أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أبو الحسن سلام - سفر الخروج من -طما- - ج1















المزيد.....



سفر الخروج من -طما- - ج1


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 14:24
المحور: سيرة ذاتية
    


سفر الخروج من "طما" ج1
د.أبو الحسن سلام
# كتابة أخيرة : ( فرش متاع البوح الذاتي بدون قناع )
التباطؤ..
في كتابة صفحة العمر الأخيرة ،
مستحبٌ ،عند من كان بسنّي ..
قد تخطّته السنون.
جاوز السبعين أو هي جاوزته.
حثني نفر كثير ، أصدقائي ،
أن أسلّم كل عمري للقلم ..
فرحة بكل وخزات الألم !!
قد يفيد النشء منها بعض علم.
كان قولي دائما :
لا / نعم !!
# سفر الخروج من طما:
في غروب العمر يهفو كل ذي قلم يفكر
نحو رسم براءة العمر الذي ثقلت خطاه
ولأن لي قلما يفكر..
راقني تحريض من يحبني ..
لأعيد شهقات الحياة على سطور في الورق
لكن شهوة التباطؤ غازلتني ..
فغويت
وعن الكتابة قد غفوت
ـــــــ
عشت أحداث حباتي مسرحية..
بشخوص لولبية
"سعد " كان هو البطل
الـ "كاف" تحرك الأحداث ..
وأنا (فرش المتاع) !!
شخصيات أخريات ثانوية
"سين وميم وراء ونون "
"إيمى" خمسة أقنعة ..
قصدهن المنفعة
لست أشكو من سمات " المجدعة "
كّن لحظة انتعاشة ..
ارتعاشة .. ليس إلاّ..
عند غفوة الحياة !!
ــــــ
سعد زوجته بالنون .. وهو صديق
عاش سعد عندها حالات ضيق
بعدها عاش سعيدا ذا بريق
بجهدها الذاتي لاذت "راء" بـ "ميم"
ذاقت الشهد وعاشت في نعيم
هكذا قد أصبحت أم البنين.
" نون وميم " ثنائي سابق التحضير
في كواليس الحكاية حددا صفر المصير
والنموذج الرخيص "سين وميم" ..
ينتظر "جودو" العريس
كان نقبا على شونة !!
والرباعي "إيمي" باشا
واحدة قايمة وأخرى نايمة
واحدة راحت واحدة جاية
وأنا كنت " التكيّة"
حالة الإلهام مواسم
ما في مبدع إلاّ خلفه رمز ملهم
الرموز سر الحياة
والحياة بلا قناع ليست حياة
البشر في الكون رموز وأقنعة
لا أحد إلاّ وعاش بالأقنعة
يظهر قناع .. يخفي قناع
وبدون تباديل الأنا للأقتعة
تصبح عدم بلا انتفاع .
# علّم في المتبلم :
" علّم في المتبلّم .. يصبح ناسي "
هل أنا علمت شيئا كي أورّثه لغيري ؟!
ذاك ما قلت لنفسي كلما صرت وحيدا .
بينما .. لكونها أمارة بالضّد نفسي ..
نازعتني الرأي..ثم ناقضتني .
وضعت قلما بكفي ..
انتبه .. همست بأذني :
" "اكتبني .. لا تكتب نفسك !
إنمّا شرُ البلّية صوتُ نفسك "
# ضجيج الصمت :
ما الذي أكتب عن نفسي .. وعنّي
ما الذي أكتبه عنك ؟
سألتها .
قالت : أكتب ما أحب .. ولا تحب .
هكذا !!
عاقلٌ .. يكتب شيئا لا يحب !
أي نعم .
فتهدج صوت نفسي ضاحكا..
قاطعتني:
" خدعوك .. وصفوك عاقلا
اكتب .. اكتب ..
اكتب ما أمليه عليك
اكتبني .. لا تكتب نفسك ..
اكتب صمتك..
صمت البحر .. صمت الشارع
صمت الليل.. صمت النيل
صمت البطن..
صمت الصمت "
لم أتمالك نفسي ..
ضحكت .
" اكتب .. اكتب صمت الحارة "
صمت الحارة .. صمت الحارة
عجبا !! هل في الحارة صمت ؟!
وتأملت .. وتأملت .. ثم كتبت
ماذا كتبت ؟! كتبت الصمت .
ضج الصمت بصمت البطن
فانفلتت بشوارع صمتي ثورة بطني..
سلّمتني للحواري .. حيث لم أطق الضجيج
سلمتني للأزقة،
حيث ردتني الروائح للحواري ؛
حتى لفظتني الردائح للشوارع من جديد ؛
فاندمجت مع الضجيج.
لم يكن ذاك ضجيج المركبات في دواليب الحديد
إنما كان ضجيج الصامت الأعظم من أرض الضجيج ..
سيدي البحر الكبير.
# في حراسة البنات :
خدعتني الناس من أهلي وناسي
في الصعيد..
وأنا طفل صغير؛
حيث كنت والبنات..
نقطع الحقول في رحلات ماء ؛
لتعانق الجرار والجواري ماء نهر النيل ..
بحرنا الكبير ، حافيات ..
وأنا الرجل الصغير
في حراسة البنات !
هكذا عرفت سر محبتي جنس البنات ..
ولبحرنا الكبير
آآآه... بحرنا الكبير
هو نهر النيل ذلك اسمه ..
في عرفهم !.
كنت أخشى ذلك البحر الكبير
في " طما "
مثلما البنات كن خاشيات
لم تلامس ماؤه إلاّ القدم
رغم أنهن شمّرن الثياب
عن بياض سياقهن المرمرية
ليس لي..
إنما لمارد البحر.. النسيم
الغرض !!
كان سيري مثلهن حافيا
ليس حبا في الحفاء بل لضيق ذات يد
لم يصافح أي نعل بطن قدمي
ما تحرّش المداس بكعب حرمة
كأنما كعب أخيل كعبها ..
بينما البحر فعل ..
إذ تحرش بالكواعب الحسان !
ذلك البحر الصعيدي الكبير ..
مستنير .. هاهاها !!
كان يؤمن بالحوار مع الكواعب الحسان
وحده من دون خلق الله كان المستنير.
لما لا .. وهو آتٍ من بعيد !!
مرّ في كل البلاد ، ناظرا فعل العباد
رغم هذا..
رغم هذا لم يكن بحرا كبيرا ..
كان نهرا .. نهرنا..
هبة الأجيال عبر تاريخنا
ولذا يجيء عاما بعد عام
ووفاء النيل عيدا للجميع

# زوجة الأب:

هل أحد يتصور أني وأنا طفل
أخرج بعد ظهيرة يومي من مدرستي
علّقت المخلة في كتفي ..
ورفاقي الصبيان بأثرى ..
نستبق الريح تسابقنا..
نحو محطة قطر السكة
حيث قطار نام عليها
حمّل بالأجولة السكر..
بفوارغ فناطيس مازوت ،
بالبصل وحجر الفوسفات..
فصعيدنا كله خيرات
ننتظر قطارا من بحري
فشريط السكة فرداني !!
نتوسد قضبان السكه
نتنصت قد يأتي قطار
نلعب لعبة " حلّق .. حوش "
أو لعبة قذف الأحجار
رجما في أعمدة النور
نطلب منها الضوء نهارا
تتجاهلنا !!
نقذف صوت صدى يتعالى
يهرع عمال " الدريسة "
خلف الجمع كأنّا فريسه !!
# في الصعيد :
في الصعيد .. صعيدنا
تستوي كل الأمور
الخفاء والظهور
التعاسة والسرور
الوساخة والطهور
في الصعيد .. صعيدنا
يومنا ترس يدور
في الصعيد لا جديد
الجديد هو القديم والقديم هو الجديد
في الصعيد .. صعيدنا
كل لحظة وليد
لا هواية للرجال سوى النساء
لا مقاهي لا ملاهي ..
تشغل الرجال عن دهس النساء
الشباب في بطاله
والبنات في عواله
لا زواج لا عمل
لا ارتباط لا أمل
هكذا حال الصعيد في شبابي
ــــــ
كان يومي في الصعيد
في محيط محطة التوليد
خزان المياه .. الكهرباء
في حديقة الجنوب
من الصباح للغروب
راعيّ البستان كان والدي – رحمة الله عليه –
كنت طفلا وأخي طفل – كذلك –
دون أم وحدنا- رحمة الله على والدتي –
كل زوجات الآباء عاقلات
فإذا ما أنجبت فيهن طفلا..
صار أطفال القديمة أضحيات
هكذا أصبح حالي فور إنجاب البديلة لوليد
صرت حيث أنا الصغير كالشهيد
عندما أصبحت شابا قد رحلت
كان أملي في الرحيل صوب بحري
شأن مواليد الصعيد
كان محرا ب صلاتي كل أرصفة القطار
كنت أحلم بالقطار يقلني نحو الشمال
ثم حان الوقت فعلا فانفلتّ
وأنا عبر مسيرة انفلاتي الباكرة
لم يعش معي الصعيد
ولم أعش في القاهرة
لم تكن تروقني
إنما لذت بشاطئ المساجد
في خشوع فجر ميدان المساجد
في حماية " البوصيرى
" الشاذلية " التي جذبت ضميري في الصغر
مرافقا لوالدي في حلقة الذكر الزكية
في المغارب
لم تحل صلاة الفجر طفلا في الصعيد..
بمسجد " الجاحر" في بحري البلد
دون عشقي للفراعنة الجدود
ذا تحتمس ، تلك حتشبسوت مجدا
أي مجد صاغه ذاك الثنائي
لم تكن إيزيس .. لم يكن أوزير
لم يكن آمون أيضا أو آتون..
إلاّ رمزا للعبادة
مصرنا مهد العبادة
فإذا الغزو غزاها فارسيا
أو يونانيا .. رومانيا ومن جوف الصحارى
وتفشى الغزو يهتك العذارى
ينزح الثروات يهدم الحضاره
ذاب في أحضان مصر
احتوت مصر ابن فيليب وقيصر
هذا أنطونيو صريعا للغواني
تحت قدميّ " كليوباترا "
# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد
# طيش مبكر :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
أعبر أسفل قطر يسرع ،
من ناحية نحو الأخرى..
هرولة محنّى الظهر ،
من خلف العجلات الأولى،
في خط طولي مائل،
عند بداية سير القطر؟!
غيري من زملائي الصبية،
بمخالي.. سراويل قصيرة،
يتبارى البعض ، يقلدني
ننتصر على وحش السكة
والجند العربات وراءه
فتجرجر أذيال الخيبة
بنشيج العجلات تقعقع
من تحت القطر لكي يرجع
كي يثأر منّا أو يردع..
يعترض بصفر متقطّع..
صعلوكا ، طفلا يتسكع
لكن القطع المترفّع،
يجعلنا نزهو ونبرطع
نتهلل طربا ونلعلع
ويراقص واحدنا المخلة
نتباهى تغمرنا الفرحة
بطريق العودة للمنزل
تغبطنا الأهل على الفرحة..
والظن يراوح غبطتهم
تتباهى بالخلف الصالح ..
أم" تحيا بالدعوات.
ــــــــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل ..
أعود تقابلني أم” ليست أمي ..
تستقبلني باللعنات !!
المرحومة زوج الأب..
رحم الله الأب الطيب ،
وليرحم زوجته أيضا.

# براءة خطرة :

هل أحد يتصور أني وأنا طفل ،
في صدر شباب مراهقتي..
فيضان النيل يزاورنا ..
مابين الحول وما بعده
يحتضن غيطان المديرية
ويعادى حشرات التربة
أشرار تقتل فرحته
بزواج الماء مع التربة
إذ تئد المولود الأخضر
يا فرحة أطفال البندر ..
بالجري حفاة الأقدام
ماء الفيضان يطاردهم
ويطارد حشرات الوادي
يخلع فينا الواحد ثوبه
ما تحت الثوب ..إذا كان !!
يقفز غطسا تحت الماء،
يخرج طفوا فوق الماء
يسبح .. يخرج .. يلبس ثوبه
ما كان له من تحت الثوب ..
إن كان له تحت من شيء !!

# شيطنة مبكرة :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
انبهر بفعل الشبّان..
يخلعني ثوبي .. أخلعه..
يستنكف ما تحت الثوب..
يتمنع أو يأبى الخلع
هل نفسد للود قضية !!
يقفز شيطاني في النهر
يصحبني معه للقعر ..
يقسم ألاّ يطفو بي !!
صرت غريقا ..
قلت نفسي تحت الماء
صرت غريقا .
لكنّ ملاكا إنسيا قفز ورائي
خلصني من ذا الشيطان
عدت إلى الدنيا اتنفس
اتنفس من فوق الماء !!
معجزة العصر ترى تلك !!
يحتشد الناس على الموردة
من ذاك الولد الغرقان ؟
هذا ابن الشيخ فلان..
رجل طيب..
( تمتمت الأفواه فرادى )
- ولما يغرق طفل نفسه ؟!
( تتدافع أصوات البعض..)
- زوج أبيه !!
- يا ولداه !!
- ماتت أم الطفل صغيرا
فأتي الزوج بزوجة أب..
- ضربته صغيرا .. طلّقها.
- ضربته الأخرى. . طلّقها،
- جاءت ثالثة .. طلّقها ..
- ما كان ليبنى بامرأة ..
إلاّ لرعاية ولديه ..
لا ضربهما !
ـــــــــــ

هل يتصور أحد أني وأنا طفل
أشهد ذلك !!
- يتزوج رابع زوجاته..
تضرب ذاك الطفل
– أنا
- لما جاء يطلّقها .. ولذات الأمر،
تقاعس إذ كانت حامل !!
- ماذا يفعل ..
إذ وقعت في الرأس الفأس !!
( دار حديث الخلق تباعا
في الزفّة من خلف الطفل )
الموكب يتخطّى المركز عبر الشارع
يتبلد في الدرك العسكر
الجمع ورائي يتسارع
أدخل حارة
أنزل منحدرا يتدحرج
كان الجمع ككرة الثلج
تتزايد عبر الدحرجة
ما بين الحارة والحارة
حتى حالت باب الدار ..
دون صدام بين الناس وزوج الأب
صعدت سطح الدار تراقب
قذفوا بالأحجار فنزلت
تتساءل ..
- ماذا في الأمر ؟
وأنا استمرئ ما كان
نالوا ثأري !!
سبحانك ربي من أسرى..
بجنود قد نالوا ثأري
رحم الله الست "غنا "
كانت أيضا أما لي .
# صدمة حضارية :
تمضي أعوام وأعوام تجيء
لم أعد ذاك البريء !!
قد رحلت .
ذرة من رمل نهرنا العظيم
علقت بأصبع القدم الكبير
منحتني هويتي .
عندما نفسي بنفسي تنفرد
على شواطئ ( را- قدت ):
مدخل الحصن المنيع
إسكندرية القديمة.
تتجدد الصور..
من ثبات رقاد صمت الذاكرة
حيث يصطدم الشبيه بالشبيه ..
مناظرا لمناظره
يصير بحرنا الكبير في الصعيد
هو بحرنا الكبير ها هنا.
وللحضارة صدمة قد عشتها
هكذا عشت مع البحر حياة صامتة
بينما الضجيج يحكم المكان
وكذلك الزمان.
لم أكن أسمع غير الصمت..
صمت البحر يعزف موجه الألحان
لحن معرفة الإنسان كنه حضارته
لم أعش في البحر ؛ بل هو عاشني ..
في أماكن مغلقة.
أخذتني لقمة العيش بعيدا
هذّب البحر بصمته ..صمت جوعي
منذ أن حط رحالي في معسكر " الدخيلة "
زائرا متدربا ضمن حراس الوطن
كان عام الوحدة الكبرى شمالا وجنوبا
حيث سوريه ومصر.
يومنا محاضرات ..
دولة الثورة .. قوميتنا
كيف نحمل السلاح للدفاع عن الوطن
مكبرات الصوت في كل مكان
تكتسي سماواتنا بصوت " ناصر "
بل سماوات الأكوان :
" ارفع رأسك يا أخي قد مضى عهد الطغيان "
" عز العرب ، ومعه " حسين " من أشقاء الزعيم
رفقاء بخيام الفكر كنا
كانت خيمة فكر الثورة ..
تتجشأ ليلا ونهارا أفكار الثورة والوحدة
وطن واحد.. لغة ، دينا..
بحر العرب إلى الاطلنطي
ما بين شعار وشعار تصدح فيروز بأغنية
عبد الوهاب يعرضها :
" دقت ساعة العمل الثوري " بالموسيقى
تمددت شرايين كل شبابنا بشعار " رأسك يا أخي "
رقص الجميع على إيقاع الوحدة الكبرى
وحزام نسف دويلة اليهود حول خصورنا..
من صنع مصر..
من شعاراتٍ صنع !
ـــــــــ
ينفض جمع " الميز " بعد الظهر ريشه
في الميكرفون صوت " فريد " يصدح..
" بساط الريح جميل ومريح "
كلمات بيرم وحّدت كل العرب..
وحدة أغاني ، ليتها دامت لنا
أنا كنت أحب " فريد" أقلد صوته
بحر الدخيلة العصر ننزله
أو ننزل المينا الفرنساوي جماعة
مشادة بيني وآخر دارت
بالردح والتشليق صوتنا ارتفع
خجلت من " عز العرب " شقيق ناصر
إذ قال لي : " أيا مقلد فريد ..
وفر عليك الصوت ، غن فريد "
ـــــــــ
بيت عمي كان في حي " باكوس "
وقد نويت زيارته
يوميها كان إضراب في كل مكان
لا مواصلات ، لا شيء يوصلني
مشيت على رجليّ كم ساعة ..
حذا شريط الترام ، رفيق ودليل
سلمني خط ترام المكس بعد ساعات
خط الترام للرمل فمشيته ..
حتى وصلت " باكوس " على كعبي .
سألت .. والسائل ما كان يتوه
لكني من خوفي يكون فتشه
عن المكان سألت كم مرّة
أمشي عشر خطوات أسأل عشر مرات
قالوا : الغريب أعمى ولو مبصر !
ليلة قضيتها هناك في حضن باكوس..
لكن بدون الكؤوس
قبل السفر في الصباح ..
ينتهى الإضراب
وتفضّ عجلات النهار صمتها وتدور
بعدما الإضراب مات أو انتحر.
• عصر العسكر:
مرت الستون عاما كالسحاب
ما سمعت عن إضراب
غير ذلك الإضراب في سن الشباب
بين عمال النسيج بوجه بحري
ذبح الضباط خميسا وذبحوا البقرى
جل ما يخشى نظام الحكم في كل البلاد
ثورة العمال أو حق التظاهر
ولذا انمحى من القاموس حرف ( التا وظا مع الألف هاء وراء)
خسر الناس كثيرا من حقوق
وحقوق كسبوها :
حق تعليم وشغل ورعاية
لملايين الناس من فقرائنا
وتوارى كل سلطان قديم
فُككت أحزابهم
وامتطى العسكر ظهر المدنية
حصدوا كل المناصب
إنه عصر العساكر
يحكمون على بيوت من عناكب
كل رأي بالأوامر
وشعارات القيادة في العقول عششت
والحوائط لافتات بٌرقشت.
والبيوت كأنها من لافتات شيٍدّت
وبرغم ذاك كله ..
المدارس فتّحت .. للغلابة فتّحت
لم يكن تعليمنا قيد مقابل
أصبح التعليم مثلما الهواء
قالها طه حسين وتبناها النظام
هكذا العمال في كل المصانع
سبع ساعات عمل وأجازات وأجر
وضعت للأجر سقف
أمنت حياتهم
بمكاتب العمل ومعاشات التقاعد
وبيوت للشباب
دور سينما والمسارح
المساكن والمعاهد
فتت الإقطاع وزعت الأراضي
خمس فدن كل فلاح فقير
وفئات الشعب صار لها مساكن
بعثات خارجية
صار للتعليم شأن زاد إنتاج البلاد
# القرار والفرار :
أصبح الجيش قويا
صدّر النظام ثورته بعيدا
في الجزائر في اليمن
في فلسطين وأفريقيا وآسيا
فرأى الغرب "صلاح الدين" يبعث من جديد
بينما انفرد الحاكم بالرأي الوحيد
والمضايق أغلقت على العدو
لا خروج لا دخول لسفائن العدو
بينما جيش البلاد نصفه عند اليمن
ونصفه يحمل جوا للعريش
وشعارات البطولة تنبري عبر الصحافة والخطب
وضع الجيش وقودا كالحطب
في انتظار الاشتعال
كان فخا محكما عبر إشاعة
دبرت في عرش إيران بليل
ست ساعات فقط ..
حط طيران العدو .. للحروف على النقط
ست ساعات فقط هدّمت جهد السنين
ثم يتنحى الزعيم
شعبه يثنيه عن جرم التنحي !!
ربما يثنيه عن فضل التنحي .
هكذا غروب شمس عزنا
شمس فاتحة النهار
كل فعل ينتهي بالانتصار
أو يصير إلى انكسار
أو دمار .. قدر حجمه ..
ولذا من بعد تهيئة السلاح ؛ وبحي على الكفاح
ننتصر ..
" فيصل" البترول يوقف ضخه
يعطش الغرب ويشحب لونه
يتوعد
ليس يعنينا الوعيد بعد نصرنا المجيد
فبمصر .. وبوقفة العرب .. انتصرنا
وبمصر وحدها
الانتصار ينقلب إلى انفتاح
على العدو ننفتح ..
وننغلق على العرب
على العدو ننفتح
مع انغلاق الانتصار !!
# تألم .. تعلم :
المدارس لم تعلمني الكثير
إنما الشارع من علّمني
كانت الحارة خير معلمٍ
وكذا الراديو المعلم
كان يكفيني منه ..
صوت " ست الكل "
شرح " حسين فوزي لـ " شوبيرت "
ولصوت العبقري اللحن "سيد "
ولموسيقاه سيدة المعاني
مسرحيات الإذاعة في ليالي الثلاثاء
ذلك البرنامج الذي قد اختفى
صوت " ثوما " عند خامسة المساء صادحا:
" الأمل لولاه عليّ "
ثم نسمع " لست أدري "
وصلة من عزف عود لـ " فريد"
ساعة من الغناء
آاااه .. ما أحلى الغناء
كان عصر " أبي خالد " ..
خير عصر للغناء ، للثقافة الرفيعة.
وحياة آمنه .. لجموعنا الوديعة
الملاعب والمسارح
وعمائر من خطابه
وغناء من قنابل
للبضاعة القومية
في محطات الإذاعة
مؤشر المذياع نام على محطة
لم يغادر الرصيف
لم تكن في ذلك المذياع غير محطة
طلّ منها صوت رواد الكلام
صوت رواد الغناء
صوت مسرحنا العظيم
كان مذياعي دون أجهزة الجميع ..
يشع إبداعا ونقدا
يخرج " البهاء طاهر" مسرحا
والشريف خاطر يخرج مسرحا
عادل النادي نقدا ..
يستضيف من الأساطين الكبار ..
من يحلل .. من يمثّل ،
من يلعلع صوته شعرا وأوبرا
فتحت كل النوافذ باتجاه الغرب والشرق الثقافي الأصيل
فنهلت الفن منها
من دكاكين المسارح والفرق
من حوارات القضاة في المحاكم..
اتهاما ودفاعا ..
في صبيحة كل يوم .
كانت الفرجة درسا في الحوار
كانت الأفلام زادا معرفيا
ينتهي فيلم فأوصله بفيلم
وعلى رأي المثل " واحد فاضي يعمل قاضي "
كل حسٍ بالجمال هو من مشي الشوارع ..
نائمة.
# الفاضى يعمل قاضي :
ضجت الأحياء من خطوات سيري في الشوارع
شارع بالطول يقطع المدينة
شارع بالعرض مصطدمٌ به
ذلك الحي لجالية اليونان
أما ذاك فساكنوه بالطلياني
شارع بالطول مملكة اليونان
شارع بالعرض مملكة الرومان
شارع في حضن شارع
كنت أمشي فإذا عيني تصافح المباني..
وتحاور الزخارف..
والكهارب في الشوارع خافتة
تنصتت مصابيحها همسات عشق الهائمين
صوت جندي الدرك يشق جدران السكون
صوته السكين ..
يقطع تورتة الصمت غناء أو عواء :
" من هناك ؟ "
ينتشي أمن المدينة طربا ؛ فتنام
_ أين هذا الآن من ذاك الزمان ؟
- لست أدري !!

# سداح مداح :
كنت حين أملّ من كوني حبيس غرفتي
استميح ترام باكوس اعتذارا
دوره العلوي يحملني قرابة؛ ضيف ساعة..
من محطةٍ لأخرى .
محطة الرمل المشعة بالحسان
فاتنات من يونان
من طلاينة البنات
فبهن يزدهي المساء حسنا وبهاء
وأمام دور العرض :
( راديو وفريال ، وريتس ، الهمبرا ) ..
في الهمبرا ..
ذلك الدار القديم
مسرح الفن الرفيع
" قيس /ليلى) صاح صيحته عليه
صيحة أبكت مياه البحر في الثغر العريق
" فاطمة رشدي " طفلة الإسكندرية
فتنة الشرق الدرامي المحاكي للجمال ..
مثّلت " ليلى " على منصّته
شكّل المنظر تلا من رمال..
وفق أسلوب الطبيعة لـ " عزيز " ..
- رحم الله ابن عيد-
غرست أقدام " قيس " في الرمال
وهو يشدو " ليلى .. ليلى "
وأبوها " : " العامري " : " عزيز عيد "
يصدّه مستنكرا :
" من الهاتف الداعي ؟! أقيس أرى ؟!
ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا ؟! "
وكأنه ما قد رأى قدميه غاصت في الرمال !
يا عبقريّ المسرح الإخراج " عيد " ..
إذا بعثت ..
فلن ترى من مسرحك في ( الهمبرا) سوى (خرابة) !
وأم كلثوم إذا ما بعثت ..
فلن ترى بشارع ( السيما) القديم
مسرحا غنت عليه
هو ذاك " الهمبرا "
ما كان هدمهمُ له بحثا عن القبر الذي به يرقد الإسكندر
لكن خرابا للخراب !!
يا للزمان !!
هبت من الصحراء شرقا صيحة ..
شاعت بمصرنا الحبيبة ..
منذ عصر الخصخصة
إن شئت قل : قد كان عصر ( المصمصة)
يا للزمان !!
كم مشيت بشارع "السيما" البديع
"السيما" تعني باليونانية " جثة " ..
كان (رب الثغر) مدفونا به
ولذاك أطلقوا عليه " سيما "
يا لأحوال الزمان !!
غيروا الاسم وأسموه " صفية "
هي زوجة الزعيم " سعد "
يمضى زعيم ثم يأتي زعيم
ما أكثر الزعماء في أرض الكنانة
ما أكثر الزعماء .. دون زعامة !
ما من زعيم عاش غير زمانه ..
إن مات .. مات ؛
فمات عنا زمانه .
# حارة اليهود والسبع بنات:
تمشي الأزقة أو أنا أمشي
أو صدح موسيقى ورقص يمشي !!
تمشي بحانات "البنات السبع" ليلة " الكريسماس "
وبالنهار..
تنشر الشرفات رائحة البنات ..
من بيوت الجاليات من طلاينة ؛ يونان
نسمات الياسمين عبقت كل الشوارع .
لكن بحارة اليهود ..
يخفي النهار أنفه ليل نهار.
إن كان يوم السبت ، مات كل صوت ..
فعندهم مات النهار ..
وبقية الأيام يحيا بالرنين ..
رنين فضة .. الرهون ..
والمصوغات /الذهب
فإذا النهار نهارهم بيع / شراء
نهار رهن الفقراء المعوزين
تلك ترهن قرطها وذاك يرهن ساعته
لا تجد دكان رهن يعترف..
على غنيٍ ذات يوم شرّفه !
هناك في شارع " فرنسا "
استرق نظرات خلسة
لم أر إلاّ عيونا دامعة
إن لها في داخل الدكان مفقودا عزيزا من ذهب.
لم ألاحظ عنده من يسترد رهنه ..
عند الصباح .
# الديثرامب وصليل الأجراس:
عندما يأتي الأحد ..
استيقظت كل الأزقة في الحواري ؛
أيقظت كل الشوارع الكبيرة
يتعانق الزقاق بالزقاق
تتصارع الأرزاق
تتبادل الأوراق
تتفاعل الأعراق
يتعانق الطولي بالعرضي في صبح الرنين..
على نواقيس الكنائس..
تمشي الورود باقة في إبط باقة
يكشفن عن معنى الصداقة
مترجلات للصلاة .
عند اصطدام الورد في التقاطعات
يسيل عتر الورد في الشوارع
تبعت أنفي مرة خلف العبير
كانت فتاة يانعة ..
في مشية كليوباترية
عبرت وراء أمها باب الكنيسة
ودخلت ؛ كان الكل يأخذ شمعة
وينيرها من شمعة مجاورة
" بلا إحم ولا دستور " يشع في المكان النور
الكل يغرس شمعة في رملة المحراب ..
يصطف الجميع ..
إلاّ أنا !!
جهلت معنى الاصطفاف
كان ذهولي ممسكا بشمعتي
فإذا الفتاة بلحظها ؛
تلمح لي بغرس ضوئي في قداسة المحراب
أفعل .
ما أحلى غرس الشمع في المحراب..
في خشوع ..
غرست ضوئي في صميم ضوئها.
اشتغلت بالخشوع في ترانيم الصلاة
لم أصل مثل من صلّى هناك
فأنا رهن صلاة مسلمة..
سلّمت لعيونها.
قد تعلمت هنا شدو الجماعة
حتى أدمنت الطرب
عدت ألفي عام لبلاد اليونان
صافحت أذناي شدو " الديثرامب "
شدو جوقات الغناء
كان شدو المنشدين في الكنيسة مثل شدو الجوقة التراجيدية..
عند عرض مسرحي
صوت شماس التراتيل القداسة..
ربما كان كصوت " يوربيديس"
كان صوته قويا ورخيما
غير أن " يوربيديس"
رتّل النشيد من أجل البشر
لم يرتله مناشدا " زيوس "
# المسلة ونداء سيد درويش:
خرجت من باب الكنيسة مذبهلا
كان مذياع المقاهي صادحا بصوت " فيروز " تغني :
" زروني كل سنة مرة / حرام تنسوني بالمرة "
كنت هيمانا بسيد النغم
ذلك الذي يناشدنا الزيارة
انطلقت عندها نحو "المسلة " حيث كان ضريحه
جست ما بين القبور باحثا عن قبر " سيد "
اهتديت للضريح
أهديته (أم الكتاب)
هفوت أن أصبح مثله
طمحت أدرس الكمان
رأى المعلم أن حجم أصابعي ..
هي للبيانو صالحة..
لا للكمان..
حتى إني لو قبلت طالبا، ما كنت أملك أجره
# صعلكة ثقافية :
عشت في الأحياء عيشة التصعلك
مكتبات .. سينمات
أدمنت بروفات المسارح هاويا
صادفتني وظيفة في دار عرض
ينتهي العرض وفي الدار أبيت
أو بمقهى جاورتها !!
صاحب المقهى وكان موالسا
لمدير السينما قد كانوا لصوصا
التذاكر ليس يفصل نصفها عن نصفها
عند الدخول
وتعاد عند شباك التذاكر كي تباع
من جديد
أفلست سينما التتويج ثم أغلقت
عشرات الدور من سينماتنا قد أغلقت
حولوها كرجات منذ عصر الانفتاح
أو عمارات كبيرة بدكاكين كثيرة
تحتفي بالأحذية
في توابيت الزجاج
ومحلات جزارة والذبائح سافرات للرصيف
هو عصر سداح مداح
هكذا قد عشت ردحا من حياتي هاويا
أخرجت وتمسرحت
عرض علا وعرض تحت
# أقنعة عفاف :
صدفة في الشارع ماشي
وحدي وكان الليل عتمة
لمحت تحت عمود النور ..
هل كان عمود أو كان شجرة !
لا .. كان عمود
هو عمود النور أكيد .
شبح حريمي – متمسمر- جنب العمود
الصوت منغّم ويغني والصوت مبحوح
يبدو من أثر التدخين أو شيء آخر
الله أعلم !!
كلام غناها يودي السجن :
" معروض للإيجار شقة بالدور الأرضي
من جسم إنساني ..
قدّام الباب جنينة
والباب بلا بواب !! "
الدهشة شدّتني فوقفت ..
تعذّر الفهم عليّ ..
أصلي صعيدي ..
وارد حديثا من قبلي !
الصوت حريمي .. صوت مبحوح
الخمر قاطعه أنفاسه
يكرر الغنوة ولحوح..
حاولت أفهم..
لم أفهم .
كيف إن جسم إنساني يعرض نصفه لا وللإيجار ؟
سيارة وقفت في العتمة
شبح ينزل منها شابا
احتك بشبح المعروض
يتهامس شبحا المطلوب مع الطالب
يطلب .. تطلب !
تشد سيجارا من يده .. تأخذ نفسين
تعرض ثمن البيع .. يساوم
سارينة شرطة تنبحهم
وأتا الشاهد
شبح العيّل والسيارة يصرخ " يا فكيك "
نزل العسكر وأنا الشاهد
قبض علىّ أنا والحرمة
ما لي أنا !
من يقرا ؟ من يسمع منّي ؟!
ما للشرطة أذن تسمع
" مالي يا بوي ؟ " واقف اتفرج
صدّقني يا خوي !!
- " اسكت يا حمار "
ما هو بكلام .. لكن أقلام .
مشبوها داخل تخشيبة مشبوهين
" " ما التهمة ؟ واد يا بو البل ! "
شخص / بسوابق يسألني
أنا ولا خابر
يسألني مشبوه آخر
أنا ولا خابر ..
كانت عتمة !!
انهالوا عليّ بشتيمة..
ضابط أو صول:
- " واقف لها قرني يا حمار..
عامل ناضورجي يا روح خالتك ؟! "
أنا ولا فاهم
شبحوني علقة إنما عال
على كل .. حبسي ما طال.
من يومها أنا صرت حريصا ، صرت حسيسا
أبديت الندم على الغفلة .
لما أقف لابد لأعرف موضع قدمي
الوقفة لازم لها معنى
كل وقفة ولها سعر
من يومها أصبح لي موقف.
# انفتاح على الذات :
هنا انفتحت أنا على ذاتي
والجزء مني صبح كلّي
من ذا الذي يقدر يقول لي
أنا هكذا خسرت حياتي !
رهنتها بحب المسرح
كونت فرقة اثنين وأكثر
أخرجت (دائرة الطباشير)
غلبت أبحث عن أنثى تمثل فيها
لقيت فتاة اسمها "عيشه"
جربتها في دور " جروشا "
لافت على شاب مزبلح كان بيمثل
خربت .. طفشت
غلبت أبحث عن غيرها أبدا ما لقيت
صادفتني عاملة بشركة غزل
مناسبة لكن أميّة
لا فيه قراءة ولا كتابة
حفّظتها الدور بالتسميع
شهور ثلاثة وتم العرض
" مس أولشليجل " بالمانيا
مغنية زميلة " فايجل " ..
زوجة" بريخت " الفنانة
استمتعت بمشاهدتها
قالت :
- " لو أنت بألمانيا كان أبدعوا لك كم تمثال "
لكن سنة 67 ساعدت مخرج كبّارة
وكان "حسن عبد السلام " في مسرحية (الحلاج)
في فرقة " الجيب" الناشئة بإسكندرية
و" سعد أردش " جاء زارنا
وعبد الصبور والشرقاوي
شعراء كبار نص وإخراج
ومحمد الفيتوري زارنا
وكنت عام 66 أخرجت انا ( الملك معروف )
يوتوبيا شعبية لشوقي عبد الحكيم
أرسلت له دعوة ، رسالة
أظنه ساكن في الجيزة بشارع "همدان"
شكرني قال : "اقبل عذري "
لكن في ( دائرة الطباشير ) مثلت دور " أزدك " أيضا
مشهد أنا ومشهد بعده لـ "محمود فؤاد "
والمشهد الثالث بعده لـ " حسين شاهين "
- حسين شيوعي من الرواد ومن جماعة الرفيصه –
وحازم ابنه بقى م لحن في سكندراما بقى يغني -
تفكيري دار حول التغريب
ثلاث شخوص على دور واحد ؛ يتعدد التعبير عنه
حداثة التمثيل جائز ، لكن بدون معرفة عنها !
عرش ( الملك معروف ) كرسي كان غير مألوف
صممته طبعا وبنفسي
على شكل ( كف اليد ) أكيد
يعني الملك قاعد على كف ومفتوحة
دلالة سميولوجي صريحة
– ما كنت أعرف -
والشعب كسلان ومخروع
المنتجات نفذت منه
ولا حاجة عنده تتوزع
(يوتوبيا ملكية ) عدالة بين الجميع
لكن بلا مخزون ولا حاجة للتوزيع !
كل البلد جاعت .. صاعت
خرج الملك نفسه يشحذ والشعب خلفه يقول: لله ..
- " لله يا خلق الله .. لله "
موقف من "الطوباوية " في خطاب النص
حكاية شوقي استلهمها برهافة حس
من "ألف ليلة" وأسقطها
على اشتراكية "ناصر" في الستينات
# انحياز للكادحين:
قضيت حياتي في كتابة
عن فلاحين مصر .. غلابة
ثلاثين سنة الحال يتغير
صبحوا الملوك وأنا كتابة
مرت على الخاطر كلمات
قالها أديب ما أعرف عاش / مات
قال : لو رأيت إنك أديب ..
خلك نفسك
أما إن رأيت إنك ناقد؛ كن ذات نفسك
ولو تجب تكون إنسان ، ما تكون نفسك ..
بل كن غيرك !
ضيّعت أنا ثلثي عمري سياسة ومسرح
وثلث عمري ضيّعته ثقافة وتعليم
تركت (حيّا الله ) موطن رأسي .. صعيدي ..
أحب أشيل همّي بنفسي ، أساعد غيري
أفعالي هي ردود أفعال
الشر واجهته بالشر ، ومبدأي معلوم للغير
أتمنّى للناس كل الخير
لا أكون مطيّة لبني آدم
ولا امتطي أكتاف إنسان
وأغنّي دوما أغنيتي ..
لما أموري تتأزم .. أزعق وأقول :
" لا خير في المطايا
أو من امتطى
إذا جند الجباية
حثوا لنا الخطى
وجرجروا الصبايا
بعدما زاحوا الغطا "
لذا دخلت المعتقلات.
# بحث عن الذات:
من بعد سجن ومعتقلات
أنشئت مسرح في القلعة
في حضن فاروس/ قايتباي
دعمني شاكر بك يومها..
نائب المحافظ – كان راجل –
كان المحافظ " فوزي معاذ " ..
وكان لواء أمن الدولة !
وحتى " شاكر " كان لواء
لكن مدني
لكنه كان يحب الفن
عمل نشاط جوّا القلعة
غناء وإرشاد ديني ورقص
لكن جهاز أمن الدولة
رفض تعاونه مع شخصي
قالوا سوابق رأي قديم
عرضوا ملفي عليه .. متخم !!
" ربيب سياسة ومعتقلات "
قال : " احتاجه .. وأنا الضامن "
بنيت مدرج في القلعة ..
بصحن القلعة
أنشأت محكى للمسرح
في حضن فاروس/ قايتباي
نائب المحافظ يدعمني
رجل ونعم الرجالة
كان اسمه شاكر عبد السلام
كان المحافظ فوزي معاذ
صديق لشاكر وزميله
شاكر يشجع أهل الفن
شجع نشاطنا في القلعة
نعيد تاريخنا على المسرح
الغيرة بين المسؤولين
نشّطت دور الفنون
في النزهة وفي أنطونيادس
" جميل جمال " أنشأ مسرح
غنت عليه مصر ورقصت
تصميمه على شكل يوناني
الأعمدة كورنثي وضخمة
شاكر رئيس غرب " ماريا "
طلبني أنشئ له فرقة
وفق اتفاق رسمي تعاقد
"جميل جمال" للشرق رئيس
وفي المظاهر كان شاطر
دربت شبان مع شابات
أخرجت ( حلم ليلة صيد )
النص بالشعر كتبته
عن نص أدبي مستلهم من التاريخ
لمعاوية حنفي .. أديب مصري
وكان مدير عام القلعة
وهيئة فنون وآداب .. تشكيل
حكاية عن واحد صياد
فرعوني أسميته " أشمون "
قاوم لمدة ألف العام
جيوش غزاة المحروسة
يغزوها الإسكندر برا
يرحل ويترك فيها اسمه
يغزوها قيصر عبر البحر
يحط كليوباترا على العرش
علم البطالمة فوق عالي
تهواه فيهوي سرير العرش
بهزيمة أنطونيو وموته .
بقناع جديد يرجع قيصر
أشمون يقود المصريين ضد الغازي
حلف ما يرطن يوناني ولا طلياني حتى العربي
لا جزية يدفع ولا مذهب دين يتغير
ولذلك مات.
رقابة المسرح حذفت كلمات في النص
العرض كان فيه 100 جندي مع جنود الخيالة
جنود يونان و الإسكندر لما غزى مصر
وبعدها جنود القيصر
وفي لوحة أخرى صبحوا جنود خلف أنطونيوس
ويشكلوا جيش ابن العاص
العرض في المسرح مكشوف
عرض Open Air
مع نهاية يوم خدمة حراسة هيئات
نفر العساكر تتجمع داخل القلعة
أبدأ تدريب
هد التعب حيل العسكر كانوا جوعى
لا أكل أكلوا طول اليوم ولا فيه راحة
بسندوتشات طعمية وكوباية شاي
وأصبّرهم
مع الغروب قبل التدريب واحد بالباب
يمنع دخول زوار إلاّ برسم تذاكر
وبالحصيلة يتم الصرف على العسكر
طبعا مخالفة تودي السجن !
ومن الغريب إن العسكر سبكوا الأدوار
سواء عساكر الإسكندر أو مع قيصر
وفي حفل كليوباترا في القصر
أدى العساكر أدوارهم عربدة مع سكر
لكن مصيبتي أنا المخرج
مع كل ليلة كانت تظهر
كانت العساكر تتغير من يوم ليوم
لذلك أنا كنت أدرب عسكر غيرهم
في رجعة العسكر للكامب..
يرطن الواحد منهم بكلام في النص
وخاصة بكلام " أشمون " قائد الثوار !!
لذا القيادة تغيرهم بنفر غيرهم.
# في الجامعة:
في الجامعة صرت أنا الأستاذ
أسست فن وعلم ؛ رسائل
طلابي جيل مع جيل كامل
طلاب وفاء عندهم وبعضهم أندال
طبع الحياة غالب
ويابخت من كان له أستاذ
ياخذ بايده ويعينه
يعلمه مسك العكاز
يزع في الجهل يهينه
لكن ياعيني على الأستاذ
تلميذه طلعت زرابينه
في لحظه شاف نفسه أستاذ
والعلم بقا ملك يمينه
حط الشهادة في البرواز
واندار عليه طلّع عينه .
# بكرة وبكرة .. وبعد الغد:
ميلاد رباعي الفكر جه م الغيط
بداية التعريف مجلة حيط
عمال في مصنع عام كبير له صيت
ــــــــ
مكرم دا كان زجّال وكان ابن حنت
الصحفي عبد الهادي في المانشيت
مالوش مثيل في الرسم والتخط
ــــــــــ
أما سعيد حفني اللي فيهم جد
شهامة كان راجل تمام ويسد
كافح ونال الشهادة شاب بسيط
دول أصدقاء رحلة نضال وجروح
مات الثلاثة مات شقايق الروح
بقيت أنا الوحداني ذايع الصيت
ـــــــــ
سعيد ومكرم عبد الهادي مات
والعبد لله عاش على الآهات
مابين بشر فيهم خسيس وحويط
ــــــــــ
تبص من حواليك ما تلقى صديق
ينفع رفيق رحلة نهاية طريق
الكل غاوي شقلباظ تنطيط
ــــــــــ
الناس بتيجي تروح لهم طلبات
تندار بضهرك تكتر الطعنات
تنفش في ريشك تكتر الملاقيط
وناس وجودهمكان وجود عابر
وشوش ورا وقدّام بتتآمر
من عهد فات الناس بقت وطاويط
ـــــــــ
تجيب منين الناس ولاد الناس
مخاليق في كل مكان بدون إحساس
اللي عبيط واللي غتت وأليط
ـــــــــ
عامل في مصنع كنت أو أستاذ
عشان تعامل الناس عايز عكاز
منين ماتمشى الناس لسانها سليط
ـــــــ
اتأمم المصنع مدد ياكويز
تبيع لأمريكا تبيع لباريز
نجمة داوود ماركة على الزعابيط
ـــــــ

