أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس العسكرى ) الى اين؟!















المزيد.....

صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس العسكرى ) الى اين؟!


حمدى السعيد سالم

الحوار المتمدن-العدد: 3570 - 2011 / 12 / 8 - 09:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يشغلني كثيرا تقييم النتائج الأولية للإنتخابات البرلمانية في مصر، وما إذا كان الإسلاميون سيكتسحون أم لا؟ ... لأن هذا الجدل المصطنع بحرفية مقصود به صرف الأنظار عن رؤية الصورة بوضوح ، ومعطيات الواقع السياسي الراهن، والمسار الخاطئ الذي تم دفعنا إليه بدهاء شديد، لإجهاد الثورة وسحب زخمها الشعبي، وصولا إلى تصفيتها، وإعادة استنساخ النظام القديم بكل توجهاته وانحيازاته، وما يرتبط به من فساد واستبداد وتبعية....


بداءة ذى بدء أننا نعيش لحظة متوهجة من لحظات التاريخ بفضل انتفاضات الشعوب العربية شرقا ومغربا..... وهذه الثورات التي لا تزال مندلعة حتى اللحظة والتي هي محاطة بالهشاشات والأخطار، تطرح عدة تساؤلات حول منشأها ومصيرها....وأول سؤال اطرحه هو التالي : هل هي ثورات بورجوازية أم شعبية؟ من هم الذين ينزلون إلى الشارع ويعرضون أنفسهم للخطر الأعظم إذ يتظاهرون ضد الأنظمة القائمة؟ ما طبيعتهم؟ هل هم بروليتاريون أم بورجوازيون؟ والجواب هو أنهم لا هذا ولا ذاك، وإنما يخترقون كل الطبقات الاجتماعية......... فالانتفاضات العربية عبارة عن حركات عفوية بالدرجة الأولى.... وهي تهدف قبل كل شيء إلى قلب القادة المهيمنين على السلطة وكذلك الطفيليين المحيطين بهم الذين أصبحوا مليارديريين يمصون دم الشعب ويسرقون الاقتصاد الوطني ويضعونه في جيوبهم....... الشعب يتضور جوعا وهم في القصور وملايينهم في البنوك الأجنبية...... إنهم يمنعون تطور الاقتصاد الوطني ونجاح التنمية في البلاد...... وهكذا نجد أن الفقراء يزدادون فقرا والأغنياء غنى، والفساد والرشوة والمحسوبية على قدم وساق..... هذه الحالة لم تعد تطاق...... لهذا السبب، انفجر الشعب وعرض صدره للرصاص بعد أن لم يعد لديه شيء لكي يخسره..... وبالتالي فهذه الانتفاضات تهدف على المستوى الاقتصادي إلى القضاء على الطبقة الطفيلية التي تنهب الاقتصاد الوطني، وعلى المستوى السياسي إلى القضاء على الديكتاتورية وهيمنة الحزب الواحد.....

السؤال الاخر الذى اود طرحه : هل هذه الثورات خضراء او بنفسجية من صنع الولايات المتحدة الأمريكية؟ هنا نلتقي بنظرية المؤامرة التي تبناها بعض المحللين من أمثال محمد حسنين هيكل....... من المعلوم أن الولايات المتحدة لعبت دورا في اندلاع ثورات شعوب أوروبا الشرقية التي أدت إلى انهيار الاتحاد السوفياتي وجدار برلين.... فهل لعبت نفس الدور يا ترى مع الثورات العربية؟ ....... لا اعتقد أن الثورات العربية «مفبركة» من قبل المخابرات المركزية الأمريكية...... ولكن من السذاجة الاعتقاد بأن الغرب سيقف مكتوف الأيدي أمام هذه الثورات...... فمن الواضح أنه يحاول استغلال الوضع لصالحه والتأثير على المرحلة الانتقالية، لكي تجيء بأنظمة جديدة غير معادية له إن لم تكن صديقة........ لا ريب في أنه أجبر مبارك على الاستقالة بعد أن أقنع كبار قادة الجيش المصري بذلك، وضمن ولاءهم للبنتاغون، ومعلوم أن الجيش المصري يتلقى سنويا مساعدة تصل إلى المليار ونصف المليار دولار تقريبا........ لا ريب أن أمريكا تحاول التأثير على هذه الثورات العارمة وتوجيهها في الاتجاه الذي يخدم مخططاتها في المنطقة، وكذلك بشكل يتناسب مع رؤيتهم الآيديولوجية لطبيعة الديمقراطية الملائمة للعالم العربي...... في كل الأحوال، فإن القادة السابقين أصبحوا عالة على أمريكا بعد أن استنفدت خدماتهم طيلة السنوات الماضية...... وبالتالي، فمن مصلحتها أن يحل محلهم قادة جدد يتمتعون بالمشروعية لدى شعوبهم ....


