أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - محاولة لشرح القضية السورية للمنصفين















المزيد.....

محاولة لشرح القضية السورية للمنصفين


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 19:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدءا من منتصف آذار، وفي سياق "الربيع العربي"، انطلقت احتجاجات شعبية في سورية.
واجهها النظام منذ البداية بعنف مألوف منه، امتزج فيه على الدوم عدوانية وكره شديدين للمقموعين. لكن الاحتجاجات استمرت واتسعت. من درعا امتدت إلى ضواحي دمشق، ودمشق نفسها، وإلى اللاذقية وجبلة وحمص وبانياس.
النظام ثابر على مواجهتها بالعنف، وعلى نشر سردية تتكلم على مندسين وإرهابيين وإمارات سلفية، وتكلم على الفتنة الطائفية وقت كانت شعارات السوريين وممارساتهم من أنبل ما عرفت سورية في تاريخها ومن أكثره وطنية.
فكان أن اتسعت الثورة أكثر وشملت حماة وإدلب ودير الزور وعشرات البلدات والمدن في أنحاء سورية كلها.
النظام استمر في العنف والاعتقال والتعذيب.
لكنه اعترف بصورة مداورة بأن الأزمة داخلية حين صار يتكلم على إصلاحات وحوار وطني. الإصلاحات كانت كلها لا شيء، ليس لأن القتل استمر والاعتقال والتعذيب تصاعد بينما كان يجري الكلام على الإصلاح، بل كذلك لأن الإصلاح المزعوم لا يطال من قريب أو بعيد "النظام": الحكم الأبدي الوراثي في الأسرة الأسدية، وحاكمية المخابرات وحصانتها، والموقع الامتيازي غير المراقب حيال الموارد الوطنية لطغمة السلطة.
الاحتجاجات اتسعت. وفي الصيف كان يتجمع مئات الألوف في ساحة العاصي في حماة ومثلهم في دير الزور، والمئات والألوف وعشرات الألوف في عشرات البؤر في طول سورية وعرضها.
النظام استمر في العنف والاعتقال والتعذيب. والكذب الصفيق.
يعرف العالم كثيرا من القصص في هذا الشأن. بالمقابل، ليس هناك رواية واحدة من مصدر مستقل تقول إن عنفا مورس من قبل المحتجين خلال الشهور الأولى للثورة. ولا واحدة على الإطلاق.
النظام اعتمد أساسا في القمع على الأجهزة الأمنية الشهيرة طوال عقود بوحشيتها وحصانة رجالها. لكنه لم يكتف به. هي مهيأة لمواجهة تنظيمات معارضة مسالمة، وليس احتجاجات شعبية واسعة. زج ميليشيا الشبيحة المكونة من موالين مرتزقة أشد وحشية بعد من المخابرات، وأشد ولاء. وفوق هؤلاء وأولئك زج الجيش النظامي في مواجهة الشعب الثائر (هذا بينما شجع مدنيين، فلسطينيين وسوريين على التوجه نحو جبهة الجولان المحتل، وقد قتل منهم فوق عشرين في ذكرى احتلال فلسطين في 15 أيار 2011).
لكن الجيش، وهو مهمل طوال عقود، أخذ يتفتت بتأثير هذا التسخير اللاإنساني واللاوطني له، فكان أن "انشق" عنه جنود وضباط في مجموعات صغيرة، لكن مجموعها بلغ الألوف. من المرجح جدا أن مئات من هؤلاء الشبان الشجعان قتلوا من قبل المخابرات لرفضهم إطاعة الأوامر بإطلاق النار على المحتجين العزل، وأن كثيرين منهم قتلوا في مواجهة مع عناصر المخابرات والجيش الموالي. يعرف هؤلاء الجنود أن النظام لا يدّخر لهم غير القتل الشنيع إن تمكن منهم. لذلك، ولأنهم جنود، يواجهونه بالسلاح وبقوة، دفاعيا في الغالب، وهجوميا في حالات قليلة. ومنهم تشكل "الجيش الحر" الذي يصعب القول إنه موحدٌ، إطارا أو توجها، السيئ التسليح أيضا، والمفتقر حتما لوسائل اتصال مأمونة.
