صلاح الداودي
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 01:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أيا ثوريي تونس مزيدا من التنظّم الذاتي. عمّقوا الصراع، وسّعوا النضال؛ انه محكوم علينا بالمقاومة المستمرة.
لم يفرز الحراك الثوري في تونس إلى حدّ الآن سوى الحد الأدنى المتمثل في إخراج رأس النظام الأوّل بن علي بينما زُرعت عروقه في كل مكان ولم يتحقق شيء يذكر من الأطروحة الثورية المركزية وهي إسقاط النظام. حيث لم تفكّك إلى الآن أركان الاستعباد والاستبداد والفساد ولم تتزحزح الجدران الخلفية لدكتاتورية رأس المال ما بدا منها وما خفا. هذا ولم تفلح الجماهير الثائرة في تغيير طبيعة الحكومات المتعاقبة على العمالة والتبعية لمفاصل إمبراطورية رأس المال المُعولم عبر الإعتصامات المتعاقبة ولم تفلح لا في إسقاط الحكومات في الشوارع وفرض نهج ثوري تمثله حكومة ثورية ولا في فرض المؤتمر الثوري الذي يشرف على تشكيل مجلس تأسيسي يفرض حكم الشعب لنفسه وسيادته على وطنه ويعيد تنظيم العلاقات الاجتماعية وعلاقات الإنتاج على أرضية دستور جديد يكتبه الثوريون.
لا شك أن العصيان الاجتماعي المواطني الذي سرعان ما تحوّل إلى أداة تنظم ذاتي كان وقتها الأساس المادي والسلاح الثوري الوحيد الذي أجبر أعداء الشعب وأعداء الحياة بالداخل والخارج على دفع و ترتيب خروج بن علي من البلاد. ثمّ لاشك انطلق الانقلاب المبرمج على الإرادة الجماهيرية العامة عبر حلقات أنهت الحركة الثورية بانتخاب ما يسمّى باطلا المجلس التأسيسي الذي قاطعته الأغلبية وعلى رأسها القوى الثورية. انه بإمكان القوى الثورية الصامدة إلى حدّ الآن استئناف حركتها عبر التغيير الثوري النوعي للصيرورة الثورية في اتجاه استكمال السيرورة ذات الاتجاه الثوري والتي تهدف إلى إسقاط النظام رأسا. ولا سبيل إلى ذلك إلا عبر التنظم الذاتي لجماهير الثوريين المقاومين من أجل التنظيم الشبكي الريزوماتيكي لأوسع الجماهير عبر ديمقراطية المشترك الجماهيري القاعدي المباشر. ولأجل ذلك فان تشكيل وتنظيم هيئات عمل ثوري في كل بؤرة أمر لم يعد يحتمل التأجيل أمام الواجهة الجديدة للدكتاتورية العسكرية-الأمنية : واجهة اللبرالية الملوّنة بكل ألوان الطيف اللبرالي الحاكم ومن وراءه.
لا لحاكمية المال والسلاح والإعلام
الحكم والقرار والثروة للشعب
البقاء للجماهير في جمهورية الجماهير
#صلاح_الداودي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