أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ظافر الصغير - من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس (4)















المزيد.....


من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس (4)


ظافر الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 12:17
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


*إطار التدريس

-الانتداب

اعتمدت وزارة التربية منذ الستينات على انتداب المدرسين العاملين بالمدارس الابتدائية من بين المتخرجين من مدارس الترشيح الذين يقع توجيههم انطلاقا من السنة الثالثة ثانوي ليتلقوا تكوينا نظريا وتطبيقيا لمدة أربع سنوات و بفضل هؤلاء المدرسين تمكنت المدرسة التونسية من تكوين العديد من الإطارات التي تشرف على مؤسسات الدولة و للحقيقة قد أبدى المعلمون قدرة فائقة على أداء دورهم على أحسن وجه و تواصل ذلك إلى حدود الثمانينات و اثر إبرام النقابة العامة لاتفاق بينها وبين وزارة للإشراف و الذي ينص على تخفيض ساعات عمل المعلمين التجأت الوزارة وقتها إلى انتداب المتعاقدين ثم سرعان ما عدلت عن ذلك و قامت بإعادة النظر في مدارس ترشيح المعلمين حيث تم إحداث المدارس العليا لتكوين المعلمين التي تقوم بتكوين المعلمين لمدة سنتين بعد الباكالوريا و كان ذلك انطلاقا من سنة 1991 و تزامن ذلك مع انتداب المتعاقدين و العودة إلى تطبيق اتفاقية 1981على مراحل و تواصل ذلك إلى حدود سنة 1993 ونظرا للنقص في الإطار العامل بالمدارس الابتدائية التجأت وزارة التربية سنة 1994 إلى انتداب معلمين متربصين من بين المتحصلين على الباكالوريا ثم عدلت عن ذلك إلى حدود سنة 2002 كما لا يمكن أن ننفي اعتمادها في بعض الأحيان على النواب لسد الشغور الحاصل لسبب أو لآخر و انطلاقا من سنة 2002 قامت وزارة التربية بانتدابات عشوائية من بين الذين عملوا لمدة سنوات بصيغة النيابة المستمرة و من غيرهم الحاملين للأستاذية في اختصاصات مختلفة منها ما لا علاقة له بمهنة التدريس و الكل يعلم ما صاحب هذه العملية من فساد مالي و أخلاقي .
الغريب و كان وزارة التربية تابعة لدولة أخرى أليس لديها تقريبيا نظرة استشرافية حول حاجياتها من الإطارات التربوية للتدريس بالمدارس الابتدائية حتى تقوم بتكوينهم في انتظار إدماجهم بالسلك.

تدني المكانة الاجتماعية للمعلم

لقد قال الشاعر احمد شوقي : قم للمعلم ووفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
هذا الشعار الجميل أطلقه أمير الشعراء أحمد شوقي قبل سنين عديدة، اعترافا منه بفضل المعلم في بناء الصرح العلمي ومكانته الراقية في المجتمع ودوره العظيم والفعّال في رقي وازدهار الأمم من خلال رسالة التعليم ومكانة المعلم.
وبعد أن كان المعلم يتمتع بامتيازات ومكانة اجتماعية وتربوية كبيرة في سنوات الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، تدنت اليوم هيبته أمام المتعلمين ذكورا وإناثا، لتهتز مكانته في نظر المجتمع، فهناك من يرى أن المعلم في السنوات الفارطة كان يمتلك خاصية مميزة لا يمتلكها معلمو الوقت الحاضر، فإذا كان الأمر كذلك فمن يكون وراء سقوط هيبة المعلم؟
لقد أصبحت مهنة التدريس في الوقت الحالي من المهن الطاردة وليست الجاذبة .وتعد ظاهرة الاعتداء على المعلم امتهانا واضحا لكرامته ، كما إن الصعوبات التي يجدها في سبل أداء وظيفته تقف عائقا أمام عمله .
وقد أجريت العديد من الدراسات التي تناولت المشكلات التي تعد من المصادر الرئيسة للتوتر النفسي عند المعلمين و تدني مكانتهم الاجتماعية ، وأظهرت أن أهم تلك المشكلات هي :-

1. ضغط العمل و الحاجة إلى التقدير المهني.
2. صعوبة ظروف العمل.
3. سوء سلوك المتعلمين
4. سوء معاملة الإدارة المدرسية ، وضعف السيطرة على العمل .
5. ضغوطات المدرسة وعدم ملاءمة التجهيزات المدرسية .
6. تدني النظرة العامة للمعلمين ومهنتهم والصعوبات المرتبطة بالأدوار التي يقوم بها المعلمون .
7. ضعف العلاقة مع أولياء والمجتمع.