الخلق داق من كتر ما سمعنا
عن النعيم لو إحنا طبّعنا
طبّع تلاتة اتنين جابولنا سميط
ــــــــ
لاستفتا راح لاستفتا جه ماجاش
لعبة سياسه ما تتلعبشى بلاش
وفي المواسم ينشط التربيط
ـــــــــ
الناس على حالها القديم في الضنك
كتم الدولار على أنفاس البنك
مفضلشي قدامنا غير التشحيط
ــــــــــ
المصري دا أرخصها حاجه في مصر
مهزوم تمللي حتى يوم النصر
صورتنا في الإعلام تمام مزابيط
ــــــــــ

بكره وبكره.. وبكره بعد الغد
أيام ورا أيام ومالهاش عد
أرزاق ولادنا نلمها تنقيط
ـــــــــ

عشان زمان الكل بيهاتر
رئيس حرامي إنما شاطر
سرق مرق اتلط في يناير
عيني على التخطيط طلع طاخ .. طيط
# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد




سفر الخروج من "طما" ج1
د.أبو الحسن سلام
# كتابة أخيرة : ( فرش متاع البوح الذاتي بدون قناع )
التباطؤ..
في كتابة صفحة العمر الأخيرة ،
مستحبٌ ،عند من كان بسنّي ..
قد تخطّته السنون.
جاوز السبعين أو هي جاوزته.
حثني نفر كثير ، أصدقائي ،
أن أسلّم كل عمري للقلم ..
فرحة بكل وخزات الألم !!
قد يفيد النشء منها بعض علم.
كان قولي دائما :
لا / نعم !!
# سفر الخروج من طما:
في غروب العمر يهفو كل ذي قلم يفكر
نحو رسم براءة العمر الذي ثقلت خطاه
ولأن لي قلما يفكر..
راقني تحريض من يحبني ..
لأعيد شهقات الحياة على سطور في الورق
لكن شهوة التباطؤ غازلتني ..
فغويت
وعن الكتابة قد غفوت
ـــــــ
عشت أحداث حباتي مسرحية..
بشخوص لولبية
"سعد " كان هو البطل
الـ "كاف" تحرك الأحداث ..
وأنا (فرش المتاع) !!
شخصيات أخريات ثانوية
"سين وميم وراء ونون "
"إيمى" خمسة أقنعة ..
قصدهن المنفعة
لست أشكو من سمات " المجدعة "
كّن لحظة انتعاشة ..
ارتعاشة .. ليس إلاّ..
عند غفوة الحياة !!
ــــــ
سعد زوجته بالنون .. وهو صديق
عاش سعد عندها حالات ضيق
بعدها عاش سعيدا ذا بريق
بجهدها الذاتي لاذت "راء" بـ "ميم"
ذاقت الشهد وعاشت في نعيم
هكذا قد أصبحت أم البنين.
" نون وميم " ثنائي سابق التحضير
في كواليس الحكاية حددا صفر المصير
والنموذج الرخيص "سين وميم" ..
ينتظر "جودو" العريس
كان نقبا على شونة !!
والرباعي "إيمي" باشا
واحدة قايمة وأخرى نايمة
واحدة راحت واحدة جاية
وأنا كنت " التكيّة"
حالة الإلهام مواسم
ما في مبدع إلاّ خلفه رمز ملهم
الرموز سر الحياة
والحياة بلا قناع ليست حياة
البشر في الكون رموز وأقنعة
لا أحد إلاّ وعاش بالأقنعة
يظهر قناع .. يخفي قناع
وبدون تباديل الأنا للأقتعة
تصبح عدم بلا انتفاع .
# علّم في المتبلم :
" علّم في المتبلّم .. يصبح ناسي "
هل أنا علمت شيئا كي أورّثه لغيري ؟!
ذاك ما قلت لنفسي كلما صرت وحيدا .
بينما .. لكونها أمارة بالضّد نفسي ..
نازعتني الرأي..ثم ناقضتني .
وضعت قلما بكفي ..
انتبه .. همست بأذني :
" "اكتبني .. لا تكتب نفسك !
إنمّا شرُ البلّية صوتُ نفسك "
# ضجيج الصمت :
ما الذي أكتب عن نفسي .. وعنّي
ما الذي أكتبه عنك ؟
سألتها .
قالت : أكتب ما أحب .. ولا تحب .
هكذا !!
عاقلٌ .. يكتب شيئا لا يحب !
أي نعم .
فتهدج صوت نفسي ضاحكا..
قاطعتني:
" خدعوك .. وصفوك عاقلا
اكتب .. اكتب ..
اكتب ما أمليه عليك
اكتبني .. لا تكتب نفسك ..
اكتب صمتك..
صمت البحر .. صمت الشارع
صمت الليل.. صمت النيل
صمت البطن..
صمت الصمت "
لم أتمالك نفسي ..
ضحكت .
" اكتب .. اكتب صمت الحارة "
صمت الحارة .. صمت الحارة
عجبا !! هل في الحارة صمت ؟!
وتأملت .. وتأملت .. ثم كتبت
ماذا كتبت ؟! كتبت الصمت .
ضج الصمت بصمت البطن
فانفلتت بشوارع صمتي ثورة بطني..
سلّمتني للحواري .. حيث لم أطق الضجيج
سلمتني للأزقة،
حيث ردتني الروائح للحواري ؛
حتى لفظتني الردائح للشوارع من جديد ؛
فاندمجت مع الضجيج.
لم يكن ذاك ضجيج المركبات في دواليب الحديد
إنما كان ضجيج الصامت الأعظم من أرض الضجيج ..
سيدي البحر الكبير.
# في حراسة البنات :
خدعتني الناس من أهلي وناسي
في الصعيد..
وأنا طفل صغير؛
حيث كنت والبنات..
نقطع الحقول في رحلات ماء ؛
لتعانق الجرار والجواري ماء نهر النيل ..
بحرنا الكبير ، حافيات ..
وأنا الرجل الصغير
في حراسة البنات !
هكذا عرفت سر محبتي جنس البنات ..
ولبحرنا الكبير
آآآه... بحرنا الكبير
هو نهر النيل ذلك اسمه ..
في عرفهم !.
كنت أخشى ذلك البحر الكبير
في " طما "
مثلما البنات كن خاشيات
لم تلامس ماؤه إلاّ القدم
رغم أنهن شمّرن الثياب
عن بياض سياقهن المرمرية
ليس لي..
إنما لمارد البحر.. النسيم
الغرض !!
كان سيري مثلهن حافيا
ليس حبا في الحفاء بل لضيق ذات يد
لم يصافح أي نعل بطن قدمي
ما تحرّش المداس بكعب حرمة
كأنما كعب أخيل كعبها ..
بينما البحر فعل ..
إذ تحرش بالكواعب الحسان !
ذلك البحر الصعيدي الكبير ..
مستنير .. هاهاها !!
كان يؤمن بالحوار مع الكواعب الحسان
وحده من دون خلق الله كان المستنير.
لما لا .. وهو آتٍ من بعيد !!
مرّ في كل البلاد ، ناظرا فعل العباد
رغم هذا..
رغم هذا لم يكن بحرا كبيرا ..
كان نهرا .. نهرنا..
هبة الأجيال عبر تاريخنا
ولذا يجيء عاما بعد عام
ووفاء النيل عيدا للجميع

