أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 4 )















المزيد.....

التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 4 )


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 22:34
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



الفصل الثاني : الامبريالية العالمية :
نقصد بالامبريالية العالمية أجهزة الاستعلامات العامة المرتبطة بالولايات المتحدة الأمريكية ، فرنسا وإسرائيل . وبالنظر الى طبيعة ونوع الصراع الإيديولوجي بين المعسكر ( الاشتراكي ) سابقا بقيادة الاتحاد السوفيتي المنحل الذي كان يتعاطف معه المهدي بن بركة ، وبين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كان من السهولة إلقاء تهمة اختطاف المهدي وقتله على هذه الأجهزة بسبب نوع المواضيع والقضايا التي كانت تحظى بالاهتمامات السياسية للمهدي بن بركة ، وهي قضايا كان اصل الصراع بين المعسكرين المتقابلين ، وفي نفس الوقت كانت تحظى بدعم الاتجاهات القومية في البلاد العربية ، وهو ما يترجمه ارتياد المهدي المستمر على القاهرة ، كما يفسره ارتياد الفقيه البصري على القاهرة ، دمشق ، بغداد والجزائر العاصمة .
فبالنسبة لوكالة المخابرات الأمريكية ، فهي كانت منزعجة من أنشطة المهدي القارية ، وكانت تعتبر ان ما كان يقوم به يشكل خطرا على مصالحها الإستراتيجية المهددة من طرف الاتحاد السوفيتي ، ودول حلف وارسو . لقد كان المهدي بن بركة في اللقاءات الدولية الشعبية دائم التنديد والانتقاد للدور الذي كانت تقوم به الولايات المتحدة خاصة في العالم الثالث ، فكان يشجب مساندتها اللامشروطة لصالح أنظمة كان يصفها بالرجعية ، فكان يناصر بذلك حركات التحرر الوطني والعالمي في القارات الخمس . ففي غشت 1965 ، اي شهرين قبل اختطافه ، ألقى خطابا عنيفا هاجم فيه الامبريالية الأمريكية في اللقاء الدولي الذي عرفته ناكازاكي اليابانية ترحما على ضحايا القنبلة النووية الأمريكية على مدينة ناكازاكي وهيروشيما اليابانيتين . فاستغل اللقاء ليوجه إدانة صارخة إلى الدور المباشر للامبريالية الأمريكية في حرب الفيتنام والكمبودج بالهند الصينية .
وفي يوليوز 1965 توجه الى العاصمة الصينية بكين لإقناع قادتها الذين كانوا على خلاف مع الحزب الشيوعي الروسي بحضور مؤتمر القارات الثلاث بهافانا بكوبا . ان هذا التحرك كان يزعج كثيرا الولايات المتحدة الأمريكية ، وحلفاءها الأوربيين خاصة فرنسا وبريطانيا الذين كانوا يراهنون على تعميق الفجوة بين موسكو وبيكين لإضعاف المعسكر ( الاشتراكي ) الذي دبت خلافاته منذ ربيع براغ الذي سحقته الدبابات السوفيتية .
في أول شتنبر 1965 توجه المهدي الى القاهرة من اجل التحضير لنفس المؤتمر ، مؤتمر القارات الثلاث . وفي أخر شتنبر من نفس السنة سيلتقي فيديل كاسترو للتداول في نفس الموضوع . كل هذا وغيره كثير أزعج الإدارة الأمريكية التي بدأت تستشعر الخطر بان عودة المهدي بن بركة الى المغرب باقتراح وطلب من الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله ، ومشاركته في حكومة وحدة وطنية مع حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال مع بعض الشخصيات المرتبطة بالقصر الملكي ، يمثل ويشكل خطرا محدقا بمصالح إستراتيجية بشمال إفريقيا بوجه عام وبالمغرب بوجه خاص حيث القواعد العسكرية للولايات المتحدة الأمريكية بالقنيطرة وسيدي سليمان ، وحيث الخبراء والمستشارون العسكريون والأمنيون المنتشرون في العديد من القطاعات الوطنية المغربية . وهذا من شانه في نظرهم أن يحول المغرب الى قاعدة لوجستيكية للاتحاد السوفيتي . لذا فالمخابرات الأمريكية كانت تنظر في تحركات المهدي تهديدا لمصالحها ، فكانت تتمنى إزاحته من الساحة بأية طريقة كانت بما فيها التصفية الجسدية . والحقيقة فوكالة المخابرات الأمريكية لا دخل لها ، ولا يد لها في قضية المهدي بن بركة ، رغم انه كان عدوا رئيسيا لها . وان محاولة توريط هذه الوكالة في قضية المهدي هو فقط قصد إعطاء القضية حجما اكبر منها ، وتحويلها من صراع وطني على السلطة الى صراع دولي بإعطائها بعدا دوليا وبعدا قويا أكثر من الذي تشغله حقيقة ، وحتى يتمكن هؤلاء من الاستمرار في اللعب على التناقضات التي كانت بين المعسكرين الشرقي والغربي ، وفي ابتزاز النظام المغربي لخدمة أغراض شخصية لا علاقة لها بحقيقة اختطاف المهدي .