و هناك أيضًا مجموعه من الأبعاد قد تتسبب في تدني مكانة المعلم الاجتماعية:

أولا البُعد الاقتصادي:

ترجع أسباب تدني مكانة المعلم إلى انعدام رؤية تربوية وتعليمية في المدارس التي من شأنها أن توضح سياسة وتخطيط وبرامج المدرسة في جميع الأطوار فإن الموضوع له عدة أبعاد وعوامل لها علاقة وطيدة بقضية تدني مكانة المعلم والتي نلمسها جيدا في مجتمعنا الحالي وفي مقدمة هذه الأبعاد، البعد الاقتصادي إذ أن الراتب المتدني للمعلم أثر سلبا على مكانته، فهو لا يأخذ ما يستحقه وبما أننا نعيش تحت سلطان المادة، فغالبًا ما يقيس الأشخاص المعلم بمقياس المادة .

ثانياً البُعد الاجتماعي:

فهناك نظرة عند كثيرين بأن مهنة التعليم لا يمارسها إلا من كانت علاماته متدنية و مستواه التعليمي منخفضًا مثل المحاماة و الطب و الهندسة و هذا الأمر له علاقة بتدني مكانة المعلم.
المجتمع والتعليم كمهنه: -

يشير بعض التربويين إلى أن مهنة التعليم متدنية , وان أسبابا تقف وراء هذا التدني منها ما يرجع إلى رؤية المجتمع المتدنية أو إهماله لهذه المهنة وعدم اعترافه بها ( أحيانا أخرى ) وقد أدى هذا إلى ضعف المكانة الاجتماعية لهذه المهنة والعاملين فيها , وترتبط مهنة التعليم أساسا بمكانة المعلم الاجتماعية بصفة ان هذه المكانة الموقف النسبي للمعلم الذي تؤثر فيه مجموعة من العوامل المهنية والرسمية والاجتماعية وغيرها من العوامل التي تحدد ذلك الموقف , والمكانة الاجتماعية هي الوضع الذي يمنح المعلمين وكذلك مستوى التقدير لأهمية مهنتهم وكفاءتهم في أدائها وظروف العمل والمزايا الأخرى التي تمنح لهم بالقياس الي المجالات المهنية الأخرى وان المكانة الاجتماعية لأية مهنة تؤثر في الموقع الذي يحتله الفرد في نسق العلاقات الاجتماعية القائمة في المجتمع مقارنة بالأفراد الآخرين في المجتمع وهي التي تحدد حقوقه وواجباته ومسؤولياته والمكانة الاجتماعية للمعلم تعني ذلك المستوى من التقدير الاجتماعي لأهميته وأهمية دوره ومدى قدرته على تحديد هذا الدور والظروف المحيطة به مقارنة بالمجموعات المهنية الأخرى.
ولا ترتقي المكانة الاجتماعية للمعلم إلا بارتقاء مستوى المعلم والتعليم إلى مستوى المهنة من حيث الإعداد والتمكن والمسؤولية وكذلك الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للمعلم بما يمكنه من مواجهة أعباء ومصاعب الحياة حتى يتفرغ لعمله لان في الحقيقة المقدرة الشرائية للعمال عامة و المعلمين بصفة خاصة شهدت تدهورا ملحوظا جراء المفاوضات الاجتماعية الفاشلة و الارتفاع الجنوني للأسعار وكذلك لا بد من تغيير نظرة المجتمع الى المعلم والارتقاء بمستوى من التقدير الاجتماعي له ارتقاءا يتكأفأ أهمية وشرفا مع أهمية المهنة وشرفها ولا بد أن تتمثل هذه الأهمية بالمنزلة والتقدير الممنوحين لهم والامتنان والتقدير لأهمية عملهم وقدرتهم على القيام به والظروف العملية والأجور والمنافع الأخرى الممنوحة للمعلمين بالقياس إلى مجموعة المهن الأخرى ولا بد من التأكيد على أهمية التعليم ودوره في تطوير الشخصية وتقدم المجتمع والاهتمام بمؤهلات المعلمين وكفاءتهم ومكانتهم الاجتماعية وعلاقتها بأهداف التربية وان تكون ظروف العمل من النوع الذي يؤدي إلى تحسين التعليم الفعال ومساعدة المعلمين على التركيز في اعمالهم المهنية وأهمية مشاركتهم في إقرار السياسة التعليمية وينبغي وضع ضوابط مهنية من قبل الاختصاصيين لممارسة هذه المهنة واختيار المعلمين فأن الضرر في ذلك لا يقتصر على أفراد المجتمع بل ينعكس على المهنيين المختصين لان المجتمع يفقد ثقته بهم ولا يعترف بهم كمهنيين وبالتالي لا يمنحهم المكانة اللائقة بهم.

