أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الثورة المصرية تصحح مسارها














المزيد.....

الثورة المصرية تصحح مسارها


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 19:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لا يسعفنا الحظ كثيرا..ان حاولنا البحث عن مثال للتسلط يقترب -حتى- من النموذج العربي للحكم ..وقد يكون من العسير ان نلتقط من دفات التاريخ ايغالا في التعالي والعداء مع الشعب يشبه ما يعتري كل من يمسك بصولجان الملك في بلداننا..فلم يطل الامر بالمجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية حتى تضعضعت شعاراته الوطنية امام مغريات التموضع فوق رقاب العباد والامساك بمقاليد الامور ليقوم باعادة انتاج تقنيات الحكم القمعي المستبد والنفخ بالازمات لاطالة أمد هيمنته على مقدرات الحكم بطرق ملتوية، دون الأخذ في الاعتبار مطالب الجماهير وقيادات الثورة الشبابية والنخب السياسية الاخرى.
فهذا المجلس الذي اسرف في ممارسة المن والاذى في حق الشعب المصري بانه لم يثقب اجسادهم بالرصاص..وانه كان السبب في نجاح الثورة مغيبا ومعتما على تضحيات ونضالات الشعب المصري البطل وصموده الاسطوري امام آلة القمع الرهيبة التي لم تتحرج حتى من استخدام البلطجية وشذاذ الافاق ضد المحتجين السلميين العزل..واختص لنفسه بالفضل في انجاح الحراك الشعبي الذي ادى الى انتصار الثورة في اسقاط رأس الحكم المصري.. يتحمل الآن المسؤولية الاكبر في الارتباك الذي يسود المشهد السياسي المصري وادامة محاولات قوى الثورة المضادة في وأد هذه الثورة، او دفعها للتنكب عن طريق مسيرتها، بسبب إدارته الفاشلة لشؤون البلاد، وتخبطه في قراراته.. والاهم..بسبب تشبثه اللاهث بالاستمرار في ادارة البلاد دون النظر الى المعضلات التي قد تصاحب هذا الخيار..
ان الممارسات المربكة المتخبطة الحافلة بالثغرات السياسية والامنية التي شابت سجل المجلس العسكري في ادارة الامور خلال الفترة الانتقالية لا يمكن ان نضعها تحت باب الافتقار الى الخبرة السياسية والادارية حسب بقدر كونها ناتج طبيعي لنوايا لم يحسن اخفاؤها تجاه استمرار التحكم بمصير البلاد وانهاء الفترة الانتقالية بشروط المجلس لضمان تمرير شكل مشوه للديمقراطـــية المسيطر عليها فوقيا من خلال سلطة ديكتاتورية مقنعة تنتحل الآليات القانونية والدستورية وتمارس الحكم من خلال حكومة هشة ضعيفة..
ان الاحداث المؤسفة التي وقعت في ميدان التحرير واسفرت عن سقوط العشرات من الضحايا برصاص القوى الامنية والجيش..وفي هذا الوقت الحرج التي تقترب فيه انتخابات المجلس التأسيسي المرتقب.. تؤكد الاشارات الكثيرة التي وردت عن المجلس حول عزمه البقاء في الموقع الاول واليد العليا عن طريق ادارة شؤون البلاد من خلال نسج التحالفات مع القوى الاسلامية وبقايا النظام السابق ..
حتى قانون العزل السياسي الذي اريد له ان يبدو وكأنه تنفيذ لرغبة القوى الثورية في التقاطع مع فلول النظام السابق..يشي توقيت صدوره المريب على انه وسيلة لشل المجلس التأسيسي واسقاط الشرعية عنه من خلال الطعون التي ينتظر ان تقدم بحق الكثير من اعضائه استنادا لهذا القانون مما سيشكل الارضية المطلوبة لاستمرار المجلس في مط الفترة الانتقالية الى حيث انضاج الظروف التي تخدم سيطرته التامة على الحكم.. ان المجلس هنا يسفر عن قصر نظر كبير اذا تصور ان بامكانه كسر الارادة الشعبية الحرة من خلال استخدام الاساليب القمعية المستنسخة عن سياسات سلفه المخلوع..او ان بإمكانه احتواء قوى الشارع وترويض طلائعه الثورية باستخدام سياسات العصا الغليظة التي لم تكن التجارب الكثيرة في صالحها..فمثل هذا التوجه لا يؤدي الا الى ترسيخ القناعة بان الثورة لم تكن قادرة على احداث تحول في اسلوب تفكير وعقلية النخب الحاكمة تجاه تقبل مبدأ المشاركة الشعبية في الحكم..وهذه النظرة المتعالية قد تكون المسؤولة عن عجز المجلس عن استيعاب منطق التاريخ وطبيعة التحول التاريخي الذي انطلقت شرارته من ميدان التحرير وتعود الان لتصحح مسارها من نفس الارض التي تعمدت بدماء وعرق وصلابة الشعب المصري واصراره على تشكيل واقعه حسب خياراته وارادته الحرة التي اعادت لمصر دورها القيادي الرائد..
ان الكلمة العليا ما زالت لقوى الشعب الثائر ..وما زال الخير معقودا في نواصي الوعي الشعبي بحتمية الانتصار في معركة الحفاظ على نقاء الثورة ووجهها الناصع واولية اهدافها بالحكم المستند على مبادئ الحرية والمساواة والكرامة والعدالة وحقوق الانسان..وكل الامل في شباب مصر العظيم في استعادة زمام المبادرة وافشال المخططات التي تستهدف حرية الشعب ومنجزه الثوري العظيم



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية
- رحمة الله لا تسع ستيف جوبز..
- الحماية الدولية..حق وواجب
- ولاية امر يمنية حسب اشتراطات ياسين بقوش !!
- المشاركة السياسية للمرأة السعودية..قرار صعب.. واسئلة اصعب
- فتوى الشيخ البراك..ارتهان الدين بارادة السلطان
- الدولة مطالبة..
- مستبد عادل على عربة اطفاء مسروقة..
- الموقف الايراني..والتعاطي العربي المطلوب
- نهاية حلم خلجنة الممالك العربية..قد يكون في جدة
- لا تضحك كثيرا سيدي الجاسر..


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال الهنداوي - الثورة المصرية تصحح مسارها