أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الإعلام الغائب والصحافة المفترضة














المزيد.....

الإعلام الغائب والصحافة المفترضة


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1059 - 2004 / 12 / 26 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد التصريح المفاجئ للسيد غازي كنعان بعيد تسلمه وزارة الداخلية الذي أكَّد فيه على حقيقة أن الإعلام السوري غير مقروء ، يمكن القول: إن عهداً إعلامياً سورياً جديداً قد يتسارع انبلاجه خطوة بعد خطوة باتجاه قانون إعلامي ينهي الاحتكار الرسمي لمعظم وسائل الإعلام من إذاعة، وتلفزة، ومطبوعات، وصحف.. ويكسر حاجز الخطوط الحمراء خطاً وراء خط وبما ينسجم مع تقدم مشروع التغيير الاقتصادي الذي يتطلب خطاباً إعلاميا جديداً ومتجدداً. . وذلك لأن السيد كنعان يقود وزارة سيادية تملك من خلاله شخصياً القدرة على التقرير والتنفيذ في الوقت نفسه..!
لقد صدر أوائل الستينات عن مجلس قيادة الثورة البلاغ رقم/4/ الذي ألغى كافة الرخص الممنوحة لإصدار الصحف ما عدا الصحف الحكومية.. إضافةً إلى وقف العمل بالقوانين السابقة بما في ذلك قانون المطبوعات لعام /1949/.. وهكذا تحول الإعلام من مهنة اجتماعية هامة للغاية تعكس مصالح الشرائح الاجتماعية المختلفة، إلى مؤسسات حكومية تكرِّس عملية غياب الحريات الإعلامية وأولها حرية التعبير، وتلعب دوراً مخططاً وواسعاً هدفه تحشيد الناس حول خطط الحكومة الوطنية، و الاقتصادية، والاجتماعية.. إضافة إلى تحشيدهم خلف المؤسسات المدنية كالاتحادات النقابية، والمهنية، والشبابية، والنسوية، وغيرها. ومع استمرار هيمنة إعلام رسمي يفتقد للمهنية، وللجاذبية، تراجع دور الصحافة السورية المطبوعة، وتقلص إقبال الناس عليها منصرفين إلى الصحافة العربية الوافدة، وإلى وسائل الإعلام الأخرى.
لقد استمر الاحتكار الحكومي المطلق لكل قنوات الإعلام، كما استمر العمل الصحافي بدون قانون بديل عن القانون المعطل إلى عام /2001/ حين أصدرت السلطة قانون جديد للمطبوعات بهدف مواكبة مسيرة الإصلاح والتطوير المعلن عنها في العهد الجديد‍..‍! وبالفعل صدر القانون المنتظر ليحدث مفاجأة قاتمة بل سوداء حيث كشف عن نوايا سلبية عند المشرعين لا تنسجم بالمطلق مع مشروع الإصلاح والتحديث من حيث إبقائهم على المواد التي تتعارض مع حرية التعبير التي بدونها لا يمكن للصحافة أن تلعب دورها المفترض، بل لا يمكن للصحافة الحقيقية أن توجد من الأساس..! إذ أن القانون الجديد شكَّل تراجعاً عن القانون القديم المعطل العمل به من واقع تجاهل بل التعامي عن التطورات الإعلامية الهائلة التي شهدها العالم في كل مكان.. إضافة إلى أنه اقتصر على الصحافة المطبوعة ويُفهم من هذا رغبة الحكومة في إبقاء احتكارها للوسائل الإعلامية الأخرى..!
في قانون المطبوعات الجديد، جرى تغليظ العقوبات التي حددها القانون القديم فعلى سبيل المثال ارتفعت عقوبة السجن لتصبح ثلاث سنوات في حين كانت في القديم لا تزيد عن سنة واحدة ..وأصبحت الغرامة المالية تصل إلى مبلغ مليون ليرة بدلاً من ألف ليرة..