أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - كأس من الماء بطعم السم الزعاف














المزيد.....

كأس من الماء بطعم السم الزعاف


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 16:06
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


في أي محاولة لنبش الذكريات المجمرة التي نفشل دائما في نسيانها..وفي أي استعادة للمسلسل الطويل من الخيبات التي لازمت مراحل متطاولة من ايامنا في ظل سنوات حكم البعث وصدام حسين..وتحت اي مسعى لتلمس جذور اي من الازمات المتناسلة التي حكمت ايقاع حياتنا والمنطقة لعقود..غالبا ما نرتطم ببواكير من كلمات نزقة طائشة فارغة تتساقط من فم هذا المسؤول او ذاك تحت ضغط الرغبة في التحذلق الناتجة من فورة الانتشاء الزائف بالذات الذي تولده المجاميع الضاجة الزاعقة التي تدور مع الباطل حيثما دار..
فغالبا ما ترتبط بدايات الحرب العراقية الايرانية وسنوات الموت المجاني في الخنادق الطينية في جوانحنا بهتافات هل انتم موافقون والايادي المرفوعة بقصائد النفاق والتملق واغاني "حياك يا بوحلا"..ونيف وعقد من الدم والجوع والحصار تتعشق نذره في ذاكرتنا بهواية القائد المستجدة في التذاكي والتعالم من خلال اطلاق العبارات المبهمة عن شرف الحرائر والاعناق والارزاق وعين الراعي التي لا تأخذها سنة ولا نوم ولا طائرة الشبح..وبالتأكيد ان الشعب الايراني اذا قدر له ان ينزلق الى مواجهة مفتوحة مع العالم الى ما لا يعلم الا الله فسوف تتخدد في ذاكرته كلمات قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري التي قال فيها ان اغلاق المضيق الذي يمر منه عصب الاقتصاد العالمي ليس اصعب عليه من "شرب كأس ماء".
كفلم سينمائي ممل معاد..نشعر باننا مررنا بهذا الهوس من قبل..ولكن هذه المرة الامور اكثر صخبا واعلى ضجيجا واكثر خطلا وابعد عن الحكمة والقراءة الصحيحة واستخلاص العبر.. فاي فخر بمرأى السفن التي تمخر عباب الخليج..او اي مديح مغرض-او اي نزق- قد يكون وراء تلك الكلمات التي قد يكون الاميرال تلفظها وكأنه يخط حروفها على الرمال ولا يعلم انها ستدور العالم باطرافه وتلوكها الالسن ويزدحم بها الاثير..واي نفخة شيطان تلك التي مسته ليظن نفسه روح الامة وقلبها وليجر ايران خلفه والمنطقة في اتون صراع قد لا تكون صواريخه وزوارقه من المبشرات بحسن عاقبة او ختام له اومما قد يحمد عقباه..
لم يحسن الاميرال اختيار الرسالة المناسبة التي يريد ايصالها للولايات المتحدة والغرب بشكل عام لعدم تصعيد لهجة الخطاب مع إيران..ولم يكن موفقا في ترجمة الموقف الايراني الذي يلوح بعرقلة تصدير النفط عبر المضيق في حال فرض عقوبات على صادرات النفط الإيرانية.وليس الامر مما يحتمل استدعاء القدرات البلاغية او الاستعارات اللغوية. فالمضيق الذي تمر فيه ناقلة نفط كل ست دقائق تحمل خمس صادرات النفط العالمية،لا يحتمل العبث او غض النظر عن اي مما قد يسبب انقطاع هذا الشريان الحيوي المهم..وتعطيله لن يكون شربة ماء بقدر كونه مواجهة مع المنظومة الدولية برمتها..ومع اول شرارة للنزاع ستجد ايران نفسها محاصرة بالاعداء او بايدي الاصدقاء المكبلة بواقعية يفرضها الخلل المأساوي في موازين القوى..وسيكون عليها استنزاف خزينها العسكري والاقتصادي مقابل خزائن الارض -او بالاحرى الارض القريبة- التي ستفتح امام القوات الغازية انفتاح الفضاء والتأييد الدولي امامها..وكأس الماء سيكون سما زعافا اذا لم يخلط باحتساب جيد ومنطقي لردود الافعال الدولية..
ان المفزع في الامر هو ان تكون ايران تعني فعلا ما تقول..فان ذلك سيكون الخطأ الستراتيجي التاريخي الذي ستكون له النتائج الكارثية على اقتصاديات واستقلالية القرار السياسي لجميع دول المنطقة وسيؤدي الى ادخال دول الاقليم في دوامة مستعادة من النزاعات المكرورة ولكن بصورة اشد قسوة واكثر ايلاما وسينزلق الجميع الى الحدث ليكونوا جزءا منه دون القدرة على الفكاك او التأثير على سير الاحداث..وستضطر المنطقة مجددا الى التحمل الجماعي لنتائج اخطاء فردية لا تريد التعلم من دروس التاريخ..
ان المنقذ من الاغراءات التي يطرحها موقع القادر على اثارة المشاكل قد تكون ايران نفسها..من خلال النظرة الواقعية للامور وتغليب العقلانية السياسية على الاثارة التي تولدها الخطابات المؤدلجة اوالرغبة بالتموضع على صدر عناوين الاخبار..والاهم هو من خلال النظر جيدا داخل الكأس قبل ان تقوم بشربه.



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة لقيطة على عتبة النيويورك تايمز
- عام جديد ..حلم جديد
- التعددية المفترى عليها
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
- فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
- ما لنا وزبيبة..
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن


المزيد.....




- عمدة موسكو: الدفاعات الجوية الروسية أسقطت 19 مسيرة أوكرانية ...
- باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير
- إدارة ترامب: هارفارد لن تتلقى أي منح حتى تلبي مطالب البيت ال ...
- ويتكوف: واشنطن تعمل على ترتيب جولة رابعة من المحادثات النووي ...
- وزير الخارجية الإيراني وقائد الجيش الباكستاني يبحثان التحديا ...
- شركات طيران دولية تمدد تعليق رحلاتها إلى إسرائيل بسبب الصارو ...
- ترامب يتعهد بمساعدة سكان غزة في الحصول على -بعض الطعام-
- ألمانيا ترفض خطط إسرائيل الرامية إلى احتلال غزة
- تقنيات الإخصاب الحديثة تعيد الأمل لمن تأخر إنجابهم
- ارتفاع قتلى قصف مصنع الحديدة.. وغارة أميركية على صنعاء


المزيد.....

- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - جمال الهنداوي - كأس من الماء بطعم السم الزعاف