أهم العوامل التي ساهمت في زوال هيبة المعلم :

هناك عدة عوامل ساهمت في زوال هيبة المعلم، أهمها القوانين التي سنتها الدولة والتي قيدت المعلم وقلصت من صلاحياته :-
• - كون التلميذ على دراية بهذه القوانين التي تمنع معاقبته بشتى الوسائل المادية والمعنوية على حد سواء
• -نظرة الاستهتار والتقليل من شأن مهنة المعلم
• -انخفاض راتبه مقارنة بالرواتب المرتفعة والامتيازات الكثيرة التي يستفيد منها أصحاب المهن الأخرى
• -استفحال ظاهرة العنف في مجتمعنا وعدم احترام الشخص الكبير فالتلميذ الذي يتطاول على والديه لا يجد أي صعوبة أو حرج في التطاول على معلمه و يلعب الإعلام دور خطير في تشويه صورة المعلم في أذهان المتعلمين العديد من الأفلام والمسلسلات التي تقدم المعلم في صورة مبتذلة سلبية عن شخصيته ودوره في تربية أجيال المستقبل
- تحول دور الوالدين من الإيجابي إلى السلبي بعد أن كانوا يحترمون ويقدرون المعلم باعتباره يؤدي واجبا ورسالة نبيلة ويعلمون على هذا الأساس أبناءهم أهمية احترام المعلم وتقديره يقفون جنبا إلى جنب مع أبنائهم للهجوم على المعلم الآن .

ويبقى السؤال كيف يمكننا الارتقاء بمهنة المعلم ؟

الواقع أن تطوير إعداد المعلم يعتبر من أكثر ميادين التربية حاجة للإصلاح باعتباره حجر الزاوية في العملية التعليمية و أنه إذا صُلِّح المعلم صُلِّح التعليم.
فلا بد من وجود مؤسسات إعداد المعلمين ولا يمكن أن نقبل بالانتدابات العشوائية التي تقوم بها وزارة التربية حاليا و التي أضرت ضررا فادحا بالمستوى التعليمي للمتعلمين وهو ما يعكس أثره على المكانة الاجتماعية للمعلم ومهنته.
ولا ترتقي المكانة الاجتماعية للمعلم إلا بارتقاء مستوى المعلم والتعليم إلى مستوى المهنة من حيث الإعداد والتمكن والمسؤولية وكذلك الارتقاء بالمستوى الاجتماعي والاقتصادي للمعلم بما يمكنه من مواجهة أعباء ومصاعب الحياة حتى يتفرغ لعمله وكذلك لا بد من تغيير نظرة المجتمع إلى المعلم والارتقاء بمستوى من التقدير الاجتماعي له ارتقاءا يتكافأ أهمية وشرفا مع أهمية المهنة وشرفها ولا بد أن تتمثل هذه الأهمية بالمنزلة والتقدير الممنوحين لهم والامتنان والتقدير لأهمية عملهم وقدرتهم على القيام به والظروف العملية والأجور والمنافع الأخرى الممنوحة للمعلمين بالقياس إلى مجموعة المهن الأخرى ولابد من التأكيد على أهمية التعليم ودوره في تطوير الشخصية وتقدم المجتمع والاهتمام بمؤهلات المعلمين وكفاءتهم ومكانتهم الاجتماعية وعلاقتها بأهداف التربية وأن تكون ظروف العمل من النوع الذي يؤدي إلى تحسين التعليم الفعال ومساعدة المعلمين على التركيز في أعمالهم المهنية وأهمية مشاركتهم في إقرار السياسة التعليمية وينبغي وضع ضوابط مهنية من قبل الاختصاصيين لممارسة هذه المهنة واختيار المعلمين فأن الضرر في ذلك لا يقتصر على أفراد المجتمع بل ينعكس على المهنيين المختصين لان المجتمع يفقد ثقته بهم ولا يعترف بهم كمهنيين وبالتالي لا يمنحهم المكانة اللائقة بهم.
إن نجاح المكانة الاجتماعية للمعلم قائمة على نجاح المعلم ذاته ولذا على وزارة التربية تحسين المقدرة الشرائية للمعلم و توفير ظروف عمل لائقة مع الكف عن توجيه أصابع الاتهام له لتبرير فشل السياسة التعليمية التي لم يشارك في صياغتها.
كما لا يمكن أن نغفل عن غياب الضروريات و وسائل الترفيه خاصة في المناطق النائية مما يؤدي إلى عدم استقرار الإطار التربوي وهذا ما يجعل متعلمي هذه الجهات يتلقون تعليما على أيدي إطارات متربصة أو نواب لسد الشغور الحاصل في اغلب الأحيان لذا على الوزارة أن تفكر في إحداث منحة إضافية محترمة للمعلمين العاملين أكثر من سنة في مناطق نائية حتى نضمن تعليما جيدا لأبناء هذه المناطق.(7)

