أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض















المزيد.....


الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3583 - 2011 / 12 / 21 - 00:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من اجل توضيح الرؤية للمنخدعين فى نوايا المجلس العسكري و حقيقة المجلس العسكري التي سئمنا من ادعائهم بأنهم حموا الثورة ...... وأنه عندما أمتنع عن تنفيذ الأمر بقتل المتظاهرين إنحاز للشعب ، فالجيش ليس مهمتة أن يقتل شعبه ، بل مهمتة الأولى والأخيرة أن يحمي الشعب المصري من أي أخطار خارجية ...لماذا لم تنظروا لجيش تونس العظيم الذي لم يحمي بن علي وتخلي عنه ولم يطمع فى السطلة مثلكم ويدعي أنه حمي الثورة .....عدم ضربكم للمتظاهرين كان خوفاً على مناصبكم وكراسيكم وأرواحكم ليس إلا .... لأنكم تعلمون جيداً عواقب إستخدام السلاح ضد المدنيين ....



فى يوم 25 يناير أول أيام الثورة المصرية خرجت مئات الألوف من المصريين معبرين عن غضبهم من نظام الحكم الدكتاتوري الظالم وفي الأيام الأولي للثورة المصرية سقط مئات القتلي وآلاف المصابين فكان رد فعل رئيس أركان القوات المسلحة المصرية اللواء سامي عنان والمتواجد آن ذاك بالولايات المتحدة الأمريكية في مؤتمر بالبنتاجون مؤكدا أن الجيش المصري لن يتخلى عن مبارك مثل ما فعل الجيش التونسي وأن ولاءهم لمبارك وليس للشعب المصري .....


يوم 28 يناير ( جمعة الغضب ) خرجت الملايين الغاضبة من المتظاهرين في هذا اليوم بعد صلاة الجمعة في كل ميادين مصر ، واجهتهم الشرطة بقنابل مسيلة للدموع والرصاص المطاطي و الذخيرة الحية فلم ييأس المتظاهرون وقاوموا الشرطة حتي تغلبوا عليهم ........ ثم فوجئنا بعد ذلك بنزول قوات الجيش في الشوارع ولا نعلم لماذا نزلت وهل ستقف مع المتظاهرين أم مع مبارك و الشرطة ؟؟ ...... لم يعرف أحد منا أبدا الإجابة على هذا السؤال حتي جاءت الساعة السادسة مساءاً تقريباً ونفذت ذخيرة الشرطة المتمركزة عند وزارة الداخلية ومجلسي الشعب والشوري فقط ثم ذهبت إليهم عربات جيب ومدرعات تابعة للجيش المصري وأمدتهم بالذخيرة الحية وخرجت عربات الجيش مسرعة ودهست أحد المتظاهريين.......وبدأت الشرطة مرة أخري الضرب فى المتظاهريين ، في ذلك الوقت أدرك الجميع أن الجيش أمد الشرطة بالذخيرة الحية لكي يواصلوا الضرب مرة آخري ، وحينها أدرك المتظاهرون أن الجيش ليس في صفهم وقاموا بالتصادم مع الجيش وأحرقوا العربة الجيب ومدرعتين وانهالوا بالضرب على الدبابات الموجودة بالميدان .....