وصار مطلوباً إرسال نسخة من المطبوعة إلى الرقابة لأخذ الموافقة على الطباعة النهائية وباختصار يمكن القول: لقد احتاط المشِّرعون لمسألة احتمال إلغاء قانون الطوارئ عما قريب، فعملت على حشو القانون الجديد بكل رذائل قانون الطوارئ المتعلقة بحرية التعبير، وبالعمل المهني النقابي الذي جرى تقييده أيضاً بإجبار جميع العاملين في مهنة الصحافة على الانتساب إلى اتحاد الصحفيين الذي جرى تدشينه بالمرسوم رقم /58/ لعام 1974 .. وقد تمَّ تحديد الأهداف المركزية للاتحاد المتمحورة حول النضال لتحقيق أهداف الحزب القائد في الوحدة والحرية والاشتراكية.. والارتكاز إلى فكر الحزب في كل نشاط إعلامي، والتقيد الدائم بالتعليمات والأوامر المصدرَّة من القيادة الحزبية ، وكل ذلك تحت طائلة الفصل والإبعاد عن ممارسة المهنة التي أصبحت مهنة البعد عن المتاعب لا البحث عنها كما هي حالها في كل مكان..!
وهكذا لم يعد للكاتب المستقل مكان في الإعلام المحلي مما اضطره للتعامل مع الصحافة الخارجية التي لم تتح له الحِّيز المناسب نظراً لحساباتها التجارية المبنية على إمكانية منعها من التوزيع في السوق السورية في أية لحظة، غير أن شبكة الانترنيت وفرَّت للكتاب المستقلين الفرصة الواسعة للتعريف بإنتاجهم الفكري، والتعبير بحرية واسعة عن آرائهم السياسية، والاقتصادية..واللافت أن قانون المطبوعات الصادر في غام /2001/ لم يلحظ مسألة النشر الإلكتروني..! والآن وقد مضى على القانون الجديد ما يقارب الثلاث سنوات فقد تأكد للجميع أن هذا القانون لا ينسجم على الإطلاق مع مسيرة الانفتاح.. ولا مع مشاريع التطوير القائمة أو المنوي إطلاقها..ولا مع التحولات الاقتصادية الجذرية الذي صمم عليها العهد الجديد بتوقيعه على اتفاق الشراكة والتي تنسف كل ما سبق تبنيه .. لذلك تم العمل على إعداد قانون مطبوعات بديل من المتوقع صدوره في الربع الأول من العام القادم / 2005/. والذي نأمل أن يتضمن ما يفسح المجال في الإعلام الوطني لكتاب سورية بكل أطيافهم وأن يخلو من المواد المعيقة والزجرية التي وردت في القانون المعمول به وبخاصة بعد أن أتاحت شبكة الانترنيت تخطي كل الحواجز التي تنصبها القوانين والتشريعات ومن الطبيعي أن يتضمن القانون الجديد الدعوة إلى إطلاق حرية تأسيس وسائل إعلام مختلفة بما في ذلك الإلكترونية على اختلافها تتبارى مع الإعلام الرسمي كما فيما بينها فتتعدد بذلك الخيارات الإعلامية الوطنية أمام المواطن السوري وهو الأمر الذي يعني أيضاً عودة الكتاب السوريين وإنتاجاتهم إلى الحاضنة المحلية.



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المملكة المتحدة.!؟
- غربلة المقدسات-38-الأرض المقدسة
- كتابة في الإقامة الجبرية
- غربلة المقدسات -37- المحدِّث الجليل: عبد الله بن عمرو بن الع ...
- غربلة المقدسات -36- اللغة المقدسة..!؟
- الويسكي الصدامية في الاتجاه المعكوس
- الخطاب السياسي بين حقبتين - الواقعة الفلوجية -
- اللجنة الوطنية تحيِّي أعداء العراق
- الكادر الشيوعي العراقي يتحدث بلسان القرضاوي
- تضامناً مع التجمع الليبرالي حزب الكلكة يحل نفسه
- غربلة المقدسات -35- حول المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية
- غربلة المقدسات -34- متاهة الأحاديث
- حزورة رمضان.؟
- الدعارة الأيديولوجية
- غربلة المقدسات -33- المشترَكَات بين الجاهلية والإسلام
- غربلة المقدسات -32-
- غربلة المقدسات -31-
- الوحدة الوطنية أم الوحدة المدنية..؟
- غربلة المقدسات -30-
- غربلة المقدسات -29-


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد نصره - الإعلام الغائب والصحافة المفترضة