أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هل مات الشهداء؟














المزيد.....

هل مات الشهداء؟


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3606 - 2012 / 1 / 13 - 03:56
المحور: الادب والفن
    



هُوَذا الشهيد لوحده
والصديق لوحده
والعدو لوحده
والشريك لوحده
والحبيب لوحده
والرفيق لوحده
هوذا الشهيد لوحده كأن أحدا لم يمت
كأن المعركة هباء
كأن الجريمة هي البراءة
كان الحزب جرم سماوي
كأنّ الحبيب ملاك عابر إلى كاباريه
الهرة تلد أبناء الهرة
الكلبة تلد أبناء الكلبة
والغابة تلد ديمقراطية الغابة بمناورات العسكر وكلاب البوليس وحرّاس السلاح والمال والمخدرات والمخابرات
والوحدة وحدها
والجبهة وحدها
والثورة وحدها
نحن يا صديقي لا نكره غابة الحيوان
بل نكره الغابات التي استحالت حدائق حيوان
هاهُوَ الرفيق أصبح أفعي مزمجرة
هاهو الشريك أصبح ضبعا باريولي
هاهو العدوّ أصبح غزالا سابحا في السحاب
ونحن لا زلنا ننزف:
الكبد في بوزيد والرئة في تالة والامعاء في القصرين والصدر في وال ستريت والرأي في القلب والقلب لا يحترم أغلب الأنفاس التي تربّت في المراحيض وكبرت في مخافر البوليس وتزينت في الشاشات كالمؤخرات المخبئة في النجوم لليوم المشهود لتحتكر الادّخار الديمقراطي لمواجهة الموجة الثورية المحتملة
ألم تلاحظ صديقي أن افتتاح سوق الجنة كان رسميا أكثر من اللزوم؟
ألم تلاحظ أن تأويل أحلام الشهداء التافه سرعان ما أصبح تدشينا لمشهد رميم الشهداء؟
ورغم ذلك،
ها أني أخرج من الليل
لا أقصد شيئا
أخرج من اللغة عاريا
أدخل الجنون عاريا
لا لشيء الاّ لأجرب جلد الزعيم
ولكن جلد الزعيم مسامة مخلوعة عُثر عليها في صوت مقلوع اللسان عالق بصندوق رخيص مجذوع لأظفار العدو
والشعب مرشوش بدماء مقلوبة على خريطة مثقوبة
سِيدي بوقرطاج، القصرباردين، مرسى- الرديف، حمام تالة- القنطاوين؛ ماهذه البورنودراما؟ ماهذه البوطانيات؟ بوردال...
ألا تذكر يا صديقي؟
من قال أن الشهيد مات؟
من قال أن القناص لا يوجد هو نفسه من قال أن الشهيد لا يوجد
هو نفسه من قال أن الأكفان مجرد ملابس داخلية
هو نفسه من قال أننا غسلنا موتانا بموتانا وأنتهى الأمر
وأن أحياءنا هم موتانا
مرحى لفرْحى "الثورة" مرحى
ورغم كل ذلك،
لا تبتأس يا صديقي ففراخ جهنم تعرف متى تطير وعشها في قلبها
ومتى يحترق البحر ولا يبقى في بيت الشهيد سوى أهله
سوف تبقى الروح رغم الشعارات التي غدرت بها ثائرة
ويبقى الدم نرجسيا ولا يدعو أحدا الى شرف غير ضروري
ويبقى الوطن يمارس مهنته المعهودة في بركة الإوز
ذلك أمر طبيعي
ولكن قلوبنا وحدها يا صديقي هي الحياة
قلوبنا هي التي سقطت مع قلوب الشهداء
بينما سقطت سراويل بعضهم قبل الرصاص استعدادا لبدلة أخرى
وبعد الرصاص أسقطوا سراويلهم بأنفسهم استعدادا لمهنة أخرى
وسقطت أبصار من تبقي منهم تحت أنظار الشهداء
ولسوف يسقطون الى الأبد في عيون الشهداء الجدد
ألم أقل لك أن الشعب يريد اسقاط النظام؟

إلى نزار عمامي، وحده
صلاح الداودي،



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا فعل الرصاص؟
- دفاعا عن حق الاعتصام وواجب العصيان؛ ليكن يوم 14 جانفي يوم ال ...
- العصيان العصيان حتى يسقط الطغيان
- يا ليت الرصاص...
- الموت لي
- لا أمنية
- نداء الثوريين الى الثوريين
- بمناسبة رأس سنة الشهداء: من كان على شهيد فلا يخافنّ غضب الشه ...
- سيدي بوزيد: المدينة العالم
- سيدي بوزيد
- أغاني الشهادة، من أبي القاسم الشابي إلى عصابة القناصة ووزراء ...
- أغاني الشهادة
- الى السيد 17 ديسمبر راشد الغنوشي ومن معه: احذر الأبويّة على ...
- ونحن السبيل الوحيد لحبّ الحياة
- أشهد الشهداء عليهم الرحمة أشهد الشاهدين لا زال حيا
- في ذكرى اندلاع المرحلة الثورية في تونس
- رسالة الى السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية ...
- النضال التأسيسي حتى لا تموت الطاقات النضالية؟
- الجمهورية التونسية المؤقتة: شعير حرية كرامة بهيمية
- المثقف الثوريّ شيء ومثقف الخدمات شيء آخر


المزيد.....




- شوقي عبد الأمير: اللغة العربية هي الحصن الأخير لحماية الوجود ...
- ماذا يعني انتقال بث حفل الأوسكار إلى يوتيوب؟
- جليل إبراهيم المندلاوي: بقايا اعتذار
- مهرجان الرياض للمسرح يقدّم «اللوحة الثالثة» ويقيم أمسية لمحم ...
- -العربية- منذ الصغر، مبادرة إماراتية ورحلة هوية وانتماء
- اللغة العربية.. هل هي في خطر أم تتطور؟
- بعد أكثر من 70 عاما.. الأوسكار يغادر التلفزيون إلى يوتيوب
- رأي.. سامية عايش تكتب لـCNN: بين الأمس واليوم.. عن فيلم -الس ...
- الجامعة العربية: اللغة العربية قوة ناعمة لا تشيخ وحصن يحمي ه ...
- تسليم جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والاداب في احتفالي ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - هل مات الشهداء؟