# زوجة الأب:

هل أحد يتصور أني وأنا طفل
أخرج بعد ظهيرة يومي من مدرستي
علّقت المخلة في كتفي ..
ورفاقي الصبيان بأثرى ..
نستبق الريح تسابقنا..
نحو محطة قطر السكة
حيث قطار نام عليها
حمّل بالأجولة السكر..
بفوارغ فناطيس مازوت ،
بالبصل وحجر الفوسفات..
فصعيدنا كله خيرات
ننتظر قطارا من بحري
فشريط السكة فرداني !!
نتوسد قضبان السكه
نتنصت قد يأتي قطار
نلعب لعبة " حلّق .. حوش "
أو لعبة قذف الأحجار
رجما في أعمدة النور
نطلب منها الضوء نهارا
تتجاهلنا !!
نقذف صوت صدى يتعالى
يهرع عمال " الدريسة "
خلف الجمع كأنّا فريسه !!
# في الصعيد :
في الصعيد .. صعيدنا
تستوي كل الأمور
الخفاء والظهور
التعاسة والسرور
الوساخة والطهور
في الصعيد .. صعيدنا
يومنا ترس يدور
في الصعيد لا جديد
الجديد هو القديم والقديم هو الجديد
في الصعيد .. صعيدنا
كل لحظة وليد
لا هواية للرجال سوى النساء
لا مقاهي لا ملاهي ..
تشغل الرجال عن دهس النساء
الشباب في بطاله
والبنات في عواله
لا زواج لا عمل
لا ارتباط لا أمل
هكذا حال الصعيد في شبابي
ــــــ
كان يومي في الصعيد
في محيط محطة التوليد
خزان المياه .. الكهرباء
في حديقة الجنوب
من الصباح للغروب
راعيّ البستان كان والدي – رحمة الله عليه –
كنت طفلا وأخي طفل – كذلك –
دون أم وحدنا- رحمة الله على والدتي –
كل زوجات الآباء عاقلات
فإذا ما أنجبت فيهن طفلا..
صار أطفال القديمة أضحيات
هكذا أصبح حالي فور إنجاب البديلة لوليد
صرت حيث أنا الصغير كالشهيد
عندما أصبحت شابا قد رحلت
كان أملي في الرحيل صوب بحري
شأن مواليد الصعيد
كان محرا ب صلاتي كل أرصفة القطار
كنت أحلم بالقطار يقلني نحو الشمال
ثم حان الوقت فعلا فانفلتّ
وأنا عبر مسيرة انفلاتي الباكرة
لم يعش معي الصعيد
ولم أعش في القاهرة
لم تكن تروقني
إنما لذت بشاطئ المساجد
في خشوع فجر ميدان المساجد
في حماية " البوصيرى
" الشاذلية " التي جذبت ضميري في الصغر
مرافقا لوالدي في حلقة الذكر الزكية
في المغارب
لم تحل صلاة الفجر طفلا في الصعيد..
بمسجد " الجاحر" في بحري البلد
دون عشقي للفراعنة الجدود
ذا تحتمس ، تلك حتشبسوت مجدا
أي مجد صاغه ذاك الثنائي
لم تكن إيزيس .. لم يكن أوزير
لم يكن آمون أيضا أو آتون..
إلاّ رمزا للعبادة
مصرنا مهد العبادة
فإذا الغزو غزاها فارسيا
أو يونانيا .. رومانيا ومن جوف الصحارى
وتفشى الغزو يهتك العذارى
ينزح الثروات يهدم الحضاره
ذاب في أحضان مصر
احتوت مصر ابن فيليب وقيصر
هذا أنطونيو صريعا للغواني
تحت قدميّ " كليوباترا "
# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد
# طيش مبكر :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
أعبر أسفل قطر يسرع ،
من ناحية نحو الأخرى..
هرولة محنّى الظهر ،
من خلف العجلات الأولى،
في خط طولي مائل،
عند بداية سير القطر؟!
غيري من زملائي الصبية،
بمخالي.. سراويل قصيرة،
يتبارى البعض ، يقلدني
ننتصر على وحش السكة
والجند العربات وراءه
فتجرجر أذيال الخيبة
بنشيج العجلات تقعقع
من تحت القطر لكي يرجع
كي يثأر منّا أو يردع..
يعترض بصفر متقطّع..
صعلوكا ، طفلا يتسكع
لكن القطع المترفّع،
يجعلنا نزهو ونبرطع
نتهلل طربا ونلعلع
ويراقص واحدنا المخلة
نتباهى تغمرنا الفرحة
بطريق العودة للمنزل
تغبطنا الأهل على الفرحة..
والظن يراوح غبطتهم
تتباهى بالخلف الصالح ..
أم" تحيا بالدعوات.
ــــــــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل ..
أعود تقابلني أم” ليست أمي ..
تستقبلني باللعنات !!
المرحومة زوج الأب..
رحم الله الأب الطيب ،
وليرحم زوجته أيضا.

# براءة خطرة :

هل أحد يتصور أني وأنا طفل ،
في صدر شباب مراهقتي..
فيضان النيل يزاورنا ..
مابين الحول وما بعده
يحتضن غيطان المديرية
ويعادى حشرات التربة
أشرار تقتل فرحته
بزواج الماء مع التربة
إذ تئد المولود الأخضر
يا فرحة أطفال البندر ..
بالجري حفاة الأقدام
ماء الفيضان يطاردهم
ويطارد حشرات الوادي
يخلع فينا الواحد ثوبه
ما تحت الثوب ..إذا كان !!
يقفز غطسا تحت الماء،
يخرج طفوا فوق الماء
يسبح .. يخرج .. يلبس ثوبه
ما كان له من تحت الثوب ..
إن كان له تحت من شيء !!

# شيطنة مبكرة :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
انبهر بفعل الشبّان..
يخلعني ثوبي .. أخلعه..
يستنكف ما تحت الثوب..
يتمنع أو يأبى الخلع
هل نفسد للود قضية !!
يقفز شيطاني في النهر
يصحبني معه للقعر ..
يقسم ألاّ يطفو بي !!
صرت غريقا ..
قلت نفسي تحت الماء
صرت غريقا .
لكنّ ملاكا إنسيا قفز ورائي
خلصني من ذا الشيطان
عدت إلى الدنيا اتنفس
اتنفس من فوق الماء !!
معجزة العصر ترى تلك !!
يحتشد الناس على الموردة
من ذاك الولد الغرقان ؟
هذا ابن الشيخ فلان..
رجل طيب..
( تمتمت الأفواه فرادى )
- ولما يغرق طفل نفسه ؟!
( تتدافع أصوات البعض..)
- زوج أبيه !!
- يا ولداه !!
- ماتت أم الطفل صغيرا
فأتي الزوج بزوجة أب..
- ضربته صغيرا .. طلّقها.
- ضربته الأخرى. . طلّقها،
- جاءت ثالثة .. طلّقها ..
- ما كان ليبنى بامرأة ..
إلاّ لرعاية ولديه ..
لا ضربهما !
ـــــــــــ

هل يتصور أحد أني وأنا طفل
أشهد ذلك !!
- يتزوج رابع زوجاته..
تضرب ذاك الطفل
– أنا
- لما جاء يطلّقها .. ولذات الأمر،
تقاعس إذ كانت حامل !!
- ماذا يفعل ..
إذ وقعت في الرأس الفأس !!
( دار حديث الخلق تباعا
في الزفّة من خلف الطفل )
الموكب يتخطّى المركز عبر الشارع
يتبلد في الدرك العسكر
الجمع ورائي يتسارع
أدخل حارة
أنزل منحدرا يتدحرج
كان الجمع ككرة الثلج
تتزايد عبر الدحرجة
ما بين الحارة والحارة
حتى حالت باب الدار ..
دون صدام بين الناس وزوج الأب
صعدت سطح الدار تراقب
قذفوا بالأحجار فنزلت
تتساءل ..
- ماذا في الأمر ؟
وأنا استمرئ ما كان
نالوا ثأري !!
سبحانك ربي من أسرى..
بجنود قد نالوا ثأري
رحم الله الست "غنا "
كانت أيضا أما لي .
# صدمة حضارية :
تمضي أعوام وأعوام تجيء
لم أعد ذاك البريء !!
قد رحلت .
ذرة من رمل نهرنا العظيم
علقت بأصبع القدم الكبير
منحتني هويتي .
عندما نفسي بنفسي تنفرد
على شواطئ ( را- قدت ):
مدخل الحصن المنيع
إسكندرية القديمة.
تتجدد الصور..
من ثبات رقاد صمت الذاكرة
حيث يصطدم الشبيه بالشبيه ..
مناظرا لمناظره
يصير بحرنا الكبير في الصعيد
هو بحرنا الكبير ها هنا.
وللحضارة صدمة قد عشتها
هكذا عشت مع البحر حياة صامتة
بينما الضجيج يحكم المكان
وكذلك الزمان.
لم أكن أسمع غير الصمت..
صمت البحر يعزف موجه الألحان
لحن معرفة الإنسان كنه حضارته
لم أعش في البحر ؛ بل هو عاشني ..
في أماكن مغلقة.
أخذتني لقمة العيش بعيدا
هذّب البحر بصمته ..صمت جوعي
منذ أن حط رحالي في معسكر " الدخيلة "
زائرا متدربا ضمن حراس الوطن
كان عام الوحدة الكبرى شمالا وجنوبا
حيث سوريه ومصر.
يومنا محاضرات ..
دولة الثورة .. قوميتنا
كيف نحمل السلاح للدفاع عن الوطن
مكبرات الصوت في كل مكان
تكتسي سماواتنا بصوت " ناصر "
بل سماوات الأكوان :
" ارفع رأسك يا أخي قد مضى عهد الطغيان "
" عز العرب ، ومعه " حسين " من أشقاء الزعيم
رفقاء بخيام الفكر كنا
كانت خيمة فكر الثورة ..
تتجشأ ليلا ونهارا أفكار الثورة والوحدة
وطن واحد.. لغة ، دينا..
بحر العرب إلى الاطلنطي
ما بين شعار وشعار تصدح فيروز بأغنية
عبد الوهاب يعرضها :
" دقت ساعة العمل الثوري " بالموسيقى
تمددت شرايين كل شبابنا بشعار " رأسك يا أخي "
رقص الجميع على إيقاع الوحدة الكبرى
وحزام نسف دويلة اليهود حول خصورنا..
من صنع مصر..
من شعاراتٍ صنع !
ـــــــــ
ينفض جمع " الميز " بعد الظهر ريشه
في الميكرفون صوت " فريد " يصدح..
" بساط الريح جميل ومريح "
كلمات بيرم وحّدت كل العرب..
وحدة أغاني ، ليتها دامت لنا
أنا كنت أحب " فريد" أقلد صوته
بحر الدخيلة العصر ننزله
أو ننزل المينا الفرنساوي جماعة
مشادة بيني وآخر دارت
بالردح والتشليق صوتنا ارتفع
خجلت من " عز العرب " شقيق ناصر
إذ قال لي : " أيا مقلد فريد ..
وفر عليك الصوت ، غن فريد "
ـــــــــ
بيت عمي كان في حي " باكوس "
وقد نويت زيارته
يوميها كان إضراب في كل مكان
لا مواصلات ، لا شيء يوصلني
مشيت على رجليّ كم ساعة ..
حذا شريط الترام ، رفيق ودليل
سلمني خط ترام المكس بعد ساعات
خط الترام للرمل فمشيته ..
حتى وصلت " باكوس " على كعبي .
سألت .. والسائل ما كان يتوه
لكني من خوفي يكون فتشه
عن المكان سألت كم مرّة
أمشي عشر خطوات أسأل عشر مرات
قالوا : الغريب أعمى ولو مبصر !
ليلة قضيتها هناك في حضن باكوس..
لكن بدون الكؤوس
قبل السفر في الصباح ..
ينتهى الإضراب
وتفضّ عجلات النهار صمتها وتدور
بعدما الإضراب مات أو انتحر.
• عصر العسكر:
مرت الستون عاما كالسحاب
ما سمعت عن إضراب
غير ذلك الإضراب في سن الشباب
بين عمال النسيج بوجه بحري
ذبح الضباط خميسا وذبحوا البقرى
جل ما يخشى نظام الحكم في كل البلاد
ثورة العمال أو حق التظاهر
ولذا انمحى من القاموس حرف ( التا وظا مع الألف هاء وراء)
خسر الناس كثيرا من حقوق
وحقوق كسبوها :
حق تعليم وشغل ورعاية
لملايين الناس من فقرائنا
وتوارى كل سلطان قديم
فُككت أحزابهم
وامتطى العسكر ظهر المدنية
حصدوا كل المناصب
إنه عصر العساكر
يحكمون على بيوت من عناكب
كل رأي بالأوامر
وشعارات القيادة في العقول عششت
والحوائط لافتات بٌرقشت.
والبيوت كأنها من لافتات شيٍدّت
وبرغم ذاك كله ..
المدارس فتّحت .. للغلابة فتّحت
لم يكن تعليمنا قيد مقابل
أصبح التعليم مثلما الهواء
قالها طه حسين وتبناها النظام
هكذا العمال في كل المصانع
سبع ساعات عمل وأجازات وأجر
وضعت للأجر سقف
أمنت حياتهم
بمكاتب العمل ومعاشات التقاعد
وبيوت للشباب
دور سينما والمسارح
المساكن والمعاهد
فتت الإقطاع وزعت الأراضي
خمس فدن كل فلاح فقير
وفئات الشعب صار لها مساكن
بعثات خارجية
صار للتعليم شأن زاد إنتاج البلاد
# القرار والفرار :
أصبح الجيش قويا
صدّر النظام ثورته بعيدا
في الجزائر في اليمن
في فلسطين وأفريقيا وآسيا
فرأى الغرب "صلاح الدين" يبعث من جديد
بينما انفرد الحاكم بالرأي الوحيد
والمضايق أغلقت على العدو
لا خروج لا دخول لسفائن العدو
بينما جيش البلاد نصفه عند اليمن
ونصفه يحمل جوا للعريش
وشعارات البطولة تنبري عبر الصحافة والخطب
وضع الجيش وقودا كالحطب
في انتظار الاشتعال
كان فخا محكما عبر إشاعة
دبرت في عرش إيران بليل
ست ساعات فقط ..
حط طيران العدو .. للحروف على النقط
ست ساعات فقط هدّمت جهد السنين
ثم يتنحى الزعيم
شعبه يثنيه عن جرم التنحي !!
ربما يثنيه عن فضل التنحي .
هكذا غروب شمس عزنا
شمس فاتحة النهار
كل فعل ينتهي بالانتصار
أو يصير إلى انكسار
أو دمار .. قدر حجمه ..
ولذا من بعد تهيئة السلاح ؛ وبحي على الكفاح
ننتصر ..
" فيصل" البترول يوقف ضخه
يعطش الغرب ويشحب لونه
يتوعد
ليس يعنينا الوعيد بعد نصرنا المجيد
فبمصر .. وبوقفة العرب .. انتصرنا
وبمصر وحدها
الانتصار ينقلب إلى انفتاح
على العدو ننفتح ..
وننغلق على العرب
على العدو ننفتح
مع انغلاق الانتصار !!
# تألم .. تعلم :
المدارس لم تعلمني الكثير
إنما الشارع من علّمني
كانت الحارة خير معلمٍ
وكذا الراديو المعلم
كان يكفيني منه ..
صوت " ست الكل "
شرح " حسين فوزي لـ " شوبيرت "
ولصوت العبقري اللحن "سيد "
ولموسيقاه سيدة المعاني
مسرحيات الإذاعة في ليالي الثلاثاء
ذلك البرنامج الذي قد اختفى
صوت " ثوما " عند خامسة المساء صادحا:
" الأمل لولاه عليّ "
ثم نسمع " لست أدري "
وصلة من عزف عود لـ " فريد"
ساعة من الغناء
آاااه .. ما أحلى الغناء
كان عصر " أبي خالد " ..
خير عصر للغناء ، للثقافة الرفيعة.
وحياة آمنه .. لجموعنا الوديعة
الملاعب والمسارح
وعمائر من خطابه
وغناء من قنابل
للبضاعة القومية
في محطات الإذاعة
مؤشر المذياع نام على محطة
لم يغادر الرصيف
لم تكن في ذلك المذياع غير محطة
طلّ منها صوت رواد الكلام
صوت رواد الغناء
صوت مسرحنا العظيم
كان مذياعي دون أجهزة الجميع ..
يشع إبداعا ونقدا
يخرج " البهاء طاهر" مسرحا
والشريف خاطر يخرج مسرحا
عادل النادي نقدا ..
يستضيف من الأساطين الكبار ..
من يحلل .. من يمثّل ،
من يلعلع صوته شعرا وأوبرا
فتحت كل النوافذ باتجاه الغرب والشرق الثقافي الأصيل
فنهلت الفن منها
من دكاكين المسارح والفرق
من حوارات القضاة في المحاكم..
اتهاما ودفاعا ..
في صبيحة كل يوم .
كانت الفرجة درسا في الحوار
كانت الأفلام زادا معرفيا
ينتهي فيلم فأوصله بفيلم
وعلى رأي المثل " واحد فاضي يعمل قاضي "
كل حسٍ بالجمال هو من مشي الشوارع ..
نائمة.
# الفاضى يعمل قاضي :
ضجت الأحياء من خطوات سيري في الشوارع
شارع بالطول يقطع المدينة
شارع بالعرض مصطدمٌ به
ذلك الحي لجالية اليونان
أما ذاك فساكنوه بالطلياني
شارع بالطول مملكة اليونان
شارع بالعرض مملكة الرومان
شارع في حضن شارع
كنت أمشي فإذا عيني تصافح المباني..
وتحاور الزخارف..
والكهارب في الشوارع خافتة
تنصتت مصابيحها همسات عشق الهائمين
صوت جندي الدرك يشق جدران السكون
صوته السكين ..
يقطع تورتة الصمت غناء أو عواء :
" من هناك ؟ "
ينتشي أمن المدينة طربا ؛ فتنام
_ أين هذا الآن من ذاك الزمان ؟
- لست أدري !!

# سداح مداح :
كنت حين أملّ من كوني حبيس غرفتي
استميح ترام باكوس اعتذارا
دوره العلوي يحملني قرابة؛ ضيف ساعة..
من محطةٍ لأخرى .
محطة الرمل المشعة بالحسان
فاتنات من يونان
من طلاينة البنات
فبهن يزدهي المساء حسنا وبهاء
وأمام دور العرض :
( راديو وفريال ، وريتس ، الهمبرا ) ..
في الهمبرا ..
ذلك الدار القديم
مسرح الفن الرفيع
" قيس /ليلى) صاح صيحته عليه
صيحة أبكت مياه البحر في الثغر العريق
" فاطمة رشدي " طفلة الإسكندرية
فتنة الشرق الدرامي المحاكي للجمال ..
مثّلت " ليلى " على منصّته
شكّل المنظر تلا من رمال..
وفق أسلوب الطبيعة لـ " عزيز " ..
- رحم الله ابن عيد-
غرست أقدام " قيس " في الرمال
وهو يشدو " ليلى .. ليلى "
وأبوها " : " العامري " : " عزيز عيد "
يصدّه مستنكرا :
" من الهاتف الداعي ؟! أقيس أرى ؟!
ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا ؟! "
وكأنه ما قد رأى قدميه غاصت في الرمال !
يا عبقريّ المسرح الإخراج " عيد " ..
إذا بعثت ..
فلن ترى من مسرحك في ( الهمبرا) سوى (خرابة) !
وأم كلثوم إذا ما بعثت ..
فلن ترى بشارع ( السيما) القديم
مسرحا غنت عليه
هو ذاك " الهمبرا "
ما كان هدمهمُ له بحثا عن القبر الذي به يرقد الإسكندر
لكن خرابا للخراب !!
يا للزمان !!
هبت من الصحراء شرقا صيحة ..
شاعت بمصرنا الحبيبة ..
منذ عصر الخصخصة
إن شئت قل : قد كان عصر ( المصمصة)
يا للزمان !!
كم مشيت بشارع "السيما" البديع
"السيما" تعني باليونانية " جثة " ..
كان (رب الثغر) مدفونا به
ولذاك أطلقوا عليه " سيما "
يا لأحوال الزمان !!
غيروا الاسم وأسموه " صفية "
هي زوجة الزعيم " سعد "
يمضى زعيم ثم يأتي زعيم
ما أكثر الزعماء في أرض الكنانة
ما أكثر الزعماء .. دون زعامة !
ما من زعيم عاش غير زمانه ..
إن مات .. مات ؛
فمات عنا زمانه .
# حارة اليهود والسبع بنات:
تمشي الأزقة أو أنا أمشي
أو صدح موسيقى ورقص يمشي !!
تمشي بحانات "البنات السبع" ليلة " الكريسماس "
وبالنهار..
تنشر الشرفات رائحة البنات ..
من بيوت الجاليات من طلاينة ؛ يونان
نسمات الياسمين عبقت كل الشوارع .
لكن بحارة اليهود ..
يخفي النهار أنفه ليل نهار.
إن كان يوم السبت ، مات كل صوت ..
فعندهم مات النهار ..
وبقية الأيام يحيا بالرنين ..
رنين فضة .. الرهون ..
والمصوغات /الذهب
فإذا النهار نهارهم بيع / شراء
نهار رهن الفقراء المعوزين
تلك ترهن قرطها وذاك يرهن ساعته
لا تجد دكان رهن يعترف..
على غنيٍ ذات يوم شرّفه !
هناك في شارع " فرنسا "
استرق نظرات خلسة
لم أر إلاّ عيونا دامعة
إن لها في داخل الدكان مفقودا عزيزا من ذهب.
لم ألاحظ عنده من يسترد رهنه ..
عند الصباح .
# الديثرامب وصليل الأجراس:
عندما يأتي الأحد ..
استيقظت كل الأزقة في الحواري ؛
أيقظت كل الشوارع الكبيرة
يتعانق الزقاق بالزقاق
تتصارع الأرزاق
تتبادل الأوراق
تتفاعل الأعراق
يتعانق الطولي بالعرضي في صبح الرنين..
على نواقيس الكنائس..
تمشي الورود باقة في إبط باقة
يكشفن عن معنى الصداقة
مترجلات للصلاة .
عند اصطدام الورد في التقاطعات
يسيل عتر الورد في الشوارع
تبعت أنفي مرة خلف العبير
كانت فتاة يانعة ..
في مشية كليوباترية
عبرت وراء أمها باب الكنيسة
ودخلت ؛ كان الكل يأخذ شمعة
وينيرها من شمعة مجاورة
" بلا إحم ولا دستور " يشع في المكان النور
الكل يغرس شمعة في رملة المحراب ..
يصطف الجميع ..
إلاّ أنا !!
جهلت معنى الاصطفاف
كان ذهولي ممسكا بشمعتي
فإذا الفتاة بلحظها ؛
تلمح لي بغرس ضوئي في قداسة المحراب
أفعل .
ما أحلى غرس الشمع في المحراب..
في خشوع ..
غرست ضوئي في صميم ضوئها.
اشتغلت بالخشوع في ترانيم الصلاة
لم أصل مثل من صلّى هناك
فأنا رهن صلاة مسلمة..
سلّمت لعيونها.
قد تعلمت هنا شدو الجماعة
حتى أدمنت الطرب
عدت ألفي عام لبلاد اليونان
صافحت أذناي شدو " الديثرامب "
شدو جوقات الغناء
كان شدو المنشدين في الكنيسة مثل شدو الجوقة التراجيدية..
عند عرض مسرحي
صوت شماس التراتيل القداسة..
ربما كان كصوت " يوربيديس"
كان صوته قويا ورخيما
غير أن " يوربيديس"
رتّل النشيد من أجل البشر
لم يرتله مناشدا " زيوس "
# المسلة ونداء سيد درويش:
خرجت من باب الكنيسة مذبهلا
كان مذياع المقاهي صادحا بصوت " فيروز " تغني :
" زروني كل سنة مرة / حرام تنسوني بالمرة "
كنت هيمانا بسيد النغم
ذلك الذي يناشدنا الزيارة
انطلقت عندها نحو "المسلة " حيث كان ضريحه
جست ما بين القبور باحثا عن قبر " سيد "
اهتديت للضريح
أهديته (أم الكتاب)
هفوت أن أصبح مثله
طمحت أدرس الكمان
رأى المعلم أن حجم أصابعي ..
هي للبيانو صالحة..
لا للكمان..
حتى إني لو قبلت طالبا، ما كنت أملك أجره
# صعلكة ثقافية :
عشت في الأحياء عيشة التصعلك
مكتبات .. سينمات
أدمنت بروفات المسارح هاويا
صادفتني وظيفة في دار عرض
ينتهي العرض وفي الدار أبيت
أو بمقهى جاورتها !!
صاحب المقهى وكان موالسا
لمدير السينما قد كانوا لصوصا
التذاكر ليس يفصل نصفها عن نصفها
عند الدخول
وتعاد عند شباك التذاكر كي تباع
من جديد
أفلست سينما التتويج ثم أغلقت
عشرات الدور من سينماتنا قد أغلقت
حولوها كرجات منذ عصر الانفتاح
أو عمارات كبيرة بدكاكين كثيرة
تحتفي بالأحذية
في توابيت الزجاج
ومحلات جزارة والذبائح سافرات للرصيف
هو عصر سداح مداح
هكذا قد عشت ردحا من حياتي هاويا
أخرجت وتمسرحت
عرض علا وعرض تحت
# أقنعة عفاف :
صدفة في الشارع ماشي
وحدي وكان الليل عتمة
لمحت تحت عمود النور ..
هل كان عمود أو كان شجرة !

لا .. كان عمود
هو عمود النور أكيد .
شبح حريمي – متمسمر- جنب العمود
الصوت منغّم ويغني والصوت مبحوح
يبدو من أثر التدخين أو شيء آخر
الله أعلم !!
كلام غناها يودي السجن :
" معروض للإيجار شقة بالدور الأرضي
من جسم إنساني ..
قدّام الباب جنينة
والباب بلا بواب !! "
الدهشة شدّتني فوقفت ..
تعذّر الفهم عليّ ..
أصلي صعيدي ..
وارد حديثا من قبلي !
الصوت حريمي .. صوت مبحوح
الخمر قاطعه أنفاسه
يكرر الغنوة ولحوح..
حاولت أفهم..
لم أفهم .
كيف إن جسم إنساني يعرض نصفه لا وللإيجار ؟
سيارة وقفت في العتمة
شبح ينزل منها شابا
احتك بشبح المعروض
يتهامس شبحا المطلوب مع الطالب
يطلب .. تطلب !
تشد سيجارا من يده .. تأخذ نفسين
تعرض ثمن البيع .. يساوم
سارينة شرطة تنبحهم
وأتا الشاهد
شبح العيّل والسيارة يصرخ " يا فكيك "
نزل العسكر وأنا الشاهد
قبض علىّ أنا والحرمة
ما لي أنا !
من يقرا ؟ من يسمع منّي ؟!
ما للشرطة أذن تسمع
" مالي يا بوي ؟ " واقف اتفرج
صدّقني يا خوي !!
- " اسكت يا حمار "
ما هو بكلام .. لكن أقلام .
مشبوها داخل تخشيبة مشبوهين
" " ما التهمة ؟ واد يا بو البل ! "
شخص / بسوابق يسألني
أنا ولا خابر
يسألني مشبوه آخر
أنا ولا خابر ..
كانت عتمة !!
انهالوا عليّ بشتيمة..
ضابط أو صول:
- " واقف لها قرني يا حمار..
عامل ناضورجي يا روح خالتك ؟! "
أنا ولا فاهم
شبحوني علقة إنما عال
على كل .. حبسي ما طال.
من يومها أنا صرت حريصا ، صرت حسيسا
أبديت الندم على الغفلة .
لما أقف لابد لأعرف موضع قدمي
الوقفة لازم لها معنى
كل وقفة ولها سعر
من يومها أصبح لي موقف.
# انفتاح على الذات :
هنا انفتحت أنا على ذاتي
والجزء مني صبح كلّي
من ذا الذي يقدر يقول لي
أنا هكذا خسرت حياتي !
رهنتها بحب المسرح
كونت فرقة اثنين وأكثر
أخرجت (دائرة الطباشير)
غلبت أبحث عن أنثى تمثل فيها
لقيت فتاة اسمها "عيشه"
جربتها في دور " جروشا "
لافت على شاب مزبلح كان بيمثل
خربت .. طفشت
غلبت أبحث عن غيرها أبدا ما لقيت
صادفتني عاملة بشركة غزل
مناسبة لكن أميّة
لا فيه قراءة ولا كتابة
حفّظتها الدور بالتسميع
شهور ثلاثة وتم العرض
" مس أولشليجل " بالمانيا
مغنية زميلة " فايجل " ..
زوجة" بريخت " الفنانة
استمتعت بمشاهدتها
قالت :
- " لو أنت بألمانيا كان أبدعوا لك كم تمثال "
لكن سنة 67 ساعدت مخرج كبّارة
وكان "حسن عبد السلام " في مسرحية (الحلاج)
في فرقة " الجيب" الناشئة بإسكندرية
و" سعد أردش " جاء زارنا
وعبد الصبور والشرقاوي
شعراء كبار نص وإخراج
ومحمد الفيتوري زارنا
وكنت عام 66 أخرجت انا ( الملك معروف )
يوتوبيا شعبية لشوقي عبد الحكيم
أرسلت له دعوة ، رسالة
أظنه ساكن في الجيزة بشارع "همدان"
شكرني قال : "اقبل عذري "
لكن في ( دائرة الطباشير ) مثلت دور " أزدك " أيضا
مشهد أنا ومشهد بعده لـ "محمود فؤاد "
والمشهد الثالث بعده لـ " حسين شاهين "
- حسين شيوعي من الرواد ومن جماعة الرفيصه –
وحازم ابنه بقى م لحن في سكندراما بقى يغني -
تفكيري دار حول التغريب
ثلاث شخوص على دور واحد ؛ يتعدد التعبير عنه
حداثة التمثيل جائز ، لكن بدون معرفة عنها !
عرش ( الملك معروف ) كرسي كان غير مألوف
صممته طبعا وبنفسي
على شكل ( كف اليد ) أكيد
يعني الملك قاعد على كف ومفتوحة
دلالة سميولوجي صريحة
– ما كنت أعرف -
والشعب كسلان ومخروع
المنتجات نفذت منه
ولا حاجة عنده تتوزع
(يوتوبيا ملكية ) عدالة بين الجميع
لكن بلا مخزون ولا حاجة للتوزيع !
كل البلد جاعت .. صاعت
خرج الملك نفسه يشحذ والشعب خلفه يقول: لله ..
- " لله يا خلق الله .. لله "
موقف من "الطوباوية " في خطاب النص
حكاية شوقي استلهمها برهافة حس
من "ألف ليلة" وأسقطها
على اشتراكية "ناصر" في الستينات
# انحياز للكادحين:
قضيت حياتي في كتابة
عن فلاحين مصر .. غلابة
ثلاثين سنة الحال يتغير
صبحوا الملوك وأنا كتابة
مرت على الخاطر كلمات
قالها أديب ما أعرف عاش / مات
قال : لو رأيت إنك أديب ..
خلك نفسك
أما إن رأيت إنك ناقد؛ كن ذات نفسك
ولو تجب تكون إنسان ، ما تكون نفسك ..
بل كن غيرك !
ضيّعت أنا ثلثي عمري سياسة ومسرح
وثلث عمري ضيّعته ثقافة وتعليم
تركت (حيّا الله ) موطن رأسي .. صعيدي ..
أحب أشيل همّي بنفسي ، أساعد غيري
أفعالي هي ردود أفعال
الشر واجهته بالشر ، ومبدأي معلوم للغير
أتمنّى للناس كل الخير
لا أكون مطيّة لبني آدم
ولا امتطي أكتاف إنسان
وأغنّي دوما أغنيتي ..
لما أموري تتأزم .. أزعق وأقول :
" لا خير في المطايا
أو من امتطى
إذا جند الجباية
حثوا لنا الخطى
وجرجروا الصبايا
بعدما زاحوا الغطا "
لذا دخلت المعتقلات.
# بحث عن الذات:
من بعد سجن ومعتقلات
أنشئت مسرح في القلعة
في حضن فاروس/ قايتباي
دعمني شاكر بك يومها..
نائب المحافظ – كان راجل –
كان المحافظ " فوزي معاذ " ..
وكان لواء أمن الدولة !
وحتى " شاكر " كان لواء
لكن مدني
لكنه كان يحب الفن
عمل نشاط جوّا القلعة
غناء وإرشاد ديني ورقص
لكن جهاز أمن الدولة
رفض تعاونه مع شخصي
قالوا سوابق رأي قديم
عرضوا ملفي عليه .. متخم !!
" ربيب سياسة ومعتقلات "
قال : " احتاجه .. وأنا الضامن "
بنيت مدرج في القلعة ..
بصحن القلعة
أنشأت محكى للمسرح
في حضن فاروس/ قايتباي
نائب المحافظ يدعمني
رجل ونعم الرجالة
كان اسمه شاكر عبد السلام
كان المحافظ فوزي معاذ
صديق لشاكر وزميله
شاكر يشجع أهل الفن
شجع نشاطنا في القلعة
نعيد تاريخنا على المسرح
الغيرة بين المسؤولين
نشّطت دور الفنون
في النزهة وفي أنطونيادس
" جميل جمال " أنشأ مسرح
غنت عليه مصر ورقصت
تصميمه على شكل يوناني
الأعمدة كورنثي وضخمة
شاكر رئيس غرب " ماريا "
طلبني أنشئ له فرقة
وفق اتفاق رسمي تعاقد
"جميل جمال" للشرق رئيس
وفي المظاهر كان شاطر
دربت شبان مع شابات
أخرجت ( حلم ليلة صيد )
النص بالشعر كتبته
عن نص أدبي مستلهم من التاريخ
لمعاوية حنفي .. أديب مصري
وكان مدير عام القلعة
وهيئة فنون وآداب .. تشكيل
حكاية عن واحد صياد
فرعوني أسميته " أشمون "
قاوم لمدة ألف العام
جيوش غزاة المحروسة
يغزوها الإسكندر برا
يرحل ويترك فيها اسمه
يغزوها قيصر عبر البحر
يحط كليوباترا على العرش
علم البطالمة فوق عالي
تهواه فيهوي سرير العرش
بهزيمة أنطونيو وموته .
بقناع جديد يرجع قيصر
أشمون يقود المصريين ضد الغازي
حلف ما يرطن يوناني ولا طلياني حتى العربي
لا جزية يدفع ولا مذهب دين يتغير
ولذلك مات.
رقابة المسرح حذفت كلمات في النص
العرض كان فيه 100 جندي مع جنود الخيالة
جنود يونان و الإسكندر لما غزى مصر
وبعدها جنود القيصر
وفي لوحة أخرى صبحوا جنود خلف أنطونيوس
ويشكلوا جيش ابن العاص
العرض في المسرح مكشوف
عرض Open Air
مع نهاية يوم خدمة حراسة هيئات
نفر العساكر تتجمع داخل القلعة
أبدأ تدريب
هد التعب حيل العسكر كانوا جوعى
لا أكل أكلوا طول اليوم ولا فيه راحة
بسندوتشات طعمية وكوباية شاي
وأصبّرهم
مع الغروب قبل التدريب واحد بالباب
يمنع دخول زوار إلاّ برسم تذاكر
وبالحصيلة يتم الصرف على العسكر
طبعا مخالفة تودي السجن !
ومن الغريب إن العسكر سبكوا الأدوار
سواء عساكر الإسكندر أو مع قيصر
وفي حفل كليوباترا في القصر
أدى العساكر أدوارهم عربدة مع سكر
لكن مصيبتي أنا المخرج
مع كل ليلة كانت تظهر
كانت العساكر تتغير من يوم ليوم
لذلك أنا كنت أدرب عسكر غيرهم
في رجعة العسكر للكامب..
يرطن الواحد منهم بكلام في النص
وخاصة بكلام " أشمون " قائد الثوار !!
لذا القيادة تغيرهم بنفر غيرهم.
# في الجامعة:
في الجامعة صرت أنا الأستاذ
أسست فن وعلم ؛ رسائل
طلابي جيل مع جيل كامل
طلاب وفاء عندهم وبعضهم أندال
طبع الحياة غالب
ويابخت من كان له أستاذ
ياخذ بايده ويعينه
يعلمه مسك العكاز
يزع في الجهل يهينه
لكن ياعيني على الأستاذ
تلميذه طلعت زرابينه
في لحظه شاف نفسه أستاذ
والعلم بقا ملك يمينه
حط الشهادة في البرواز
واندار عليه طلّع عينه .
# بكرة وبكرة .. وبعد الغد:
ميلاد رباعي الفكر جه م الغيط
بداية التعريف مجلة حيط
عمال في مصنع عام كبير له صيت
ــــــــ
مكرم دا كان زجّال وكان ابن حنت
الصحفي عبد الهادي في المانشيت
مالوش مثيل في الرسم والتخط
ــــــــــ
أما سعيد حفني اللي فيهم جد
شهامة كان راجل تمام ويسد
كافح ونال الشهادة شاب بسيط
دول أصدقاء رحلة نضال وجروح
مات الثلاثة مات شقايق الروح
بقيت أنا الوحداني ذايع الصيت
ـــــــــ
سعيد ومكرم عبد الهادي مات
والعبد لله عاش على الآهات
مابين بشر فيهم خسيس وحويط
ــــــــــ
تبص من حواليك ما تلقى صديق
ينفع رفيق رحلة نهاية طريق
الكل غاوي شقلباظ تنطيط
ــــــــــ
الناس بتيجي تروح لهم طلبات
تندار بضهرك تكتر الطعنات
تنفش في ريشك تكتر الملاقيط
وناس وجودهمكان وجود عابر
وشوش ورا وقدّام بتتآمر
من عهد فات الناس بقت وطاويط
ـــــــــ
تجيب منين الناس ولاد الناس
مخاليق في كل مكان بدون إحساس
اللي عبيط واللي غتت وأليط
ـــــــــ
عامل في مصنع كنت أو أستاذ
عشان تعامل الناس عايز عكاز
منين ماتمشى الناس لسانها سليط
ـــــــ
اتأمم المصنع مدد ياكويز
تبيع لأمريكا تبيع لباريز
نجمة داوود ماركة على الزعابيط
ـــــــ

الخلق داق من كتر ما سمعنا
عن النعيم لو إحنا طبّعنا
طبّع تلاتة اتنين جابولنا سميط
ــــــــ
لاستفتا راح لاستفتا جه ماجاش
لعبة سياسه ما تتلعبشى بلاش
وفي المواسم ينشط التربيط
ـــــــــ
الناس على حالها القديم في الضنك
كتم الدولار على أنفاس البنك
مفضلشي قدامنا غير التشحيط
ــــــــــ
المصري دا أرخصها حاجه في مصر
مهزوم تمللي حتى يوم النصر
صورتنا في الإعلام تمام مزابيط
ــــــــــ

بكره وبكره.. وبكره بعد الغد
أيام ورا أيام ومالهاش عد
أرزاق ولادنا نلمها تنقيط
ـــــــــ

عشان زمان الكل بيهاتر
رئيس حرامي إنما شاطر
سرق مرق اتلط في يناير
عيني على التخطيط طلع طاخ .. طيط
# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد




سفر الخروج من "طما" ج1
د.أبو الحسن سلام
# كتابة أخيرة : ( فرش متاع البوح الذاتي بدون قناع ):

التباطؤ..
في كتابة صفحة العمر الأخيرة ،
مستحبٌ ،عند من كان بسنّي ..
قد تخطّته السنون.
جاوز السبعين أو هي جاوزته.
حثني نفر كثير ، أصدقائي ،
أن أسلّم كل عمري للقلم ..
فرحة بكل وخزات الألم !!
قد يفيد النشء منها بعض علم.
كان قولي دائما :
لا / نعم !!

# سفر الخروج من طما:
في غروب العمر يهفو كل ذي قلم يفكر
نحو رسم براءة العمر الذي ثقلت خطاه
ولأن لي قلما يفكر..
راقني تحريض من يحبني ..
لأعيد شهقات الحياة على سطور في الورق
لكن شهوة التباطؤ غازلتني ..
فغويت
وعن الكتابة قد غفوت
ـــــــ
عشت أحداث حباتي مسرحية..
بشخوص لولبية
"سعد " كان هو البطل
الـ "كاف" تحرك الأحداث ..
وأنا (فرش المتاع) !!
شخصيات أخريات ثانوية
"سين وميم وراء ونون "
"إيمى" خمسة أقنعة ..
قصدهن المنفعة
لست أشكو من سمات " المجدعة "
كّن لحظة انتعاشة ..
ارتعاشة .. ليس إلاّ..
عند غفوة الحياة !!
ــــــ
سعد زوجته بالنون .. وهو صديق
عاش سعد عندها حالات ضيق
بعدها عاش سعيدا ذا بريق
بجهدها الذاتي لاذت "راء" بـ "ميم"
ذاقت الشهد وعاشت في نعيم
هكذا قد أصبحت أم البنين.
" نون وميم " ثنائي سابق التحضير
في كواليس الحكاية حددا صفر المصير
والنموذج الرخيص "سين وميم" ..
ينتظر "جودو" العريس
كان نقبا على شونة !!
والرباعي "إيمي" باشا
واحدة قايمة وأخرى نايمة
واحدة راحت واحدة جاية
وأنا كنت " التكيّة"
حالة الإلهام مواسم
ما في مبدع إلاّ خلفه رمز ملهم
الرموز سر الحياة
والحياة بلا قناع ليست حياة
البشر في الكون رموز وأقنعة
لا أحد إلاّ وعاش بالأقنعة
يظهر قناع .. يخفي قناع
وبدون تباديل الأنا للأقتعة
تصبح عدم بلا انتفاع .

# علّم في المتبلم :
" علّم في المتبلّم .. يصبح ناسي "
هل أنا علمت شيئا كي أورّثه لغيري ؟!
ذاك ما قلت لنفسي كلما صرت وحيدا .
بينما .. لكونها أمارة بالضّد نفسي ..
نازعتني الرأي..ثم ناقضتني .
وضعت قلما بكفي ..
انتبه .. همست بأذني :
" "اكتبني .. لا تكتب نفسك !
إنمّا شرُ البلّية صوتُ نفسك "

# ضجيج الصمت :
ما الذي أكتب عن نفسي .. وعنّي
ما الذي أكتبه عنك ؟
سألتها .
قالت : أكتب ما أحب .. ولا تحب .
هكذا !!
عاقلٌ .. يكتب شيئا لا يحب !
أي نعم .
فتهدج صوت نفسي ضاحكا..
قاطعتني:
" خدعوك .. وصفوك عاقلا
اكتب .. اكتب ..
اكتب ما أمليه عليك
اكتبني .. لا تكتب نفسك ..
اكتب صمتك..
صمت البحر .. صمت الشارع
صمت الليل.. صمت النيل
صمت البطن..
صمت الصمت "
لم أتمالك نفسي ..
ضحكت .
" اكتب .. اكتب صمت الحارة "
صمت الحارة .. صمت الحارة
عجبا !! هل في الحارة صمت ؟!
وتأملت .. وتأملت .. ثم كتبت
ماذا كتبت ؟! كتبت الصمت .
ضج الصمت بصمت البطن
فانفلتت بشوارع صمتي ثورة بطني..
سلّمتني للحواري .. حيث لم أطق الضجيج
سلمتني للأزقة،
حيث ردتني الروائح للحواري ؛
حتى لفظتني الردائح للشوارع من جديد ؛
فاندمجت مع الضجيج.
لم يكن ذاك ضجيج المركبات في دواليب الحديد
إنما كان ضجيج الصامت الأعظم من أرض الضجيج ..
سيدي البحر الكبير.

# في حراسة البنات :
خدعتني الناس من أهلي وناسي
في الصعيد..
وأنا طفل صغير؛
حيث كنت والبنات..
نقطع الحقول في رحلات ماء ؛
لتعانق الجرار والجواري ماء نهر النيل ..
بحرنا الكبير ، حافيات ..
وأنا الرجل الصغير
في حراسة البنات !
هكذا عرفت سر محبتي جنس البنات ..
ولبحرنا الكبير
آآآه... بحرنا الكبير
هو نهر النيل ذلك اسمه ..
في عرفهم !.
كنت أخشى ذلك البحر الكبير
في " طما "
مثلما البنات كن خاشيات
لم تلامس ماؤه إلاّ القدم
رغم أنهن شمّرن الثياب
عن بياض سياقهن المرمرية
ليس لي..
إنما لمارد البحر.. النسيم
الغرض !!
كان سيري مثلهن حافيا
ليس حبا في الحفاء بل لضيق ذات يد
لم يصافح أي نعل بطن قدمي
ما تحرّش المداس بكعب حرمة
كأنما كعب أخيل كعبها ..
بينما البحر فعل ..
إذ تحرش بالكواعب الحسان !
ذلك البحر الصعيدي الكبير ..
مستنير .. هاهاها !!
كان يؤمن بالحوار مع الكواعب الحسان
وحده من دون خلق الله كان المستنير.
لما لا .. وهو آتٍ من بعيد !!
مرّ في كل البلاد ، ناظرا فعل العباد
رغم هذا..
رغم هذا لم يكن بحرا كبيرا ..
كان نهرا .. نهرنا..
هبة الأجيال عبر تاريخنا
ولذا يجيء عاما بعد عام
ووفاء النيل عيدا للجميع

# زوجة الأب:

هل أحد يتصور أني وأنا طفل
أخرج بعد ظهيرة يومي من مدرستي
علّقت المخلة في كتفي ..
ورفاقي الصبيان بأثرى ..
نستبق الريح تسابقنا..
نحو محطة قطر السكة
حيث قطار نام عليها
حمّل بالأجولة السكر..
بفوارغ فناطيس مازوت ،
بالبصل وحجر الفوسفات..
فصعيدنا كله خيرات
ننتظر قطارا من بحري
فشريط السكة فرداني !!
نتوسد قضبان السكه
نتنصت قد يأتي قطار
نلعب لعبة " حلّق .. حوش "
أو لعبة قذف الأحجار
رجما في أعمدة النور
نطلب منها الضوء نهارا
تتجاهلنا !!
نقذف صوت صدى يتعالى
يهرع عمال " الدريسة "
خلف الجمع كأنّا فريسه !!

# في الصعيد :
في الصعيد .. صعيدنا
تستوي كل الأمور
الخفاء والظهور
التعاسة والسرور
الوساخة والطهور
في الصعيد .. صعيدنا
يومنا ترس يدور
في الصعيد لا جديد
الجديد هو القديم والقديم هو الجديد
في الصعيد .. صعيدنا
كل لحظة وليد
لا هواية للرجال سوى النساء
لا مقاهي لا ملاهي ..
تشغل الرجال عن دهس النساء
الشباب في بطاله
والبنات في عواله
لا زواج لا عمل
لا ارتباط لا أمل
هكذا حال الصعيد في شبابي
ــــــ
كان يومي في الصعيد
في محيط محطة التوليد
خزان المياه .. الكهرباء
في حديقة الجنوب
من الصباح للغروب
راعيّ البستان كان والدي – رحمة الله عليه –
كنت طفلا وأخي طفل – كذلك –
دون أم وحدنا- رحمة الله على والدتي –
كل زوجات الآباء عاقلات
فإذا ما أنجبت فيهن طفلا..
صار أطفال القديمة أضحيات
هكذا أصبح حالي فور إنجاب البديلة لوليد
صرت حيث أنا الصغير كالشهيد
عندما أصبحت شابا قد رحلت
كان أملي في الرحيل صوب بحري
شأن مواليد الصعيد
كان محرا ب صلاتي كل أرصفة القطار
كنت أحلم بالقطار يقلني نحو الشمال
ثم حان الوقت فعلا فانفلتّ
وأنا عبر مسيرة انفلاتي الباكرة
لم يعش معي الصعيد
ولم أعش في القاهرة
لم تكن تروقني
إنما لذت بشاطئ المساجد
في خشوع فجر ميدان المساجد
في حماية " البوصيرى
" الشاذلية " التي جذبت ضميري في الصغر
مرافقا لوالدي في حلقة الذكر الزكية
في المغارب
لم تحل صلاة الفجر طفلا في الصعيد..
بمسجد " الجاحر" في بحري البلد
دون عشقي للفراعنة الجدود
ذا تحتمس ، تلك حتشبسوت مجدا
أي مجد صاغه ذاك الثنائي
لم تكن إيزيس .. لم يكن أوزير
لم يكن آمون أيضا أو آتون..
إلاّ رمزا للعبادة
مصرنا مهد العبادة
فإذا الغزو غزاها فارسيا
أو يونانيا .. رومانيا ومن جوف الصحارى
وتفشى الغزو يهتك العذارى
ينزح الثروات يهدم الحضاره
ذاب في أحضان مصر
احتوت مصر ابن فيليب وقيصر
هذا أنطونيو صريعا للغواني
تحت قدميّ " كليوباترا "

# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد

# طيش مبكر :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
أعبر أسفل قطر يسرع ،
من ناحية نحو الأخرى..
هرولة محنّى الظهر ،
من خلف العجلات الأولى،
في خط طولي مائل،
عند بداية سير القطر؟!
غيري من زملائي الصبية،
بمخالي.. سراويل قصيرة،
يتبارى البعض ، يقلدني
ننتصر على وحش السكة
والجند العربات وراءه
فتجرجر أذيال الخيبة
بنشيج العجلات تقعقع
من تحت القطر لكي يرجع
كي يثأر منّا أو يردع..
يعترض بصفر متقطّع..
صعلوكا ، طفلا يتسكع
لكن القطع المترفّع،
يجعلنا نزهو ونبرطع
نتهلل طربا ونلعلع
ويراقص واحدنا المخلة
نتباهى تغمرنا الفرحة
بطريق العودة للمنزل
تغبطنا الأهل على الفرحة..
والظن يراوح غبطتهم
تتباهى بالخلف الصالح ..
أم" تحيا بالدعوات.
ــــــــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل ..
أعود تقابلني أم” ليست أمي ..
تستقبلني باللعنات !!
المرحومة زوج الأب..
رحم الله الأب الطيب ،
وليرحم زوجته أيضا.

# براءة خطرة :

هل أحد يتصور أني وأنا طفل ،
في صدر شباب مراهقتي..
فيضان النيل يزاورنا ..
مابين الحول وما بعده
يحتضن غيطان المديرية
ويعادى حشرات التربة
أشرار تقتل فرحته
بزواج الماء مع التربة
إذ تئد المولود الأخضر
يا فرحة أطفال البندر ..
بالجري حفاة الأقدام
ماء الفيضان يطاردهم
ويطارد حشرات الوادي
يخلع فينا الواحد ثوبه
ما تحت الثوب ..إذا كان !!
يقفز غطسا تحت الماء،
يخرج طفوا فوق الماء
يسبح .. يخرج .. يلبس ثوبه
ما كان له من تحت الثوب ..
إن كان له تحت من شيء !!

# شيطنة مبكرة :
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
انبهر بفعل الشبّان..
يخلعني ثوبي .. أخلعه..
يستنكف ما تحت الثوب..
يتمنع أو يأبى الخلع
هل نفسد للود قضية !!
يقفز شيطاني في النهر
يصحبني معه للقعر ..
يقسم ألاّ يطفو بي !!
صرت غريقا ..
قلت نفسي تحت الماء
صرت غريقا .
لكنّ ملاكا إنسيا قفز ورائي
خلصني من ذا الشيطان
عدت إلى الدنيا اتنفس
اتنفس من فوق الماء !!
معجزة العصر ترى تلك !!
يحتشد الناس على الموردة
من ذاك الولد الغرقان ؟
هذا ابن الشيخ فلان..
رجل طيب..
( تمتمت الأفواه فرادى )
- ولما يغرق طفل نفسه ؟!
( تتدافع أصوات البعض..)
- زوج أبيه !!
- يا ولداه !!
- ماتت أم الطفل صغيرا
فأتي الزوج بزوجة أب..
- ضربته صغيرا .. طلّقها.
- ضربته الأخرى. . طلّقها،
- جاءت ثالثة .. طلّقها ..
- ما كان ليبنى بامرأة ..
إلاّ لرعاية ولديه ..
لا ضربهما !
ـــــــــــ

هل يتصور أحد أني وأنا طفل
أشهد ذلك !!
- يتزوج رابع زوجاته..
تضرب ذاك الطفل
– أنا
- لما جاء يطلّقها .. ولذات الأمر،
تقاعس إذ كانت حامل !!
- ماذا يفعل ..
إذ وقعت في الرأس الفأس !!
( دار حديث الخلق تباعا
في الزفّة من خلف الطفل )
الموكب يتخطّى المركز عبر الشارع
يتبلد في الدرك العسكر
الجمع ورائي يتسارع
أدخل حارة
أنزل منحدرا يتدحرج
كان الجمع ككرة الثلج
تتزايد عبر الدحرجة
ما بين الحارة والحارة
حتى حالت باب الدار ..
دون صدام بين الناس وزوج الأب
صعدت سطح الدار تراقب
قذفوا بالأحجار فنزلت
تتساءل ..
- ماذا في الأمر ؟
وأنا استمرئ ما كان
نالوا ثأري !!
سبحانك ربي من أسرى..
بجنود قد نالوا ثأري
رحم الله الست "غنا "
كانت أيضا أما لي .