*ساعات العمل:

يعتبر المعلم من الموظفين القلائل الذين يقضون ساعات من العمل في بيوتهم للاستعداد للعمل في اليوم الموالي و لئن تمكنت النقابة العامة للتعليم الابتدائي من إبرام اتفاق مع وزارة التربية سنة 1981 حول تخفيض ساعات عمل المعلم إلا أن الوزارة تراجعت في ذلك على اثر أزمة 1985 رغم اعتراف السلطة نفسها بأن مهنة التعليم من المهن المرهقة لذا من حق المعلمين اليوم المطالبة بتخفيض ساعات عملهم و ذلك لتحسين أدائهم لواجبهم الوطني.

*المواد المدرسة:

باستثناء المعلمين خرجي مدارس ترشيح المعلمين و المعلمين الأول فان بقية العاملين بسلك التعليم الابتدائي ينتمون إلى اختصاصات مختلفة لكنهم يقدمون كل المواد بالنسبة للمتعلمين و هذا ما من شانه أن يؤثر على التحصيل العلمي للمتعلمين تقديما وتقييما فمثلا المواد المستحدثة كالتربية الموسيقية و التشكيلية و التقنية و البدنية لا يمكن أن يتقن تقديمها إلا أهل الاختصاص و هذا سيؤثر سلبا على تقييم أداء المتعلمين خاصة و أن هذه المواد لها نفس الضوارب بالنسبة للبقية المواد لذا على وزارة التربية انتداب مختصين بالنسبة لهذه المواد مع الاعتماد على معلم المجال في توزيع الأقسام حتى تتحقق الجدوى والتقييم الموضوعي لجميع المتعلمين.

-الارتقاءات المهنية

*رتبة أستاذ المدارس الابتدائية

اثر تحقيق مكسب فتح الأفاق العلمية للمعلمين و تشجيعا على مواصلة الدراسة الجامعية والتحاق مجموعة من أصحاب الشهائد الجامعية برزت شريحة جديد من المعلمين المتحصلين على شهادة الأستاذية فكر القطاع في إحداث هذه الرتبة الجديدة و تمكن من ذلك خلال اتفاق 8 أكتوبر 1999 الذي نص على أن ينطلق العمل به بداية من غرة أكتوبر 2000 و يرتقي إلى هذه الرتبة معلمو التطبيق المحرزون على الأستاذية حيث يرتقي سنويا 400 معلم تطبيق إلى رتبة أستاذ المدارس الابتدائية ممن تتوفر فيهم الشروط التالية حسب ما نص عليه الاتفاق المذكور :
"*أن يكونوا تحصلوا على الأستاذية في إحدى مواد التدريس أو الأستاذية في علو م التربية
*أن تكون لهم اقدمية تساوي أو تفوق 4 سنوات في رتبة معلم تطبيق
* أن يكونوا تحصلوا على عدد بيداغوجي يساوي أو يفوق 16 من 20
يخول للمرتقي إلى رتبة أستاذ المدارس الابتدائية التمتع بالامتيازات المالية لأستاذ التعليم الثانوي دون سواها ."

