أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - ومن الصمت ما قتل















المزيد.....

ومن الصمت ما قتل


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 23:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


((ومن الصمت ما قتل))
القتل لم يقتصر على انتزاع الروح من الجسد وتطوى صفحة الانسان بقبره في ملحدوته,بل هناك الكثيرمن القتلى الذين يمكن ان ننعتهم بالاموات الاحياء في دنياهم,فهناك قتلى الطموح والتطلع الى المستقبل ,,قتلى الفكر الخلاق والمبدع ,,قتلى الروح الوطنية والانسانية ,,قتلى الضمير والوجدان ,,قتلى الطفولة وأحلامها ,,قتلى الحياة المتمثل بالارض والطبيعة,ولكل نوع يوجد خلفه قاتل بلباس يختلف عن الاخر ,
من أسباب الموت الكثيرة والشائعة ضمن مفهوم(تتعدد الاسباب والموت واحد)سبب أخر رئيسي لم يتطرق اليه الكثيرون ألا وهو الصمت الذي بسببه يقتل الكثير من الخلائق بطرق شتى منها:
1_الصمت الاممي :,المتمثل بالمنظمة الدولية للامم المتحدة والتي تغاضت كثيرا عن حكومات وديكتاتوريين اذاقوا شعوبهم الموت الزئام من خلال حروب داخلية وخارجية وعمليات تطهير عرقي ولم تنطق بكلمة واحدة لسببين ,أما بضغط من أطراف فاعلة في الامم المتحدةكي تغض الطرف عن ذلك الحاكم او النظام,أو القيام بتعطيل قرارات الامم المتحدة التي تحاول اتخاذها بحق ذلك النظام أو الحاكم ,كونها ترتبط معه بمصالح تجارية واسعة أو حارس امين لها على مصالحهافي منطقة ما ,واما هي نفس الدولة التي لها نفوذ وهيمنة على الامم المتحدة ترتكب جرائم القتل والابادة الجماعية تحت ذريعة حقوق الانسان(الدول الدائمة العضوية).ولكلا النموذجين الكثير من الشواهد.
2_الصمت الدولي والاقليمي :هناك الكثير من النظم والحكام قاموا بحملات قتل منظمة تحت مرأى وصمت دولي وأقليمي ,لا بل تغطي عليها بشتى الذرائع ومنها السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشأن الداخلي كونها ترتبط معها بمصالح ومنافع تجارية واسعة,حيث تعمد الى عدم توصيلها الى الامم المتحدة كي يتخذ قراربحقها ,ومنظومتنا العربية لعقود كثيرة خلت تتبع نهج قتل شعوبها بطرق شتى وتغطي عليها دول كثيرة مستفيدة من ثرواتها .
3_الصمت الرسمي والحكومي :وهذا يتمثل بايكال الدور الى القوى الامنية او المليشيات التابعة للنظام الحاكم أو عصابات الجريمة المنظمة بممارسة مهامها وسط صمت رسمي حكومي جراء الجرائم التي تطال المعارضين للنظام وقتل المواطنين الغير الموالين للحاكم ,مع التعمد على اخفاء الحقائق من خلال تسجيل الجرائم ضد مجهول.
4_الصمت الشعبي :هناك الكثير من الدول التي تمتاز بالتنوع العرقي او القومي أو الديني أو المذهبي ,فعندما تسيطر احداها على مقاليد السلطة تقوم بعمليات تصفية جسدية لبقية القوميات او الاديان أو المذاهب ذات الاقلية وسط صمت جماهيري مساند لما يقوم به الحاكم بدافع التعصب الاعمى للقومية أو الدين أو الطائفة ,وهذا الصمت يعتمد بالاساس على ثقافة المجتمع ومنظومة الحاكم القيميةالتي يحاول ربط مواطنيه بها.
5_صمت منظمات المجتمع المدني .وينتج هذا الصمت جراء عدم استقلاليتها المهنية والمادية ,حيث تكون واجهة عاكسة للحاكم وليس للشعب ,فهو من يمولها ويرعاها ولن ينظم عملها بقانون يتيح لها ان تنأى عن قبضة الحاكم .
وهناك أسباب للصمت منها:
1_الصمت نتيجة من الخوف والتسلط والاستبداد.:وهذا يتولد لقسوة الحاكم وجبروته ,مما يضطر الانسان أن يصمت خوفا على حياته أو ماله أو عرضه من ان يعبث بها الحاكم الظالم وينتهك حرماته وفتراه يصفق له ويؤيد قراراه حتى لو كانت تضر بحياته المعيشية.
2_الصمت نتيجة الاستخفاف بالاخر.:يتولد هذا النوع عندما تتولد القناعة الكاملة لدى الحاكم من انه أحكم قبضته على الشعب فتراه لا يستجيب لصيحات الجماهير وطلباتهم كونه مستخف بهم وعدم قدرتهم في رأية بالتأثير عليه او ازاحته من سدة الحكم.
3_الصمت من علامات الرضى:الكثير من الحالات والممارسات الحياتية اليومية السلبيةفي المجتمع والتي تضر بحياة المواطن أكثر من الاضرار بمصالح الحاكم ,فتراه يتغاضى عنها من أجل زيادة الضرروتعميقه على المواطن ,من خلال تعطيل تشريع القوانين التي تنظم الحياة وعدم تفعيل النافذة منها.
والصمت على نوعين ؛
1_صمت الشجعان .:يتمثل في الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ,والمترفعين عن الرذائل والصغائر ,همهم الاول والاخيرأحياء مبدأ الاخوة الانسانية والتسامح والصفح عن المسيئين.
2_صمت الثأر والغدر:وهذا ما يحمله الاشخاص من ذوات الامراض العقلية المزمنة والعقد النفسية المتأصلة في ارواحهم ونفوسهم الشريرة يتحينون الفرص للانتقام من اساء لهم ولو كانت أسائتهم غير مقصوده,ويردون الصاع صاعين ,ويصبون جام غضبهم على الضعفاء .
والصمت ثقافة يسوق بأساليب متنوعة منها:
1_صمت أيديلوجي ,الكثيرمن الاحزاب الشمولية سوقت ثقافة الصمت لمعتنقي مبادئها مع أيديلوجياتها الفكرية من خلال مبدأ (نفذ ثم ناقش)وتصل في بعض الاحيان اعطائهم الاوامر بقتل الشعب او الاعدامات حتى لرفاقهم وبدون معرفة السبب او النقاش.
2_صمت طائفي :وهذا الصمت سوق مع ثقافة الطائفية اتي روج لها الاسلاميون واتخذوا منها منهجا للحكم في العراق,فكل طائفة تسكت وتتستر على جرائم طائفتها ضد الطائفة الاخرى من باب الثأر والانتقام,وأعتقاد كل طائفة هي في الجنة والباقي في النار ,فلا ضير في قتلهم او استباحة حرماتهم.
3-صمت ديني :هناك الكثير من دعاة الاديان يلوذون بالصمت ازاء الظواهر الشاذة والمؤذية التي انتشرت في المجتمع ,وربما تؤدي الى قتل الكثيرين من الشعب ,وصمتهم هذا له عدة ابواب ,الباب الاول التقية ,وعدم تدخل الدين في السياسة,الباب الثاني تسيس الدين وتوظيبه خدمة للحاكم وهؤلاء يشكلون طبقة وعاظ السلاطين ,ويدعون الى اطاعة الحاكم حتى ولو كان جائرا وقاتلا ,والباب الثالث ,هناك دعاة الدين من يعرفون الضرر على المجتمع من خلال ممارسة طقوس وشعائر معينة ولكنهم يصمتون وصمتهم يدل على الرضى والقبول والاستحسان لاشاعة مثل هكذا امور تساهم في تغييب الوعي وتمسكهم بالغيبيات.وتزيد منافعهم المالية .
4_صمت الغباء والجهل:وهؤلاء يمثلون الشريحة الاكبر في المجتمع وهم منقادين وليسوا قادة ,وهمهم علفهم لا يكترثون لما يحصل لهم ولاجيالهم ووطنهم ,يعيشون ليومهم فقط.
5_الصمت من أجل صون الشرف,:الكثير من حالات الاغتصاب القسري التي يتعرض لها البشر من كلا الجنسين وضحاياها يلوذون بالصمت صونا لسمعتهم وشرفهم من ان يثلم ,وما تتبعه من عنمليات قتل لضحايا الاغتصاب من قبل ذويهم .
فهل لازلنا متمسكين ما قيل في التراث ,لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى....حتى تسال على جوانبه الدم,والاخر0أذا كان الكلام من فضة فالسكوت من الذهب؟؟فأي شرف يقاس بدم الضحايا وأي ذهب بقي لنا ونحن أصبحنا في أخر قاطرة الانسانية والتطور,صمتنا دفعنا الى الاقتناع باننا لم نخلق من أجل الدنيا بل خلقنا من أجل الاخرة.................



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري
- العرب يودعون عامهم بحزمة من الفتاوي
- هل لا زلتم عند كبريائكم الاجوف,يا طغاة الشعوب؟
- الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث/الجزء الثاني
- الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث/الجزء الاول
- الدور السعودي_الخليجي في ثورات الربيع العربي
- ربيع الاسلام السياسي وخريف الشباب العربي
- الحراك السياسي على الساحة العراقية بعد الانسحاب الامريكي
- هذا كل ما أرثته/صنم وكهف وسيف ورمح ومنبرا
- هذا ما قرأته خلال مسيرتي مع التيار الديمقراطي في النجف
- متى يتخلص العراقيون من ثقافة الماضي
- أليات عمل التيار الديمقراطي في المرحلة الراهنة
- قراءة في العدد السادس من جريدة التيار الديمقراطي التي صدرت ف ...
- الان عرفت الكثير من الحقائق/الدجزء الثاني
- الان عرفت الكثير من الحقائق
- فضيحة خور الزبير الكهربائية
- خصخصة المدارس في العراق,خطوة نحو النظام الراسمالي
- التدجين والتهجين وسياسة القطيع
- الشئ المفقود لدى العراقيين والذي سبب تعثر مسيرتهم الحضارية
- عاصمة الثقافة الاسلامية(النجف)يحكمها مفسد


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - علي الشمري - ومن الصمت ما قتل