أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تصحيح المسار في باب اليمين واليسار














المزيد.....

تصحيح المسار في باب اليمين واليسار


محمد الحمّار

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 20:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انقلابٌ عقدي، فخلطٌ بين اليمين واليسار، دينا وسياسة، كما رأينا في دراسات سابقة. والسؤال الآن ماذا عسى أن يقدّم مثقف اليوم إلى ثوار تونس الشبان في هذا الباب، عندما يتشكل الوعي بتنصيب المنهاج العقدي على "رجليه". وماذا عسى أن يضيفه الشباب، بفضل ذلك، إلى الثقافة السياسية العالمية؟ الحل سهل وبسيط إلا أنّ تطبيقه يستدعي كل الإصلاح الذي سنقترحه، وربما إصلاحات إضافية.

الحل أن نفهم أنّ اليمين في الإسلام يسارٌ في السياسة وأنّ اليسار في الإسلام يمينٌ في السياسة. لا أكثر ولا أقل. أمّا بخصوص التطبيق (المشروط بالإصلاح) فالاختيار موكولٌ للقائمين بالإصلاح. إمّا أن نستبدل اسم اليسار السياسي باليمين ونغير بذلك المفهوم العالمي لليسار. وإمّا أن نُبقيَ على تسمية اليسار يسارا مثلما يفعل كل العالم لكن مع حرصنا على تبليغ الرسالة التالية إلى سائر العالم في حال أن ليس له من خيار سوى أن يبقى يمينه يمينا ويساره يسارا:

"من هنا فصاعدا ندعوكم لأن تقبلوا اختلافنا عنكم. وقبولكم للاختلاف يستوجب أن تستسيغوا عمل الخير الذي يصدر عنا على أنه متسق مع ما تسمونه يسارا. وبما أنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندنا إنما هو خيرٌ متأتٍّ من عقيدتنا وقيمنا، وأيضا مُتأتٍّ مما سمحت به غربلة القيم الكونية عبر مصفاة قلب المسلم وعقله مِن دمجٍ وصهر، لذا ندعوكم لأن تفهموا أنّ الإسلام يتفق، من هنا فصاعدا، و بنسبة عالية جدا، إن لم نقل بكثيرٍ من التطابق أحيانا، مع ما يصدر عنكم من أعمالِ خيرٍ تُصنفونها أنتم على أنها يسارية. بكلام آخر وبلغة اليوم، إنّ الإسلام دينٌ قد زُجّ به في يمين السياسة بينما هو بطبيعته دين يسار. بينما الإسلام دينٌ لليسار. ولم يكن انزياح الإسلام نحو اليمين في التاريخ المعاصر وانحياز اليمين له، بل واستئثار اليمين به، سوى نتيجة لتراكمات الجهل المتنوعة والمتعددة. فلنتعاون على استرداد الإسلام لطبيعته. إنّ في ذلك لإنصافٌ للدين وللدنيا."

ويمكن التخلص للقول من جهة إنّ ذروة السذاجة أنّ اليساريين في تونس وفي معظم البلاد العربية والإسلامية يجهلون هذا المعنى. أما ما يمكن استنتاجه من جهة أخرى وبخصوص اليمين المتدين (حزب"النهضة" و"التحرير" وغيرهما)، أنّهم لو ناهضوا اليسارَ لأنّ اليسار يجهل المعنى "اليساري" في الإسلام، لكانت حالة طبيعية. بينما المعضلة أنّ اليمين يفعل ذلك لأنه يعتقد، خطأ، أنّ إثم اليسار أنه لا يتبنى نفس الفهم للدين الذي يتبناه اليمين، رغم اعوجاجه؛ وهو فهمٌ مُحرّفٌ للدين وللواقع معا، ومناهض للتقدم. وما يحز في النفس لدى القطبَين، اليمين واليسار، أنهما يتعاملان مع المعطى الديني بطريقة فُصامية، الأمر الذي يبرهن مرة أخرى على غرابة أن يكون هنالك حزبا دينيا في مجتمع مسلم مثل مجتمعَي تونس ومصر.

في النهاية ما من شك في أنّ مستقبل تونس والمغرب العربي والعالم العربي الإسلامي سيكون يساريا لكن بشرط: لو توَصلت النخب إلى استيعاب فكرة أن الإسلام في جوهره يساريا، وأنّ ما اشتباه اليسار تقليديا بمناهضته للإسلام إلا شماعة اختلقتها الأمة بجهلها واستغلها أعداء الأمة ليقلبوا موازينها الفكرية ويخلطوا يمينها بيسارها.

* م.ح: مؤسس منهاج "الاجتهاد الثالث"

* هذا النص جزء من كتاب بصدد الإنجاز: "إستراتيجيا النهوض بعد الثورة".



#محمد_الحمّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس اليسار المؤمن: دعم ثورة الشعب بثورة الفكر
- العلمانية خادمٌ مُطيعٌ للإسلام، تُخصِب التربة لتأصيل الحداثة ...
- نحن نعيش خارج التاريخ بسبب الاحتباس التواصلي، والحلّ هو الاج ...
- لكي تكون قمّة الوُجود العربيّ
- لا إسلامي ولا علماني، المواطن العربيّ سلوكُه إنساني وقانونُه ...
- لوحات من الفكر الديني المُجَدَّد: فهمُ الإسلام
- في تجديد الفكر الديني
- مقاومة التخلّف اللغوي بوّابة لانفتاح الحداثة على الإسلام
- الأُسُس النظرية للفهم المَيداني للإسلام*
- هل انقرض العرب ثقافيا من أجل أن يولدوا من جديد؟!
- المسلم المعاصر منارة علم ووَرَع وليس كوما من الإسمنت والهَلع
- أخي الإنسان العربي المسلم، تمهّل! الطريق من هنا...


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحمّار - تصحيح المسار في باب اليمين واليسار