يوم 29 يناير منذ الساعات الأولى لهذا اليوم و بعد أن قام المتظاهرون بحرق مدرعات الجيش بدأت القوات المسلحة فى تغيير لهجتها مع المتظاهرين لأنهم أدركوا أنهم لن يستطيعوا التفوق على المتظاهرين حتي لو استخدموا العنف لأنهم لا يجيدون حرب الشوارع ....... و قام ضباط الجيش بمخاطبة المتظاهرين و تطمينهم و مسالمتهم ووعدهم بحمايتهم ........ وكانت كل تلك الوعود كاذبة بدليل سقوط عشرات القتلي أمام وزارة الداخلية ومجلسي الشعب والشوري أمام مرآي ومسمع ضباط الجيش .....
ومنذ تلك اليوم بدأت مرحلة جديدة فى العلاقة بين الثوار و الجيش قائمة على وجود آليات للصراع لا تشمل المواجهة المباشرة ...... و إنما إدارة الصراع من خلال آليات مواجهه غير مباشرة مثل محاصرة الثوار و منع خروج المظاهرات خارج ميدان التحرير فى الأيام الأولى ...... والتلويح المستمر بالتهديد باستخدام القوة ، وليس كل هذا فقط ، بل شنوا حملة اعتقالات وتعذيب ومحاكمات عسكرية لعدد كبير جدا من الثوار .... والدليل على صدق كلامى : ( حث منظمة العفو الدولية الجيش المصري على اتخاذ إجراءات لوقف استخدام التعذيب وغيره من ضروب إساءة المعاملة ضد المعتقلين، وسط ظهور أدلة جديدة على إساءة المعاملة....ويأتي هذا النداء بعد أن أبلغ معتقلون سابقون منظمة العفو الدولية بأنهم تعرضوا للتعذيب، بما في ذلك الضرب بالسياط والصعق بالصدمات الكهربائية، عقب اعتقالهم من قبل أفراد الجيش في الأيام الأخيرة قبل تنحي الرئيس مبارك عن السلطة.....وقال مالكوم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية: "لقد التزمت السلطات العسكرية المصرية علناً بخلق مناخ من الحرية والديمقراطية بعد سنوات طويلة من مناخ القمع. والآن يتعين عليها مطابقة الأفعال مع الأقوال باتخاذ إجراءات مباشرة وفورية "......"ويجب أن تتدخل السلطات العسكرية من أجل وضع حد لتعذيب وإساءة معاملة المعتقلين في حجز الجيش، وهو أمر بات معروفاً لدينا الآن"......



وقال معتقلون أُطلق سراحهم لباحثي منظمة العفو الدولية في مصر إن أفراداً من القوات المسلحة استخدموا الضرب والجلد بالسياط، وغير ذلك من أساليب التعذيب وإساءة المعاملة؛ بهدف ترهيب المحتجين والحصول على معلومات بشأن خططهم.....وأضاف مالكوم سمارت يقول: "إن السلطات يجب أن تصدر تعليمات واضحة إلى جميع قوات الأمن وأفراد الجيش بأن تعذيب المعتقلين وإساءة معاملتهم أمر غير مسموح به، وأنه ستتم محاسبة المسؤولين عن مثل تلك الانتهاكات"....وذكر معتقل سابق من محافظة الغربية ، وهو شاب عمره 29 عاماً ويعمل في مجال الديكور، أنه تعرض للتعذيب على أيدي جنود في 3 فبراير/شباط في منطقة ملحقة بمتحف الآثار المصرية، وقال لمنظمة العفو الدولية: "وصفوني بأنني خائن وعميل أجنبي، وأرغموني على خلع ثيابي إلا من ملابسي الداخلية، وألقوا بي أرضاً ووجهي إلى أسفل. ثم ضربوني بالسياط وداسوا على ظهري ويدي بالأحذية وركلوني.كما تعرض العديد من المعتقلين هناك للضرب بالسياط"....وبعد استجواب الشاب، الذي نمسك عن ذكر اسمه حرصاً على أمنه، من قبل رجل يرتدي ملابس مدنية، قام جندي بضربه بكرسي على رأسه، فأُغمي عليه....وقال لمنظمة العفو الدولية إنه نُقل إلى موقع آخر، حيث تعرض للضرب والصعق بالصدمات الكهربائية والتهديد بالاغتصاب، ثم اقتيد إلى سجن عسكري في الهكستب، شمال شرق القاهرة. وقال إنه تعرض للضرب بشكل منتظم على أيدي الجنود حتى إطلاق سراحه في 10 فبراير/شباط....وفي حالة منفصلة، قال طالب في الثامنة عشرة من العمر لمنظمة العفو الدولية إنه تعرض للتعذيب في مكان مجهول بعد إلقاء القبض عليه من قبل الجنود بالقرب من ميدان التحرير في 3 فبراير/شباط.....