فالقضية فى الثورة المصرية اذا أكبر وأبعد من اللعبة الإنتخابية، التى يصفونها ب الإنجاز الديمقراطي التاريخي الوهمي بالطبع، فيما لو توقفنا عندها ولو قليلا سنرى أن الإنتهاكات عديدة للقانون الإنتخابي وثمة عديد من الممارسات التى تحمل شبهة تزييف الارادة، بالتأثير على الناخبين حتي داخل اللجان.....واستغلال الفصيل الإسلامي جهل أو فقر الغالبية لتوجيهها لصالح مرشحيه....... فضلا عن الشحن الطائفي، الذي لم تحرك الجهة الإدارية المسئولة عن الإنتخابات ساكنا للتعاطي مع أيا منها، لغرض في نفس يعقوب....... بل شاركت في تعطيل التصويت بحيل مختلفة : كتأخير فتح اللجان أو وصول أوراق التصويت أو إستغلال أية مشاجرة محدودة لإغلاق لجنة اقتراع.... رغم تخويفها الجماهير بغرامة مالية باهظة ، لدفعهم للانتظام في طوابير طويلة دون رغبة أو إرادة حقيقية أو إستيعاب لماهية الانتخابات ..... والذهاب بشكل عشوائي دون معرفة لمن سيتم التصويت، لهدف تريده السلطة العسكرية الانتقالية...... وهو المطلوب اثباته تلك الصورة الزائفة التى يراد تصديرها للإعلام الداخلي والخارجي عن الإقبال المنقطع النظير..... وانحياز الغالبية لخيارات المجلس العسكري الصائبة ، وما صاحب ذلك من قدرة مفاجئة على ضبط الفلتان الأمني ، وكف يد البلطجية !!!....


وما حديث العرس الديمقراطي ومحاولة إظهار إجراء الانتخابات في هذا التوقيت كثمرة للثورة، وإدعاء أن موسم الحصاد قد حل، وتضخيم هذا الفعل الخاطئ في التوقيت الخاطئ إلا أكذوبة من ضمن عشرات الأكاذيب التى يتم تصديرها للجماهير...... في إطار الدور الخبيث الذي يلعبه إعلام التعبئة الموجه، أحد أذرع المجلس العسكري الحاكم في مصر لتقويض الثورة.....الإنتخابات لم تأت كوفاء من العسكر بإلتزاماتهم نحو جدول زمني لنقل السلطة للمدنيين عبر صندوق الإنتخاب، ولا هي خطوة جادة وعاجلة للإستقرار، وإعادة بناء المؤسسات على أسس ديمقراطية عصرية، وأنما أحد آليات المراوغة، واللعب على تناقضات القوى السياسية وإنتهازية الكثير منها للهروب من استحقاقات المرحلة الثورية، وإستكمال مسيرة العودة للوراء التى ستكتمل بالإتيان غالبا برئيس من المؤسسة العسكرية أو ممن على صلة بها، ويحظي بالرضا الأمريكي الإسرائيلي مثلما ذكر من قبل مصطفي الفقي أحد رجال مبارك ......


لقد جرى ترويج مفردات من قبيل الاستقرار والإرادة الشعبية، والإسراع بنقل السلطة للمدنيين وبناء المؤسسات تتكرر بشكل حرفي ....... بما في ذلك ذات المعالجات الإعلامية المنحازة والمضللة، والأهم من ذلك بقاء تلك التحالفات المناهضة لإستكمال الثورة لأهدافها من إسلاميين وعسكر..... لقد كان الإستفتاء على التعديلات الدستورية فكرة جهنمية لجأ إليها المجلس العسكري لضرب وحدة الموقف وخلق حالة صراع منهك لكل التيارات سياسيا وطائفيا.....وكان بمثابة خنجر في ظهر الموجة الأولى للثورة المصرية... وكذلك الإنتخابات في هذا التوقيت خنجرا آخر ينال من الموجة الثانية للثورة، ويضعف إنطلاقتها.... عبر لعبة الإلهاء وتزييف الوعي وبيع الوهم للجماهير العريضة التى ُُصور لها إستكمال الثورة يأخذنا إلى المجهول والفوضي بتحريض من أياد خارجية..... وأن ثمة تناقضا بين الحاجة للإستقرار، والمد الثوري الراغب في التطهير وهدم بنية الفساد والاستبداد، ثم وضع أسس للبناء الديمقراطي السليم يبدأ بصياغة دستور توافقي تشارك فيه كل أطياف المجتمع، قبل الشروع في عملية تأسيس النظام الجديد....


