أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها















المزيد.....

ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3568 - 2011 / 12 / 6 - 19:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتعة التى لا تدانيها متعة فى حياتى هى الكتاب ... واروع ساعات عمرى ان اجلس بين كتبى فى غرفتى ... اغوص بين كنوز الحكمة والمعرفة كغواص فى بحر الدرر ... او كطائر بين السماء والارض يتقلب بينها بعقله وقلبه ويتذوق كل كلمة فى اى كتاب ويحفظها فى عقله كى يستدعيها وقت اللزوم ... يجب ان يعلم الجميع ان الشعوب لم تتقدم الا لأن اطفالها يقرأون ... فالطفل رجل صغير ... فاذا كبر وشب على القراءة كان ذلك نصف الطريق الى القوة والابداع ... والى القفز بامته الى الامام ... والبيت الذى يخلو من الكتب بيت كئيب مظلم ... والمدينة التى تخلو من المكتبة العامة هى مدينة عمياء فقدت الطريق الى المستقبل ...

وما تمنيت شيئا لاحد افضل من ان يكون قارئا ... وان يجد مئات الكتب فى بيته ... فان لم يجدها فى بيته وجدها فى المطاعم كوجبة غذاء روح مجانا ... او يجدها فى محطات القطارات والمواصلات العامة والمترو ... فمن خلال الكتاب تتوزع الطاقة الفكرية , والحرارة الوجدانية ... فالكتاب هو الصديق الوفى الذى يصدقك فى كل وقت ... وهو الحبيب الذى لايخون ... وهو الاب الحنون والام الرؤوم ... وهو المعلم الذى يجب ان نقف له احتراما وتبجيلا له لسعة علمه ... فالكتاب هو الذى يوسع مدارك الطفل والرجل والشيخ الكبير من خلال ما به من معلومات ... فالكتاب صرخة نذير فى الموضوع الذى يتحدث فيه ... فمثلا لو كنت تمسك كتابا عن البيئة بين يديك سيخبرك ان البيئة قد تلوثت .....وان نهاية الانسانية فى ايدينا ...

فالاسماك تموت اليوم فى كل بحر ونهر ... والسبب هو المواد الكيماوية التى تلقى بها السفن والغواصات والمصانع فى الماء ... فلا يوجد ماء ليس مسموما , لا النيل ولا اى نهر اخر ... ومن المؤكد اننا جميعا نصاب باضرار المياة الملوثة كيماويا .. فالارتباكات المعدية والمعوية سببها هذا الماء الملوث ... هذا الماء الملوث تشرب منه الحيوانات التى نشرب ألبانها او نأكل لحمها ... الغريب فى الامر ان هذا الماء الملوث عندما يروى الحقول والحدائق يتلوث مرة اخرى بالاسمدة الكيماوية !!!

وليس اختفاء الطيور الصديقة للنبات والانسان التى تأكل الحشرات والآفات الا نتيجة للمبيدات الكيماوية ... لقد اختفى ابوقردان والغربان والهدهد والفراشات من الحقول ... الى جانب ان ملايين النحل التى تعيش على رحيق الازهار التى اصبحت سامة بفعل المبيدات الكيماوية فقد ماتت ايضا ... على الرغم من ان العلماء قد استقر فى عقولهم ووجدانهم ان عسل النحل معصوم من السموم ... ولكن العسل نفسه عندما يتعرض للهواء الملوث والايدى الملوثة , لابد ان يصبح ملوثا او ساما !!!! وهذا هو الذى تحدث عنه الادباء والشعراء عندما قالوا ان (السم فى العسل ) .... وفى التوراة تلك الفزورة التى لم يعرفها شمشون عندما سألته دليلة : ( ماهو الحى فى الميت ) ....

ولم يعرف شمشون ماهو الحى فى الميت ؟!!! فقصت دليلة شعره الذى كان مصدر قوته !!! ... اما الشىء الحى فى الميت .... فقد عرفناه من خلال الكتاب , فهو ان النحل قد اختفى فى جثة اسد ميت وراح يضع العسل ... وانتهت الاسطورة , ولكن لم ينتهى الشغف العقلى بالمعرفة والنقد لذلك اهتدى علماء القرن التاسع عشر الى حقيقة خطيرة وهى ان الميكروبات التى كانت فى جثة الاسد لم تنتقل الى العسل ... فالعسل قاتل لكل الميكروبات .... ومع قدوم الصيف وانتشار الذباب سوف يتعرض الانسان الى سم يضعه بيديه هو مبيدات قتل الذباب والناموس والحشرات الطائرة والصراصير التى تعتبر بمختلف اسمائها واشكالها سم خطير ... فالانسان يحاول ان يقتل بتلك المبيدات الذباب والناموس لينام على جثته ... ولكنه لايدرى انه يشرع فى قتل نفسه ايضا !!!!

