ما هو دور المناضلين النقابيين خلال مؤتمر22 للاتحاد العام التونسي للشغل ؟

ظافر الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 10:04
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

ينعقد أيام27.26.25و 28 ديسمبر2011 بمدينة طبرقة المؤتمر 22 للاتحاد العام التونسي للشغل هذا المؤتمر مخالفا لبقية المؤتمرات من حيث المعطيات الذاتية أو الموضوعية .
فمن الناحية الموضوعية فان ها المؤتمر ينعقد في ظروف من الحرية أفضل بكثير من المؤتمرات السابقة و ذلك بفضل ثورة شعبنا التي وضعت حدا للدكتاتورية التي يمكن أن تعود تحت غطاء أخر و تهدد كل المكاسب التي حققها شعبنا طوال عقود من النضال المرير سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية هذا من ناحية أو من ناحية أخرى فان المؤتمر 22 للاتحاد العام التونسي للشغل ينعقد هذه المرة و بصفة استثنائية و الساحة النقابية تشهد تعددية المنظمات النقابية كما لا يمكن ان نغفل على الهجمة التي تشنها القوى الرأسمالية على مكاسب العمال في ظل المنافسة الشرسة .و التي بدورها تمر بأزمة خانقة لا يمكن حلها إلا على حساب العمال و ذلك لان المؤسسات الاقتصادية لا يمكنها فرض نفسها في الأسواق إلا بالضغط على كلفة الإنتاج وهذه العوامل تهدد الاتحاد في العمق و يمكن لهما إرباكه لو لا يستطيع المناضلون إدارة هذه المعركة باقتدار و بيقظة و بحذر أيضا لان الاتحاد العام التونسي للشغل الذي كان له دورا مهما في معركة التحرر الوطني و أيضا في ثورة شعبنا و مازال له دورا مهما من اجل استكمال مهام الثورة و التصدي لكل محاولات الالتفاف على مكاسب شعبنا لذا فان مهمة النقابيين هذه المرة أصعب من سابقاتها فإما إن نحسن التصرف و إما أن تمكن أعداء الشعب من فرصة أخرى من ذهب تسمح لهم من تحقيق أهدافهم المعادية للعمال و للشعب و
أما من الناحية الداخلية فانه و لأول مرة في تاريخ الاتحاد يمنع الفصل 10 من القانون الأساسي للاتحاد العام التونسي للشغل أكثر من ثلثي المكتب التنفيذي المتخلي من الترشح لذا فان هذا المؤتمر سيفرز مكتبا تنفيذا يتكون من ثلثين من الأعضاء يتحملون المسؤولية النقابية بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل لأول مرة هذا منا سيجعل العديد من النقابيين يعبرون عن رغبتهم في التواجد هذه المرة التي يمكن أن لا تتوفر مرة أخرى هذا ما سيؤثر على العملية الانتخابية.
لكن هذه الأسباب لا يمكن أن تحجب علينا واقع الاتحاد العام التونسي للشغل ومحدودية أدائه و اعتدائه على الحريات النقابية التي ذهب ضحيتها العديد من المناضلين النقابيين وصلت إلى حد الزج بهم في السجن مثل مناضلي الحوض ألمنجمي إلى جانب دوره المحدود الذي لعبه من اجل الدفاع عن مصالح العمال و لولا تواجد المعارضة النقابية و المتمثلة في اللقاء النقابي الديمقراطي المتكون من مجموعة من المناضلين الذين خيروا إصلاح الوضع النقابي من داخل الاتحاد لا من خارجه هذه المعارضة النقابية أثرت ايجابيا على أداء الاتحاد العام التونسي للشغل في كل الملفات النقابية المطروحة على الساحة كالفصل 10 و الموقف من برنامج إصلاح الصناديق الاجتماعية و انتفاضة الحوض ألمنجمي و ثورة الكرامة بسيدي بوزيد.....
لكن مهما كانت الأسباب لا يمكن أن نقبل بالتفريط في الاتحاد الذي بناه العمال بدمهم وبمالهم و عرقهم هذا ما يطرح على المناضلين مسؤولية كبيرة من اجل إنجاح هذا المؤتمر على قاعدة برامج واضحة ترتكز على أهم المبادئ الذي تأسس عليها الاتحاد العام التونسي للشغل ألا وهي الاستقلالية و النضالية و الديمقراطية هذه المبادئ التي يجب أن تدرج ضمن برامج واضحة المعالم قابلة للانجاز منحازة كليا للعمال كما انه من واجب المناضلين النقابيين التصدي إلى كل إشكال المحاصصة على أساس جهوي أو حزبي او عروشي حتى يعود للاتحاد العام التونسي للشغل إشعاعه الذي كان عليه.
عاش الاتحاد العام التونسي للشغل حرا ديمقراطيا مستقلا و مناضلا

ظافر الصغير
نقابي من التعليم الأساسي ببن عروس

#ظافر_الصغير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات