. فأنتِ الحبُ كله، ولكِ الحبُ كله، طوال العمر كله.
هذه ليست خربشاتي الأولى وأتمنى أن لا تكون الأخيرة، ومضمون خربشاتي السابقة ليست بالجديدة فقد قلتها أكثر من مرة وقرأتها أنت أكثر من مرة. أما حين تسألي عن تلك التي لم تصلك. فأني قد أرسلتها لتنشر على صفحات (الحوار المتمدن) وقد نشرت في العدد(2265) بتاريخ (28-4-2008) ولكن اعذريني فقد كان هناك بعض الأخطاء التي قد وقعتُ فيها، فأسمي قد جاء (نحنود) بدلا من محمود، وكذلك عنوان ذلك النص، فقد جاء(خب ولكن) بدلا من (حب ولكن)، في حين لو تدققي فأن عنوان البريد الالكتروني هو ذاته لم يتغير، ونزولا عند تلك الرغبة ها أنا عرض ذلك النص ضمن خربشاتي هذه. أملي أن تقرئيها، وان تكون شفيعي يوم حشري، يوم لا شفيع لي سوى مشاعري ورضاكِ. وأخيراً لكِ مني أعطر وأرق مشاعر الحب يا من أنتِ الحب.


حب ولكن

نهارُكِ شوقٌ........ مساءُ قُبل
وليلُكِ عشقٌ........ صباحُ أمل
فإنْ يومكِ هذا فأنتِ أزل
********
خريفُكِ وردٌ........ربيعُكِ غار
وصيفُكِ بردٌ........شتاؤكِ نار
إذا حبُكِ هذا فهل لي اختيار؟
**********
عرفتُ حياتي.......من ناظِرَيك
فَليت مماتي.........بين يدَيك
لأدفنُ وحدي في مُقلَتيك
*********
ألونُ صَمتَكِ.......بِأحلى القُبل
وأرسمُ صَوتكِ......بين الجُمل
عِبادتي هذهِ فكيف تُمل
********
أُداعبُ ثَغرُكِ.........لِمص الرحيق
وبرعمُ زَهرُكِ........لِفاهِ رفيق
رِضابُكِ شهدٌ وخمرٌ عتيق
*********
بِهضابِ صَدرُكِ.......يَطول المسير
ويصبحُ خَصرُكِ.......لِنومي سرير
لأغفو هُنيئة مَثلُ الأمير
********
بعد كرٍ وفرٍ.........واقتِحامُ حصون
ودفعٍ وجرٍ..........وهمسٍ حنون
وصلنا سَوياًً لأحلى جنون
*******
ارتِعاشُكِ برداً.......بِدفءِ الحنان
لنَغرَسَ وَرداً.......بِذاتِ المكان
لتَزهرَ أرضَكِ بأُِنسٍٍ وَجان
ـــــــ



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي نظرية مثلث الحب Triangular Theory of Love ؟
- ماذا تقول البيولوجيا عن مشاعرنا
- حب الذات(Self-Love) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة (الجزء ال ...
- حب الذات (SELF-LOVE) طاقة ايجابية بين مشاعر متناقضة
- الشخصية الإنسانية وسيكولوجية الألوان
- الإنسان والحب الرومانسي Romantic Love
- العرب بين التثوير والثورية
- الشخصية الإنسانية من العناصر الأربعة إلى الأمزجة الأربعة
- أنواع من الحب الإنساني والحب الأفلاطوني نموذجاً
- الشخصية الإنسانية وفق مبدأ العناصر الأربعة
- ما هو الحب
- حرية الإرادة والحتمية في السلوك الإنساني
- كيف نفكر ؟
- نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
- لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟
- سياسي الألفية الثالثة
- اتفاق أَنصاف الرِجالْ
- غزة والأصنام
- قولٌ في الميزان
- أنا والعراق والدجال


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - خربشات للحب في عيد الحب