أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الشمري - ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري














المزيد.....

ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 21:57
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


((ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري))
لكل حضارة ثقافتها التي تنتجها من خلال عملها وابداعها بغية تطوير المجتمع,وهي نتاج لتفكير سليم ومستمروأخذ المفيد من حضارات الشعوب الاخرى وتطويره والارتقاء به الى ما يواكب الزمن التي تعيشه تلك الحضارة.وثقافة كل حضارة يجب ان تنسلخ عن الجهل والتخلف وعن كل ما لا يتوافق مع العصر بعيدا عن تحكم موروثات الماضي السيئة فيها,ولا بد من وجدود فضاء للثقافة كي تنطلق فيه ألا وهو فضاء الحرية بكل معانيها ومدلولاتها الغير محدودة والغير مشروطة ,حرية الفكر الانساني الغير مقيدة او مشروطة بضوابط من أولي الامرأو الحاكم الحرية الغير مقيدة للفكر الانساني هي من تنتج ثقافة بعيدة عن التعصب بكل أشكاله,ثقافة التسامح والتعايش السلمي والمحبة وقبول الرأي الاخر والاصغاء له,عكس الثقافة الشمولية التي تجعل معتنقيها معزولين عن العالم وما يطوره من علوم مختلفة.
نحن من نستطيع ان نهيأ الاجواء للعقول أن تنشأ ونحن من نصع الغباء لانفسنا وللاخرين .
نحن الى الان لم نستطيع أن ننتصر على الطبيعة ونطوعها لخدمتنا ,بل باقون نعيش في طقسها الردئ المتقلب .ملابسنا الخارجية وان تكن رديئة لا يهم بقدر ما يتشبع به فكر مرتديهامن ردائة الافكار والطروحات السقيمة,نحن لم نبحث عن المظهر بقدر ما نبحث عن الفكر ,كونه هو الذي يستطيع ان يغير وليس المظهرالخارجي ,فالكثير من حثالات المجتمع وجهلته تراهم اليوم يرتدون من افخر ما أنتجته مصانع الدول الصناعية من ألبسة بفضل الثراء الذي حصلوا عليه من نهب الاموال العامة.
تركنا الحر القاتل والعواصف الترابية واليورانيوم المنضب والحلال والحرام بدون معالجات أنسانية بل ضفنا عليها التلوث الفكري كي لا يستطيع التمييز بين الصح والخطأ ,.افشينا فيما بيننا ثقافة التطاول على الاموال والممتلكات العامةوأرواح الاخرين ودمائهم واعتبرناها نوع من السطوة الرجولية والمقدرة.نحن الى الان لم نستطيع الوصول الى الطريق الصحيح كي نبتدأ المسير عليه لاننا لا زلنا لم نجرء على البدء بالتفكير.
أذن نحن من صنعنا الغباء ولا زلنا نشتر به,لم يكن ضعف فسيولوجي وانما هو خلل سيكولوجي نتاج عمليات أشاعة تجارة بيع وشراء الوهم والغيبيات.
اما كيف السبيل الى معالجته فذلك يتطلب أولا القضاء على مروجي بضاعة الوهم والغيبات والحد من تحركهم في الوسط الاجتماعي,.وهو فعلا ينتقل بالوراثة ويكتسب من الوالدين نتيجة للتعصب وعدم القبول بالاطلاع على أراء الاخرين .أما درجاته فيتم قياسها بحسب درجة وصول الشخص الى حدود الايمان التي عندها تتولد الرغبة في عدم معرفة الحقيقه.
وتصديق غير المعقول والبناء عليه .والتهور في ردود الافعال والانبهار من أشياء معقولة وواقعية هي أحدى سمات الغباء .
ويمكن نقله الى الاخرين رغم أختلاف الاجواء والارض أذا كانت هناك عوامل مساعدة ومشجعة على نشره ,والتعليم له دور أساسي في أشاعة الغباء وتنشأة العقول بشكل شامل في ان واحد ,بحسب ما يتم توجيه من قبل المسوؤل عن التعليم.فجماليات الصمت خيرا من الجدل العقيم وهو الذي ينقذ المجتمع ,من أحتدام النقاش الذي يدور حول نصوص مفروضة وليس مسموح النقاش خارجها ,نحن لا زلنا نعتقد باننا نستطيع الخلاص من الغباء ,وثمن الخلاص فادح التكاليف لاننا لم نكن على استعداد لقبول الحرية بعد.لم نستطيع التخلص من الغباء ونحن غير قادرين على التخلص من الخوف الذي هو مصدر الخرافة والجهل ,أذا هزمنا الخوف نصل الى بداية الحكمة التي من خلالها نستطيع ان نطور العقول بالاتجاه السليم.لا زلنا أغبياء لاننا نحرم ما يأتي من العقل والتجربة,الغباء لا يفارقنا طالما بقينا ابناء للدنيا ,ولا يلام من يحب أمه رغم كل عيوبها وسلبياتها.
وهل يمكن أن يصنع الغباء في لحظة معينة؟نعم يتولد عندما يتولى السفهاء والظلمة أمور البلاد في غفلة من الزمن تحت شعارات تحجم عقول الاخرين .وعندها يكون الغباء عام .ومجتمع غبي في لحظة تاريخية معينة عندما يرتضي أن يكون ولي أمره شلة من حثالات المجتمع تفرض الوصاية عليه وتتكلم باسمه زورا وبهتانا.
الغباء لم يكن يوما من المواهب ,ولكن يمكن تنميته من خلال مدارس متخصصة تنشأ لهذا الغرض .وأن أشقى الرعاة من شقيت به رعيته.
نعم هناك سقف زمني للغباء تحدده طول الفترة التي يتبلور فيها الوعي المجتمعي .وان للغباء أسرار مثلما للذكاء أسرار يتحكم بها أولي الامر.
الغباء يصبح ضروري للحياة عند الطغاة لاستغلال شعوبهم ,ويمكن أن يكون محفزا للتقدم والتطور اذا أستطعنا تشخيص ألياته ومسبباته والسبل الكفيلة بالخروج من دائرته شريطة أن نبتدأ بالتفكير.
أن عدم أحترام العلم والعلماء هو الغباء بعينه ودليل على أننا نرفض كل ما هو جديد ونتمسك بكل ما هو قديم ؟
من يستعجل النتائج ويريد القفز على الحقائق وحرق المراحل كلها مدلولات على الغباء
الذكاء عند الانسان مميز على جميع المخلوقات الاخرى ,والدليل على ذلك مقدرة الانسان على ترويض جميع أنواع الحيوانا ت والتعايش معها ,وترويض الطبيعة وتطويعها لخدمته ورفاهيته عندما يكون عقله هو من يسيره وليست عواطفه ,
نعم الحيوان لا يحسد ولا ينم ولا يغدر بأصحابه من جنسه ويدافع بأستبسال عن أطفاله ولا يتجاوز على حقوق الاخرين ,وهذه جميعا نجدها عند البشر الاسوياءالاذكياء وليس عند الجهلة الاغبياء ,
وفي الختام فأن الغباء والذكاء تؤثر فيه عوامل عدة منها القسط الاكبر وراثية والاصغر وبيئية هذا ما درسناه ,لكن الواقع المعاشي اليوم قد يقلب كل الموازين ,فربما تصبح العوامل البيئية أكثر من الوراثية بحسب نوع الحاكم ونوع فلسفته اتي يفرضها على المجتمع,,وهناك قول مأثور (من نصب نفسه أماما للناس فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره ,وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه,ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالاجلال من معلم الناس ومؤدبها)
ملاحظة/مقالتي هذه مستوحاة من فكر صديقي وأخي عبد الرضا حمد جاسم من مقال له بعنوان(الغباء)



