أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سوزان خواتمي - الرأي.. حرائقنا الصغيرة














المزيد.....

الرأي.. حرائقنا الصغيرة


سوزان خواتمي

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 17:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لم تعد مقولة «اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» أكثر من شعار مجازي فضفاض، ينفع وقت التنظير، وبيع الحكي، وتجارة المثاليات، لذلك يجب أن لاننساه أبداً، فهو يلزم حين الحاجة.
أما الواقع فيقول: لطالما أفسد الرأي كلاً من الود والقضية معاً. يحدث ذلك الآن كما حدث في السابق، فالتاريخ على سبيل المثال سجل لنا وقائع الخلاف بين جان بول سارتر والبيركامي، وصراعهما المعروف، بعد انحياز كل منهما لرأيه، ما أفسد صداقتهما التي كان من الممكن وقتها أن تخلق مشروع يسار مستقل.
بشكل واضح، تزداد المسافة اتساعاً بين وجهات النظر المتصاعدة، سواء كانت ملاحظات عابرة أو كانت في عمق المبدأ.
فمع اشتعال الربيع العربي اشتعلت الآراء، كحرائق صغيرة تنتهي في أغلب الأحيان إلى خاتمة القطيعة التراجيدية. فما بين المنقسمين إلى مؤيد ومعارض وبين بين، وذلك الذي لا يهتم نهائياً، فروقات كثيرة تؤدي حين الحوارعلى طريقة فيصل القاسم، إلى شروخ يصعب رأبها.
فما يبدأ بـ «تفضل ياسيدي؛ما رأيك بالموضوع»؟ ينتهي بتبادل الشتائم والاتهامات، وربما برشق الماء، أو بأي شيء آخر قريب إلى متناول اليد.
طبعاً لم نكن قبل هذه الفترة بشراً متفرغين لتبادل المحبة والقبلات، لكن تحسب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى، ظهورنا كشعوب أميل إلى ممارسة العنف والعنف اللفظي.
إن تباين المواقف، أوصلنا إلى حدود بدأت تروع وتصدع علاقات النسيج الاجتماعي، فالأصدقاء يتخاصمون، والأزواج ينفصلون، والمعارف يتباعدون.
الشروط الموضوعية لتبادل الآراء، ليست منحة إلهية، إنها نتيجة ممارسة وتجربة، ونحن ولله الحمد، لم نتعود التعددية الفكرية، ولم نمارس المحاججة أًصلاً.
بحسب المنظومة الدكتاتورية التي ورثناها وورثتنا تربوياً واجتماعياً وسياسياً، كان الصمت والخنوع أساساً وحيداً للتهذيب، وطريقاً لا مفر منه للسلامة.
المتغيرات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، تجعلنا متورطين بجدل يومي، فجميعنا معنيون بإلقاء نظرة نحو المستقبل، وإعلان رأينا به. ربما لم يفت الوقت بعد على محاولة مواجهة الذات، والاعتراف بأن عراك اليوم هو السبيل إلى تعلم فن الاختلاف، والرجوع عن الخطأ، والاعتذار، وحسن الاصغاء، والتعامل مع الآخر المختلف، ودفع الفكر إلى ما هو أوسع من «مع أو ضد».. ليس فقط لأن إرضاء الجميع مشكلة والخلاف مع الجميع مصيبة، بل أيضاً لأن رأياً خصباً بلا مودة، خيرٌ من ود عميق بلا آراء.



#سوزان_خواتمي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- [طعام، صلاة، حب].. بهارات صالحة لتذوق الحياة
- حلب.. المدينة النائمة
- منع منع النقاب.. وفلسفة الخيبة
- الشرف بين فخذي رئيفة
- انا رومانسي اذن انا موجود
- لنتحدث ياصديقتي
- في قاهرة المعز : الحكم في غرق العبارة ومؤتمرات الشعر
- المهاجرة التي اطاحت بوزير اعلام
- جدتي زينب
- جدتي زينبس
- الدخول في النسيان: لاتعتذر
- ضمي الليل ونامي
- الرجل كائن لايمكن ارضاءه
- ماذا يعني يوم المرأة العالمي
- ياله من وطن
- مصطلح الأدب النسائي يحتاج إلى مراجعة
- طعم الزبد
- المرأة بين الواقع والصورة: الكأس فاضي أم مليان
- (وعي الحكاية: قراءة في مجموعة (وأدرك شهرزاد الملل
- أتهجى الحب ولا أبكي


المزيد.....




- السعودية.. ضجة وفاة -الأمير النائم- بين تداول تصريح سابق لوا ...
- مصر.. رد علاء مبارك على تعليق ساويرس عن عمر سليمان نائب حسني ...
- سوريا.. السفارة الأمريكية بعد لقاء مع مظلوم عبدي: الوقت قد ح ...
- أسرار الحياة المزدوجة لـ-السلطان- زعيم المخدرات المولع بالبو ...
- هجوم على النائب العربي أيمن عودة.. كسروا زجاج سيارته وبصقوا ...
- بالفيديو.. الجزيرة نت داخل سفينة حنظلة المتجهة لكسر حصار غزة ...
- إسرائيل تستهدف صيادين حاولوا دخول بحر غزة
- تداول فيديو لـ-الشرع بين أنصاره على تخوم السويداء-.. ما صحة ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشيد بعملية -مطرقة منتصف الليل-
- العشائر السورية تعلن إخراج كافة مقاتليها من السويداء


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سوزان خواتمي - الرأي.. حرائقنا الصغيرة