وقال إنهم "ربطوا رجليَّ بسلسلة أو بحبل ورفعوني إلى أعلى، بحيث كان رأسي متدلياً إلى أسفل. وكانوا ينـزلونني في دلو مليء بالماء من حين إلى آخر. وطلبوا مني أن أعترف بأنني تلقيت تدريباً في إسرائيل أو في إيران. كما صعقوا جسدي بالكهرباء إلى أن أُغمي عليَّ"....وتحدثت منظمة العفو الدولية إلى أقرباء وأصدقاء شقيقين في أواخر العشرينيات من العمر، كانا معتقلين بدون تهمة في سجن طرة، جنوب القاهرة....فقد قُبض عليهما من قبل الشرطة العسكرية في 30 يناير/كانون الثاني بينما كانا يحملان منشورات مؤيدة للمحتجين، واحتجزا في أكاديمية ناصر العسكرية في منطقة العجوزة بالقاهرة، حيث تعرضا للضرب بالسياط والصعق بالصدمات الكهربائية....
ومضى مالكوم سمارت يقول إنه "يتعين على السلطات أن تكشف النقاب فوراً عن أسماء وأماكن وجود جميع المعتقلين، وأن تطلق سراحهم عاجلاً أو توجه لهم تهمة ارتكاب جرائم جنائية معترف بها"....

وخلص سمارت إلى القول: "ويتعين على الذين يتبوؤون السلطة حالياً ضمان إجراء تحقيقات عاجلة ووافية ومحايدة في جميع مزاعم التعذيب أو غيره من صنوف إساءة المعاملة، وتقديم الموظفين المسؤولين عن مثل تلك الانتهاكات إلى ساحة العدالة، وتحقيق الإنصاف التام للضحايا".....في 12 فبراير/شباط أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن مصر ستلتزم بالمعاهدات الدولية. ويُذكر أن مصر دولة طرف في اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة منذ عام 1987.....


يوم 30 يناير فى منتصف النهار تقريبا بدأ الجيش استخدام أسلوب جديد فى إرهاب المتظاهرين باستخدام الطائرات F16 التي كانت تحلق فوق رؤسنا والتي كانت تزلزل الأرض من تحت أقدامنا .... النيابة العسكرية تعاونت مع جهاز مباحث أمن الدولة التي ألقت القبض على 20 ناشط سياسي في ذلك اليوم وتسليمهم إلى النيابة العسكرية وتلفيق التهم لهم ومن أبرز تلك الأسماء " نور حمدي " الناشط السياسي بحركة 6 أبريل ....


يوم 31 يناير توصل الشرطة العسكرية بالتعاون مع جهاز مباحث أمن الدولة أعتقالها للثوار المتواجدين بميدان التحرير والنشطاء السياسيين ومن أبرزهم الناشط الحقوقي بمركز هشام مبارك" مالك عدلي " ... يذكر أن" مالك عدلي" قد توجه مساء يوم الأثنين 31 يناير وتم توقيفه أكثر من ثلاثة ساعات فى أحد الكمائن بمنطقة رمسيس ثم قام "عدلي" بالاتصال بمركز هشام مبارك للقانون الذى يعمل به وأبلغنا بأنه تم القبض عليه وبعدها أنقطع الاتصال به تماماً، وقمنا بالسؤال عنه فى أكثر مكان منها المنطقة العسكرية المركزية بالعباسية وكذلك بمنطقة الخليفة المأمون والهايكستب، دون أن نستدل على مكانه أو التهم المتهم بها كما أنه ممنوع من الاتصال بالمحامين....لذلك قال مركز هشام مبارك للقانون فى بيانه وقتئذ: أن استمرار احتجاز الأستاذ مالك عدلي المحامي بالمركز بأحد أماكن الاحتجاز العسكرية هو انتهاك لحقوق المدافعين عن حقوق الإنسان وقد يحمل رسالة سلبية للمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، فى ظل الأوضاع السيئة التى تعيشها مصر....