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب يودعون عامهم بحزمة من الفتاوي
- هل لا زلتم عند كبريائكم الاجوف,يا طغاة الشعوب؟
- الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث/الجزء الثاني
- الوعي العربي ما بين الحداثة والتراث/الجزء الاول
- الدور السعودي_الخليجي في ثورات الربيع العربي
- ربيع الاسلام السياسي وخريف الشباب العربي
- الحراك السياسي على الساحة العراقية بعد الانسحاب الامريكي
- هذا كل ما أرثته/صنم وكهف وسيف ورمح ومنبرا
- هذا ما قرأته خلال مسيرتي مع التيار الديمقراطي في النجف
- متى يتخلص العراقيون من ثقافة الماضي
- أليات عمل التيار الديمقراطي في المرحلة الراهنة
- قراءة في العدد السادس من جريدة التيار الديمقراطي التي صدرت ف ...
- الان عرفت الكثير من الحقائق/الدجزء الثاني
- الان عرفت الكثير من الحقائق
- فضيحة خور الزبير الكهربائية
- خصخصة المدارس في العراق,خطوة نحو النظام الراسمالي
- التدجين والتهجين وسياسة القطيع
- الشئ المفقود لدى العراقيين والذي سبب تعثر مسيرتهم الحضارية
- عاصمة الثقافة الاسلامية(النجف)يحكمها مفسد
- الروزخونية والمردشورية أحدهما يكمل الاخر لتدمير الثقافة العر ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي: دخول أول شحنة مساعدات إلى غزة بعد وصولها م ...
- -نيويورك تايمز-: إسرائيل أغضبت الولايات المتحدة لعدم تحذيرها ...
- عبد اللهيان يكشف تفاصيل المراسلات بين طهران وواشنطن قبل وبعد ...
- زلزال قوي يضرب غرب اليابان وهيئة التنظيم النووي تصدر بيانا
- -مشاورات إضافية لكن النتيجة محسومة-.. مجلس الأمن يبحث اليوم ...
- بعد رد طهران على تل أبيب.. الاتحاد الأوروبي يقرر فرض عقوبات ...
- تصويت مجلس الأمن على عضوية فلسطين قد يتأجل للجمعة
- صور.. ثوران بركاني في إندونيسيا يطلق الحمم والرماد للغلاف ال ...
- مشروع قانون دعم إسرائيل وأوكرانيا أمام مجلس النواب الأميركي ...
- بسبب إيران.. أميركا تسعى لاستخدام منظومة ليزر مضادة للدرون


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي الشمري - ما بين تنشأة العقول وصناعة الغباء فاصل حضاري