لم يكتف القطاع بهذا المكسب خاصة أمام بروز إشكال حول ارتقاء معلمي التطبيق إلى هذه الرتبة بل طوره ضمن اتفاق 11 مارس 2003 الذي تضمن ما يلي:
" شروط الارتقاء إلى رتبة أستاذ المدارس الابتدائية:
علاوة على شرط الأستاذية في إحدى مواد التدريس أو في علوم التربية و الترسيم في الرتبة يشترط للارتقاء إلى رتبة أستاذ المدارس الابتدائية.

أ) بالنسبة لمعلمي التطبيق الأول:
* الحصول على عدد بيداغوجي يساوي أو يفوق 16 من 20.(بدون تغيير).
ب)بالنسبة لمعلمي التطبيق:
* أقدميه تساوي أو تفوق سنتين في رتبة معلم تطبيق.
* عدد بيداغوجي يساوي أو يفوق 14 من 20.
ويبقى عدد المراكز المفتوحة سنويا للارتقاء إلى هذه الرتبة 400 مركز."
فكيف تحدد شروط الارتقاء إلى هذه الرتبة بحصول المترشح على الأستاذية في إحدى مواد التدريس برتبة تعليم عام في الوقت الذي تنتدب فيه الوزارة أصحاب الأستاذية في اختصاصات أخرى مثل الاقتصاد و التصرف؟ و كيف يتحصل المرتقي إلى هذه الرتبة على نفس الامتيازات المادية لأستاذ التعليم الثانوي و يحرم من حقه في العمل 18 ساعة فقط أسبوعيا ؟
لقد شهد قطاع التعليم الابتدائي تغييرا في تركيبته حيث تم انتداب المئات من المتحصلين على الأستاذية بصفة معلم متربص إلى جانب المتخرجين من معهد الرسكلة و التكوين المستمر لذا فان 400 مركز للارتقاء إلى هذه الرتبة لا تمثل إلا نسبة ضئيلة فمن واجب القطاع المطالبة بتحديد الارتقاء بنسبة 40%من جملة المترشحين على غرار الارتقاء إلى رتبة معلم تطبيق و تمكين المرتقي إلى هذه الرتبة من نفس الامتيازات الذي يتمتع بها أستاذ التعليم الثانوي سواء من حيث ساعات العمل الأسبوعية أو المنافع المادية و كذلك من حيث الترقيات كما يجب على وزارة التربية فتح الأفاق العلمية للمعلمين و إلا فان هذه الرتبة تعتبر شكلية.
أمام الانتداب الذي يقع داخل قطاع التعليم الأساسي من ضمن الحاملين للأستاذية فان هذه الشريحة من المعلمين ستتمكن من الارتقاء إلى رتبة أستاذ مدارس ابتدائية قبل 20 سنة على الأقل من التقاعد لذلك على وزارة التربية إحداث رتبة جديدة و هي أستاذ أول للمدارس الابتدائية حتى لا نقتل الطموح لدى أبناء و بنات القطاع ومن اجل تحسين مستواهم الاجتماعي ومردودهم المهني .

* رتبة معلم تطبيق أول

حرصا من النقابين على فتح أفاق مهنية للمعلمين فكروا في إيجاد رتبة جديدة داخل القطاع لذلك كانت رتبة معلم تطبيق أول إحدى مطالب القطاع إلا أن وزارة الإشراف كعادتها قابلتها بالرفض و السخرية معللة ذلك بان المعلمين يريدون أن يصبحوا أساتذة.

فلم يكن أمام القطاع سوى النضال و تمكن من تحقيق هذا المطلب ضمن محضر اتفاق بتاريخ 25 افريل 1998 بين النقابة العامة للتعليم الأساسي و وزارة التربية التي اتفق الطرفان من خلالها على إحداث رتبة معلم تطبيق أول و التزمت الوزارة بإنهاء التفاوض في تراتيب إحداث هذه الرتبة في اجل أقصاه 4 أشهر بداية من غرة ماي 1998.

