أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور














المزيد.....

رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 3575 - 2011 / 12 / 13 - 01:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يفتتح د. كمال أبو ديب، الناقد والكاتب المعروف مقالته المنشورة في القدس العربي
30ــ11 قليلا من العقل يا سورية بمقولة الذين يضرمون الحرب الأهلية لن يرقصوا، لحظةَ انتصارهم، إلا على أشلاء الضحايا وخرائب سورية الجميلة .
يلخّص كاتبنا بهذا المفتتح المبني للمجهول كل حكايته المتباكية على سورية: طرفان طائفيّان يتحاربان والضحية سورية الجميلة! التي فيها فقدت قوى كثيرة قدْراً من عقلها ودخلت في حرب طائفيّة. سيصل بنا الكاتب إلى نتيجة منطقيّة لمقدمته الخاطئة:
الصراع طائفيّ وممتدّ في التاريخ إلى علي ومعاوية، بل أكثر من ذلك يرجعنا إلى قصة سقيفة بني ساعدة! لا أعرف لماذا يريدنا الكاتب أن ندخل في متاهات التاريخ حيناً، والأنكى، إلى متاهات اللغة حيناً آخر: و الشَّعْب في العربية كلمة غامضة ملتبسة، لا أعرف أنها وردت في اللغة قبل الآية القرآنية إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائلَ لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم . والذين يستعملون كلمة الشعب الآن لا علاقة لهم بالتقوى أو بمقاييس الله في المفاضلة بين عباده. بل إنهم قد لا يعرفون معنى كلمة الشعب فعلاً. وهي في اللغة قرينة التشعُّب والافتراق، ولا علاقة لها بالوحدة والهويّة الشاملة لجماعات مختلفة من البشر يعيشون ضمن وطن محدّد جغرافياً في إطار صيغة الدولة الواحدة المستقلة. (عذراً على الإطالة) هنا الكاتب لا يحتجّ على من يتكلم باسم الشعب بغير حقّ ولا يحيلنا إلى وقائع محدّدة في الحالة السورية الراهنة، أشخاصاً كانوا أو تعبيرات سياسيّة، بل يحيلنا إلى قواميس اللغة والتي يخفق فيها أيضاً، هنا رد من قاموس معرف للغة العربيّة: والشَّعْبُ القَبيلةُ العظيمةُ؛ وقيل: الـحَيُّ العظيمُ يتَشَعَّبُ من القبيلةِ؛ وقيل: هو القبيلةُ نفسُها، والجمع شُعوبٌ.
والشَّعْبُ أَبو القبائِلِ الذي يَنْتَسِـبُون إِليه أَي يَجْمَعُهُم ويَضُمُّهُم. هذا الاستشهاد من لسان العرب . على العموم، اللغة كائن حيّ متطوّر كالحياة، كما هو معروف، لا يهم كيف انبثقت فقط، بل أيضاً، كيف صارت في حياة الناس وآدابهم.
يرتفع صوت الكاتب عالياً: والمتظاهرون في بقاع مختلفة من البلدان العربية يهتفون الشعب يريد إسقاط النظام ، وهم لم يحصلوا على تفويض من هذه الناقة الحَلوب بأن يصرخوا باسمها أنها تريد إسقاط النظام .
يستغرب المرء من كاتب بحجم كمال أبوديب طرحه لأسئلة مصيريّة بهذا الاستخفاف، كمن لا يعرف المعروف، وهل تركت هذه الأنظمة القمعيّة مجالا للشعوب لتقول رأيها؟ أو أن تختار بحريّة من يحكمها يا دكتور! وهل تفكّرت جيّداً؟ أنتَ المطالِبُ بالقليل من العقل السوري، والصامت كلّ هذا الوقت على المجازر التي ارتكبها وما زال يرتكبها النطام، هل فكّرتَ لحظة واحدة قبل كتابة مقالك؟ وسألتَ نفسك: لماذا أسكت كلّ هذا الوقت؟ وحين تكلّمت أخذتَ تردّد مقولات النظام نفسها عن المؤامرة الكونيّة التي تتقصد هذا النظام الممانع الكذّاب، بل زدتَ عليه واعتبرتَ المسألة، مسألة طائفيّة في الأصل، وسمّيتَ الثورات العربية: الهيجانات العربيّة وأخذتَ تطالب سوريّة أن تتمسّك سوريّة ببقيّة ما لديها من عقل ونحن بدورنا نطالبك بما للعقل من حق عليك، نطالب بأجوبة على: أيّة سورية جميلة تعني؟ أهي سورية الحزب الواحد القائد؟ أم سورية الحركة التصحيحيّة التي تحولت إلى سورية الأسد، أم سورية التوريث، توريث سوريتنا الجميلة في دقائق لشاب ليس له من فضائل سوى أنّه جاء من صلب الدكتاتور! وفي هذه المراحل الثلاث ما يكفي لخلق ثورات وليس هيجانات!