# صدمة حضارية :
تمضي أعوام وأعوام تجيء
لم أعد ذاك البريء !!
قد رحلت .
ذرة من رمل نهرنا العظيم
علقت بأصبع القدم الكبير
منحتني هويتي .
عندما نفسي بنفسي تنفرد
على شواطئ ( را- قدت ):
مدخل الحصن المنيع
إسكندرية القديمة.
تتجدد الصور..
من ثبات رقاد صمت الذاكرة
حيث يصطدم الشبيه بالشبيه ..
مناظرا لمناظره
يصير بحرنا الكبير في الصعيد
هو بحرنا الكبير ها هنا.
وللحضارة صدمة قد عشتها
هكذا عشت مع البحر حياة صامتة
بينما الضجيج يحكم المكان
وكذلك الزمان.
لم أكن أسمع غير الصمت..
صمت البحر يعزف موجه الألحان
لحن معرفة الإنسان كنه حضارته
لم أعش في البحر ؛ بل هو عاشني ..
في أماكن مغلقة.
أخذتني لقمة العيش بعيدا
هذّب البحر بصمته ..صمت جوعي
منذ أن حط رحالي في معسكر " الدخيلة "
زائرا متدربا ضمن حراس الوطن
كان عام الوحدة الكبرى شمالا وجنوبا
حيث سوريه ومصر.
يومنا محاضرات ..
دولة الثورة .. قوميتنا
كيف نحمل السلاح للدفاع عن الوطن
مكبرات الصوت في كل مكان
تكتسي سماواتنا بصوت " ناصر "
بل سماوات الأكوان :
" ارفع رأسك يا أخي قد مضى عهد الطغيان "
" عز العرب ، ومعه " حسين " من أشقاء الزعيم
رفقاء بخيام الفكر كنا
كانت خيمة فكر الثورة ..
تتجشأ ليلا ونهارا أفكار الثورة والوحدة
وطن واحد.. لغة ، دينا..
بحر العرب إلى الاطلنطي
ما بين شعار وشعار تصدح فيروز بأغنية
عبد الوهاب يعرضها :
" دقت ساعة العمل الثوري " بالموسيقى
تمددت شرايين كل شبابنا بشعار " رأسك يا أخي "
رقص الجميع على إيقاع الوحدة الكبرى
وحزام نسف دويلة اليهود حول خصورنا..
من صنع مصر..
من شعاراتٍ صنع !
ـــــــــ
ينفض جمع " الميز " بعد الظهر ريشه
في الميكرفون صوت " فريد " يصدح..
" بساط الريح جميل ومريح "
كلمات بيرم وحّدت كل العرب..
وحدة أغاني ، ليتها دامت لنا
أنا كنت أحب " فريد" أقلد صوته
بحر الدخيلة العصر ننزله
أو ننزل المينا الفرنساوي جماعة
مشادة بيني وآخر دارت
بالردح والتشليق صوتنا ارتفع
خجلت من " عز العرب " شقيق ناصر
إذ قال لي : " أيا مقلد فريد ..
وفر عليك الصوت ، غن فريد "
ـــــــــ
بيت عمي كان في حي " باكوس "
وقد نويت زيارته
يوميها كان إضراب في كل مكان
لا مواصلات ، لا شيء يوصلني
مشيت على رجليّ كم ساعة ..
حذا شريط الترام ، رفيق ودليل
سلمني خط ترام المكس بعد ساعات
خط الترام للرمل فمشيته ..
حتى وصلت " باكوس " على كعبي .
سألت .. والسائل ما كان يتوه
لكني من خوفي يكون فتشه
عن المكان سألت كم مرّة
أمشي عشر خطوات أسأل عشر مرات
قالوا : الغريب أعمى ولو مبصر !
ليلة قضيتها هناك في حضن باكوس..
لكن بدون الكؤوس
قبل السفر في الصباح ..
ينتهى الإضراب
وتفضّ عجلات النهار صمتها وتدور
بعدما الإضراب مات أو انتحر.

• عصر العسكر:
مرت الستون عاما كالسحاب
ما سمعت عن إضراب
غير ذلك الإضراب في سن الشباب
بين عمال النسيج بوجه بحري
ذبح الضباط خميسا وذبحوا البقرى
جل ما يخشى نظام الحكم في كل البلاد
ثورة العمال أو حق التظاهر
ولذا انمحى من القاموس حرف ( التا وظا مع الألف هاء وراء)
خسر الناس كثيرا من حقوق
وحقوق كسبوها :
حق تعليم وشغل ورعاية
لملايين الناس من فقرائنا
وتوارى كل سلطان قديم
فُككت أحزابهم
وامتطى العسكر ظهر المدنية
حصدوا كل المناصب
إنه عصر العساكر
يحكمون على بيوت من عناكب
كل رأي بالأوامر
وشعارات القيادة في العقول عششت
والحوائط لافتات بٌرقشت.
والبيوت كأنها من لافتات شيٍدّت
وبرغم ذاك كله ..
المدارس فتّحت .. للغلابة فتّحت
لم يكن تعليمنا قيد مقابل
أصبح التعليم مثلما الهواء
قالها طه حسين وتبناها النظام
هكذا العمال في كل المصانع
سبع ساعات عمل وأجازات وأجر
وضعت للأجر سقف
أمنت حياتهم
بمكاتب العمل ومعاشات التقاعد
وبيوت للشباب
دور سينما والمسارح
المساكن والمعاهد
فتت الإقطاع وزعت الأراضي
خمس فدن كل فلاح فقير
وفئات الشعب صار لها مساكن
بعثات خارجية
صار للتعليم شأن زاد إنتاج البلاد

# القرار والفرار :
أصبح الجيش قويا
صدّر النظام ثورته بعيدا
في الجزائر في اليمن
في فلسطين وأفريقيا وآسيا
فرأى الغرب "صلاح الدين" يبعث من جديد
بينما انفرد الحاكم بالرأي الوحيد
والمضايق أغلقت على العدو
لا خروج لا دخول لسفائن العدو
بينما جيش البلاد نصفه عند اليمن
ونصفه يحمل جوا للعريش
وشعارات البطولة تنبري عبر الصحافة والخطب
وضع الجيش وقودا كالحطب
في انتظار الاشتعال
كان فخا محكما عبر إشاعة
دبرت في عرش إيران بليل
ست ساعات فقط ..
حط طيران العدو .. للحروف على النقط
ست ساعات فقط هدّمت جهد السنين
ثم يتنحى الزعيم
شعبه يثنيه عن جرم التنحي !!
ربما يثنيه عن فضل التنحي .
هكذا غروب شمس عزنا
شمس فاتحة النهار
كل فعل ينتهي بالانتصار
أو يصير إلى انكسار
أو دمار .. قدر حجمه ..
ولذا من بعد تهيئة السلاح ؛ وبحي على الكفاح
ننتصر ..
" فيصل" البترول يوقف ضخه
يعطش الغرب ويشحب لونه
يتوعد
ليس يعنينا الوعيد بعد نصرنا المجيد
فبمصر .. وبوقفة العرب .. انتصرنا
وبمصر وحدها
الانتصار ينقلب إلى انفتاح
على العدو ننفتح ..
وننغلق على العرب
على العدو ننفتح
مع انغلاق الانتصار !!

# تألم .. تعلم :
المدارس لم تعلمني الكثير
إنما الشارع من علّمني
كانت الحارة خير معلمٍ
وكذا الراديو المعلم
كان يكفيني منه ..
صوت " ست الكل "
شرح " حسين فوزي لـ " شوبيرت "
ولصوت العبقري اللحن "سيد "
ولموسيقاه سيدة المعاني
مسرحيات الإذاعة في ليالي الثلاثاء
ذلك البرنامج الذي قد اختفى
صوت " ثوما " عند خامسة المساء صادحا:
" الأمل لولاه عليّ "
ثم نسمع " لست أدري "
وصلة من عزف عود لـ " فريد"
ساعة من الغناء
آاااه .. ما أحلى الغناء
كان عصر " أبي خالد " ..
خير عصر للغناء ، للثقافة الرفيعة.
وحياة آمنه .. لجموعنا الوديعة
الملاعب والمسارح
وعمائر من خطابه
وغناء من قنابل
للبضاعة القومية
في محطات الإذاعة
مؤشر المذياع نام على محطة
لم يغادر الرصيف
لم تكن في ذلك المذياع غير محطة
طلّ منها صوت رواد الكلام
صوت رواد الغناء
صوت مسرحنا العظيم
كان مذياعي دون أجهزة الجميع ..
يشع إبداعا ونقدا
يخرج " البهاء طاهر" مسرحا
والشريف خاطر يخرج مسرحا
عادل النادي نقدا ..
يستضيف من الأساطين الكبار ..
من يحلل .. من يمثّل ،
من يلعلع صوته شعرا وأوبرا
فتحت كل النوافذ باتجاه الغرب والشرق الثقافي الأصيل
فنهلت الفن منها
من دكاكين المسارح والفرق
من حوارات القضاة في المحاكم..
اتهاما ودفاعا ..
في صبيحة كل يوم .
كانت الفرجة درسا في الحوار
كانت الأفلام زادا معرفيا
ينتهي فيلم فأوصله بفيلم
وعلى رأي المثل " واحد فاضي يعمل قاضي "
كل حسٍ بالجمال هو من مشي الشوارع ..
نائمة.

# الفاضى يعمل قاضي :
ضجت الأحياء من خطوات سيري في الشوارع
شارع بالطول يقطع المدينة
شارع بالعرض مصطدمٌ به
ذلك الحي لجالية اليونان
أما ذاك فساكنوه بالطلياني
شارع بالطول مملكة اليونان
شارع بالعرض مملكة الرومان
شارع في حضن شارع
كنت أمشي فإذا عيني تصافح المباني..
وتحاور الزخارف..
والكهارب في الشوارع خافتة
تنصتت مصابيحها همسات عشق الهائمين
صوت جندي الدرك يشق جدران السكون
صوته السكين ..
يقطع تورتة الصمت غناء أو عواء :
" من هناك ؟ "
ينتشي أمن المدينة طربا ؛ فتنام
_ أين هذا الآن من ذاك الزمان ؟
- لست أدري !!

# سداح مداح :
كنت حين أملّ من كوني حبيس غرفتي
استميح ترام باكوس اعتذارا
دوره العلوي يحملني قرابة؛ ضيف ساعة..
من محطةٍ لأخرى .
محطة الرمل المشعة بالحسان
فاتنات من يونان
من طلاينة البنات
فبهن يزدهي المساء حسنا وبهاء
وأمام دور العرض :
( راديو وفريال ، وريتس ، الهمبرا ) ..
في الهمبرا ..
ذلك الدار القديم
مسرح الفن الرفيع
" قيس /ليلى) صاح صيحته عليه
صيحة أبكت مياه البحر في الثغر العريق
" فاطمة رشدي " طفلة الإسكندرية
فتنة الشرق الدرامي المحاكي للجمال ..
مثّلت " ليلى " على منصّته
شكّل المنظر تلا من رمال..
وفق أسلوب الطبيعة لـ " عزيز " ..
- رحم الله ابن عيد-
غرست أقدام " قيس " في الرمال
وهو يشدو " ليلى .. ليلى "
وأبوها " : " العامري " : " عزيز عيد "
يصدّه مستنكرا :
" من الهاتف الداعي ؟! أقيس أرى ؟!
ماذا وقوفك والفتيان قد ساروا ؟! "
وكأنه ما قد رأى قدميه غاصت في الرمال !
يا عبقريّ المسرح الإخراج " عيد " ..
إذا بعثت ..
فلن ترى من مسرحك في ( الهمبرا) سوى (خرابة) !
وأم كلثوم إذا ما بعثت ..
فلن ترى بشارع ( السيما) القديم
مسرحا غنت عليه
هو ذاك " الهمبرا "
ما كان هدمهمُ له بحثا عن القبر الذي به يرقد الإسكندر
لكن خرابا للخراب !!
يا للزمان !!
هبت من الصحراء شرقا صيحة ..
شاعت بمصرنا الحبيبة ..
منذ عصر الخصخصة
إن شئت قل : قد كان عصر ( المصمصة)
يا للزمان !!
كم مشيت بشارع "السيما" البديع
"السيما" تعني باليونانية " جثة " ..
كان (رب الثغر) مدفونا به
ولذاك أطلقوا عليه " سيما "
يا لأحوال الزمان !!
غيروا الاسم وأسموه " صفية "
هي زوجة الزعيم " سعد "
يمضى زعيم ثم يأتي زعيم
ما أكثر الزعماء في أرض الكنانة
ما أكثر الزعماء .. دون زعامة !
ما من زعيم عاش غير زمانه ..
إن مات .. مات ؛
فمات عنا زمانه .

# حارة اليهود والسبع بنات:
تمشي الأزقة أو أنا أمشي
أو صدح موسيقى ورقص يمشي !!
تمشي بحانات "البنات السبع" ليلة " الكريسماس "
وبالنهار..
تنشر الشرفات رائحة البنات ..
من بيوت الجاليات من طلاينة ؛ يونان
نسمات الياسمين عبقت كل الشوارع .
لكن بحارة اليهود ..
يخفي النهار أنفه ليل نهار.
إن كان يوم السبت ، مات كل صوت ..
فعندهم مات النهار ..
وبقية الأيام يحيا بالرنين ..
رنين فضة .. الرهون ..
والمصوغات /الذهب
فإذا النهار نهارهم بيع / شراء
نهار رهن الفقراء المعوزين
تلك ترهن قرطها وذاك يرهن ساعته
لا تجد دكان رهن يعترف..
على غنيٍ ذات يوم شرّفه !
هناك في شارع " فرنسا "
استرق نظرات خلسة
لم أر إلاّ عيونا دامعة
إن لها في داخل الدكان مفقودا عزيزا من ذهب.
لم ألاحظ عنده من يسترد رهنه ..
عند الصباح .

# الديثرامب وصليل الأجراس:
عندما يأتي الأحد ..
استيقظت كل الأزقة في الحواري ؛
أيقظت كل الشوارع الكبيرة
يتعانق الزقاق بالزقاق
تتصارع الأرزاق
تتبادل الأوراق
تتفاعل الأعراق
يتعانق الطولي بالعرضي في صبح الرنين..
على نواقيس الكنائس..
تمشي الورود باقة في إبط باقة
يكشفن عن معنى الصداقة
مترجلات للصلاة .
عند اصطدام الورد في التقاطعات
يسيل عتر الورد في الشوارع
تبعت أنفي مرة خلف العبير
كانت فتاة يانعة ..
في مشية كليوباترية
عبرت وراء أمها باب الكنيسة
ودخلت ؛ كان الكل يأخذ شمعة
وينيرها من شمعة مجاورة
" بلا إحم ولا دستور " يشع في المكان النور
الكل يغرس شمعة في رملة المحراب ..
يصطف الجميع ..
إلاّ أنا !!
جهلت معنى الاصطفاف
كان ذهولي ممسكا بشمعتي
فإذا الفتاة بلحظها ؛
تلمح لي بغرس ضوئي في قداسة المحراب
أفعل .
ما أحلى غرس الشمع في المحراب..
في خشوع ..
غرست ضوئي في صميم ضوئها.
اشتغلت بالخشوع في ترانيم الصلاة
لم أصل مثل من صلّى هناك
فأنا رهن صلاة مسلمة..
سلّمت لعيونها.
قد تعلمت هنا شدو الجماعة
حتى أدمنت الطرب
عدت ألفي عام لبلاد اليونان
صافحت أذناي شدو " الديثرامب "
شدو جوقات الغناء
كان شدو المنشدين في الكنيسة مثل شدو الجوقة التراجيدية..
عند عرض مسرحي
صوت شماس التراتيل القداسة..
ربما كان كصوت " يوربيديس"
كان صوته قويا ورخيما
غير أن " يوربيديس"
رتّل النشيد من أجل البشر
لم يرتله مناشدا " زيوس "

# المسلة ونداء سيد درويش:
خرجت من باب الكنيسة مذبهلا
كان مذياع المقاهي صادحا بصوت " فيروز " تغني :
" زروني كل سنة مرة / حرام تنسوني بالمرة "
كنت هيمانا بسيد النغم
ذلك الذي يناشدنا الزيارة
انطلقت عندها نحو "المسلة " حيث كان ضريحه
جست ما بين القبور باحثا عن قبر " سيد "
اهتديت للضريح
أهديته (أم الكتاب)
هفوت أن أصبح مثله
طمحت أدرس الكمان
رأى المعلم أن حجم أصابعي ..
هي للبيانو صالحة..
لا للكمان..
حتى إني لو قبلت طالبا، ما كنت أملك أجره