في المحصلة، تسبب النظام بتشقق الجيش الوطني، وهو الذي لم يقترح في أي وقت حلا سورية للأزمة الوطنية المتفاقمة، ولم يعترف بأي معارضين أو يتفاوض معهم.
استثار السلوك العدواني المتغطرس من قبل النظام استنكارا شعبيا عربيا مهما، و"امتعاضا" من الدول العربية، واستنكارا غربيا. كانت علاقة النظام مع القوى الغربية والدول العربية تتحسن أكثر وأكثر في السنوات الأخيرة، ولم يكن هناك أي سبب لانتكاسها غير سلوك النظام اللاإنساني حيال محكوميه، وخشية هذه القوى من أن تتحول سورية بؤرة فوضى واضطراب تتسع في الإقليم ككل، وتمس بمصالحها.
الأوربيون والأميركيون قرروا عقوبات اقتصادية متصاعدة مع تصاعد قمع النظام. دول عربية سحبت سفراءها من دمشق.
وبعد أربعة شهور طويلة من الثورة، وفوق 2000 شهيد، دخلت الجامعة العربية على خط معالجة الأزمة. في زيارته الأولى إلى سورية، تكلم أمينها العام على وعود إصلاحية من النظام، ما كان مثار إحباط شديد في الشارع السوري الذي أحس أن ظهره للجدار.
شعارات السوريين صارت تعكس هذا الشعور بأنهم متروكين لمصيرهم في مواجه نظام لا ضمير وطنيا أو إنسانيا له. هتفوا: يا ألله، ما إلنا غيرك يا ألله! وسخروا من الجامعة العربية، وأسقطوا العالم كله: يسقط النظام والمعارضة، تسقط الأمة العربية والإسلامية، يسقط العالم، يسقط كل شيء! والتوقيع "كفرنبل المحتلة"!
على أن السوريين أظهروا عزما مذهلا على الاستمرار في احتجاجاتهم السلمية. في شهر تموز كان ما يقدر بمليون ونصف ينزل إلى الشوارع أيام الجمع. لكن في مطلع آب أخذ النظام يحتل المدن بالدبابات، حماة، ودير الزور، وحمص عاصمة الثورة السورية. وبدءا من مطلع رمضان، مطلع آب نفسه، صارت المظاهرات يومية في عشرات البؤر، والقتل يوميا، وبمعدل بين العشرين والخمسة وعشرين يوميا، دون استثناء عيدي الفطر والأضحى. من يحتمل أنهم اعتقلوا يقدر مجموعهم بعشرات الألوف، قد يتجاوز مائة ألف. قتل ناشطون عمدا. عذب أكثر الناشطين، وقتل بعضهم تحت التعذيب. أهين السكان في مناطق متنوعة. اغتصبت نساء وأولاد. عومل الثائرون وعموم بيئات الثورة بعدائية وحقد شديدين.
وبعد تسعة شهور، تظهر الثورة السورية عزما متجددا لا يفتر. هذا مدهش حتى لمن هو منحاز قلبا وقالبا للثورة مثل كاتب هذه السطور.
لكن منذ نهاية الصيف أخذت تعلو أصوات تدعو إلى الرد على العنف بالعنف، وصارت تطرح على المستوى السياسي قضية الحماية الدولية للمدنيين السوريين.
والمعارضة السورية التي لم تشكل إطارا سياسيا فاعلا لمساعدة الثورة إلا في وقت متأخر جدا، مطلع تشرين الأول، وجدت نفسها في وضع متناقض: إن لم تعتنق قضية الثورة، إسقاط النظام، وهي التي لم تفجرها، ومشاركتها المباشرة فيها ضئيلة أو معدومة، فإنه لن يكون لها أي تأثير عليها، وستبقى "معارضة تقليدية" قبل ثورية وغير ثورية؛ لكن إذا اعتنقت قضية الثورة التي، مرة أخرى، لم تفجرها ومشاركتها المباشرة فيها محدودة، فإنها ربما تغدو منفعلة بها، مقودة لها، بدل أن تكون فاعلة أو قائدة. هذه هي المعضلة التي يواجهها المجلس الوطني الذي حاز شرعية شعبية لأنه وقف بوضوح ودون غمغمة إلى جانب الثورة، لكن يصعب بالقول إنه يشغل موقعا قائدا لها.