يوم 1 فبراير أجتمع فى ذلك اليوم مبارك ونائبه عمر سليمان مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،هذا الاجتماع الذي كان قبل معركة الجمل بـ 24 ساعة تقريبا ما هو إلا لرسم خطة لإجهاض الثورة بإستخدام البلطجية والجمال والأحصنة ، فالمجلس الأعلى للقوات المسلحة كان يحاول وبكل الطرق مساعدة مبارك في القضاء على الثورة وإفشالها ....كما أصدرت القوات المسلحة في ذلك اليوم بياناً نشر فى جميع الجرائد والصحف يوم 2 فبراير موجه للثوار فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر تدعوهم للعودة إلى منازلهم واستعادة الاستقرار المزيف من جديد ، وهذا يؤكد لكم جميعا أن القوات المسلحة لم تساند الثورة أبدا ، بل حاولت بكل الطرق القضاء عليها...والوقوف فى صف مبارك ....حيث أكدت القوات المسلحة أن رسالة الشباب ومطالبهم قد عرفت ، وأن القوات المسلحة ساهرة على حمايتهم ، وناشدت اياهم بالعودة إلى ديارهم حتى يتحقق الأمان والاستقرار لوطننا...مع ملاحظة ان مبارك مازال قابضا على الحكم ولم يتنحى بعد ... والقوات المسلحة تناشد ابناء مصر الثوار الاطهار بالعودة الى ديارهم
جاء ذلك فى البيان السادس الذى تلاه المتحدث الرسمى باسم وزارة الدفاع وقال فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم
ياشباب مصر الواعى
يارجال مصر الأوفياء
يجب أن نتطلع إلى المستقبل ، يجب أن نفكر فى بلدنا مصر ، الجيش والشعب عبر الهزيمة فى أكتوبر 73 ، الجيش والشعب قادران أن يغيرا الموقف الحالى بالعزيمة والرجولة والشهامة....رسالتكم وصلت ، ومطالبكم عرفت ، ونحن ساهرون على تأمين الوطن من اجلكم انتم شعب مصر الكريم ....يجب أن نلبى نداء الوطن بالعمل الجاد المثمر ، ونحرم الحاقدين رؤيتنا فى وسط الازمات ، هل يمكننا أن نسير فى الشارع بأمان ، هل يمكننا أن نبدأ عملنا بانتظام ، هل يمكننا الخروج مع أبنائنا للمدارس والجامعات ، هل يمكننا أن نفتح متاجرنا ومصانعنا ونوادينا ، هل يمكننا أن نعيش حياة طبيعية رغم حقد الحاقدين ، هل يمكننا أحفاد الفراعنة وبناة الأهرام أن نعبر الصعاب ونصل معا إلى بر الأمان....القوات المسلحة تناديكم ليس بسلطان القوة ولكن برغبة فى حب مصر ، أنتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم ، وأنتم القادرون على إعادة الحياة الطبيعية لمصر ، نحن بكم ومعكم من أجل الوطن والمواطنين والأمن والأمان لمصرنا المحروسة ، وسنستمر فى تأمين وطننا العظيم مهما كانت التحديات ، عاشت مصر حرة قوية مطمئنة....والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . ....