# صعلكة ثقافية :
عشت في الأحياء عيشة التصعلك
مكتبات .. سينمات
أدمنت بروفات المسارح هاويا
صادفتني وظيفة في دار عرض
ينتهي العرض وفي الدار أبيت
أو بمقهى جاورتها !!
صاحب المقهى وكان موالسا
لمدير السينما قد كانوا لصوصا
التذاكر ليس يفصل نصفها عن نصفها
عند الدخول
وتعاد عند شباك التذاكر كي تباع
من جديد
أفلست سينما التتويج ثم أغلقت
عشرات الدور من سينماتنا قد أغلقت
حولوها كرجات منذ عصر الانفتاح
أو عمارات كبيرة بدكاكين كثيرة
تحتفي بالأحذية
في توابيت الزجاج
ومحلات جزارة والذبائح سافرات للرصيف
هو عصر سداح مداح
هكذا قد عشت ردحا من حياتي هاويا
أخرجت وتمسرحت
عرض علا وعرض تحت

# أقنعة عفاف :
صدفة في الشارع ماشي
وحدي وكان الليل عتمة
لمحت تحت عمود النور ..
هل كان عمود أو كان شجرة !
لا .. كان عمود
هو عمود النور أكيد .
شبح حريمي – متمسمر- جنب العمود
الصوت منغّم ويغني والصوت مبحوح
يبدو من أثر التدخين أو شيء آخر
الله أعلم !!
كلام غناها يودي السجن :
" معروض للإيجار شقة بالدور الأرضي
من جسم إنساني ..
قدّام الباب جنينة
والباب بلا بواب !! "
الدهشة شدّتني فوقفت ..
تعذّر الفهم عليّ ..
أصلي صعيدي ..
وارد حديثا من قبلي !
الصوت حريمي .. صوت مبحوح
الخمر قاطعه أنفاسه
يكرر الغنوة ولحوح..
حاولت أفهم..
لم أفهم .
كيف إن جسم إنساني يعرض نصفه لا وللإيجار ؟
سيارة وقفت في العتمة
شبح ينزل منها شابا
احتك بشبح المعروض
يتهامس شبحا المطلوب مع الطالب
يطلب .. تطلب !
تشد سيجارا من يده .. تأخذ نفسين
تعرض ثمن البيع .. يساوم
سارينة شرطة تنبحهم
وأتا الشاهد
شبح العيّل والسيارة يصرخ " يا فكيك "
نزل العسكر وأنا الشاهد
قبض علىّ أنا والحرمة
ما لي أنا !
من يقرا ؟ من يسمع منّي ؟!
ما للشرطة أذن تسمع
" مالي يا بوي ؟ " واقف اتفرج
صدّقني يا خوي !!
- " اسكت يا حمار "
ما هو بكلام .. لكن أقلام .
مشبوها داخل تخشيبة مشبوهين
" " ما التهمة ؟ واد يا بو البل ! "
شخص / بسوابق يسألني
أنا ولا خابر
يسألني مشبوه آخر
أنا ولا خابر ..
كانت عتمة !!
انهالوا عليّ بشتيمة..
ضابط أو صول:
- " واقف لها قرني يا حمار..
عامل ناضورجي يا روح خالتك ؟! "
أنا ولا فاهم
شبحوني علقة إنما عال
على كل .. حبسي ما طال.
من يومها أنا صرت حريصا ، صرت حسيسا
أبديت الندم على الغفلة .
لما أقف لابد لأعرف موضع قدمي
الوقفة لازم لها معنى
كل وقفة ولها سعر
من يومها أصبح لي موقف.

# انفتاح على الذات :
هنا انفتحت أنا على ذاتي
والجزء مني صبح كلّي
من ذا الذي يقدر يقول لي
أنا هكذا خسرت حياتي !
رهنتها بحب المسرح
كونت فرقة اثنين وأكثر
أخرجت (دائرة الطباشير)
غلبت أبحث عن أنثى تمثل فيها
لقيت فتاة اسمها "عيشه"
جربتها في دور " جروشا "
لافت على شاب مزبلح كان بيمثل
خربت .. طفشت
غلبت أبحث عن غيرها أبدا ما لقيت
صادفتني عاملة بشركة غزل
مناسبة لكن أميّة
لا فيه قراءة ولا كتابة
حفّظتها الدور بالتسميع
شهور ثلاثة وتم العرض
" مس أولشليجل " بالمانيا
مغنية زميلة " فايجل " ..
زوجة" بريخت " الفنانة
استمتعت بمشاهدتها
قالت :
- " لو أنت بألمانيا كان أبدعوا لك كم تمثال "
لكن سنة 67 ساعدت مخرج كبّارة
وكان "حسن عبد السلام " في مسرحية (الحلاج)
في فرقة " الجيب" الناشئة بإسكندرية
و" سعد أردش " جاء زارنا
وعبد الصبور والشرقاوي
شعراء كبار نص وإخراج
ومحمد الفيتوري زارنا
وكنت عام 66 أخرجت انا ( الملك معروف )
يوتوبيا شعبية لشوقي عبد الحكيم
أرسلت له دعوة ، رسالة
أظنه ساكن في الجيزة بشارع "همدان"
شكرني قال : "اقبل عذري "
لكن في ( دائرة الطباشير ) مثلت دور " أزدك " أيضا
مشهد أنا ومشهد بعده لـ "محمود فؤاد "
والمشهد الثالث بعده لـ " حسين شاهين "
- حسين شيوعي من الرواد ومن جماعة الرفيصه –
وحازم ابنه بقى م لحن في سكندراما بقى يغني -
تفكيري دار حول التغريب
ثلاث شخوص على دور واحد ؛ يتعدد التعبير عنه
حداثة التمثيل جائز ، لكن بدون معرفة عنها !
عرش ( الملك معروف ) كرسي كان غير مألوف
صممته طبعا وبنفسي
على شكل ( كف اليد ) أكيد
يعني الملك قاعد على كف ومفتوحة
دلالة سميولوجي صريحة
– ما كنت أعرف -
والشعب كسلان ومخروع
المنتجات نفذت منه
ولا حاجة عنده تتوزع
(يوتوبيا ملكية ) عدالة بين الجميع
لكن بلا مخزون ولا حاجة للتوزيع !
كل البلد جاعت .. صاعت
خرج الملك نفسه يشحذ والشعب خلفه يقول: لله ..
- " لله يا خلق الله .. لله "
موقف من "الطوباوية " في خطاب النص
حكاية شوقي استلهمها برهافة حس
من "ألف ليلة" وأسقطها
على اشتراكية "ناصر" في الستينات

# انحياز للكادحين:
قضيت حياتي في كتابة
عن فلاحين مصر .. غلابة
ثلاثين سنة الحال يتغير
صبحوا الملوك وأنا كتابة
مرت على الخاطر كلمات
قالها أديب ما أعرف عاش / مات
قال : لو رأيت إنك أديب ..
خلك نفسك
أما إن رأيت إنك ناقد؛ كن ذات نفسك
ولو تجب تكون إنسان ، ما تكون نفسك ..
بل كن غيرك !
ضيّعت أنا ثلثي عمري سياسة ومسرح
وثلث عمري ضيّعته ثقافة وتعليم
تركت (حيّا الله ) موطن رأسي .. صعيدي ..
أحب أشيل همّي بنفسي ، أساعد غيري
أفعالي هي ردود أفعال
الشر واجهته بالشر ، ومبدأي معلوم للغير
أتمنّى للناس كل الخير
لا أكون مطيّة لبني آدم
ولا امتطي أكتاف إنسان
وأغنّي دوما أغنيتي ..
لما أموري تتأزم .. أزعق وأقول :
" لا خير في المطايا
أو من امتطى
إذا جند الجباية
حثوا لنا الخطى
وجرجروا الصبايا
بعدما زاحوا الغطا "
لذا دخلت المعتقلات.

# بحث عن الذات:
من بعد سجن ومعتقلات
أنشئت مسرح في القلعة
في حضن فاروس/ قايتباي
دعمني شاكر بك يومها..
نائب المحافظ – كان راجل –
كان المحافظ " فوزي معاذ " ..
وكان لواء أمن الدولة !
وحتى " شاكر " كان لواء
لكن مدني
لكنه كان يحب الفن
عمل نشاط جوّا القلعة
غناء وإرشاد ديني ورقص
لكن جهاز أمن الدولة
رفض تعاونه مع شخصي
قالوا سوابق رأي قديم
عرضوا ملفي عليه .. متخم !!
" ربيب سياسة ومعتقلات "
قال : " احتاجه .. وأنا الضامن "
بنيت مدرج في القلعة ..
بصحن القلعة
أنشأت محكى للمسرح
في حضن فاروس/ قايتباي
نائب المحافظ يدعمني
رجل ونعم الرجالة
كان اسمه شاكر عبد السلام
كان المحافظ فوزي معاذ
صديق لشاكر وزميله
شاكر يشجع أهل الفن
شجع نشاطنا في القلعة
نعيد تاريخنا على المسرح
الغيرة بين المسؤولين
نشّطت دور الفنون
في النزهة وفي أنطونيادس
" جميل جمال " أنشأ مسرح
غنت عليه مصر ورقصت
تصميمه على شكل يوناني
الأعمدة كورنثي وضخمة
شاكر رئيس غرب " ماريا "
طلبني أنشئ له فرقة
وفق اتفاق رسمي تعاقد
"جميل جمال" للشرق رئيس
وفي المظاهر كان شاطر
دربت شبان مع شابات
أخرجت ( حلم ليلة صيد )
النص بالشعر كتبته
عن نص أدبي مستلهم من التاريخ
لمعاوية حنفي .. أديب مصري
وكان مدير عام القلعة
وهيئة فنون وآداب .. تشكيل
حكاية عن واحد صياد
فرعوني أسميته " أشمون "
قاوم لمدة ألف العام
جيوش غزاة المحروسة
يغزوها الإسكندر برا
يرحل ويترك فيها اسمه
يغزوها قيصر عبر البحر
يحط كليوباترا على العرش
علم البطالمة فوق عالي
تهواه فيهوي سرير العرش
بهزيمة أنطونيو وموته .
بقناع جديد يرجع قيصر
أشمون يقود المصريين ضد الغازي
حلف ما يرطن يوناني ولا طلياني حتى العربي
لا جزية يدفع ولا مذهب دين يتغير
ولذلك مات.
رقابة المسرح حذفت كلمات في النص
العرض كان فيه 100 جندي مع جنود الخيالة
جنود يونان و الإسكندر لما غزى مصر
وبعدها جنود القيصر
وفي لوحة أخرى صبحوا جنود خلف أنطونيوس
ويشكلوا جيش ابن العاص
العرض في المسرح مكشوف
عرض Open Air
مع نهاية يوم خدمة حراسة هيئات
نفر العساكر تتجمع داخل القلعة
أبدأ تدريب
هد التعب حيل العسكر كانوا جوعى
لا أكل أكلوا طول اليوم ولا فيه راحة
بسندوتشات طعمية وكوباية شاي
وأصبّرهم
مع الغروب قبل التدريب واحد بالباب
يمنع دخول زوار إلاّ برسم تذاكر
وبالحصيلة يتم الصرف على العسكر
طبعا مخالفة تودي السجن !
ومن الغريب إن العسكر سبكوا الأدوار
سواء عساكر الإسكندر أو مع قيصر
وفي حفل كليوباترا في القصر
أدى العساكر أدوارهم عربدة مع سكر
لكن مصيبتي أنا المخرج
مع كل ليلة كانت تظهر
كانت العساكر تتغير من يوم ليوم
لذلك أنا كنت أدرب عسكر غيرهم
في رجعة العسكر للكامب..
يرطن الواحد منهم بكلام في النص
وخاصة بكلام " أشمون " قائد الثوار !!
لذا القيادة تغيرهم بنفر غيرهم.

# في الجامعة:
في الجامعة صرت أنا الأستاذ
أسست فن وعلم ؛ رسائل
طلابي جيل مع جيل كامل
طلاب وفاء عندهم وبعضهم أندال
طبع الحياة غالب
ويابخت من كان له أستاذ
ياخذ بايده ويعينه
يعلمه مسك العكاز
يزع في الجهل يهينه
لكن ياعيني على الأستاذ
تلميذه طلعت زرابينه
في لحظه شاف نفسه أستاذ
والعلم بقا ملك يمينه
حط الشهادة في البرواز
واندار عليه طلّع عينه .

# بكرة وبكرة .. وبعد الغد:
ميلاد رباعي الفكر جه م الغيط
بداية التعريف مجلة حيط
عمال في مصنع عام كبير له صيت
ــــــــ
مكرم دا كان زجّال وكان ابن حنت
الصحفي عبد الهادي في المانشيت
مالوش مثيل في الرسم والتخط
ــــــــــ
أما سعيد حفني اللي فيهم جد
شهامة كان راجل تمام ويسد
كافح ونال الشهادة شاب بسيط
دول أصدقاء رحلة نضال وجروح
مات الثلاثة مات شقايق الروح
بقيت أنا الوحداني ذايع الصيت
ـــــــــ
سعيد ومكرم عبد الهادي مات
والعبد لله عاش على الآهات
مابين بشر فيهم خسيس وحويط
ــــــــــ
تبص من حواليك ما تلقى صديق
ينفع رفيق رحلة نهاية طريق
الكل غاوي شقلباظ تنطيط
ــــــــــ
الناس بتيجي تروح لهم طلبات
تندار بضهرك تكتر الطعنات
تنفش في ريشك تكتر الملاقيط
وناس وجودهمكان وجود عابر
وشوش ورا وقدّام بتتآمر
من عهد فات الناس بقت وطاويط
ـــــــــ
تجيب منين الناس ولاد الناس
مخاليق في كل مكان بدون إحساس
اللي عبيط واللي غتت وأليط
ـــــــــ
عامل في مصنع كنت أو أستاذ
عشان تعامل الناس عايز عكاز
منين ماتمشى الناس لسانها سليط
ـــــــ
اتأمم المصنع مدد ياكويز
تبيع لأمريكا تبيع لباريز
نجمة داوود ماركة على الزعابيط
ـــــــ

الخلق داق من كتر ما سمعنا
عن النعيم لو إحنا طبّعنا
طبّع تلاتة اتنين جابولنا سميط
ــــــــ
لاستفتا راح لاستفتا جه ماجاش
لعبة سياسه ما تتلعبشى بلاش
وفي المواسم ينشط التربيط
ـــــــــ
الناس على حالها القديم في الضنك
كتم الدولار على أنفاس البنك
مفضلشي قدامنا غير التشحيط
ــــــــــ
المصري دا أرخصها حاجه في مصر
مهزوم تمللي حتى يوم النصر
صورتنا في الإعلام تمام مزابيط
ــــــــــ

بكره وبكره.. وبكره بعد الغد
أيام ورا أيام ومالهاش عد
أرزاق ولادنا نلمها تنقيط
ـــــــــ

عشان زمان الكل بيهاتر
رئيس حرامي إنما شاطر
سرق مرق اتلط في يناير
عيني على التخطيط طلع طاخ .. طيط
# شنجي .. كنجي :
جندوني في سلاح المدفعية
من شهور الجيش عشت سبعة
بين سلك شائك حول الخيام..
في " ألماظه "
مرت الأيام طابورا وراء طابور
حفر أنفاق .. خنادق
زحف بطن بالبنادق
وبنوبات الحراسة " شنجي .. كنجي "
جاء دوري
أدعيت في الغروب " عشا ليليا " بعيني !!
لا أرى شيئا أمامي في المساء
حبسوني !!
بعد وقت .. أطلقوني
بذلوا جهدا لاستجلاء أمري
كنت صلبا لا ألين بادعائي
عندما يأتي الغروب لا أرى !!
قذفوا بي أمام " القومسيون "
كنت أعلم أن عيني ..
يسرى عيني سالبه
بغشاوات عليها أو سحابه
ولذا أتقنت فعل الإدعاء
عرضوني صوب أعلى لجنة
قرر الطب بأني غير لائق
- يا إلاه الكون !! كيف جندوني ؟! –
رفتوني غير أني لم أسرّح !!
كنت قيد الوقف شهرا بعد شهر
عشت في الخيمة وحدي كالقعيد
لم تكن في الجيش مثلها رتب
غير رتبة العقيد



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسساتية الظاهرة المسرحية في مصر
- الإيقاع في فن النص المسرحي
- مرات أبويا
- الأطفال في مسرح يوسف عز الدين عيسي بين التربية الجنسية والتر ...
- مشروع إخراج نص مسرحي لطلاب الدراسات المسرحية العليا
- العرض المسرحي المصري بين مأزق التحصن بالهوية ولهاث اللحاق بر ...
- نهار اليقظة في المسرحية العربية
- ثمار الثورة في حجر إخوان السلف
- أموال مبارك في بنوك تل أبيب بتوصية من بوش الأب
- حوار المواطنة
- الحقيقة ضالة الباحث
- عرس الدم من لوركا إلى ميدان التحرير
- تحليل دور ( الجارة في مسرحية : الزفاف الدامي ) للوركا
- تحليل دور مسرحي (أنتيجوني)
- مفاهيمية بيكاسو ودراما التشكيل المسرحي بالكلمات
- حيرة الكاتب المسرحي
- عروض مسرحية عربية - قراءة نقدية -
- إشكالية الأداء في المسرح الشعري بين التمثيل والغناء
- حسن عبد السلام مخرجا مسرحيا
- الرفيق الخيالي ومسرح الطفل في عصر العولمة


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - أبو الحسن سلام - سفر الخروج من -طما- - ج1