اللافت عموما أن مطالب الحماية الدولية والحظر الجوي والمنطقة العازلة، وكذلك دعم "الجيش الحر"، صدرت من بعض أوساط الثورة المباشرة، في حمص وإدلب وضواحي دمشق ودرعا ودير الزور، الأكثر تحسسا بما يجري على الأرض. قد تكون هذه المطالبات خرقاء سياسيا، وتنم عن تفكير "قَرايا" معزولة، لا يزعج "السرايا" السورية، ولا يصل إلى "السرايا" العالمية (يمكن القول بقدر كاف من اليقين إن إسلاميين هم من كانوا أكثر دفعا في هذا الاتجاه، وهذا أمر يتعين التوقف عنده).
خلال هذا كله ثابر النظام على خطة واحدة وحيدة: القضاء على الثورة بالعنف، وبالكذب المطلق.
لكنه لم ينجح إلا في مزيد من تفتت الجيش، وانتشار العنف في البلد، ووقوع حوادث طائفية في غير مكان، حمص بخاصة. الشواهد المتواترة من حمص وغيرها تفيد أن النظام يجتهد في التحريض الطائفي، إما كي يلعب دور الإطفائي (لم تبق أية سيارة إطفاء صالحة في حمص!)، أو كي يسوغ سحقه للمناطق الثائرة.
منذ مطلع تشرين الثاني الماضي تسارعت جهود الجامعة العربية، وقبِل النظام مبادرة عربية لم ينفّذ منها شيئا، وثم علقت الجامعة مشاركة النظام في اجتماعاتها، وطالبته بالقبول بمراقبين عرب يتأكدون من وقفه للعنف وإفراجه عن جميع معتقلي الثورة. راوغ النظام كعادته، ولم يلتزم في النهاية بشيء،
واستمر في القتل اليومي والاعتقال اليومي.
الدول العربية مرتبكة لأنها لا تريد تدويل المشكلة، لكن يبدو أن الحيلة أعيتها، وهي لا تستطيع أن تعطي النظام مهلا إلى الأبد من أجل حل عربي. ليس وراء ذلك مشاعر أخوية خاصة، لكن لأن من شأن التدويل أن يضعفها دولا منفردة ومجموعا، معنويا وسياسيا. ثم أن من شأن تفلت الأوضاع السورية من أي تحكم، والتفلت هو سمة تعامل النظام مع الاحتجاجات الشعبية، أن يؤدي إلى تحول سورية منطقة اضطرابات وفوضى، لا بد أن تنعكس على محيطها كله.
ويبدو أن الأزمة السورية تنزع بالفعل إلى التفلت من أيدي الجميع، الأيدي السورية والعربية قبل الجميع، وتتجه نحو التدويل.
لكن في عالم الدول- الدول أيضا لا يبدو أن أحدا راغب في التدخل. لا شيء يغريهم، وهناك الكثير مما يقلقهم من تبعات التدخل المحتملة. لكنهم، لكل أنواع الأسباب، لا يستطيعون ألا يكونوا مبالين: فإما يسقط السوريون النظام بقواهم الخاصة، ولا تريد القوى الدولية ألا يكون لها تأثير على هذا الاحتمال الذي يبدو اليوم مستبعدا؛ أو تستمر الأوضاع الحالية، وتنذر بأن تتحول سورية بؤرة فوضى في إقليم حيوي، وهو ما لا يناسب مصالح القوى الدولية والعربية جميعا.
المقدمة التي يبدو أن الدول كلها تبني سلوكها عليها هي أن النظام السوري لا يمكن أن يستعيد السيطرة على البلد ويضمن استمرار حكمه. وكل الدلائل المتاحة تؤكد أنها مقدمة صحيحة.
ولذلك لا يستطيع أحد، بخاصة قوى إقليمية ودولية مهمة، أن لا تهتم، وأن لا تحاول التأثير على مسار الأمور بما يضمن مصالحها. رغم ذلك، لا شيء وحي بتلهف أية قوى دولية على التدخل في سورية، خلافا للانطباع الذي تحرص على بثه إيديولوجية الممانعة ومروجيها الكثيرين. وعلى أرضية هذه الإيديولوجية السقيمة ذاتها، يمكن القول إنه أنسب لتلك القوى الغربية (المعادية تعريفا وفي كل حال) أن يستمر النظام في تعذيب وقتل وتمزيق شعبه، وأن تطول الأزمة السورية إلى ما شاء الله. والواقع أننا نرجح أن هذا هو التفضيل الثاني لإسرائيل فعلا (تفضيلها الأول هو بقاء النظام سليما بما يكفي ليضمن هدوء جبهة الجولان، أي باختصار: "الأسد أو لا أحد"، إسرائيليا أيضا!). أما الدول الغربية فلا يناسبها ذلك لأنه قد يتسبب في انتشار عدم الاستقرار في محيط أوسع، ولأنها لا تصدر عن منطق "الصراع التناحري" الذي تصدر عنه إسرائيل.
تبدو الدول العربية والقوى الغربية واقفة أمام معضلة: التدخل مكلف ومربك وغير مضمون النتائج، وعدم التدخل ليس خيارا مسؤولا من وجهة نظر مصالحها. والأرجح أنها كانت تفضل لو كان النظام أقل عنجهية وإجراما، بما يعفيها من الاضطرار إلى كل هذه الحسابات الصعبة. ليس الأمر أنها تعطي النظام مهلا، على ما يقول ثائرون سوريون ساخطون، الأمر أنها مرتبكة، ومدركة أنه ليس لديها خيارات جيدة. هناك خيارات سيئة، وأخرى أكثر سوءا. وعليها أن تحتسب لنفسها.
ومن بين ما تخشاه فراغ سياسي وأمني في سورية بعد سقوط النظام. من هنا اهتمامها بوحدة المعارضة السورية. تريد بديلا يجنب البلد والمنطقة مخاطر عدم الاستقرار. وهي تخشى شياطين كثيرة: أوضاع متفلتة ("الفوضى")، نظام "إسلامي" متطرف، مسار ديمقراطي مثمر.
ومن جهتها، المعارضة السورية لا تستطيع أن تنعزل عن هذا الاهتمام الدولي أو تأخذ موقفا تطهريا منه، على ما تقضي إيديولوجية الممانعة التي لم يوجع قلبها أبدا سيلان دماء السوريين، لكنها متلهفة لتخوين معارضين سوريون شبوا عن الطوق وتحللوا من عقدة النقص حيال النظام وعقيدته الكاذبة. ليس خيارا مكافئا لغيره أن يتفاعل المعارضون السوريون مع العمليات الدولية الجارية حول بلدهم، بل هو ضرورة وواجب لا يعلى عليهما إلا مصلحة الشعب السوري. من شأن الانخراط في هذه العمليات أن تتيح لهم فرصا للتأثير عليها في اتجاهات ملائمة للمصلحة الوطنية، ويحد من الاستفراد المحتمل لهذه القوى بصنع مستقبل البلد. أما الاستنكاف والتطهر فلا يغير شيئا، وهو مؤشر على الانتهازية والتخاذل الفكري والسياسي، وليس على الشجاعة والمسؤولية الوطنية.
على أن هذا لا يجعل كل ضروب الانخراط متساوية، ولا يعفي من المسؤولية عن الخيارات السياسية التي يعتمدها المعارضون. القاعدة العامة البديهية هنا هي الحرص على مصلحة الشعب السوري وعلى الكرامة الوطنية السورية.
ومختصر القصة أن في سورية ثورة، واجهها النظام الأسدي بعنف لا إنساني ولا وطني، وقائعه معروفة أو يمكن التعرف عليها بسهولة، ويمكن الاستدلال عليها بيسر من منع النظام أية وسائل إعلام مستقلة من دخول البلد. وبينما لم يفكر لحظة واحدة في حل سوري يحقن دماء السوريين ويحول دون أية تدخلات خارجية، فإن النظام يمعن في تفويت فرصة حل عربي، ينصف محكوميه جزئيا، ويجنب "الوطن العربي" تدخلا دوليا جديدا مرهقا.