يوم 2 فبراير ( معركة الجمل ) : هذا اليوم سمي بـ "الأربعاء الدامي " أو " معركة الجمل " نتيجة لما حدث فى ذلك اليوم من هجوم وحشي من بلطجية نظام مبارك الفاسد على المعتصمين بميدان التحرير بالجمال والأحصنة التي جاءت من نزلة السمان بميدان الرماية بالهرم وسلكت كل ذلك الطريق إلى ميدان التحرير سيراً بالسنج والمطاوي والسيوف دون أن يعترضهم أحد من أفراد الجيش ..... فقد كان موقف الجيش أقل من وصفه بالمحايد بل كان متواطئ مع تلك البلطجية أن لم يكن وقف في صفهم وساندهم ، فكيف أن يتركهم يسيروا كل تلك المسافة دون أن يعترضهم على الرغم من أن قوات الجيش كانت منتشرة في كل أرجاء الجمهورية بكثافة ؟؟ ... وكيف له أن يفتح لهم الطريق بالدبابات لكي يدخلوا ميدان التحرير ويضربوا المعتصمين !! وكيف له أن يقف موقف المحايد كما أدعي أمام بلطجية مسلحين يضربون متظاهرين سلميين !! ...
لقد فتح الجيش الطريق بمصراعيه للبلطجية أن يعبروا دباباته ليقتحموا الميدان ....وكيف كانت تحمي فرقة الصاعقة والحرس الجمهوري البلطجية الذاهبين لضرب المتظاهرين بميدان التحرير ....وكيف يعبر البلطجية الحاملين بأيديهم السنج والأسلحة البيضاء أمام مدرعات الجيش دون أن يعترضهم أحد ....لدرجة ان البلطجية كانوا يشجعون بعضهم البعض قائلين : " ده الجيش معانا ، الجيش واقف معانا " هذا كلام بلطجية مبارك أمام جامعة القاهرة أثناء عودتهم من ميدان التحرير ولم يعترضهم أحد رجال الجيش أثناء ذهابهم أو عودتهم من نزلة السمان ، بارك الله في جيش مبارك ....


يوم 3 فبراير أصدرت القوات المسلحة بيانا ولكن بإضافة ساذجة بل مضحكة ... واضافوا فى نهاية البيان جملة مضحكة جدا هي ( وفرنا السلع فى أربع منافذ فى السويس وهي : منافذ النسما ، والتوفيقية ، والغريب ، والأربعين ، والعمدة ، والمثلث ، وفيصل ، مشيرا إلى أنه تم توفير 25 ألف رغيف بسعر 5 قروش وطرح طنين من الطماطم بسعر 2 جنية للكيلو بعد أن كاد سعرها يصل إلى 8 جنيهات وهو ما أضطر التجار إلى تخفيض الأسعار )....تمعنوا جيدا في تلك البيان الهزيل التي حاولت القوات المسلحة وقتها إنهاء الثورة مبكرا ، هل كانت القوات المسلحة بهذه السذاجة معتقدة أنه بعد تخفيض الأسعار سيرجع الثوار لبيوتهم فرحين بهذا النصر العظيم !! لقد أعتبر الثوار أن هذه الكلمات الأخيرة لا يمكن أن تكون إلا استهزاء بهم وبأرواح الشهداء ، رافضين تلك الرشوة البسيطة جدا التي لا تتناسب مع مطالب الثورة أطلاقاً ....وفي نفس ذلك اليوم الساعة الثالثة ظهراً تقريباً قامت الشرطة العسكرية باقتحام المؤسسات الحقوقية مثل منظمة العفو الدولية ، ومركز هشام مبارك للقانون وغيرها من المنظمات الحقوقية الدولية ، ومصادرة أوراقهم ، واعتقال النشطاء الحقوقيين المصريين والدوليين ومحامين وصحفيين وقيادات تلك المنظمات ، ومساعدة بلطجية الحزب الوطني في محاصرة تلك المقرات ......



يوم 4 فبراير لم تتوقف حملات اعتقال وتعذيب الشرطة العسكرية لعدد كبير جدا من معتصمى ميدان التحرير والنشطاء السياسيين وكان أبرز الأسماء التي قبض عليهم فى ذلك اليوم أثناء توجهه لميدان التحرير الناشط السياسي مايكل نبيل والناشط السياسي كريم عامر الذي يروي تفاصيل ما حدث له والتي يقول فيها أنه تم القبض عليه من قبل الشرطة العسكرية فى ذلك اليوم بصحبة صديقه سمير وتم احتجازهما فى السجن الحربى بالهايكستب وأعترف كريم أنه تم تعذيبة بالكهرباء والكرابيج ورش المياة الباردة على جسمه برغم برودة الجو ....



