أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سيدي بوزيد














المزيد.....

سيدي بوزيد


صلاح الداودي

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 09:00
المحور: الادب والفن
    


في بوزيد لا حياة لمن لا يريد. في بوزيد تستطيع الحياة الحياة أكثر مما تريد. وأكثر من أيّة عاصفة فعمرها عمر العواصف المتلاحقة. بوزيد تستطيع الحياة أكثر من أيّة عصابة. فعمرها عمر الانتصارات المتعاقبة. بوزيد تستطيع الصبّار أكثر من أية أمة وأكثر من أي تاريخ وأكثر من أية ثورة عابرة وأكثر من أية خاطرة. بوزيد صمود ومواجهة أكثر من كونها مرهم انتخابي أو أفيون انتقالي أو أمل مصفرّ. بوزيد هي الصبر على الصبر والعطش على العطش والاستهتار بالفقر الفاحش والاستغناء عن الثروات الفاحشة والديمقراطية الفاحشة والأحزاب الفاحشة. بوزيد أكبر من هيبة الدول الفاشلين الباطلة في الدول الفاشلة. ومن شغل العبيد في دورات الأمعاء الغائرة. بوزيد تتساءل: هل للدولة قيمة بلا أحرار وهل للأجساد شغل آخر غير النضال؟؟ بوزيد أكبر من أية مدينة رياضية أو صناعية أو نووية وأكبر من أية قرية سياحية أو عنكبوتية وأكبر من أي برج ومن أية ناطحة سحاب. واكبر من أي قطب تكنولوجي أو دموي وأكبر من أية قاعدة عسكرية أو مدينة خضراء أو مسافة رصاصةٍ ديمقراطية مسموح بها أو مساحة إنسان يخرج من الانسان أو ساحة حيوان حقوقي. بوزيد غرّة المقاومة ومهد العصيان وبوابة إسقاط النظام الذي لا يزال حيا. وأنتَ يوم النسيان الذي لا مفر منه. بوزيد أسقطت أسطورة 11 سبتمبر وانتصرت لتحرير العراق. بوزيد الفلاقة تطهّر أرضنا من الصبايحيّة الجدد. بوزيد هي الاسم الجديد لوطن قابل للاعتذار. في بوزيد يصبح 17 جانفي هو 14 ديسمبر. بوزيد أكبر من أية حضارة وأكبر من أية بداوة مثلها مثل القصرين وتالة. بوزيد هي النطفة التي ولدت منها تونس. بوزيد هي الشبر الذي هبّ من غزة وعاد إليها. ولا سبيل إلى الاستيطان الجديد. بوزيد كمدن المقاومة لا تستطيع أية دولة في العالم مهما كانت قدراتها الكارثية أن تكسب ودها ولا احترامها إلاّ بالانسحاب الأبدي وإعلان الخسارة. أمام بوزيد لا مستقبل لأحد. لا مستقبل بلا دواخل وبلا جنوب وبلا أقاليم وأصقاع بعيدة و بلا جزر. لا ربيع بلا أرياف. ولا أقبح من خرائط بلا شهادة. ولا جغرافيا بلا فن مقاومة أو فن شهادة. بوزيد هي الطريق الوحيد لتحرير نيويورك من نفسها. وتحرير دير ياسين من عدوّها. بوزيد هي سيدة البوعزيزي. وقد تختارلنفسها اسما آخر مثل سيدي بوعزيزي أو مثل محمد البوزيدي. سيدة البوزيدي إذن سوف تحرر اليهود من المحرقة. وحيث لا توجد حكومة ثورية فإن كل من يذهب إلى بوزيد في شكل حكومة سوف يكون في شكل فتح محمود عباس يذهب إلى غزة. هناك شهداء من كل أنحاء الأرض يشتاقون إلى بوزيد وذلك هو المؤشر الوحيد على أنه لا احد سوف يستشهد من أجل الرأسمالية. ولو لم يُهن آدم في بوزيد لما ثارت حواء من اجل شرفها. شرف حواء الوحيد هو أن يحبها الشهداء بشرف حتى وان كان الشهداء من البشر الخطّاءين. شفاه بوزيد لون دم الشهيد. ولا فائدة من ياسمين الشفاه، حاشى الياسمين. عندما يفوح مسك الشهداء في ضمير الثوريين تصبح بوزيد شرفا للّغة. قبل بوزيد كانت الصفة الوحيدة للنبات هي الماء. وبعد بوزيد أصبح الماء الصالح للثورات لون الدماء. عندما تصبح بوزيد كتابة تصبح الشهادة هي الكتابة والكتابة هي الشهادة. ثمة قبل بوزيد مدن معلّقات بين السماوات وبعد بوزيد سوف تنزل الحرية إلى الأرض معلقات. لا بل سوف تصعد السماء على أكتاف بوزيد لتستنشق الحرية. عندما لا يفلح السياسيون في إضافة حرف التاء إلى ثلاثيّ "حكم" لا يصبح الحكم هو الحكمة بل يصبح الشعب هو الشعبة. وعندما يتم الفصل العنصري بين الحكم والشعب حتى لا يصبح الحكم للشعب، تصبح الديمقراطية هي الدكتاتورية ويصبح الحكم ملكية أو سلطة مهما كانت العصابة التي تقف وراء سلطة الشعب كي لا يصير شعبا ولا يبقى أو وراء سلطة الحاكم كي لا يصير شعبا وحكمة شعب ولو كانت عصابة الشعر. فبوزيد أكبر من الشعر. هناك مدن عديدة سوف تلد في المستقبل: دير بوزيد/ بور بوزيد/ نيو بوزيد/ بوزيد غراد/ السيدة بوزيد / دار بوزيد/ بيت بوزيد/ بير بوزيد/ سان بوزيد/ ساو بوزيد/ بَلبوزيد/ بوزيد البيضاء/ باب بوزيد/ بوزيلندا/ بوزيدين/ ساحل بوزيد/ بوزداد/ البوزيدة/ بوزيدان/ البوزيدانة/ البوزيدينيّة / بوزيلانيا...إلخ.
إذا أردنهم الذهاب إلى أية مدينة فاسألوا أنفسكم بماذا يحلم الشهداء؟ أي كيف حكم الشهداء أنفسهم بأنفسهم؟ إذا أردتم الذهاب إلى الموت فلا تنتظروا أحدا. لا مدن لكم. أي لا شهداء لكم أي لا شعب لكم أي لا شعر لكم أي لا شأن لكم. وأما إذا أردتم الذهاب إلى الحكومات والاحتفالات فلا عزاء لكم والغباء عليكم.