لكن 4 أشهر بالنسبة لوزارة التربية تساوي 18 شهرا فلم تتمكن النقابة العامة من تحقيق المطلب إلا عبر محضر الاتفاق الممضي مع وزارة الإشراف بتاريخ 8 أكتوبر 1999 الذي اقر إحداث رتبة معلم تطبيق أول بداية من غرة أكتوبر 2000 و حدد شروط الترشح إلى هذه الرتبة كما يلي :
" *يترشح إلى رتبة معلم تطبيق أول معلمو التطبيق الذين لهم اقدمية تساوي أو تفوق 14 سنة في رتبة معلم تطبيق و لهم عدد بيداغوجي يساوي أو يفوق 18 من 20.
* يرتقي سنويا 1500 معلم تطبيق إلى رتبة معلم تطبيق أول .
* يتمتع معلم التطبيق المرتقي إلى رتبة معلم تطبيق أول بزيادة في مرتبه الشهري تقدر ب 70 د."
و قد تمكنت النقابة العامة للتعليم الأساسي من إمضاء اتفاق جديد بتاريخ 27 ماي 2000 مع وزارة الإشراف حول كيفية ترتيب المترشحين لرتبة معلم تطبيق أول الذي نص على ما يلي :
" * بالنسبة إلى معلمي التطبيق المباشرين بالمدارس الابتدائية
1)شروط الترشح
-العدد البيداغوجي :18/20
-الاقدمية في الرتبة :14 سنة
2)مقاييس الترتيب
يتم ترتيب المترشحين باعتماد مجموع يتركب من العناصر التالية :
- آخر عدد بيداغوجي ضارب واحد
- الاقدمية في رتبة معلم تطبيق :نقطة عن كل سنة
- التنفيل: اقدمية التدريس بالقسم :
تنفيل كل معلم تتوفر فيه شروط الترشح المنصوص عليها بالفقرة الأولى أعلاه و قضى 20سنة تدريس بالقسم بثلاث نقاط كما يتم تنفيله بنقطة إضافية عن كل 3 سنوات تدريس بالقسم بعد 20 سنة .
تعتبر مدة 6 أشهر تدريس فما أكثر سنة دراسية كاملة.
*بالنسبة إلى معلمي التطبيق المكلفين بعمل إداري أو الموضوعين على الذمة أو الملحقين:
1)شروط الترشح
- 14 سنة في رتبة معلم تطبيق
- 12 سنة عملا بالإدارة أو إلحاقا أو وضعا على الذمة.
2) مقاييس الترتيب:
يتم ترتيب المترشحين باعتماد مجموع يتركب من العناصر التالية :
* (آخر عدد إداري ضارب 3 + آخر عدد بيداغوجي ) قاسم 4
*الاقدمية في رتبة معلم تطبيق : نقطة عن كل سنة
* التنفيل : اقدمية التدريس في القسم
تنفيل كل معلم تتوفر فيه شروط الترشح المنصوص عليها بالفقرة الأولى أعلاه و قضى 20سنة تدريس بالقسم بثلاث نقاط كما يتم تنفيله بنقطة إضافية عن كل 3 سنوات تدريس بالقسم بعد 20 سنة .
تعتبر مدة 6 أشهر فما تدريس فما أكثر سنة دراسية كاملة.
ترتيب المترشحين
يتم ترتيب كل المترشحين بجميع أصنافهم ضمن قائمة واحدة باعتماد المجموع المتحصل عليه كل واحد منهم و عند التساوي في المجموع يتم اعتبار :
- الشهائد العلمية المتحصل عليها من قبل المترشح و المعترف بها رسميا و تسند نقطة عن كل شهادة علمية تحصل عليها
و هو في رتبة معلم تطبيق أولا.
- الاقدمية في العمل ثانيا
- السن ثالثا .........."
و بعد تجربة سنتين تبينت ضرورة مراجعة هذا الاتفاق من حيث شروط الارتقاء وعدد المرتقين و التصنيف و تمكن القطاع على اثر الإضراب القطاعي ليوم 6 مارس 2003 من إمضاء اتفاق جديد بتاريخ11 مارس 2003 حيث وقع تعويض عدد المرتقين إلى هذه الرتبة بنسبة 20% من بين المترشحين و الحط من الاقدمية من 14 سنة إلى 13 سنة مع المحافظة على نفس العدد البيداغوجي 18 من 20 . أما فيما يخص التصنيف اشترط النجاح في مرحلة تكوينية يتم تنظيمها من قبل وزارة التربية ليصنف من أ3 إلى أ2.كما شمل الاتفاق معلمي التطبيق المكلفين بالعمل الإداري أو الملحقين حيث اشترط للارتقاء اقدمية تساوي أو تفوق 13 سنة في خطة معلم تطبيق و اقدمية 12 سنة في العمل الإداري أو الإلحاق و ذلك بداية من 1 أكتوبر 2004 .
واصل المعلمون نضالهم لتحسين هذا المكسب فتمكنوا من إمضاء اتفاق بتاريخ 1نوفمبر 2006 تضمن تخفيض في عدد سنوات الاقدمية المستوجبة للترشح لرتبة معلم تطبيق أول من 13 سنة إلى 10 سنوات .

