أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -قنطرة-...














المزيد.....

-قنطرة-...


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 15:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وافدا جديدا إلى دمشق في أواخر عام 2000، كنت مهموما بسبل تأمين العيش. خطر ببالي أن أصدر نشرة تتناول الشأن العام السوري، وأنها ربما تعينني كمصدر دخل. كان تلك أيام "ربيع دمشق"، وفي البلد أجواء عامة منفرجة نسبيا. ودون تأخير بدأت بالتنفيذ. كان لي صديق شاب، متخصص في الكمبيوتر وإخراج المطبوعات. كنت أكتب المواد، وهو، وصديقته حينها، ينضدانها ويخرجان النشرة التي كان اسمها "قنطرة". كنت قرأت في مكان ما أيام السجن أن لمعهد العالم العربي في باريس مجلة اسمها "قنطرة"، لكني كنت نسيت الأمر حين سميت نشرتي بهذا الاسم نفسه. وبعد وقت سأعلم أيضا أن هناك موقعا ألمانيا باللغة العربية اسمه أيضا قنطرة.
كان الاسم ملائما لغرضي. في مقدمة العدد صفر قلت إن "قنطرة" تريد أن تكون جسرا بين جيلين، من هم في عمري وأكبر وبين جيل الشباب، وبين من هم مختلفين إيديولوجيا، وكذلك بين طورين من أطوار الحياة السياسية في البلد. وقتها، كنت متفائلا بأن سورية تلج عهدا سياسيا مغايرا. كان تفاؤلا في غير محله.
كانت قنطرة مكونة من ست صفحات، وفي كل عدد من الأعداد الثلاثة التي صدرت منها 3 أو 4 مواد، أكتبها بنفسي، وفي الصفحة الأخيرة مادة لمثقف معروف، كنت أختارها من كتاب منشور له. في العدد صفر كان هناك نص لبرهان غليون، وفي العدد 1 نص لعزمي بشارة، وفي العدد 2 نص لغسان سلامة. سوري وفلسطيني ولبناني.
وكنت أوزع النشرة وأحاول أن أتقاضى لها ثمنا من الراغبين في الاطلاع عليها. لكنها بالكاد كانت تغطي كلفة طباعة نحو 100 نسخة من كل عدد. علما أن التنضيد والإخراج كانا مجانيين.
نالت "قنطرة" اهتماما معقولا، وبفعلها صرت معروفا بعض الشيء بين المهتمين بالشأن العام في سورية حينها.
كانت النشرة شهرية، وقد صدرت في الأيام الأخيرة من الشهير الأخير في عام 2000، ثم في الأيام الأخيرة من الشهر الأول، والعدد الأخير بعد شهر تماما في أواخر شباط. كنت حريصا على تواترها من باب الانضباط في العمل واحتراما للقراء. في ذلك الوقت كانت تصدر نشرة واحدة معارضة، اسمها "الموقف الديمقراطي"، تنطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي. كنت أعتبر نفسي من التجمع، ولقد كتبت قبل ذلك وبعده لنشرته، لكن كان يحنقني أن ائتلافا معارضا من عدة أحزاب لا يستطيع أن يحافظ على التواتر الدوري لنشرة متواضعة، أو على مستوى معقول لموادها. وعلى تواضع تجربة "قنطرة"، فإنها شاهد على أن عملا منضبطا يقوم به فرد واحد قد يؤتي من ثمارا معقولة، لا يثمرها عمل متوان لهيئات.
بعد ثلاثة شهور توقفت "قنطرة"، تحت تأثير مزيج من قلق أمني من طرفي، ولأني لم أكن متحكما بشيء من "أدوات إنتاجها". كنت مقيما في قدسيا حينها، وكان صديقي الشاب الذي ينضد ويخرج النشرة مقيما في جرمانا، ولم تكن مواعيده مثالا للانضباط. كأن يحصل أن أقضي أكثر من ساعة على الطريق للوصول إلى بيته في موعد متفق عليه، ثم لا أجد أحدا. ثم إني كنت أيضا بحاجة إلى ما يعود علي بدخل. وكانت الترجمة عن الانكليزية والنشر المبعثر وغير المنتظم حينها في الصحف مصادر دخلي الوحيدة. كان صعبا علي أن أحافظ على "قنطرة" في مثل وضعي آنذاك.
قبل وقت قصير اقترح علي الصديق نفسه أن أعود إلى إصدار "قنطرة". فكرة طيبة. لكن ليس مناسبا أن تتكرر بالصيغة نفسها. لا أستطيع اليوم أن أكتب موادها كلها أو أكثرها. لكن ربما تكون نشرة متوسطة الحجم شيئا يستحق أن نعمل عليه يوما، مجموعة من الشبان والكهل  الذي هو أنا!



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوانب من سيرة المجتمع المفخخ
- حوار في شؤون الثورة السورية
- حوار في شان السجن والثورة والمثقفين
- الثورة السورية بوصفها كثورة وطنية
- جبهات عمل المجلس الوطني السوري
- في الكذب والخوف وصناعة الطبيعة... والتمرد
- -دولة البعث- و-سورية الأسد- والحروب السورية
- حوار في شأن الثورة السورية والمجلس الوطني...
- المجلس الوطني السوري وتحدياته الملحة
- حوار متجدد حول الثورة السورية
- من المملكة الأسدية إلى الجمهورية الثالثة
- في تكوين الثورة السورية و-طبائعها- وتحولاتها المحتملة
- في شأن الثورة السورية ولاءاتها الثلاثة
- ثورة العامة: قضايا أخلاقية وثقافية وسياسية في شأن الانتفاضة ...
- غياث مطر من دارَيَّا...
- الثورة السورية وخطر -الوضع الطبيعي-
- من -تحالف الأقليات- إلى أين؟ -استبداد الأكثرية- أم سياسة الم ...
- أية نهاية لنظام الحرب الأهلية؟
- حوار: سورية بعد ليبيا
- قبول تحدي التغيير دون بديل ناجز


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -قنطرة-...