أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - سلفية واحدة..ام سلفيتان














المزيد.....

سلفية واحدة..ام سلفيتان


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 22:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مجموعة رسائل وباتجاهات متعددة..كانت هي تلك الكلمات التي اطلقها الامير نايف عبد العزيز ولي العهد ووزير الداخليه السعودي في الندوة الموسعة التي عقدت في الرياض تحت شعار"السلفية منهج شرعي ومطلب وطني"..
رسائل قد تكون اولاها موجهة الى المؤسسة الدينية الوهابية من خلال التنظير لاولية استمرار التمسك بالمنهج السلفي لدى القيادة السعودية والحرص على افتتاح الندوة بالتأكيد على " ان هذه الدولة المباركه (المملكه) قامت على المنهج السلفي السوي منذ تاسيسها على يد الامام محمد بن سعود "مضيفا " ولاتزال الى يومنا هذا ،وهي تعتز بذلك" وهو ما قد يفسر على انه رسالة تطمين لهيئة كبار العلماء المتبرمين من ان يتم تجاوزهم من خلال ما يطرح اعلاميا على انه توجه اصلاحي ملتبس لدى القيادة السعودية في عهد الملك عبدالله بن عبد العزيز..
وقد يكون نفس هذا التوجه الاصلاحي..وتلك الرغبة القديمة في مخاطبة الغرب بلهجة جديدة تتقي شر تقلبات الربيع العربي هو السبب في حرص الامير على ان يستدرك مشيرا الى ان المقصود بالسلفية هي" المنهج السلفي القديم الذي يجمع بين الاصالة والمعاصره، وانها منهج ديني مثلما هو منهج دنيوي يدعو الى الاخذ باسباب الرقي والتقدم والدعوة الى الى التعايش مع الاخرين واحترام حقوقهم"..وقد يكون هذا التعايش هو ما يجب ان نتوقف عنده قليلا..
فعلى الرغم من انه قد لا يكون من اللائق التدخل في النوايا الحقيقية وراء مثل هذه الكلمات ولكنه قد يكون من المفيد ملاحظة ان خارج اسوار القاعة التي تتردد مثل هذه العبارات في اروقتها كان هناك بعض كبار العلماء الامناء على المنهج " الذي يجمع بين الاصالة والمعاصره"يعلنون التضجر العلني من بعض الخطوات "الاصلاحية"الجبارة مثل توظيف النساء في محال بيع المستلزمات النسائيه ويشعلون الحرائق في وسائل الاعلام وشبكات التواصل الاجتماعي حول تهنئة "الكفار"باعيادهم..والذين هم من بعض الاخرون الذين تدعو السلفية الى التعايش معهم..
وهنا قد نسأل سمو الامير عن مدى تعلق هذه الممارسات بالفكر السلفي وهل يمكن لنا ان نعزوها الى"الاباطيل والشبهات التي تثار حوله " او انها قد تكون من المفاهيم الخاطئة التي حملت "زورا وكذبا الى المنهج السلفي مثل التكفير والغلو والارهاب"..
وهل انه مما ينزه هذا الفكر هو الممارسة المستدامة للتبرؤ من التصريحات والفتاوى التي تصفع المواطن المسلم روتينيا من قبل اساطين الكهنوت السلفي والرموز التي يعتمد عليها هذا الفكر..وهل من مظاهر" الاخذ باسباب الرقي والتقدم والدعوة الى الى التعايش مع الاخرين واحترام حقوقهم" هوالاستمطار المستمر للعنات من على المنابر للآخر المختلف حتى المتشارك مع السلفي في الايمان بالله ورسوله وكتابه وقبلته..ام ان هناك سلفية وسطية عاقلة ظريفة يدعو اليها سمو الامير وسلفية اخرى منفلتة لا يتمكن من كبح جماحها وهي بالصدفة تدار من كبار علمائه ورجال هيئته وعسس منكره ومعروفه..