المجلس العسكري المباركى يؤدى دوره على اكمل وجه و بإقتدار كبير يحسد عليه و بدعم وترحيب دولي واقليمي تقوده واشنطن...... حيث يقوم بترميم الشروخ التى حدثت للنظام المباركى الذي لم ينهار عكس ما يتم ترويجه.....ويحافظ على شبكة المصالح الداخلية والخارجية..... وأولها مصالح أمريكا واسرائيل .... وعلاقة التبعية المتوارثة من حقبة السادات...... والإنزواء القسري داخل الحدود دون تمدد في المحيط العربي والأفريقي...... وعدم الخروج من دائرة اقتصاد السوق الرأسمالية، وترك عوامل التخلف المجتمعي من فقر وجهل ومرض.... لكن المستغرب بل الاغرب من الخيال الدور الذي لا تزال تلعبه القوى الإسلامية..... بعد أن خلع المجلس العسكري قناع تأييد الثورة والزهد في السلطة والرغبة في بناء دولة ديمقراطية حديثة...... وبات واضحا أنه يتلاعب بالجميع ويستخدم كل فصيل في مواجهة فصيل آخر، ليستضعف الكل.... ويبقي في النهاية هو الأقوى والمسيطر على مقاليد الأمور... ولا عزاء للاغبياء !!!!


الإسلاميون لن يشكلوا حكومة حال حصولهم على أغلبية برلمانية ، مصر ليست تونس !!!......حيث لا يزال المجلس العسكري يعمل بدستور مبارك الساقط، وإن تحدث عن إعلان دستوري لم يكن الهدف منه سوى إعطـــاء شرعية للمجلس العسكرى كما صرح اعضاء المجلس العسكرى..... لذلك سيظل المجلس محتفظا بالسلطة التنفيذية وحق تشكيل الحكومة.... وقد استبق نتائج الانتخابات بإستحضار أحد رموز عهد مبارك الجنزوري لهذه المهمة ذات الرسالة الواضحة للإسلاميين ....لكن يبدو أن شهوة السلطة المسيطرة على الفصيل الإسلامي، وبخاصة الاخوان، ونشوة الانتصار الزائف، تجعلهم لا يرون الحقيقة الواضحة للعيان، والضربات الموجعة التى تنتظرهم، وستطيح بكل توقعاتهم المفرطة.....والبرلمان القادم لن يكون له صلاحيات تشريعية لأن المجلس العسكري استغل حل البرلمان ومرر العديد من القوانين التى تخدم توجهات المجلس العسكرى فى الفترة القادمة .... وأيضا لن يكون للبرلمان القادم صلاحيات رقابية لأن العسكر لن يقبل بالرقابة على تصرفاتهم...... أي أنه مجلس صوري بإمتياز او مجلس خيال مآته ، بلا صلاحية، كما أشار عضو المجلس العسكري ممدوح شاهين في أحد تصريحاته الأخيرة التى لا أعرف كيف لم تصدم الإسلاميين، وتجعلهم يراجعون أنفسهم...


لذلك اقول ان الصراع قادم لامحالة بين المجلس العسكرى والتيار الدينى ممثلا فى الاخوان والسلف ... لانه صراع الافيال الطامحة لحكم الغابة مع الاسد .... ما يستلفت الانظار ان الاخوان والتيار الدينى خذلوا القوى الثورية وراهنوا بانتهازية غريبة على الوهم !!! دون ان يتعلموا الدرس او يقرأوا ما بين السطور وما هو مكنون فى الصدور !!!!

حمدى السعيد سالم



#حمدى_السعيد_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جرح بملامح انسان
- قررت ان اكرهك
- ساعدوا مصر على شفاء مصابها فنحن مصابها
- لن انحنى كى اقبل الاقدام ...
- اكتبى على قبرى (شهيد العاشقين )
- العلمانية هى الفصل بين ما هو ديني وما هو دنيوي
- تحالفات الظلام بين الاخوان والامريكان لحكم مصر
- مشكلة الاخوان والسلف ان اعجزهم حكم مصر , هدموا مصر!!!
- إذا مات السيد فأقتل كلبه ... المجلس العسكرى هو السبب فيما نح ...
- فلترحلى ان كنتى تظنين انى اخون
- قصيدة (احا)....
- المجلس العسكرى يلجأ الى المخبرين لتحسين صورته امام الرأى الع ...
- الجنزورى لا يصلح رئيسا للوزراء لانه المسئول عن الاموال التى ...
- تمخض المشير فولد بيانا هزيلا ..مثله مثل مبارك ... هو بعينه ! ...
- هل يتعلم المجلس العسكرى من حكم التاريخ ام يذهب كما ذهب مبارك ...
- فى ذكرى مذبحة الاقصر ... حتى لاننسى لهم اياديهم الملطخة بدما ...
- بزنسة الدين ... وتديين البزنس
- ايتها المرأة الاستثنائية
- رحل الشوان أهم العملاء الذين شهدهم صراع المخابرات المصري الإ ...
- الشفاعة والفساد وجهان لعملة واحدة


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى السعيد سالم - صراع الافيال ( التيار الدينى ) لحكم الغابة مع الاسود (المجلس العسكرى ) الى اين؟!