أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد حماد - فلسطين -دمعة حُلم - على مشارف السنة الجديدة














المزيد.....

فلسطين -دمعة حُلم - على مشارف السنة الجديدة


وليد حماد

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


منذُ سنة رحلت لم أكن أعرف الطريق نحو الحُلم بعد, بالأحرى لم أكن لأجيد التقاط دمعة سقطت من عيني أمي على الأرض وسالت وسط الغبار ,كُنتُ منشغلاً أكثر بالبحث عن وطن داخل حقيبتي الجلدية ,كان جل همي كيف سأحمل الوطن اليوم وسط مجموعة من الأوراق الثبوتية دون أن يلحظ وجوده أحد معي ,دون أن تراقِبُني عيوُنٍ سوداء تتقن لعبة التجسس ,دون أن أكون تحت أنظار حكومةٍ حمقاء وشعب يتناول كل صباح حبة للنسيان كي يعيش !,ليس هناك أجمل من أيدي طفلة ملوثة بالألوان تعرف جيداً كيف تبدأ يومها , كيف تعيش وسط تركُمات الألوان على يديها الصغيرتين لذا أشفق على نفسي وعلى أبناء وطني الذين بعد أن سَرَقَت منهم حكومتنا الألوان ,اكتشفوا أنّ هناك لونٍ غريب دخل حياتهم واخذ يعبث بها سراً ، دون أن يراهُ أحد ,بالأمس أثناء عودتي ركبتُ سيارة لتحملني إلى أقرب طريق يقربني نحو المنزل ,وفي نفس الوقت ركب معي شابان في مقتبل العمر حملا بي نحو وسط مليء بقلوب فاقدة للصلاحية ,قلوب ظلت طريق الأمل منذ زمن مضي فأصبحت تعيش على الحبوب التي تمنحها السعادة للحظات هاربة من ساعة اليوم,حينها تذكرت مقولة الكاتب الفرنسي فيكتور هيغو " الضحك هو الشمس التي تبعد الشتاء عن الوجه البشري" لم يضحكني شكليهما ولكن الحالة التي وصل إليها هؤلاء الشباب كانت مثيرة للضحك أكثر من ان توصف ,ويكلا الأحوال لابد أن نمضي سواء خطوة للأمام أو خطوة للخلف , طالما حتمية المضي أكيدة, وخاصة أن السنة الجديدة ستطلُ علينا غداً الساعة الثانية عشر برأسها بأحلامها الجديدة بخوفها وحزنها ولحظات الفرح أذا عملت حسابها جيداً هذه المرة , غداً سيرفع الشعب أيديه ابتهالاً لله.. الأمهات ستدعو الله بأن تكون هذه السنة سنة خيرٍ وسعادة عليهم أفضل من سابقتها من السنين ,والرجال سيدعون بأن تحرر هذه الأرض قريباً ويخرج منها جميع الأعداء والخونة والأطفال سيرفعون أيديهم الصغيرة ويطلبون من الله أن يمنحهم الفرح لحياتهم طوال العمر, كلاً منا غداً سيتمنى أمنية عزيزة عليه ويدعوا لله أن يحققها له,جميعناً غداً سنرفع أيدينا لله والهدف واحد ,فهل سيأتي يوم نطلب من الله بأن نكون شعبٌ واحد من أمٍ واحدة وأبٍ واحد , دون دس السموم لبعضنا ! دون المنازعة على ورقة خاسرة ,دون المفاوضة على دماء هي في الأصل دمائنا ,دون المقارعة على هذا التنظيم أو ذاك أو هذه الحكومة أو تلك , نحنُ كفلسطينيين لا نختلف عن باقي الشعوب الغارقة بما يسمى بالربيع العربي مع أني أفضل تسميته بالوحل العربي ,مصر التي تتغني بالحرية وهي الآن تسير نحو المجهول دون أي خطة أو إستراتيجية محكمة