ومثل وكالة المخابرات الأمريكية ، فان الموساد الإسرائيلي كان يرى في تحركات المهدي بن بركة في المحافل الدولية المنددة على الطريقة الناصرية والبعثية بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ، وبوجود إسرائيل كأداة في يد الامبريالية الأمريكية للسيطرة على المقدرات العربية وقهر شعوبها ، ومن ثم الدعوة لمحاربتها ، كانت ترى في ذلك تهديدا لمصالحها ولأمنها القومي بالمنطقة العربية .
من 30 مارس الى 16 ابريل 1965 شارك المهدي بن بركة في المؤتمر الدولي المنعقد بالقاهرة بشان القضية الفلسطينية . وفي هذا المؤتمر أدان المهدي بن بركة دور إسرائيل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وبالقارة الإفريقية جمعاء . وأمام حشد من كبير من الطلاب العرب بالحي الجامعي بالقاهرة ، ألقى المهدي بن بركة خطابا عنيفا تناقله وكالات الأنباء العالمية ، وأجهزة المخابرات الغربية المتواجدة بالقاهرة أدان فيه دور إسرائيل الخطير في القارة الإفريقية ، واعتبره مكملا للآلة الامبريالية ضد الثورة العربية . ومما قاله المهدي بن بركة في هذا الصدد قولته الشهيرة " حينما تفشل الامبريالية تعوضها إسرائيل كمكمل استراتيجي " . لقد كان المهدي رحمه الله يعتبر النضال العربي ضد إسرائيل جزء من النضال العالمي من اجل الحرية والتقدم الإنساني والاشتراكية . أما النضال الفلسطيني فكان في نظره جزء من النضال العالمي ضد الصهيونية ، والامبريالية في إفريقيا واسيا وأمريكا اللاتينية والجنوبية . واعتبر كذلك ان المشكل ليس بين العرب واليهود ، ولكنه بين الصهيونية والامبريالية وبين الثورة العربية وبدوا أي شوفينية ضيقة .
لذا فالموساد الذي كان موجودا بالمغرب ببطائق أمريكية وفرنسية وبريطانية واسبانية وألمانية ، كان مثل وكالة المخابرات الأمريكية ، يرى في عودة المهدي بن بركة الى المغرب ، ومشاركته في حكومة من تخطيط الحسن الثاني رحمه الله ، تهديدا يمس مصالح إسرائيل الإستراتيجية . وإذا كان المهدي بتصريحاته وتحركاته القارية يستفز إسرائيل وعملاءها ، وكانت هذه تعتبره مصدر إزعاج وتهديد ، فمثل وكالة المخابرات الأمريكية ، فان الموساد الإسرائيلي لا يد له في قضية المهدي بن بركة ، وان كان يتمنى إزاحته من مشهد الأحداث بآي ثمن ، بما فيه التصفية الجسدية . وان الهدف من قيام البعض بتوجيه تهمة اختطاف المهدي الى الموساد كان بسبب رغبتهم في إعطاء القضية بعدا دوليا مخابراتيا في إطار الصراع الذي كان محتدما بين الشرق والغرب ، وإعطاءها بعدا عربيا قوميا بسبب تعاطف المهدي واستلهامه النموذج البعثي والناصري وجبهة التحرير الوطني في الجزائر .
اذا كان وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي غير متورطين مباشرة في عملية اختطاف المهدي ، رغم كونهما كانا يتمنيان تصفيته لإزالة الخطر الذي كان يشكله على مصالحهما ، فان هاذين الجهازين اللذين كانا متغلغلين بالمنطقة ، كانا يعرفان جيدا الجهة او القوة التي كان المهدي يشكل خطرا على مصالحها ، وكانت هي بدورها تشكل خطرا على مخططاته ومصالحه . وكان هاذين الجهازين ، الموساد ووكالة المخابرات الأمريكية والفرنسية يعرفون ان الصراع بين البلانكيين المهدي، الفقيه البصري ، مومن الديوري وشيخ العرب ومن معهم من أنصار الجمهورية البرلمانية على الطريقة العربية ، وبين العسكريين من الجنرال محمد أفقير و الجنرال احمد الدليمي . وحيث ان ميزان القوة مختل لصالح العسكريين الذين كانوا يحسنون كيفية إدارة دفة الصراع ، فان هؤلاء سوف لن تركوا للمهدي بن بركة فرصة السبق لاستلام الحكم حتى يتسنى له تصفيتهم . لذا فان وجود المهدي من عدمه أضحى مسالة وقت بسبب كثرة الأعداء الذين يتحالفون من وراءه ( أفقير + الفقيه البصري + الدليمي ) . و مادام يوجد من سيتكفل بالمهمة التي كانت متوقعة بنسبة كبيرة ، فلا داعي لتلطيخ أيديهم ، اي وكالة المخابرات الأمريكية ثم الموساد فالمخابرات الفرنسية في قضية تبدو محسومة مسبقا سيما وان مؤشرات تصفية المهدي من قبل خصومه من سياسيين ( الفقيه البصري ) وعسكريين ( أفقير – الدليمي)كانت متوقعة بنسبة كبيرة جدا بسبب التهديد الذي كان المهدي يشكله على مصالحهما . لقد كان المهدي ومن معه ( المنظمتان المسلحتان احدهما ترأسها البصري والثانية تزعمها مومن الديوري وشيخ العرب ) وافقير والدليمي يتنافسان من اجل السبق لحسم مسالة الحكم لصالح كل منهما . لقد كانت مخططات المهدي بن بركة وقيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الشعبوية انقلابية ، كما كانت مخططات أفقير الدليمي انقلابية تؤسس لجمهورية العسكر . فالصراع كان بين مشروعين متقابلين يلتقيان في هدف واحد هو قلب النظام الملكي وتعويضه بنظام جمهوري . المشروع الأول كان يهدف الى إقامة جمهورية انتخابية برلمانية متأثرا في ذلك بالتجارب الناصرية والبعثية والجزائرية ، وهذا ترجمه الواقع في مؤامرة 16 يوليوز 1963 التي كانت تهدف التصفية الجسدية للحسن الثاني . وقد كان مصدر هذه الأحداث منظمتان مسلحتان إحداهما كانت تابعة للفقيه محمد البصري ، في حين كانت الثانية تابعة لأحمد اجوليز الملقب بشيخ العرب ومومن الديوري . وكان المهدي بن بركة صلة الوصل التي كانت تنسق بين التنظيمين . لقد اعترف حميد برادة الذي أدين بعقوبة الإعدام مع المهدي بن بركة بسبب مساندتهما مع قيادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وقيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، الطغمة العسكرية في الجزائر في حرب الرمال مع المغرب في سنة 1963 بمؤامرة 16 يوليوز التي كانت ستؤسس لنظام جمهوري . لقد حاول الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي لما كان وزيرا أولا في ( الحكومة الانتقالية ) إنكار تلك المساندة معتقدا عن بلادة ان المخزن يجهل التاريخ ويجهل الأحداث التي كانت ستعصف بالملكية لصالح أنظمة جمهورية نسخة عن الجمهوريات الشرق – أوسطية . وللإشارة فان حميد برادة الذي كان ينتمي الى حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، انتخب رئيسا للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في المؤتمر الوطني الثامن الذي انعقد بالدار البيضاء في 30 يوليوز 1963 ( انعقاد المؤتمر بالدار البيضاء المدينة العمالية كانت له دلالة على شرارة 23 مارس 1965 ) . وفي الاستجواب الذي أجرته جريدة الصحيفة في عددها 20 مع الأستاذ محمد بن سعيد ايت ايدر اعترف بدوره بمسؤولية الجناح البلانكي الانقلابي في حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في مؤامرة 16 يوليوز 1963 . ان نفس التنظيم كانت مسئولا عن أحداث 3 مارس 1973 المعروفة بأحداث خنيفرة – مولاي بوعزة ، وهي الأحداث التي تنكر لها الفقيه البصري في الاستجواب الذي أجربته معه جريدة الزمن المغربية في عددها 64 ، حيث تنكر الفقيه البصري للإحداث وتنصل منها معتبرا ان الرفاق ضاق بهم الحال في الجزائر فقرروا الدخول للموت في المغرب بدل الانتظار في قواعد تندوف ، فهم دخلوا دون علمه حيث ادعى انه كان حينها بالشرق العربي بين سورية والعراق رغم انه هو المسئول عنهم أخلاقيا وقانونيا ، لأنه هو راس التنظيم الذي كان ينسق مع القيادة العسكرية في الجزائر وسورية وليبيا . ان هؤلاء الضحايا الذين سماهم الكاتب المغربي بنونة ( ثوار بلا مجد ) المرتبطين بأحداث 3 مارس 1973 ، والتي كانت من تخطيط الفقيه محمد البصري ( معسكرات التدريب العسكرية في سورية والجزائر ) شبههم الفقيه البصري في ذاك الاستجواب بالقطعان التي ضاقت درعا في الجزائر فقرروا الدخول زرافات الى المغرب للموت والانتحار فيه انتحارا جماعيا . وكأن هؤلاء كانوا يعانون من مرض نفسي اضطرهم للدخول الى المغرب لمواجهة مصيرهم الذي تنكر له الفقيه البصري الذي تنكر حتى لحركة الاختيار الثوري التي كان احد قادتها المؤسسين . ومما قاله بخصوص هذه الحركة ( حركة الاختيار الثوري ) ، انه اعتبرها مجرد نادي للنقاش الفكري ، أي نادي للثرثرة وتبادل الكلام من اجل الكلام ، وهو هنا يريد التقليل من حجم الحركة بعد ان دخلت معه في خلاف تنظيمي وإيديولوجي أدى الى صدور قرار من قبل الحركة يقضي بطرد الفقيه ومعه مبارك بودركة المكنى عباس من صفوف التنظيم ، بسبب عدم قطعه مع البلانكية وإيمانه الأعمى بان التغيير الجذري للملكية باتي من فوق وبالتنسيق مع ضباط الجيش ( الوطنيين ) تم محاولته الفاشلة بالارتماء في أحضان النظام الإيراني الإسلامي الذي رفض التعامل معه ( سننشر رسالة الطرد في آخر الدراسة ) . ان حركة الاختيار الثوري التي اعتبرها الفقيه محمد البصري مجرد نادي للنقاش تأسست كخط ثوري يعتمد الماركسية كمنهج في التحليل ، ضمن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، ضدا على الارتداد والتحريف اللذين أصابا الحزب عند عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي في سنة 1975 ، وهو المؤتمر الذي قطع فيه أصحابه مع خط النضال الاتحادي الراديكالي الذي جسدته قرارات المؤتمر التأسيسي لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، وقرارات المؤتمر الثاني ، ثم تصريحات قادة الاتحاد بخصوص الشام العام المغربي وعلى رأسهم المهدي بن بركة ، الفقيه البصري ، مومن الديوري ، عبد السلام الجبلي ، محمد بن سعيد ايت ايدر ، عبدا لرحمان اليوسفي عبد الفتاح سباطة .. وهي التصريحات التي كانت تمس البرلمان الحكومة والنظام الملكي ، تم هناك أحداث 16 يوليوز 1963 وأحداث 3 مارس 1973 بمنطقة الأطلس المتوسط .
يلاحظ الآن ان حركة الاختيار الثوري التي تأسست بعد المؤتمر الاستثنائي ضدا على قراراته ، فبعد حل نفسها في فرنسا ومعاودتها الالتحاق بحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي كان قادته من ابرز الوجوه التي ساهمت في إخراج التقرير الإيديولوجي للمؤتمر الاستثنائي ، تكون بدورها قد تخلت عن ماضي الاتحاد الراديكالي ، وتخندقت ضمن اصطحاب المنهجية الديمقراطية والإصلاح من داخل النظام وليس من خارجه . وللتدليل أكثر فان حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي ضم الجناح الراديكالي الذي انفصل عن حزب الاتحاد الاشتراكي في بداية ثمانينات القرن الماضي ، وضم مناضلي حركة الاختيار الثوري بعد حل نفسها في باريس ، وضم مناضلي رابطة العمل الثوري بالمغرب التي حلت بدورها نفسها والتحقت بالحزب ألمدكور ، شارك في الانتخابات التشريعية لسنة 2007 دون ان يتحقق له أدنى مطلب من المطالب التي دأب يتحجج بها لمقاطعة الانتخابات منذ ستينات القرن الماضي ، اي لما كان في صيغة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية الى الفصائل الماركسية والعروبية التي خرجت عنه .
واذا كان الحزب لم يحصد في تلك الانتخابات غير الأسفار ولم يظفر بمنصب واحد في البرلمان ، فان مقاطعة الحزب للانتخابات التشريعية 2011 لم تكن بسبب مواقف صلبة او مبادئ ، بل لان الحزب الضعيف تنظيميا وإيديولوجيا، كان يعرف ان مشاركته في انتخابات ستعري عن حقيقته التي يعرفها النظام جيدا ، ويعتقد عن خطا ان الشعب يجهلها ، ففضل المقاطعة حتى لا يظهر بمظهر ضعيف أمام خصومه من اسلامويين حصلوا على 107 مقعدا برلمانيا ، وحلفاءه المفترضين أمثال الحزب الكاوتسكي ( النهج الديمقراطي ) . انه نفس السبب دفع بالحزب الاشتراكي الموحد وبالنهج الى التعويل على المقاطعة بدل المشاركة .
