وليد أحمد الفرشيشي
الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 00:13
المحور:
الادب والفن
قصيدة جديدة/وليد أحمد الفرشيشي (ديوجين)
********
يا أمّي...الشامخة كنصب بربري...متوحّد..
في مدينة تشبه وجوه فلاحيها المقروضة من البرد...
و الخوف...
و العذاب...
و الاحلام العائدة من الأسر...إلى الأسر...
يا قطرات الندى المتساقطة...
على الجباه العمياء...
و الحناجر المحشوّة بالضغينة و الحقد...
و الافكار العظيمة التي ترمى في البرك المسنّة...
يا أعواد الندّ التي تحترق...مشتاقة...
لأنوف يعلوها الذباب و الزكام...
يا قش المعتقلات...القابع في مخيلتي...
مثلما يقبع السم البارد في أحشائي...
ايتها الخرفان الطيبة...الحنونة...
المنحنية أمام...الفم المظلم...للوطن...
يا قصائد العشق الهشة...
كالحبر الآيل للسقوط...
كالخرائب المحفورة بأظافر الموتى...
كالأنامل التي تنزّ الجوع مع الصديد...
يا عذارى بلدي...
المنقبات...
و المحجبات...
و السافرات...
و السابحات...
والنائحات...كالصهيل الذي يمزّق الاعناق...
لا تناموا...الليلة...كما تنام الذقون الحليقة...
في الوحل...
بل أضيئوا...الليلة...خمارات البلد...
و القلوب التي تبصق من الشرفات...
و النجوم التي ترتجف من الاعماق...
و السلالم الطويلة التي ترفع نواحنا الى النجوم...
اشعلوا...الليلة نيران مواقدكم...
التي اهانت جوعي...
و اذلّت اسناني التي لم تذنب...
و هي تقضم حصتها من الوطن...
اعدّوا... الليلة...أسمالي...الرمادية...
و مشّطوا...مشاعري جيدا...
أريدها مسترسلة في ذكرياتكم...
و نازفة جدا على شفاه حاضركم...
كحمامة تسحل في الشوارع حتى الموت...
فالليلة...
سأصعد...وحيدا...إلى السماء...
ليرفعني الله عاليا...بين يديه...
و هو يمسح دموعي المرتجفة...كالسمكة...
فالليلة...
الليلة فقط...
سأصعد...وحيدا...للسماء...
و اصابعي...المحطّمة...
تشدّ اللحاف الازرق من الجانبين...
على الوطن...
وهي تبكي...
#وليد_أحمد_الفرشيشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