إن المتأمل في نتائج الارتقاءات المهنية إلى رتبة معلم تطبيق أول بتاريخ واحد أكتوبر 2008 لابد أن يلاحظ أن الذين تمكنوا من الارتقاء إلى هذه الرتبة تتراوح اقدميتهم في رتبة معلم تطبيق بين16و 18 سنة و هذا لا يحدث إلا في قطاع التعليم الأساسي . هل يعقل أن يبقى موظف 17 سنة بدون ترقية؟ لذا فمن واجب القطاع النضال من اجل تحسين شروط الارتقاء لتكون :
* الاقدمية في رتبة معلم تطبيق 8 سنوات
*العدد الصناعي 16
* نسبة الارتقاء 40% من جملة المترشحين
* تنفيل بثلاث نقاط للمتحصلين على شهائد علمية بعد الباكالوريا
* تصنيف معلم التطبيق الأول أ2
كما أن بدراسة الارتقاءات إلى رتبة معلم تطبيق أول بتاريخ غرة أكتوبر 2008 نلاحظ أن المرتقين من ضمن الذين وقع انتدابهم سنة 1981وسنة 1983 و إلى جانب ذلك فان التنقيح الذي طرا على قانون التقاعد حيث أصبح 57 سنة اختيارية و 62 سنة إجبارية و إذا أخذنا بعين الاعتبار التحسينات المقترحة الذي من واجب القطاع الدفاع عنها للارتقاء إلى رتبة معلم تطبيق أول فان المرتقين سيتمتعون بذلك قبل 15سنة من التقاعد و يقضون طوال تلك الفترة بدون ارتقاء .و نظرا لأهمية الارتقاءات في تطوير مردود المعلمين فانه من واجب وزارة التربية الإسراع بإحداث هذه الرتبة الجديدة .

* رتبة معلم تطبيق

تنص الاتفاقية الممضاة بين النقابة الوطنية للتعليم الابتدائي و وزارة التربية القومية بتاريخ 11 ديسمبر 1981 على أن يقع انتداب معلمي التطبيق بنسبة 40% ممن توفر فيهم شرطا العدد و الاقدمية و ذلك ابتداء من أكتوبر1982
إن وزارة التربية تعمد التراجع في المكاسب لسد الباب أمام طرح مطالب جديدة لذلك عمدت إلى التراجع في نسبة الارتقاء إلى هذه الرتبة حيث وصلت في بعض الأحيان 19% فقط.و لم يكن أمام القطاع سوى النضال من اجل استرجاع هذا المكسب المسلوب و تمكن من إمضاء اتفاق جديد بتاريخ 25 افريل 1998 الذي يلزم الوزارة بالرجوع إلى تطبيق اتفاقية 11ديسمبر 1981 في بندها المتعلق بالارتقاء إلى رتبة معلم تطبيق سنويا بنسبة 40% من المعلمين المترشحين بداية من غرة أكتوبر 1998 و لتحصين هذا المكسب تمسك القطاع بإدراجه ضمن القانون الأساسي و كان له ذلك حيث قنن عملية الارتقاء لمعلمي التعليم العام و المعلمين الأول و المعلمين المكلفين بالعمل الإداري و المعلمين المتحصلين على شهائد علمية .لكن المشكل يطرح بالنسبة للمعلمين الأول الذين ينتدبون بصنف أ3 و يرسمون بنفس الصنف و يرتقون إلى رتبة معلم تطبيق بنفس الصنف أ 3علما و أنهم لا يتمتعون في رتبة معلم تطبيق إلا بإدماج 2/3 منحة الإنتاج ضمن المرتب عوضا عن 1/ 3ويتواصل تصنيفهم ضمن صنف أ3 حتى عند الارتقاء إلى رتبة معلم تطبيق أول لذا بات من الضروري مراجعة ذلك إدماج كل المعلمين الأول المتحصلين على عدد14 من20 آليا في رتبة معلم تطبيق و ليس هناك موجب لخضوعهم للتناظر من اجل الارتقاء إلى هذه الرتبة .



#ظافر_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي بتونس (5)
- من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس(3)
- من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس (2)
- وزارة التربية في تونس
- كيف يمكن النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ظافر الصغير - من اجل النهوض بالتعليم الابتدائي في تونس (4)