ان السلفية –وهنا نقصد الوهابية حصرا-باعتبارها شكلا من اشكال الايديولوجيا المتكئة على انتقائية محسوبة للنص الديني..وجدت اصلا لضبط مسارب الفقه الديني تجاه شرعنة الحكم وتزويده بخطوط متوالية من المتاريس النصية الماضوية التي تضمن تكفير وزندقة المعارضة السياسية المتوقعة من قبل افراد المجتمع..اي انها ليست اكثر من غطاء ديني زائف لمشروع سياسي ملتبس وتفسير تاريخي واجتماعي مغلق للنص المقدس.. واي من المحاولات الترقيعية التزويقية التي نشهدها من حين لآخر لتلميع وجهها واضفاء بعض الوهج المصطنع على عتمتها العضال لن تقوى على تغيير طبيعتها الخارجة عن العرف وحركة التاريخ..واي محاولة لاصلاح الفكر السلفي –ولو هامشيا-سترتطم مباشرة مع الاستار الكثيفة من الموروث اللفظي والتاريخي الذي تتلفع به وتستتر وتحمي كيانها من خلاله والمتعارض مع اي تعايش او تفهم ممكن مع شرعة ومواثيق حقوق الإنسان التي تتناقض أصلاً مع بنيتهم العقائدية مشكلة هي الأخرى عوائق هامة لإعادة التأهيل الفكري الذي يتطلب اولا الانفتاح الفكري والنفسي مع الاخر الذي هو لا يعد الا كافر او جاحد او منحرف اوضال عند الفكر السلفي الساكن المطمئن لاجوبته الاحادية الكلية للكون والحياة والتي يعد مجرد التساؤل عنها او محاولة تقديم أي بدائل للفهم تعديا على الدين ومحاربة له..
ليس في هذا تجنٍ، أو تطاولاً، على السلفية ورموزها البتة..ولكنها الحقيقة التي تأبى الانصياع لكل محاولات التنميق والزركشة التي تفتقر للجدية والحماس –ان لم نقل المصداقية-..فالسلفية اصبحت اسيرة لتفسيرها المغلق للنص المقدس الذي يجعلها في مواجهة مباشرة مع الآخر الذي لا يتموضع ضمن ايديولوجيتهم الا ضمن مواطنة ناقصة يجب ان تعاقب باستمرار على وجودها على قيد الحياة او ان تمتهن اوتستعبد او أن تدفع الجزية، وهي صاغرة.
كما انها سلفية واحدة.. وليست سلفيتان ولا تخرج عن التبعية الذليلة للحكم المستبد ..وهي نفسها التي يزعق مشايخها في مصر بان تزوير الإنتخابات واجب شرعي يثاب المرء عليه.. او يفتي بعضهم في المغرب-وهو تحت سياط السلطان وفي معتقلاته-إنه لا يجوز المطالبة بإسقاط النظام ، وان الوقوف إلى جانب ملك البلاد «واجبا وطنيا»..وهي نفسها التي تتباكى على الدين-عندكم وبرعايتكم سمو الامير- اذا وضعت المرأة قدمها على دواسة الوقود..وهي نفس السلفية التي يقتل باسمها الاطفال في اروقة المدن العراقية الآمنة..
ان مشكلة السلفية-ومأساتها- هو عجزها عن تقديم اي صيغة مستنيرة للاسلام لأن ثوابتها الشرعية مستندة الى اسوار عالية من النصوص الملتبسة ما بين التاريخي والمقدس والمراد منها ايصال من نعلم الى سدة الحكم دون النظر الى التفاصيل الاخرى..لذا فان اي محاولة لمواءمة هذا الفكر مع مبادئ حقوق الانسان والمواطنة وحرية المرأة والاعتقاد يتناقض مع المنظومة الفكرية التي يستند عليها ..واي محاولة لتلميع صورة هذا الفكر ..او التخفيف من غلواء التشدد السلفي والحديث عن معاصرة ما قد تكون له لن تعد الا نوع من المناجاة الاحادية غير المنتجة اوضحكا-وان كان سمجا-على الذقون.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأس من الماء بطعم السم الزعاف
- رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
- عام جديد ..حلم جديد
- التعددية المفترى عليها
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
- فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
- ما لنا وزبيبة..
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان


المزيد.....




- “من غير زن وصداع مع” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على نا ...
- فيديو خاص:كيف تسير رحلة أهالي الضفة إلى المسجد الأقصى؟
- الشريعة والحياة في رمضان- سمات المنافقين ودورهم الهدّام من ع ...
- أول مرة في التاريخ.. رفع الأذان في بيت هذا الوزير!
- أول مرة في تاريخ الـ-بوت هاوس-.. رفع الأذان في بيت الوزير ال ...
- قصة تعود إلى 2015.. علاقة -داعش- و-الإخوان- بهجوم موسكو
- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - سلفية واحدة..ام سلفيتان