تقودها للمستقبل ,وسوريا الدمعة التائهة وسط كومة دماء مازالت تنزف ولم تتوقف إلى الآن وتونس والجزائر ,جميعناً نشتعل غضباً ونطالب بالثورة دون أن نعرف أي نفق سندخل أو أي طريقٍ سنختار, في الوقت الذي بدأت فيه العواصم العربية، تضيء سماءها بألعاب الثورات المفاجئة، تعددت أنواع الارتباكات، التي غرقت فيها الإدارة الأمريكية، حيث بدت غريبة الأحداث للنظرة الأولى عليها، وأكثرها غرابةً وتأثيراُ الثورة المصرية، التي كانت محط انتباه أمريكي كبير لسببٍ بسيط،وهو التحالفات السياسية والأمنية التي تربط البلدين، حتى أوباما لم يستطع إخفاء امتعاضه من صعود الإسلاميين إلى الحكم في مصر وخاصة أنها أكبر دولة عربية معتدلة , مع أنه لم يمتعض كثيراً حين أستولي الإسلاميين في غزة على الحكم عنوة دون أي وجه حق !, ألم تكن دمائنا تكفي لندرك كذبة الحرية وحقوق الإنسان وديمقراطية أوباما الكاذبة.‏ وأسفاه على الحال الذي وصلنا إليه اليوم نحن الذين أعتدنا أن نمدُ أيدينا للقيد ونحن الذين ننحني ونعطي دمنا مقدماً للوحوش ,نحنُ أعتدنا على ترديد كلمة حرية كالببغاء دون أن نيقن بعد المعنى الدقيق لهذه الكلمة .كلاً منا يتعامل معها كما يحلو له وكيفما يشاء .تلك تخلع ضميرها وعادتها ودينها عن جسدها لتقول أنا حرة أفعل ما يحلو لي .وأخر يرتدي ثوب أكبر من حجمه وينصّب نفسه ملكاً ليقول أنا حر ,فأي حرية تلك التي نتبناها ونحنُ بعيدين كل البعد عنها,أي حرية تلك التي تقوم على جثث شبابنا ودموع أمهاتنا ,ودماء أطفالنا المنثورة على الطرقات ؟!,هاهي السنة الجديدة قادمة غداً لتزورنا ونحنُ واقفين حاملين الفرح بين أثوبنا ننتظرها بفارغ الصبر ,نتمنى بأن تحمل أحلامنا وتسافر بها إلى حيث الأمل ,هاهي السنة الجديدة قادمة أما حاملة لنا حصاراً بثوبٍ جديد ,أو حبً بحلة أقل ,أو وفاق قد يكتمل لنصبح أخوة أكثر مما مضى, نحنُ الفلسطينيين مازلنا غارقين مندُ ستين عاماً مضت في دموعنا وحسرتنا التي تغزوان عيوننا وتغزوان شوارعنا وبيوتنا بالألم ,لم نستطع حد اليوم أن نتخلص من عمامة الحزن الملتفة على أفواهنا وعندما تتوجع أرواحنا وتنزف قلوبنا تنحني أصواتنا ألماً دون صراخ ويخرج البحر عارياً من شواطئه للسير في شوارع المدينة ,فمتى يا شعبي ستخرج من صمتكِ المدوي وتفرخ عن صوتك المغرد وتقرع الأبواب وتنادي فلسطين هي لنا ملكنا والمستقبل لنا وحدنا كنا في هذه الأرض وسنكون.

الجمعة 30/12



#وليد_حماد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يكن حُلماً...!
- أخجلُ من نفسي ...!!
- غزة - غيمة وجع - 2 -
- غزة -غيمة وجع-
- يا خير أمة تخرجُ إلى الناس..
- تحت المطر...
- رجال
- قاوم...
- وطن من ورق..
- العاشقان هو وهو..!
- فوضي الياسمين (2)
- فوضي الياسمين (1)


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد حماد - فلسطين -دمعة حُلم - على مشارف السنة الجديدة