أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله















المزيد.....

البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3556 - 2011 / 11 / 24 - 23:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


نكاد نتفق مع الدكتور محمود شريف بسيوني رئيس اللجنة الملكية لتقصي الحقائق في البحرين على تاريخية اللحظة التي شهدت اعلانه للتقرير الذي خلصت اليه لجنته والذي يشير بوضوح الى أن "مواجهة المتظاهرين بالبحرين بالقوة تسببت في موت مدنيين وزيادة التوتر في الشارع البحريني".
فقد تكون المرة الاولى التي يضطر فيها مسؤول عربي كبير بدرجة ملك الى الاستماع الى كل هذا الكم الكبير من الاتهامات وهي تكال لقواه الامنية ونظامه القضائي بالجملة من قبل شخص ما دون ان يكون له ان يرميه في غيابة الجب لايام وسنين قد تتجاوز عدد صفحات تقريره الطويل..ولكنه يجب الاقرار بانه ليس لبلاغة الدكتور بسيوني ولا لحلم الملك دخلا في كل هذه الاريحية التي قوبلت بها نتائج وتوصيات التقرير..ولكن السبب قد يكون في أن النظام استطاع ان يحصل على اكثر مما كان ينتظر من هذا التقرير ..
فهذا التقرير الذي عده الملك "فرصة تاريخية للتعامل مع أهم المسائل واشدها الحاحا."و" قيمة عظيمة ومكانة عالية في نفوسنا" خلص بعد اكثر من 500 صفحة من ترديد التجاوزات والانتهاكات والجرائم والتنكيل ومصادرة الحريات الى ان "عدم قبول مقترحات ولي عهد البحرين خلال تفاوضه مع الجمعيات السياسية"هي السبب الرئيس في"عدم التوصل إلى حل سياسي."
كما ان الاتهامات الصريحة للقوى الامنية باللجوء الى "استخدام القوة المفرطة وغير الضرورية" بهدف "بث الرعب بين المواطنين وإتلاف الممتلكات"وان التعذيب" مورس على المعتقلين بشكل متعمد بهدف انتزاع الاعترافات أو للعقاب والانتقام"تم حصرها ضمن مستوى التفلتات الفردية غير المنضبطة من خلال الاشارة المريبة الى ان هذه الممارسات كانت" خلاف التعليمات التي لديهم".
وهذا مما قد يعزز من الجهود الرسمية المبذولة لاستثمار هذه النتائج في تقديم البحرين كـ"بلد القانون والمؤسسات التي تحرص دائما على كفالة حقوق الإنسان وكرامته والتزامها بكل القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان"كما جاء في خطاب الملك ودفعه للتأكيد على ان الحكومة "عاقدة العزم على تنفيذ توصيات التقرير وعدم وضع البلد في موقف صعب"
فالحكم البحريني الذي لم يردعه كل هذا الكم من الاتهامات من حصر المسألة بـ"تعرض العاملين الأجانب إلى "الإرهاب" في البلاد، واستهداف رجال الأمن"والذي استبق التقرير بإقراره باستخدام القوة المفرطة، وسوء معاملة محتجزين على خلفية الأحداث التي شهدتها البلاد قد يكون استفاد من التقرير كدريئة ضد تصاعد الضغط الدولي على السلطة لايقاف إنتهاكاتها لحقوق الإنسان.
كما ان البسيوني كان قد نفى عن كل هذه الانتهاكات والجرائم صفة "المنهجية" و"السياسة" مما يبعد هذه الممارسات عن طائلة التصنيف كجرائم ضد الإنسانية..رغم تواتر وروتينية "انماط سلوكية معينة تقوم فيها بعض الجهات الحكومية تجاه فئات معينة من الموقوفين". وان السلطات لم تقم بما يلزم "لوقف اساءة المعاملة من قبل المسؤولين".. وانه على الرغم من الاقرار بان اعداد كبيرة من قوات الامن في البحرين من الاجانب المجنسين سياسيا،لم يناقش التقرير هذه النقطة من خلال كونها عدائية مسبقة من قبل الحكم تجاه المطالبات الشعبية وتجاهل كونها عملية استخدام مرتزقة لمقاومة حق الشعب في الحرية والتعبير ..