ومن خلال الكتاب تم شفائى من كراهيتى للاطباء عندما مات ابن عمى ( احمد سالم ) رحمه الله اثناء تأديته للخدمة العسكرية تحت عجلات احدى العربات العسكرية ... ونقل للمستشفى العسكرى ...وهناك كنت اقرأ ما حل به من وجوه الاطباء .... كانوا يعرفون الحقيقة ولكنهم لايجدون الشجاعة لمواجهتنا بها ... ولكن احد الاطباء استوقفنى وقال لى : اسمع لا فائدة لقد مات !!! لقد صدمنى فى اخى وابن عمى وصديقى .... فكرهت الاطباء لاننى اظن ان الطبيب يجب ان يكون رفيقا بالمريض واهله ... فهناك مدرستان فى مواجهة المرضى ...هناك مدرسة الصراحة , التى تنادى بان الصراحة تفيد اهل المريض فى ان يتدبروا الموقف ويستعدوا لمواجهة الحادث الأليم فيوفروا اموالهم ... وهناك مدرسة ترى ان الطب ليس علما دقيقا تماما , وانه من الممكن ان تحدث معجزة !!! ... وقد حدثت كثيرا جدا فشفى مئات المرضى ولم يكن هناك امل فى شفائهم ...بل حدث اكثر من ذلك انهم عندما فتحوا بعض المقابر وجدوا الموتى قد انتقلوا الى باب القبر !!! اى انهم لم يموتوا ... وانما دفنوا احياء !!! ...


اننى ارجو ان نتحمل صراحة الكتاب حينما نضع اصابعنا على الداء الذى شاركنا فيه جميعا بسوء الفهم وسوء التقدير او الصمت او الشوشرة ... وبذلك نساعد مصر على شفاء مصابها ونحن مصابها ... فليس صحيحا اننا لانعمل واننا كسالى نموت على مكاتبنا من كثرة النوم عليها ..والحقيقة اننا نعمل اقل مما يجب ..فالانتاج ضئيل ... ولهذا السبب فنحن نعيش على استيراد ما هو ضرورى وما هو كمالى ايضا ... ولو كانت المنتجات اكثر من الحاجة لصدرناها ... واشترينا بثمنها ما نحتاج اليه دون ان نستدين او نقترض !!! لان كل من يقرضك له شروط !! ... الفرد له شروط والبنك له شروط والدول لها شروط ايضا !! ... لاشىء من اجل سواد عينك ...

انظر الى نفسك منذ ذهبت الى عملك فى الصباح ... كم كانت الساعة عندما وصلت ؟!!... ماذا فعلت بعد القهوة والشاى والساندوتش وقراءة الصحف وافتعال المناقشات الساخنة والغضب ؟!! .. وكم مرة تحدثت باسم مصر ؟ وكم مرة صببت جم غضبك على العرب الجرب وعلى اليهود وعلى الامريكان ؟ وكم مرة حقدت على عباد الله الذين لديهم اموال طائلة ؟ او اعطاهم الله الصحة والشباب ؟ ... وبعد كل هذا وذاك كم ساعة عملت وكم عدد الذين حاولوا ان يصرفوك عن عملك وكيف انك سمحت لهم بذلك ؟!! لانك لست متحمسا للعمل ...وبسرعة غريبة اقتربت الساعة من موعد الانصراف من عملك ...وبسرعة وجدت نفسك على السلم فى الشارع لتركب سيارتك او تذهب سيرا على الاقدام الى بيتك ... لكى تأكل وتنام ثم تستيقظ مسحورا مسطولا امام الفضائيات لتملأ عقلك بشحنة اخرى من الاحاديث والمناقشات للغد !!! وهكذا انتهى اليوم دون ان تدرى !!! ودون ان تعمل ... ليبدأ يوم جديد فى خدمة مصر !!! الكتب تقول اننا نعمل اقل مما يجب !! ألم اقل لكم ارجو ان نتحمل صراحة الكتاب حينما نضع اصابعنا على الداء الذى شاركنا فيه جميعا بسوء الفهم وسوء التقدير او الصمت او الشوشرة ... وبذلك نساعد مصر على شفاء مصابها ونحن مصابها ...

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن انحنى كى اقبل الاقدام ...
- اكتبى على قبرى (شهيد العاشقين )
- العلمانية هى الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي
- تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر
- مشكلة الاخوان والسلف ان اعجزهم حكم مصر , هدموا مصر!!!
- إذا مات السيد فأقتل كلبه ... المجلس العسكرى هو السبب فيما نح ...
- فلترحلى ان كنتى تظنين انى اخون
- قصيدة (احا)....
- المجلس العسكرى يلجأ الى المخبرين لتحسين صورته امام الرأى الع ...
- الجنزورى لا يصلح رئيسا للوزراء لانه المسئول عن الاموال التى ...
- تمخض المشير فولد بيانا هزيلا ..مثله مثل مبارك ... هو بعينه ! ...
- هل يتعلم المجلس العسكرى من حكم التاريخ ام يذهب كما ذهب مبارك ...
- فى ذكرى مذبحة الاقصر ... حتى لاننسى لهم اياديهم الملطخة بدما ...
- بزنسة الدين ... وتديين البزنس
- ايتها المرأة الاستثنائية
- رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإ ...
- الشفاعة والفساد وجهان لعملة واحدة
- الفقر في مصر صناعة بشرية نجمت عن فشل سياسات التنمية
- كلاوزفيتس عبقرى العسكرية والمرأة
- نحن بحاجه لنائب برلمانى يكون قويا امينا


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها