أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 7 )















المزيد.....

التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 7 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3577 - 2011 / 12 / 15 - 19:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محطات الانقلابية والشعبوية
يتبين مما سبق تحليله أن تاريخ الاتحاد الوطني /الاشتراكي حتى المؤتمر الاستثنائي المنعقد في سنة 1975 ، منذ خروجه عن حزب الاستقلال بتواطؤ مع افقير، كان في غالبه مطبوعا بالكولسة والمؤامرة ، وطغى على معظم تحركات قادته الازدواجية في الممارسة السياسية . فكانوا يجمعون بين خطين متعارضين ، خط البلانكية التي اتضحت في عدة محاولات للانقضاض على الحكم ، وخط الشفافية السياسية الذي لم يكن في حقيقة الأمر غير غطاء سياسي للخط الأول . ولعل هذا مرده كان بسبب الأدوار التي كانت موكولة إلى مختلف الفرق السياسية التي كانت تتعايش داخل الحزب . لقد أدى هذا الوضع بالحزب الى سقوطه في الارتباك والفوضى التنظيمية والغياب الإيديولوجي مع تعويضه بالسياسي ، فكان من نتيجة ذلك ان في كل مرة كان الحزب يحاول القفزة النوعية ،يجد نفسه لم يتخطى حتى مرحلة الطفرة النوعية التي هي ضرورية ولازمة للوصول إلى القفزة . فكان الحزب بذلك يجد نفسه يدور في حلقة مفرغة ، كانت نتائجها كثرة الانشقاقات والانسحابات التي كان يعرفها كلما فشل في مهمة من المهمات التنظيمية والإستراتيجية ، فكان أول انسحاب عرفه الحزب عندما خرجت عنه مجموعة ماركسية لينينية أنشئت منظمة عرفت في بداية السبعينات بمنظمة 23 مارس . بعد هذا كان خروج الجناح السياسي في 30 يوليوز سنة 1972 ، فخروج حركة الاختيار الثوري بعد البيان السياسي والإيديولوجي للمؤتمر الاستثنائي لسنة 1975 ، ثم خروج مجموعة اللجنة الإدارية الوطنية التي أسست حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي في سنة 1991 ، وأخيرا خروج مجموعة الوفاء للديمقراطية والتحاقها بالحزب الاشتراكي الموحد ، ثم خروج مجموعة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل وتأسيسها حزب المؤتمر الوطني التي خرج عنه الحزب الاشتراكي الذي انضم مع المؤتمر الى التحالف من اجل الديمقراطية التي كونته ثمانية أحزاب تشتت شملها بمجرد فوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية مقاعد مجلس النواب .
1 – إن أول مشاهد الانقلابات التي قامت بها القيادة البلانكية والشعبوية ، كانت حينما تحالفت مع الجنرال محمد أفقير في مؤامرة 25 يناير 1959 التي أحدثت انقلابا داخل حزب الاستقلال كأكبر حزب كان ينافس القصر ، فتكون على إثره حزب جديد في 6 شتنبر من نفس السنة ، عرف بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي دخل مع أفقير في تسابق حاد ، وصراع مرير لحسم مسالة الحكم بالقوة لصالح احد الأطراف المتصارعة . فكان هذا سببا مباشرا في عملية اختفاء المهدي كمعادلة كانت صعبة الحل من لدن أفقير، ومن لدن اقرب المقربين إليه في الحزب . وفي اللقاء الذي سبق لقناة الجزيرة القطرية ان أجرته مع المعارض حميد برادة اعترف هذا الأخير بهذه المؤامرة حول اختفاء المهدي بن بركة . ومما قاله في هذا الصدد ان شخصية المهدي كانت تثير اقرب المقربين إليه مثل الفقيه محمد البصري . وهذا يعني التقاء عدة أطراف التقت مصالحها مع الجنرال في ضرورة أبعاد المهدي الذي كان منافسا صلبا للجميع ووحده كان مؤهلا لاستلام قيادة الحكم في المغرب .
2 -- المؤامرة الثانية في تاريخ البلانكيين والشعبويين ، كانت عندما أيدت الجزائر في حربها ضد المغرب سنة 1963 ، وهي الحرب المعروفة بحب الرمال . وكان السبب الذي دفع بعض قيادة الاتحاد الى هذا الموقف الخطير ، اعتبار ان الحرب بين المغرب والجزائر، هي حرب بين نمطين سياسيين متعارضين . نظام ملكي ( رجعي عميل للصهيونية ويؤتمر بأوامر الدوائر الامبريالية ، ونظام جزائري ( جمهوري تقدمي وثوري مرتبط بأعظم دول اشتراكية الاتحاد السوفيتي ) المنهار .وللتذكير فان المخابرات الجزائرية والسورية كانتا ضالعتين في العديد من الأحداث التي شهدها المغرب مثل مؤامرة 3 مارس 1973 المعروفة بأحداث خنيفرة مولاي بوعزة بالأطلس المتوسط .
3 – المؤامرة الثالثة في نهج القيادة البلانكية والشعبوية ، كانت مؤامرة 16 يوليوز 1963 التي قادتها منظمتان مسلحتان الأولى تابعة للفقيه محمد البصري ، بينما كانت تتبع الثانية لشيخ العرب المسمى احمد اجوليز ولمومن الديوري . وكان المهدي بن بركة دينامو حركة 6 شتنبر يتولى التنسيق بين التنظيمين ، وكان يتولى تمويلهما من الأموال التي كانت تصله من الجزائر ، سورية ، العراق ومصر جمال عبد الناصر . لقد أفشى سرهما احد السوريين من القيادة القطرية لحزب البعث السوري يسمى دنيال عطيف . وللإشارة فبعد إحباط المحاولة البلانكية ، شرعت المحاكم في استنطاق المتهمين ، وكان نصيب اليوسفي سنتين سجنا موقوفة التنفيذ ، وأطلق سراح الفقيه محمد البصري وبقية المعتقلين في ربيع 1964 ، حيث سهل الجنرال محمد أفقير للبصري الخروج من المغرب واللقاء بأنطوان لوبيز المسئول عن امن مطار اورالي والمتورط في عملية اختطاف المهدي من باريس من أمام مقهى ليب .
4 – المؤامرة الرابعة للقيادة البلانكية ، كانت في الانتفاضة المسلحة في 3 مارس 1973 التي كانت امتدادا للانقلاب العسكري للجنرال أفقير في 16 غشت 1972 . لقد كانت تلك المؤامرة بإيعاز وتنسيق من المخابرات الجزائرية التي كانت تبحث عن إشعال حرب أهلية مغربية قصد الإطاحة بالملكية وتعويضها بجمهورية على طريقة الجمهوريات العربية
5 – المؤامرة الخامسة كانت لما نسق الفقيه محمد البصري مع الجنرال محمد أفقير انقلاب الطائرة الملكية في 16 غشت 1972 الذي كان يهدف الى التصفية الجسدية لشخص الحسن الثاني وأفراد الأسرة الملكية .
6 – المؤامرة السادسة كانت لما حاول الجنرال احمد الدليمي التنسيق مع الفقيه محمد البصري واحمد رامي للانقلاب الذي كان يحضر له مباشرة بعد أحداث 20 يونيو 1981 ، وهي المحاولة التي انتهت بمصرع الجنرال وإلقاء القبض على العديد من معاونيه
7 – المؤامرة السابعة كانت في 30 يوليوز 1972 عندما تم تنظيم انقلاب تنظيمي ضد الأستاذ عبدالله إبراهيم رحمه الله الذي كان يدعو الى اعتماد سياسة المراحل في الإصلاحات السياسية ، وكان ضد الانقلابية الفوقية والتآمر في الدهاليز . كما كان ضد تسخير الطبقة العاملة لخدمة أهداف سياسية حزبية ضيقة بعيدة كل البعد عن هموم الشغيلة المغربية التي تاجر بها السماسرة ومصاصو الدماء على اختلاف مشاربهم السياسية والمذهبية ، وجعلوها مطية لخدمة مآربهم الشخصية والزبونية . وقد تمت هذه المؤامرة درجتها القصوى عندما تم التنازل عن اسم الاتحاد الوطني وتعويضه باسم الاتحاد الاشتراكي في سنة 1974