وقد تكون العبارات التي ادخلت على التقرير حسب تقنيات من دخل دار ابي سفيان مثل القاء اللائمة على المتظاهرين بسبب استهدافهم مواطنين من الطائفة السنية، وعمّال من جنوب آسيا هي السبب في الروح المعنوية العالية التي بدت على محيا العاهل البحريني والذي وان كان لم تصل الى به حد امتشاق الحسام ورقص العرضة في قاعة الاجتماع ولكنه لم يستطع ان يخفي ارتياحه من ان الامر اصبح لا يتعدى اعلان الاسف والالم لأن ذلك"قد حدث بالفعل للبعض حسب ما ورد في تقريركم"،والتأكيد على"اننا لن نتسامح ولن نتساهل مع سوء معاملة الموقوفين والسجناء"خصوصا وان تنفيذ التوصيات لن يتطلب الا معاقبة بعض الجنود وصغار الضباط بعد صك البراءة للنظام من ممارسة الجرائم السياسية الممنهجة الذي كان زبدة ما تمخض عنه التقرير..
والامر الاقرب الى الصلف منه الى الموضوعية كان في اعتراف الملك ان تهم الارتباطات الخارجية التي دمغت بها الاحتجاجات الشعبية وخونت وتحولت الى مرادف يكاد ان لا فكاك منه لاسمها واستجلبت تحت شعاراته الجيوش ورفعت الرايات لم يكن الا بناءً على انزعاج من برامج ونشاطات اعلامية متناسيا الحديث عن شبكات التجسس وسفن الاسلحة والتومانات الايرانية التي تجدها قوى الامن روتينيا في جيوب المعتقلين..ومبررا كل ذلك في انه ليس "في وضع يقدم أدلة عن تورط إيران"متجاهلا ان البحرين طلبت تحويل ملف التدخلات الى مجلس الامن وعقدت من اجلها عدة اجتماعات لمجلس التعاون وكانت ترتكز في كل ذلك على "معلومات اكيدة" لا تحتاج الا الى من" يفهم اللغة العربية" ..
ان الحقيقه التي يجب الإعتراف بها ان قتل الناس في الشوارع وفي غرف التعذيب وهدم المساجد واعتقال الآلاف وممارسة الفصل التعسفي وتسخير اجهزة الاعلام الرسمية في التسقيط السياسي والمجتمعي وتخوين"فئات معينة"من الشعب ليست مما يمكن ان يحل باسلوب اللفلفة الاحتفالية ..وان استدعاء الجيوش واستجلاب المرتزقة على الشعب الاعزل ليست من الامور التي يفخر المرء بانه لم يكن يعلم بها وصدره ملئ بالنياشين والاوسمة والانواط ويتبوأ منصب القائد العام للقوات المسلحة..
وانه بهذه العقلية والنظرة التبسيطية للامور وايثار الحلول الترقيعية الاعلامية قد لا يستطيع الحكم البحريني ان يدرك الاصلاح المنشود الذي يبدو ان الافق يزداد انغلاقا امامه بقدر اتساع الشرخ الذي احدثته السياسات الطائفية"السياسية والممنهجة" للحكومة البحرينية ضد ابناء الشعب البحريني الاصلاء وارتهان ارادة البلاد لخدمة ادامة التقاطعات الاقليمية رغم تشوش وغمامية المعطيات الدولية والاقليمية وصلابة الشعب البحريني والتزامه بسلمية وحضارية وثوابت ثورته التحررية..
لن تكون الخطوات التي وعد الملك باتخاذها كافية لترميم البيت البحريني وهو يبدأها بشكر الاجهزة الامنية والقوات المستجلبة على ما قامت به من"استخدام القوة المفرطة وغير الضرورية"و"بث الرعب بين المواطنين وإتلاف الممتلكات"وممارسة التعذيب "بشكل متعمد بهدف انتزاع الاعترافات أو للعقاب والانتقام"..وبالتأكيد لن يصل الامر بالملك الى اغلاق التلفاز عن القنوات المعادية ..ومحاولة ان"يعلم "بما يدور في زنازين معتقلاته التعسفية..والاهم ان يبدأ بالاستماع الى مطالب شعبه وتطلعاتهم وآمالهم بالوطن الذي تتحقق لهم فيه الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية
- رحمة الله لا تسع ستيف جوبز..
- الحماية الدولية..حق وواجب
- ولاية امر يمنية حسب اشتراطات ياسين بقوش !!
- المشاركة السياسية للمرأة السعودية..قرار صعب.. واسئلة اصعب
- فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان
- الدولة مطالبة..
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..
- الموقف الايراني..والتعاطي العربي المطلوب
- نهاية حلم خلجنة الممالك العربية..قد يكون في جدة


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - جمال الهنداوي - البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله