أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحمّار - هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟














المزيد.....

هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 19:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يبدو أنّ"الفوضى الخلاقة" التي يعيشها المجتمع العربي في جانب كبير منه إنما هي خلاقة لمؤسسيها الغربيين وهدامة للمجتمع العربي، على الأقل في الآونة الحالية. في ضوء (أو بالأحرى في ظلام) هذه الفوضى، بودي أن أصدق الفاعلين السياسيين والإعلاميين التونسيين والعرب حين يتبجحون بأنّ الثورة حدثت بلا إيديولوجيا. لكن هل أصدقهم حين يثابرون على استنكار كل إيديولوجيا قد تلوح معالمها من هنا فصاعدا؟

بودي أن أصدقهم فقط على أساس أنهم يتوجسون خيفة من كل إيديولوجيا بالية أو طوباوية أو متكلسة أو ماضوية، وعلى أساس أنهم في الأثناء قد يكونون في طور ترصّدٍ لِما قل ودلّ من الأفكار والمشاعر التي قد تتطور في شكل توجهٍ عام يبشر بميلاد إيديولوجيا عربية متسقة مع اتجاه التاريخ. بودي أن أصدقهم لأني أؤمن أنه لا يمكن لأي شعب أن ينهض بلا إيديولوجيا. وهل يمكن أن ينجح درس بلا تصميم؟ وهل تُكسب مباراة رياضية بلا خطة، ناهيك الدرس الأكبر والمباراة النهائية، التي ستحدد مصير الشعب العربي؟

لكن المشهد الفكري التونسي و العربي يحثني على أن لا أصدق هؤلاء الفاعلين السياسيين والإعلاميين، قدامى ومخضرمين ومعاصرين. لا أصدق توجههم القائل بإلغاء الإيديولوجيا كمبدأ للبقاء. وكيف أصدقهم بينما منهم من يرفض اعتبار التنظير لإيديولوجيا النهوض مادة إعلامية فيحسبها على "خصم" إيديولوجي له، أو "شق" لا يتسق مع شقه، والحال أنّ التنظير المطلوب استكماله من المفترض أن يكون أشمل وأعمّ وأعمق من التنظير الذي هُم متعودون عليه والذي ما يزال مولدا للخصام وللشقاق؟ كيف أصدقهم والحال أنّهم يرفضون أن يقحم المجتمع "الروح العليا" (التسمية مقتبسة من عند رلف ولدو امرسن) في تقرير مصيره، بما يعيد تشكيل ما يسمى باليمين وباليسار في السياسة؟ كيف أصدقهم بينما حتى العقلاء منهم يعترفون بأنّ "(بينهم) وبين السلفيين مرجعيات مختلفة، تبين الشرخ (...). وهو أعمق وأخطر من الفارق الهزيل بين ما يسمى (...) بيسار ويمين" (مقال حامد الزغل"إلى قادة الأحزاب الحداثية"، جريدة "المغرب" بتاريخ 3-1-2012 ص9) وفي نفس الوقت يُبينون بكلامهم هذا أنهم غارقين في الفرز وبالتالي غير قادرين على سلك سبيل الوسط: الوسطية التأليفية؟

بهذا المعنى أتساءل أين المؤمن الأصلي، المسلم الحداثي الذي لا تجره إليها لا الإسلاموية ولا الحداثوية؟ فالإسلام اليوم محاصر داخليا من طرف فئتين: أطياف الإسلام السياسي التي اخترقها الاستشراق والاستعراب، ومن جهة أخرى هؤلاء الذين يواجهون الإسلامويين بغير بديل فكري يلغي سبب وجودهم كظاهرة زائلة. والإسلام محاصر خارجيا، بسبب حصاره داخليا، وهذه المرة من طرف قوى الهيمنة العالمية والاستقواء الفاعلة في داخل العالم العربي بالذات، ممّا جعل المسلمين عرضة للتبشير الجامع بين التنصير والإيديولوجيا السياسية العالمية المهيمنة، والذي مسيحيو العرب منه براء.

إذن كفانا نفاقا اضطراريا إزاء أنفسنا وأخلاقنا ومبادئنا وديننا، ولنشرع كعرب مؤمنين مجددين، في الاضطلاع بمَن نحن في جوهرنا. ولنعترف أنّنا حزانى بمجرد إدراك أننا منتمون إلى أمة "اقرأ" ومع هذا عاجزون حتى عن قراءة ما هو في داخل أنفسنا. ولنعمل على أن نعالج هذا العجز كي نشرع في تصور السياسة الكبرى، التي ستكون شريعتنا، وفي رَسم أهدافها وإعداد الوسائل لها. سنكون حينئذ، تونسيين ومصريين وليبيين، وكلنا، سعداء بإدراج عبارةٍ في الدستور تنبأ بأنّ المجتمع العربي طائر مُحَلق فوق العالم بدافع نشر مبادئ ثورته في الأرض كافة.

محمد الحمّار



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس: كي يكون أداء حكومة -البارسا- عالميا
- العرب بين ديمقراطية الاستجداء وواجب الاعتلاء
- من لغة التشرذم إلى لغة التعميم بفضل إصلاح التعليم
- الإصلاح اللغوي مُضاد حيوي لفيروس التطرف
- هل تنفع أنصاف الأفكار في مجابهة الرجعية الدينية؟
- عقيدة الكلام للتحرر من الرجعية باسم الإسلام
- تصحيح المسار في باب اليمين واليسار
- تونس اليسار المؤمن: دعم ثورة الشعب بثورة الفكر
- العلمانية خادمٌ مُطيعٌ للإسلام، تُخصِب التربة لتأصيل الحداثة ...
- نحن نعيش خارج التاريخ بسبب الاحتباس التواصلي، والحلّ هو الاج ...
- لكي تكون قمّة الوُجود العربيّ
- لا إسلامي ولا علماني، المواطن العربيّ سلوكُه إنساني وقانونُه ...
- لوحات من الفكر الديني المُجَدَّد: فهمُ الإسلام
- في تجديد الفكر الديني
- مقاومة التخلّف اللغوي بوّابة لانفتاح الحداثة على الإسلام
- الأُسُس النظرية للفهم المَيداني للإسلام*
- هل انقرض العرب ثقافيا من أجل أن يولدوا من جديد؟!
- المسلم المعاصر منارة علم ووَرَع وليس كوما من الإسمنت والهَلع
- أخي الإنسان العربي المسلم، تمهّل! الطريق من هنا...


المزيد.....




- مبنى قديم تجمّد بالزمن خلال ترميمه يكشف عن تقنية البناء الرو ...
- خبير يشرح كيف حدثت كارثة جسر بالتيمور بجهاز محاكاة من داخل س ...
- بيان من الخارجية السعودية ردا على تدابير محكمة العدل الدولية ...
- شاهد: الاحتفال بخميس العهد بموكب -الفيلق الإسباني- في ملقة ...
- فيديو: مقتل شخص على الأقل في أول قصف روسي لخاركيف منذ 2022
- شريحة بلاكويل الإلكترونية -ثورة- في الذكاء الاصطناعي
- بايدن يرد على سخرية ترامب بفيديو
- بعد أكثر من 10 سنوات من الغياب.. -سباق المقاهي- يعود إلى بار ...
- بافل دوروف يعلن حظر -تلغرام- آلاف الحسابات الداعية للإرهاب و ...
- مصر.. أنباء عن تعيين نائب أو أكثر للسيسي بعد أداء اليمين الد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحمّار - هل العرب قادرون على الفوز بمعركة البقاء دون إيديولوجيا؟