هنا أصل القصة وفصلها.
إن حصل التدخل الدولي بحكم القانون ("دو جوري"، أي بتفويض قانوني من الأمم المتحدة؛ التدخل بحكم الواقع، "دو فاكتو"، حاصل دوما)، وقد يحصل بعد تلكؤ، فليس لأن ثائرين على الأرض طلبوه، ولا لأن ثائرين على الأرض ومعارضين سوريين تكلموا على حماية دولية، ولكن لأن هناك قاتلا متمرسا اختطف 23 مليون رهينة، ويمعن في التنكيل بهم منذ تسعة شهور. وبينما يبدو متعذرا أن يستعيد الإمساك بزمام الأمور في البلد، فإن تبجحه وتطرفه قد يدفع سورية والمنطقة إلى نفق المجهول.
وليس غير هذا القاتل المتمرس من يمكنه أن يقطع، الآن، طريق التدويل ويجنب البلد أسوأ مخاطره: يتوقف عن القتل، ويقبل أن يتحمل المسؤولية السياسية عنه، وأن سورية لا يمكن أن تحكم على يده بعد اليوم.
وباختصار أشد: طفح الكيل بسوريين فثاروا ضد النظام،
فواجههم هذا بعنف حقود وكذب مهول،
فانتشرت الثورة،
فثابر النظام على العنف ونشر الكذب والكراهية،
فدخلت وساطات متنوعة كي ينضبط،
لكنه تصرف كشبيح، وتوسع في العنف والبغضاء، وأفاض في الكذب،
ففرض القريبون والغريبون عقوبات عليه كي يتوقف عن العنف،
لكنه أمعن في قتل محكوميه الثائرين والافتراء والتحريض عليهم،
فصار بعض السوريين يواجهونه بالعنف،
فكان أن أوغل في عنفه وتغوّل فيه،
فعمل الأقربون على أن يحلوا المشكلة في إطار عربي،
فتحايل وراوغ وكذب،
واشتد في العنف القاتل،
وفي تفريق محكوميه.
واليوم، بعد نحو تسعة شهور من العنف المهول والكذب المهول والبغض المهول، يبدو أن الجميع داخل سورية وخارجها مرتبكون في كيفية التعامل مع هذا الشبيح الكريه، لكن يبدو أن الجميع يعرفون أنه لا بد لهم من وضع حد له، وإن لم يستقروا على شيء حتى الآن.
يُغفل هذا المختصر الأخير دور المعارضين السوريين. ليس هذا سهوا ولا تقليلا من شأنهم. لكنه إقرار بأن من جرى تحطيمهم وتهميشهم طوال عقود يصعب أن يصنعوا فرقا حاسما اليوم. هذا ما لا يحب أن يدركه إيديولوجيون، لم يجدوا ما يشغل بالهم في سورية، إلا حين تفجرت فيها ثورة، وأخذ سوريون يفكرون ويتصرفون بطريقة مستقلة.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار في شان الطغيان والأخلاق
- عن حال مؤسسات الحكم البعثي بين عهدين أسديين
- العصيان المدني أو الإضراب الوطني العام
- وطنيّتان: من الوطنية الممانعة إلى الوطنية الاجتماعية
- الطغيان والأخلاق في -سورية الأسد-
- اليسار موقع وعمل ودور، وليس نسبا أو هوية!
- نظرة من خارج إلى الأزمة السورية
- في شأن سورية وإسلامييها والمستقبل
- الثورة السورية تنظر في نفسها
- من الشخصي إلى العالم الواسع: حوار في شأن الثورة السورية
- ملامح طور جديد للثورة السورية...
- في أصول انقسامات المعارضة السورية وخصوماتها
- المبادرة العربية والمعارضة السورية
- -قنطرة-...
- جوانب من سيرة المجتمع المفخخ
- حوار في شؤون الثورة السورية
- حوار في شان السجن والثورة والمثقفين
- الثورة السورية بوصفها كثورة وطنية
- جبهات عمل المجلس الوطني السوري
- في الكذب والخوف وصناعة الطبيعة... والتمرد


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - محاولة لشرح القضية السورية للمنصفين