يوم 5 فبراير هو اليوم التالي لانتصار الثوار على بلطجية مبارك والحزب الوطني وعودة الهدوء والحياة لطبيعتها داخل ميدان التحرير..... ولكن فى صباح ذلك اليوم فوجئ المعتصمين داخل ميدان التحرير بمحاولة إزالة العوائق والحواجز المحترقة بمداخل الميدان والتي توفر الحماية والأمان للمعتصمين وفوجئوا أيضا بمحاولة لتقدم الدبابات لتضييق مساحة الاحتجاج داخل الميدان ..... فأصر الثوار على عدم تقدم الدبابات أو تحركها خطوة واحدة حتي أن بعض المعتصمين ناموا تحت الدبابات لكي يشلوا حركتهم ومنعهم من التقدم ، ثم بعد ذلك قامت قوات الجيش بإطلاق النيران فى الهواء لتخويف وإثارة الرعب في نفوس المتظاهرين ولكن بلا جدوي ....وبعد تلك المحاولة الفاشلة من قوات الجيش لإعادة فتح الميدان جاء الميدان اللواء حسن الرويني قائد المنطقة المركزية وأحد أعضاء المجلس العسكري وصعد علي المنصة وحاول أن يقنع المعتصمين بإخلاء الميدان والعودة إلى البيوت ولكن لم ينصت له أحد ....وبعدما فشل اللواء حسن الرويني فى إقناع المعتصمين بفض الاعتصام والعودة للمنازل لتسيير الأعمال حاول أن يزيل الحواجز الموجودة بمداخل الميدان وأن يفتح الميدان للعربات وللمارة ولكن فشل في ذلك أيضاً ....


يوم 6 فبراير تم إقتحام مباحث أمن الدولة من قبل الثوار لنري كمية الفساد داخل جميع مؤسسات الدولة ، ومن أهم الوثائق التي عثر عليها يوم 5 مارس داخل مباحث أمن الدولة بمدينة نصر وثيقة تؤكد تورط مباحث أمن الدولة بجريمة إحباط الثورة وذلك بإستخدام بعض السياسيين المقبولين لدي الثوار بدعوتهم بالإنصراف من ميدان التحرير والإكتفاء بالمطالب التي نفذت ...... فقد كشفت الوثيقة تورط رائد خالد محمد محسن الشرقاوي بالقوات المسلحة وتعاونه مع مباحث أمن الدولة للإستغاثة بعمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية لمحاولة فض الإعتصام ...... وبالفعل نفذ عمرو موسي المطلوب منه على أكمل وجه وذهب لميدان التحرير ليدعوا الثوار لإنهاء إعتصامهم .... فكيف للقوات المسلحة بعدما بذلت كل ما فى وسعها للقضاء على الثورة أن تدعي بعد ذلك بأنهم من حموا الثورة ومطالبها المشروعة !!...



يوم 7 فبراير الجيش كان مسيطر على مبني المتحف المصري وقام بتحويله إلى ثكنة عسكرية طيلة أيام الثورة ، فحينما نعرف فيما بعد أنه كان يوجد حجرة مخصصة لضباط أمن الدولة يقومون فيها بتعذيب المتظاهرين داخل المتحف لقمع الثورة فهذا دليل واضح وصريح علي التعاون القائم بين الجيش وأجهزة نظام مبارك الفاسد...


يوم 9 فبراير نشرت صحيفة الجارديان الانجليزية في ذلك اليوم مقالاً جميلاً بعنوان " الجيش المصري متورط فى عمليات الإعتقال والتعذيب " مدعما ذلك المقال بشهادة عدد من الذين تم إعتقالهم وتعذيبهم على يد الجيش المصري أرجو ترجمة وقراءة هذا المقال .http://www.guardian.co.uk/world/2011/feb/09/egypt-army-detentions-torture-accused



يوم 10 فبراير تحديداً وبعدما فشل المخلوع في إيجاد أية حلول سياسية ترضي المتظاهرين وبعدما فشل بإستخدامالبلطجية والجمال والخيول أصدر أمر إلى القوات المسلحة بسحق المتظاهرين فى ميدان التحرير وفى كل ميادين مصر..... ومن ثم أصدرت القوات المسلحة بيانها الأول والتي تؤكد فيه على أن المجلس منعقد ومستمر في حالة إنعقادة ....تري ما الذي دار فى هذا الإجتماع !! لا يوجد إحتمال آخر غير أنهم يدرسوا فكرة ضرب المتظاهرين ، وهل سينجحوا في إخماد الشعب الثائر إذا ضربوا المتظاهرين أم لا ؟؟ وحتي إذا نجحوا في ذلك ، ما موقفهم إذن أمام المجتمعات الدولية ؟؟ هل سترحمهم أذن !! الأمر الوحيد أن قرار الرفض لم يكن يحتاج إلي تفكير وإجتماع لبحث كل تلك الأمور ، ولكن كان يحتاج رد شجاع على مبارك بأن هذا خيانة عظمي للبلاد ويعتقلوه فوراً ....لماذا لم ينفذ المجلس أمر المخلوع ويضرب المتظاهرين ؟؟...يوجد ثلاث أحتمالات لا رابع لهما :


(1) خوفهم من ان ينتصر الشعب الثائر ...وهذا هو الأحتمال الأقرب والأرجح ، نعم هذا هو الأحتمال الأقرب والأرجح ...فالشعب المصري له طابع يختلف عن كل شعوب العالم فإذا أراد شيئاً لا أحد يستطيع أن يقف أمامه أبداً ، وكلنا نعلم هذا من خلال تاريخ مصر وكل الحروب التي خاضتها وكم كانت الدولة المحاربة أقوي من مصر بمراحل وتنتصر مصر في النهاية بسبب قوة العزيمة والإرادة ...الجيش المصري لن يستطيع التفوق عسكريا على المواطنين ، ذلك وبكل بساطة لأن الجيش المصري مدرب على القتال في الصحراء وفي الأماكن الواسعة والصحراء وفي الحروب فهو ليس مدرب علي القتال في الشوارع الضيقة والحواري والمدن السكنية مثل القاهرة والاسكندرية والسويس ....... وكلنا نتذكر مساء يوم 28 يناير 2011 حينما أمد الجيش الشرطة بالذخيرة الحية ، فقام المتظاهرون وبكل سهولة بحرق مدرعة و سيارتين جيب تابعين للجيش ، فإذا عادت بنا الذاكرة إلى الوراء قليلاً وتذكرنا ماذا حدث في الأمن المركزي والشرطة المصرية التي يفوق تعدادها المليون فرد والمدربين على حرب الشوارع والتصدي للمظاهرات وأعمال الشغب داخل المدن ، هزمت في أقل من ست ساعات ، فكم من الوقت إذن سيهزم الجيش المصري الأقل عدداً بكثير من الشرطة والأمن المركزي ....في حالة إذا أنتصر الشعب علي قوات الجيش التي تحاربة وأراد المجلس الأعلي للقوات المسلحة تكملة مسيرة القتال عن طريق إستدعاء باقي القوات من علي الحدود ومن ثكناتها فلن يستطيعوا الوصول إلى القاهرة والأسكندرية وباقي المدن الغاضبة لأنهم لن يفلتوا من الكمائن التي ستكون في إنتظارهم ، وبالتالي لا محال عن هزيمة الجيش المصري ....وفي تلك الحالة وعند إنتصار الشعب المصري على الجيش ، فكان مصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري أن يلاقوا حتفهم علي أيدي الشعب المصري ويصبحوا في تعداد الوفيات لخيانتهم للوطن ...


