قيمة الحرف في الإيحاء بسيكلوجية اللفظة

أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3594 - 2012 / 1 / 1 - 22:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

للحرف دور في الإيحاء بالوجهة السيكولوجي للفظة ؛ فإذا أخذنا حـرف مثل
حرف :( الجيم ) وتتبعنا عددا من الألفاظ التي تستهل بها الكلمة؛ فسنتبين قيمة حرف الجيم في الإيحاء بسيكولوجية اللفظة نفسها . ومن الكلمات التي تبدأ بحرف ( الجيم ) من بين كلمات متباينة الدلالة عنفا أو رقة قد تم اختيارها ( جبل- جبا- جبّار – جامد جاف – جشع – جاني – جريمة- جود – جرف –
جيّد – جنوح – جحود – جنون – جب – جوع – جسور – جموح – جليل – جيفة – جزيرة – جلل – جيش – جامع – جميل )
ومع تسليمنا بأن لا مزيّة للحرف خارج سياق حروف الكلمة الواحدة ، ولا مزيّة للفظة خارج سياق الجملة الواحدة التي هي مفردة من مفرداتها ؛ إلا أن للحرف الذي تستهل به اللفظة نفسها متجاورة مع عددا من الألفاظ التي تبدأ بحرف الجيم وجهة من وجهتين دلالتين إحداهما تصب في سياق العنف المعنوي؛ بينما تصب الأخرى في سياق اللطف المعنوي ، فالجيم الاستهلالية الموحية بسيكولوجية العنف أو التطرف المعنوي أو في سياق اللطف المعنوي تتمثل في ألفاظ أسلمت قياد سياقها اللفظي لحرف الجيم ؛ فأوحت بسيكولوجية التطرف مثل :
• جبل : حيث الإيحاء بالتطرف في ارتفاع مكان ما من الأماكن الطبيعية عن غيره من الأماكن .
• جبان: توحي سيكولوجيا بالتطرف في انخفاض مكانة اجتماعية لشخص ما .
• جزيرة: توحي سيكولوجيا بتطرف قطعة من الأرض محاطة بالمياة من كل جانب معزولة عن بقية الأرض.
• جبّار: توحي بسيكولوجية تطرف شخص ما في التعامل مع آخر غير متكافئ .
• جور: توحي بسيكولوجية تطرف شخص ما في الاستحواذ على حقوق الغير بعد نبذهم.
• جيفة: توحي بسيكولوجية التطرف في التعفن .
• جرأة: توحي بسيكولوجية التطرف في الاندفاع نحو تحقيق غرض ما.
• جامد: توحي بسيكولوجية التطرف في اتخاذ مواقف متصلّبة بإزاء الغير أو بإزاء النفس.
• جميل: توحي بسيكولوجية تجاوز مقاييس الشكل أو الفعل التقليدي بما يلفت الانتباه ويحدث البهجة أو الرضا أو يحدث الغيرة عند البعض.
• جافي: توحي بسيكولوجية التطرف في العلاقة باعتزال الحبيب .
• جليل: توحي بسيكولوجية التطرف في مظاهر الوقار في الفعل وفي المعاملة .
• جشع: توحي بسيكولوجية التطرف في إيثار الذات والاستحواذ وحرمان الغير من حقوقهم ، أوالتطرف في حرمان النفس أيضا.
• جيش: توحي بسيكولوجية التطرف في مظاهر الضبط والربط و التصدي لحماية أرض الوطن.
• جلل: توحي بسيكولوجية التطرف في نتيجة فعل بشري مدني أو حربي أو حدث كارثي طبيعي .
• جسور: توحي بسيكولوجية التطرف الفردي في إظهار الشجاعة والعنترية.
• جاني: توحي بسيكولوجية التطرف في مظاهر التعدّي على الغير بدون وجه حق.
• جريمة: توحي بسيكولوجية التطرف في التعدي على الأرواح أو على الأموال والممتلكات أو عليهما معا .
• جود: توحي بسيكولوجية التطرف في إكرام الغير بإخراج كل ما لديك .
• جموح: توحي بسيكولوجية التطرف في الانفلات والطيش.
• جرف: توحي بسيكولوجية تطرف الطبيعة في مظاهر الانكسار الحاد في مرتفع من الصخر يؤدي إلى الهاوية.
• جيد: توحي بسيكولوجية التطرف في مظاهر الحسن أو في مظاهر الصحة أو في التحصيل العلمي أو المهارة في العمل أو في مذاق الطعوم.
• جحود: توحي بسيكولوجية التطرف في إنكار فضل لمتفضل.
• جنون: توحي بسيكولوجية فعل ما هو خارج العقل والمنطق بما يوقع الضرر بالنفس وبالآخرين – دون وعي من الفاعل -
• جب: توحي بسيكولوجية التطرف في عمق انخفاض رأسي طبيعي أو مصنوع في بقعة من الأرض .
إن للفظة الواحدة سيكولوجية تشف عن المعني الذي انتدب اللفظ للوفاء بتجسيد روح المعنى الذي يحمله؛ بوجهيه الظاهر والباطن .
وفي ذلك يقول جسبرسن : إن شكسبير " قد جعل شيلوك يستخدم ما يشبه اللهجة اليهودية الإنجليزية باستخدام ألفاظ خاصة بالعهد القديم أو تعبيرات لها سمات اليهودية ؛ فيجعلك تدرك وتعرف أن هذه الشخصية هي نموذج يهودي." لقد وظف شكسبير ألفاظا تؤدي إلى شخصنة شخصيات مسرحياته؛ حيث ألبس كل شخصية لباسها اللفظي الملائم لصورتها الدرامية .
لذا فمن الطبيعي أن يعتد جسبرسن ببراعة اصطناع شكسبير نموذجا للغوة اليهودي ، مع العلم بأن لهجة اليهود في عصر شكسبير ( 1554- 1616م) لم تكن قد نمت أو وصلت إلى أن تكون لهجة متميزة . ومع ذلك فقد نجح في أن يجعل لغة شيلوك متميزة عمن سواه .
وإضافة إلى ذلك فقد ضرب جسبرسن مثلا آخر على تميز لغة الشخصية التي يرسمها شكسبير " بتميز لغة الساحرات في مسرحية ماكبث ، في ألفاظهن المتوارثة وسجعهن المؤثر ." ويضيف " لا ترجع عظمة شكسبير إلى استخدامه عشرين ألف لفظة ، ولكنها ترجع إلى تنوع الموضوعات التي لمس فيها الحقائق والعلاقات الإنسانية المتنوعة التي احتاجت إلى مثل هذا العدد الكثير من الألفاظ." وبصرف النظر عن كون مسرحه مسرحا شعريا ، حيث " يستغل الشاعر الألفاظ ذات الشحنات والاقترانات الشعورية المعينة "

#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل