|
إستحالة تطبيق الشريعة فى الوقت الراهن
مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 00:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إستحالة تطبيق الشريعة فى الوقت الراهن ---------------------------------------------------------------------------------------- إستمراراً لمسيرة تصحيح التفسيرات والرؤى الخاطئة لنصوص القرآن الكريم ومقاصد الشريعة ، لعدم وجود رؤية شاملة لمجمل الكتاب عند البعض ، أو لفهم قاصر أو نابع عن رأى شخصى لمزاج أو هوى من مشايخنا القدامى ، وكذا لمواجهة من يتاجر بالدين عن جهل أو لطبيعة الشر والعنف الموجودة بداخله ، لذا نجتهد فى تقديم الرأى والفتوى ، ورداً على السؤال الوارد إلينا من الدكتور- محمدعمران والذى يسأل فيه ويطلب الفتوى عمن يكون له الحق فى تطبيق الشريعة فى الوقت الراهن . فى معرض ردنا ، نقول أن تطبيق الشريعة الإسلامية لايتم حسب رأى أو هوى شخصى أو جماعة بل يتم بأجماع الشعب بشرط وجود الحاكم العادل – وهو غير موجود فى هذا الوقت الراهن وهذا الزمن العجيب زمن الأفاقين والمنافقين والنصب بأسم الدين ، والذى يتاجر فيه البعض بالدين ، ويُنَصبون أنفسهم وكلاء لله والله منهم برىء ، لكنهم وجدوا فى هذا المدخل مع شعوب قد تربت على الخرافات والدجل ، وحرمت من الحرية والعدل وحقوق الإنسان ، مئات السنيين ، فقد وجد هؤلاء أن التجارة بالدين هى البضاعة الرائجة ، والتاريخ خير شاهد على ذلك ، منذ عصر الخلافة حتى يومنا هذا ، ومن الأمثلة المعاصرة ُ السعودية وإيران فتلك الدولتين تطبقان الشريعة الإسلامية ومع ذلك فكل منهما ضد الآخر بل أشد عداوة --- فهل هناك أكثر من إله ومن شريعة ؟ حاشا وكلا – وكلنا يعلم أن الحرية والعدل وحقوق الإنسان غير موجودة فى هذه البلاد ، فالسعودية تطبق الشريعة على الفقراء وعامة الشعب ، ولايمكن أن تطبق على الأمراء والحكام الذين يفعلون كل المنكر ، ولا تجرؤ هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر من مواجهة أحد هؤلاء الحكام والأمراء ، لكنها تتعافى وتستأسد على البسطاء والفقراء فهل هناك فساد لشريعة أكبر من ذلك ، كما أن إيران التى تضع الفقيه فى منزلة الله ، حيث له السمع والطاعة دون أعتراض أو نقاش من كل ملايين الشعب ، كما أن الملة الفقيه يعلو فوق كل مؤسسات الدولة ، حتى الرئيس المنتخب من الشعب يملك حق اقالته ، وكذا يستطيع أن يفعل مع مجلس الشعب أو الأمة المنتخب ، كما أن النظام الإيرانى الذى يطبق الشريعة هو من أكبر الآنظمة ، قمع وقتل للمعارضين وتزويراً للإنتخابات ، فحرية الرأى غير موجودة على الاطلاق فى السعودية وإيران ---- فهل هذه شريعة الله ؟ كما أن المواطن السنى فى إيران مقهور ومضطهد وناقص الحقوق ، ويعامل كمواطن من الدرجة الثانية ، وكذا الحال مع المواطن الشيعى بالسعودية ، وقد قابلت العديد من هؤلاء المواطنين بالبلدين ، وأستمعت منهم للكثير من القهر والاضطهادات ، مما جعلهم يلجاؤٌن لبلاد غربية ، لا تَدِين بالاسلام للعيش فيها ، هربا من هؤلاء الطغاة المتطرفين المتأسلمين تجار الدين . إن هؤلاء ملعونين فى كل كتاب لأنهم تاجروا بأسم الدين ، للوصول والبقاء فى السلطة والتنعم بأموال الشعب ، لما لديهم من صفات إجرامية متسلطة نرجسية لاتعرف الشفقة أو الرحمة ، تتخذ من الدين ستاراً حاميا --- فهل هذا ينتمى لشرع الله ؟ -- كلا وألف كلا ،هؤلاء كذبة مثواهم النار ومن يتبعهم أو يؤيدهم ، لأن هؤلاء ينطبق عليهم قوله تعالى فى سورة النحل الآية 116 ( ولاتقولوا لما تصفُ ألسنتكمُ الكَذبَ هذا حلالُ وهذا حرامُ لتفتروا على الله الكذبَ ) ( ص ) وخلاصة الرأى والفتوى عندنا ،هى إستحالة تطبيق الشريعة الاسلامية فى الوقت الراهن ،لأننا إذ نظرنا من الناحية العملية لتطبيق الشريعة فى الوقت الراهن ، بعد أن أصبح المسلمون طوائف وملل شتى ، فهذا سنى وهذا شيعى وهذا علوى وهذا أحمدى وهذا صوفى وهذا درزى وهذا مالكى وهذا شافعى وهذا حنبلى وهذا حنفى إلى آخره ، بمعنى إذا طبقت الشريعة ، وعرض مثلا ،على القاضى شقاق وخلاف بين سنى وشيعى أو علوى ، أو سنى وسنى لكن هذا حنبلى وذاك حنفى ، فأى شريعة وأى مذهب سيطبق القاضى ، ناهيك عن أن يكون داخل الدولة مواطنين مختلفى الديانة ،مثل المسيحى واليهودى والبهائى والصابئى ، إلى آخره ، فهذا أيضا سبب كاف لأستحالة التطبيق ، لأن الشريعة لا تطبق على غير المسلم . والله من وراء القصد والابتغاء—والله المستعان .
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخنزير غير محرم فى الإسلام
-
القوى اليسارية والعلمانية والصراع مع قوى التطرف والاسلام الس
...
-
قصيدة (رسالة شهيد ماسبيروا )
-
الخمر غير محرم فى الاسلام
-
قصيدة : - رسالة شهيد الثورة العربية
-
قصيدة (( ابحثُ عنها ))
-
قصيدة شعر للشيخ د مصطفى راشد( أين أنتِ حبيبتى )
-
فتوى الشيخ د مصطفى راشد : - حجاج ومعتمرى الدول الفقيرة لايثا
...
-
حجاج ومعتمرى الدول الفقيرة لا يثابون
-
قصيدة رسالة للحكام العرب
-
قصيدة ليه يابلادى بتقتلى الحرية
-
فتوانا بجواز الحج خلال ثلاثة أشهر وليست عشرة أيام فقط
-
لاوجود لحد الردة فى الاسلام
-
فتوانا بجواز زواج المسلمة من مسيحى أو يهودى
-
قصيدة أه يابلد
-
فتوانا بكفر من يعتقد ويؤمن بالمذهب الوهابى
-
أنا علمانى
-
الحجاب ليس فريضة إسلامية
المزيد.....
-
العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي
...
-
مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى
...
-
مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
-
الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد
...
-
لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا
...
-
تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
...
-
“عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي
...
-
شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه
...
-
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام
...
-
طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|