8 – المؤامرة الثامنة كانت انقلاب 11 يناير 1975 الذي تم قطعت فيه القيادة البرجوازية مع خط النضال الاتحادي الراديكالي الذي تجسد في المؤتمر التأسيسي ، والمؤتمر الثاني ، وتجسد في تصريحات قادة الحزب النارية بخصوص الأزمة التي كانت تسترعي باهتمام الطبقة السياسية المغربية في فهمها طرق تدبير الشأن العام بالمغرب . لقد تسببت تلك المؤامرة في خروج مجموعة من المناضلين في المهجر التي ظلت وفية لثراة الاختيار الثوري الذي ضمنه المهدي بن بركة جميع أفكاره في الكراس المعنون ب ( الاختيار الثوري )،فأسست حركة عرفت بحركة الاختيار الثوري التي حلت نفسها في تسعينات القرن الماضي ، وانضمامها مجددا الى صفوف حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي . يلاحظ ان حركة الاختيار الثوري أصدرت بيانا شديد اللهجة في سنة 1982 تعلن فيه طرد الفقيه محمد البصري ومبارك بودرقة من صفوفها ، بعد ان حملته مسئولية الإخفاقات والانتكاسات المريرة التي أصابت الحركة الاتحادية بكل تلاوينها وفروعها ، وبعد ان استمر في اللعب على التناقضات بين الأنظمة السياسية العربية ، وأجهزتها المخابراتية ، وبعد محاولته الفاشلة الارتماء في أحضان النظام الإسلامي الإيراني الذي رفضه بالمطلق . وبعد ان أدانت حركة الاختيار الثوري السياسات الشعبوية والبلانكية دعت الى تبني خط الجماهير في النضال ضد القوى المعادية ( سننشر في ختام هذا البحث نص البيان )
9 – المؤامرة التاسعة وكانت في 8 ماي 1983 التي كانت انقلابا مدروسا مع إدريس البصري وزير الداخلية السابق ، أدى إلى دخول الأستاذ عبد الرحمان بنعمرو واحمد بن جلون ومن معهما الى السجن ، ودخول مجموعة المكتب السياسي الى الحكومة . وهنا نتساءل ، اذا كانت أسباب الصراع بين الاتجاهين يحوم حول الموقف من المشاركة في الانتخابات ، فان مشاركة حزب الطليعة في انتخابات 2007 وبدون شروط ، ودون ان يتحقق له أدنى مطلب من المطالب التي دأب يتحجج بها منذ الستينات يطرح السؤال التالي : من كان محقا في صراع 8 ماي 1988 . هل مجموعة المكتب السياسي ام مجموعة اللجنة الإدارية الوطنية ؟ ومن خلال مشاركة الحزب وبدون شروط حيث قدم شيكا على بياض في انتخابات 2007 ، تكون مجموعة المكتب السياسي هي وحدها أحق
10 – المؤامرة العاشرة كانت مهزلة ما عرف في حينه بالمؤتمر الوطني السادس الذي عرف إنزال غرباء لا علاقة لهم بالحزب ، كما عرف تزوير قوائم المؤتمرين في مسرحية أدانتها في حينها المعارضة
(( يتبع ))



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 6 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 5 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 4 )
- منتصف الطريق فالإجهاض
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 2 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 1 )
- مقاطعة الانتخابات في المغرب ( الخطر قد يقترب )
- ردا على مزاعم بعض المشارقة بخصوص الاستفتاء بالصحراء
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية الكردية وحقوق الأقليا ...
- استثناء الاستثناء المغربي
- مقاطعة الاستفتاء على الدستور
- هل تم تعبيد الطريق الى فلسطين ؟
- نقد مقولة الصراع الطبقي بالمغرب
- تيارات سياسية مؤتمرات أوطمية
- مراوحة السياسة التكنولوجية العربية بين النقل والتبعية
- نظام الاقتراع الأكثر ديمقراطية : هل هو نظام اللائحة أم الاقت ...
- المجلس الدستوري يعلن رسميا موافقة المغاربة على الدستور
- ثوار الإسلام السياسي
- الجماعات الاسلاموية ودولة الحقوق والواجبات


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 7 )