صلاح الداودي،



#صلاح_الداودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغاني الشهادة، من أبي القاسم الشابي إلى عصابة القناصة ووزراء ...
- أغاني الشهادة
- الى السيد 17 ديسمبر راشد الغنوشي ومن معه: احذر الأبويّة على ...
- ونحن السبيل الوحيد لحبّ الحياة
- أشهد الشهداء عليهم الرحمة أشهد الشاهدين لا زال حيا
- في ذكرى اندلاع المرحلة الثورية في تونس
- رسالة الى السيد محمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية ...
- النضال التأسيسي حتى لا تموت الطاقات النضالية؟
- الجمهورية التونسية المؤقتة: شعير حرية كرامة بهيمية
- المثقف الثوريّ شيء ومثقف الخدمات شيء آخر
- كان يجب ان تموت
- دستور الأغلبية = الشهداء ⁺ (المقاطعين ₊ غير المش ...
- نداء إلى المعطلين عن العمل في تونس: لا افلاس ولا كساد يا عصا ...
- هيئات العمل الثوري باردو 2: لا لبرالية ملوّنة ولا دكتاتورية ...
- نداء هيئات العمل الثوري في اعتصام باردو 1: الوطن الآن
- بيت الشهيد
- ثورات شهيدة أم ديمقراطيات وليدة: الدول العربية المنتقلة إلى ...
- حول النقاب في الجامعة التونسية: حريتك أوسع عندما تقبل بحقوق ...
- حرّيتك تبدأ عندما تحصل على حقوقك وعلى حقوق الآخرين.
- لا حبّ إلاّ حبّك


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح الداودي - سيدي بوزيد