(2) أن ينتصر الجيش وتجهد الثورة .... دعنا نتخيل فرضا أن الجيش المصري قتل بضعة الملايين الغاضبة الثائرة ، فهل ستكون تلك هي نهاية الثورة وستفشل ويبقي مبارك فى الحكم ويسلم لهذا الإحتمال باقي الشعب المصري ؟؟ الاجابة بالطبع لا.....فإذا كان قد قتل بضعة الملايين الغاضبة الثائرة فإن لهم أهل وأقارب وجيران وأصدقاء سيغضبوا علي قتلهم بدون وجه حق خاصة أن مطالبهم كانت مشروعة ومظاهرتهم كانت سلمية ، وكانوا سيعزموا النية على الأخذ بالثأر ممن قتلهم ، وكانوا سيحملون السلاح ويقاتلوا الجيش ليأخذوا بحقهم ويكملوا مسيرتهم .....وفي تلك الحالة وعند إنتصار الجيش المصري علي الشعب ، سيكون مصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري صدورأوامر ضدهم بالإعتقال من المجتمعات الدولية وتحويلهم للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة أرتكاب جرائم حرب ضد شعوبهم والإبادة الجماعية وتلك الجريمة صنفت كجريمة دولية في اتفاقية وافقت عليها الأمم المتحدة بالاجماع سنة 1948 وصدقت عليها مصر ....


(3) التدخل العسكري الخارجي في مصر....جميع القوى الكبرى كامريكا وغيرها ومعهم اسرائيل سينتهزوا فرصة أن الجيش المصري مشغول في ضرب الشعب ومنهك القوي ، وبحجة أنهم يريدون إنقاذ الشعب من هذا الدمار سيتدخلوا عسكرياً ويفرضوا الحظر الجوي علي مصر ويضربوا أي طائرة مصرية تحلق فى الفضاء ، وسيحتلوا مصر ...وفي تلك الحالة ستكون مصر دولة محتلة ، ومصير هؤلاء الجنرالات من أعضاء المجلس العسكري قتلهم علي أيدي الإحتلال الأجنبي لمصر....



مما لاشك فيه ان الشعوب بصبرها وارادتها الفولاذية وكفاحها المخضب بالدماء تصنع التاريخ وتسطر الملاحم وتبنى الامجاد صروحا ... يستلهم منها الخلف عبر السلف ... ولقد قدم الشعب المصرى شبابا فى عمر الزهور من اجل مصر الحرية ... فلا يمتن احدا مهما كان او مؤسسة ما مهما كانت انه صاحب الفضل على الثورة والشعب ... فالمجد لمصر الحرية والعدالة الاجتماعية ..ويسقط يسقط حكم العسكر !!!
حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت اخويا ولا ....
- الجنزورى سيدخل مجلس الوزراء على اشلاء القتلى!!!!
- لن ابكى ....
- ما اشبه الليلة بالبارحة
- خصخصة الحروب تحت غطاء دولة فرسان مالطا
- احتاجك كى اعيش
- رؤية التيار المدني و رؤية التيار الديني لحل مشكل مصر
- نظرية الحساسية
- المجلس العسكرى يستخدم الحرب النفسية القذرة لاجهاض الثورة
- اهداء الى حبيبتى التى احاول ان اكرهها بكل جهدى ولكنى ازداد ح ...
- صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس ...
- جرح بملامح انسان
- قررت ان اكرهك
- ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها
- لن انحنى كى اقبل الاقدام ...
- اكتبى على قبرى (شهيد العاشقين )
- العلمانية هى الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي
- تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر
- مشكلة الاخوان والسلف ان اعجزهم حكم مصر , هدموا مصر!!!
- إذا مات السيد فأقتل كلبه ... المجلس العسكرى هو السبب فيما نح ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - الثورة والمجلس العسكرى طرفى نقيض