لا تنس الزمن المنهوب من أعمار الشعب، والتاريخ الطويل من القمع والرعب والتدجين واستلاب الكرامة، أم الزمن المدفون والموزّع بين المقابر والزنازين، الآن وقد مرّ دم كثير تحت جسر التاريخ. أليس من حقّنا بأن نحلم بسورية جميلة حقّاً، بعد آلاف الشهداء، بينهم نساء وأطفال، وآلاف الجرحى، وآلاف المعتقلين والمفقودين والهاربين، مئات المدن والقرى والبلدات التي لم تفارقها الدبّابات، أكلّ هذا لم يكن من سوريتك الجميلة؟ أم أن الصامت أيضاً لا يرى ولا يسمع؟
أمّا عن التدخّل العربي، مهما كان رأينا في الجامعة العربية وعدم جديّتها بالحدّ من جرائم النظام، فلقد تأخّر تدخلها كثيراً، ولن ننسى بأنّها جامعة أنظمة وليس جامعة شعوب، ورغم ذلك لم يستجب النظام إلى ما دعت إليه. والتدخل الأجنبي على غرار ما حصل في ليبيا شيء مرعب، ولا شك أنّ الكثيرين لهم مصالح في ذلك، وهذا ليس بالجديد، لكن في المقام الأوّل، إذا كنتَ توجّه سهام نقدك، فالجهة الأولى التي يجب أن يُوجّه اليها، فهي هذا النظام المجرم الذي ما زال مستمرّاً في قتل الشعب بكلّ الوسائل والذي يتحمّل النصيب الأكبر لما سيحصل لسوريتنا الجميلة، وبعد ذلك لك أن تسمّي الأطراف الأخرى، كلّ على قدّ دوره.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على أطراف قلبه يمشي
- أزهار
- لكَ أن تحجب الشمس عن القصيدة غيهب الفتى
- الطفل لا يتحرّك
- معراج الحريّة
- رؤيا
- بقدم واحدة يمشي..إلى الشهداء الأحياء
- أيام من قيامة الدم السوري
- كي لا أحبّكِ أكثر سوريّة
- أنحني بكامل طفولتي أمام شهدائك سورية
- كان ليلك طويلا يا درعا
- بيان شعب في الصف الأوّل من الحريّة
- سكين على عنق المغنّي
- قصائد تسجيليّة .. عن الهاربين من الموت السوري
- قصيدتان .. عن الحريّة
- الرهان على سلميّة الثورة السوريّة
- سعدي يوسف...إلى أين؟
- الحصار الدامي للمدن السورية
- يد الى السماء
- فردة الحذاء التي سرقها البحر


المزيد.....




- فرنسا تبدي استعدادها للمساهمة في توزيع المساعدات الإنسانية ب ...
- إسرائيل تعلن اغتيال مسؤول عسكري في حزب الله
- صور مفبركة تثير الجدل حول عودة عادل إمام
- صحف عالمية: إسرائيل تستخدم المساعدات لتهجير سكان غزة ولا يجب ...
- خبير عسكري: المقاومة في غزة تتفوق وتربك جيش الاحتلال
- مفتي القاعدة السابق: بي بي سي والدولارات ساهمتا بإسقاط طالبا ...
- فيديو يُظهر لحظة القبض على -فيتو- أخطر المطلوبين في الإكوادو ...
- ظهور قائد إيراني كبير بعد شائعات عن مقتله في غارات إسرائيلية ...
- بسبب اعتدائهم على جنود في الضفة الغربية.. الشرطة توقف ستة إس ...
- تفاعل واسع مع مقال لتركي الفيصل -يدعو ترامب إلى تدمير المفاع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فواز قادري - رداً على كمال أبو ديب أيّ سورية جميلة تعني يادكتور