أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مع شيخ الازهر في الطابور..















المزيد.....

مع شيخ الازهر في الطابور..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 15:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


رسائل مهمة ارسلها شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بوقوفه الطويل في طابور يصل إلى عشرات الامتار ورفضه تجاوز الناخبين للتصويت في الانتخابات التاريخية التي من المؤمل ان ترسم شكل المستقبل السياسي لمصر لاجيال قادمة..
ورغم تعدد الجهات التي كانت تترقب مثل هذه الاشارات التي قد تعبر عن موقف الازهر الشريف من العملية السياسية الجارية في مصر لما يمثله من ثقل معنوي واخلاقي في ضمير ووجدان وتاريخ الشعب المصري.. ولكن يبدو ان فضيلة الشيخ آثر ان تكون رسالته الاولى هي للشعب المصري النبيل من خلال التأكيد على اولية الواجب الوطني واهمية إدلاء المواطنين بأصواتهم في الانتخابات لكونها تدشن مرحلة جديدة تعتبر ميلادا للديموقراطية والحرية والعدالة في البلاد.والتي اكدها بقوله :"إن إدلاء المواطن بصوته فى الانتخابات بمثابة الشهادة التى لا يجوز لأحد كتمانها مصداقا لقوله تعالى "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه"، وأضاف معربا عن سعادته بالمشاركة فى الانتخابات، " إن كل ما هو واجب وطنى يعد واجبا دينيا، ونحن الآن نسعى لبناء دولة مدنية حديثة"
وقد تكون عبارته الاخيرة شديدة الوضوح تجاه رغبة مؤسسة الازهر بالنأي بنفسها عن اي من الاطراف المتنافسة في العملية الانتخابية وخصوصا بين قطبي الحركة الاسلامية المتعطشة للوصول الى السلطة بنفس آليات وتقنيات الانظمة "الكافرة"متعجلين استثمار فرصة امكانية تحالفهم مع العسكر ضمن اطار الضوء الاخضر الامريكي الواضح لامكانية التعامل مع حكومة تدار بواسطة الاحزاب الاسلامية..
فيبدو ان التودد الذي حظي به الازهر الشريف من الاخوان المسلمين والتيار السلفي لم يفض الا الى بعض عبارات المجاملة والحديث عن الوحدة والمصير المشترك واحترام الخيارات..وحتى التحركات التي اتخذت طابع التدخل الخارجي من الدول الداعمة للحركات الاسلامية يبدو انها لم يكن لها كل ذلك التأثير في ظل وجود الرغبة الاكيدة من قبل مشيخة الازهر في الانسلاخ من سجله الطويل من التبعية للسلطة عن طريق خطوات واضحة من الابتعاد عن المجلس العسكري الحاكم والتقرب من جانب آخر الى التيارات السياسية الأبرز بعد الثورة، وخاصة التيار الليبرالي، والإسلامي رغم العديد من نقاط الاختلاف السابقة مع هذه الاطراف..
فليس من المصادفة ان نجد الدكتور الطيب الذي استهل مشيخته بالتأكيد على ان فكر جماعة الإخوان المسلمين لا يتفق مع فكر الأزهر يتكلم عن ان "جماعة الإخوان هي من أكثر المؤسسات الحركية التي تحمي الأزهر"ليجيبه المرشد العام للجماعة التي كانت دائما ما تهاجم المؤسسة الدينية الرسمية على انها مغرقة في التبعية للحكم بأن"للمسلمين إماما واحدا فقط، هو شيخ الأزهر"وانه"المرجعية الدينية الوحيدة للمسلمين".وهذا الغزل قد يكون ما دفع بالمملكة العربية السعودية المشغولة بحساب الخسائر الكبيرة للتيار السلفي امام الاخوان الى الدخول بثقلها الممثل بوزير اوقافها الدكتور صالح آل الشيخ الذي اعترف للازهر بانه " القلعة الإسلامية الشامخة والمرجعية الإسلامية لأهل السُّنة والجماعة " وهي المؤسسة التي لطالما حملوها مسؤولية التقريب بين المذاهب الإسلامية باعتباره نوع من المساواة بين الحق والباطل..وكل هذا مما يشير الى ان هذا الاتفاق على مرجعية واولية الازهر لم يكن الا تضليل مبيت للمرور الآمن من خانق الصندوق الذي لم يعتد عليه الاسلاميون ..وهذا ما يبدو ان الازهر يعيه بصورة جيدة..
وهنا قد لا يكون من الحكمة ارجاع هذا الموقف الى ردود افعال لحظوية او ارتباك في الرؤية بقدر اعتبارها خطوات في مسيرة تبنتها المؤسسة الدينية تهدف الى تفادي تكرار أخطاء الماضى، تجلت في محاولاتهم كسب ود الثوار، وتأييد الثورة، فى تبدل واضح لموقف المؤسسة الدينية من الثورة قبل سقوط النظام، والابتعاد عن الفتاوى التي من شأنها إثارة الغضب والاستياء لدى الشارع المصرى، والعربى، والإسلامى..ولكنه كذلك لا يمكن تجاهل التنكب الواضح للازهر عن طريق الصراعات الاكيدة القادمة التي ستلي اعلان النتائج الانتخابية والتي ستدور رحاها بين الحركات الاسلامية المرجح فوزها في الانتخابات..
فليس من الرجم بالغيب ان الاسلاميين سيكون لهم ثقل واضح في المجلس التأسيسي القادم ولكن هذا الفوز سيكون نهاية التبريد القسري لسخونة العلاقات ما بين الاخوان المتمتعين بحيثيات نجاح النموذج التركي وبين السلفيين الأكثر ميلا إلى الأصولية والمحملين بكل مساوئ الحكم السعودي المغلق..منذرا ببداية نزاع على السلطة في ميدان يبدو انه من غير الممكن اقتسامه معا..ومنهيا لتقية انتخابية اجبرت الطرفين عن تفادي انتقاد بعضهم بعضا متأبطين خطط الانقضاض حال انقشاع ادخنة المعركة الانتخابية واتضاح الرؤية..
ولكن ما فات على تلك الحركات الاسلامية ..وما يعيه الازهر جيدا هو ان التفوق الآني للاسلام السياسي هو مسألة تنظيم وتماسك سببه المداهنة المستترة حد الرعاية من قبل النظام السابق لانشطة تلك الحركات ما دامت بعيدة عن المطالبة بالحكم ..وهذا ما جعلها تتردد في الانخراط في الثورة حتى اللحظات الاخيرة في موقف تكرر مع الثورة الثانية وبشكل لم تحسن شهادات الجزيرة على تغطيته بصورة جيدة..وان المستقبل مفتوح على العديد من الخيارات والقوى التي من الممكن ان تكون اكثر تعبيرا عن خيارات المجتمع المصري وطموحاته التي دفع ثمنها باهظا من دمه وكرامته في الدولة المدنية الحرة الحديثة..
فمن الصعب تصور حركات ملتبسة الرؤى والخطاب تجاه الاسلوب الامثل لادارة الدولة الكبيرة التعددية الرائدة بحجم مصر ودورها المستعاد في المنطقة وتتحصل على كل تلك الزئبقية التعاطي مع مفصليات العملية السياسية من الصمود في قلب وعقل المواطن المصرية مع كل هذا التخاتل عن ابداء موقفهم الواضح تجاه مفاهيم الديموقراطية والدولة الحديثة وحقوق المرأة وطبيعة المجتمع المدني الذين ينادون به.والاكتفاء برهان قلق على استمرار الدعم الغربي المرتبط برؤية خاصة للرئيس الامريكي قد لا تصمد لاربع سنوات قادمة..
ان هذه المعطيات قد تكون هي التي دفعت بالمؤسسة الدينية الى اصدار "وثيقة الازهر"استباقا وتنبؤا واستشرافا لمستقبل قد يكون اكثر تمثيلا وتأسيسا لمفهوم الدولة المدنية الحلم والمعبرة عن آمال الشعب المصري وحقه في الحرية والعدالة والمساواة والتمتع بحقوقه السياسية..وقد تكون هذه المعطيات ..وهذا الفهم..وهذا الايمان بانها عدة سنوات اخرى من التجارب الضائعة من عمر المشروع الوطني .. وقد يكون غيره كذلك. .هو ما دفع فضيلة الشيخ الى الابتعاد عن ما قد تأتي به الراهن من الايام ومكابدة الوقوف مع الشعب في الطابور..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية
- رحمة الله لا تسع ستيف جوبز..
- الحماية الدولية..حق وواجب
- ولاية امر يمنية حسب اشتراطات ياسين بقوش !!
- المشاركة السياسية للمرأة السعودية..قرار صعب.. واسئلة اصعب
- فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان
- الدولة مطالبة..
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - مع شيخ الازهر في الطابور..