إذن من خلال الرجوع الى سيناريو الأحداث ، بدءا بالاعتقالات التي طالت صفوف الاتحاد بسبب مؤامرة 16 يوليوز 1963 ، والحكم على البصري بالإعدام الذي لم ينفد ، بل صدر العفو عن الانقلابيين في سنة 1964 ، وبعدها بمدة وجيزة سلم أفقير شخصيا البصري جواز سفر للسفر الى فرنسا تحت أنظار امن المطار الذي كان مكبلا بأوامر الجنرال ، حيث سافر البصري في ربيع 1964 الى فرنسا ، وكان في استقباله بمطار اورلي احد عملاء افقير – الدليمي المجرم أنطوان لوبيز المسئول عن امن المطار ، والمسئول في عملية اختطاف المهدي ، حيث مكنه من شقة فاخرة بالحي الراقي الباريسي ، ولتستمر الأمور خلال بضعة اشهر، حتى يعلن عن اختطاف المهدي من نفس الأشخاص ( افقير ، الدليمي مع الفرنسيين الذين عملوا تحت امرأتهم ) . والسؤال ماذا كان يخطط الفقيه مع الجنرال الذي سلمه شخصيا جواز السفر ؟ ما هي العلاقة التي جمعت الفقيه البصري بانطوان لوبيز المسئول الأمني عن المطار ؟ ماذا كان يجمع الجنرال بأنطوان لوبيز ؟ لماذا نسق الفقيه البصري مع الجنرال أفقير انقلاب الطائرة الملكية في 16 غشت 1972 ؟ . واذا أضفنا رغبة البصري في الاستعلاء على الحكم باستعمال كل الطرق بما فيها التحالف مع ضباط الجيش ، وباستعمال الأساليب البلانكية في الانقلاب . واذا علمنا ان المنافس الشرس للبصري وللعسكريين كان المهدي بن بركة بسبب المصالح المتضاربة بهدف السبق للسيطرة على الحكم ، أمكننا ان نطرح السؤال : من اختطف المهدي ؟ هل دعاة الجمهورية البرلمانية على الطريقة العربية الذين كان ينافسهم المهدي مشروعهم ( السيطرة على الحكم ) ؟ هل هم العسكر الذين كانوا يخططون لجمهورية عسكرية على شاكلة انقلاب معمر القدافي في ليبيا ؟ هل التقت مصالح الفقيه البصري ومصالح افقير الدليمي في القضاء على العدو الرئيسي الذي هو المهدي حتى يخلو الطريق للعدو الثانوي الذي هو الملك الحسن الثاني الذي اقسم بالله العظيم ان لا يد له ولا دخل له في قضية المهدي بن بركة ؟ . واذا تنكر الفقيه البصري لمناضلي حركة 3 مارس ، وتنكر لحركة الاختيار الثوري ، فكيف لا نتصور تنكره لرفيق دربه المهدي بن بركة الذي ضحى به مع افقير قصد استلام السلطة . (( يتبع )) .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتصف الطريق فالإجهاض
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 3 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 2 )
- التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 1 )
- مقاطعة الانتخابات في المغرب ( الخطر قد يقترب )
- ردا على مزاعم بعض المشارقة بخصوص الاستفتاء بالصحراء
- ملف حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية الكردية وحقوق الأقليا ...
- استثناء الاستثناء المغربي
- مقاطعة الاستفتاء على الدستور
- هل تم تعبيد الطريق الى فلسطين ؟
- نقد مقولة الصراع الطبقي بالمغرب
- تيارات سياسية مؤتمرات أوطمية
- مراوحة السياسة التكنولوجية العربية بين النقل والتبعية
- نظام الاقتراع الأكثر ديمقراطية : هل هو نظام اللائحة أم الاقت ...
- المجلس الدستوري يعلن رسميا موافقة المغاربة على الدستور
- ثوار الإسلام السياسي
- الجماعات الاسلاموية ودولة الحقوق والواجبات
- القرار السياسي في المملكة المغربية
- منظمة إلى الأمام الماركسية اللينينية
- النظام السوري يتململ تحت الضغط


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سعيد الوجاني - التوجه السياسي للمهدي بن بركة ( 4 )