أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - شعوبنا والحاجة لعزة النفس














المزيد.....

شعوبنا والحاجة لعزة النفس


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3565 - 2011 / 12 / 3 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في منطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا تحكم الشعوب من قبل أنظمة تيوقراطية تجتمع فيها كل مواصفات الفساد والاستبداد والطغيان والجبروت ولا يتميز فيها واحد عن الآخرإلا بتنوع ممارستها لبعض الطقوس الشكلية لبعض مبادئ الديموقراطية لتلميع صورتها خارجيا وليس كما هي متعارف عليها عالميا ،

المقولة الشهيرة: "القشة التي قصمت ظهر البعير"، هي قصة توضح أنه لا يجب الاستهانة بصغائر الأمور, فالتراكمات السلبية تؤدي في النهاية إلى مشكلة كبيرة قد لا يحسب المتسببون فيها حسابها ومن ثم تأتي بخسارتهم وربما هلاكهم . هكذا كانت تعيش كثير من شعوب المنطقة في حالة من الاستسلام المدل ، والتبعية السخيفة ، والرعب الشديد من كل الحكام ، رغم أنها قوية وأعدادها كبيرة ، ورغم أنها تستطيع تحطيم كل حواجز الخوف و تغيير ما هي عليه من بؤس وحرمان ومدلة ولكنها، للأسف، فقدت الإرادة والشهامة والثقة بالنفس .

قد كان الظالمون في كل عصر يعرفون ذلك جيدًا، فكانوا لا يدعون فرصة للشعوب أن تقول لا، أو أن تطالب بحقها، كانوا يراهنون على ذل شعوبهم واستسلامهم للأمر الواقع .

والشعوب تفعل هذا لأنها خائفة ، وهذا الخوف لاينبعث إلا من الوهم ، فالطاغية وهو فرد لا يمكن أن يكون هو وعصابته في الحكم أقوى من عشرات الملايين من المواطنين إن هي شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها ، وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئاً ! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة حرة أبية أبداً ، وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة وعاقلة أبداً ، وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تؤمن بقضيتها العادلة وتأبى أن تدافع عنها بالغالي والنفيس أبدا .
إن أكثرية شعوبنا يعيشون حياة بئيسة رغم امتلاك دولهم ثروات كبيرة ، فهناك كثير من المشكلات التي تنخرعظام هذا المجتمع من القهر والذل والفساد ، ومن الفقر والأمية ، ومن العنوسة والبطالة ، ولنا أن تعرف أن هناك أكثر من نصف سكان أوطاننا يعيشون تحت خط الفقر، وهناك أكثر من 68 مليون مواطن من الفقراء المعدمين حسب إحصائية عام 2005 الرسمية وأكثر من 70 مليون أمي يجهل القراءة والكتابة ، وأكثر من 31 في المائة من نسبة البطالة ، وقرابة النصف من السكان لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ..... هدا في الوقت الدي تمتلك فيه الدول الشرق أوسطية والشمال إفريقية كما هائلا من الاحتياطي العالمي للبترول ، و من الاحتياطي العالمي للغاز الطبيعي والفوسفاط والحديد ، وفيها من الثروات البشرية والزراعية والطبيعية والبحرية والمعدنية ما لا يمكن أن يحصى أو يعد .

وإن المرء ليستغرب أشد الاستغراب وهو يقلب ناظريه في رؤية هذه الأوضاع الحياتية والمعيشية الصعبة التي يحياها الناس وهم سكارى زاقدين لا يفيقون و لا يستيقظون و خائفين لا يحتجون ولا يثورون ، تثور الدنيا من حولهم وهم ساكنون ضاحكون لا هون لا يعتبرون ولا يأبهون ، يعيش العالم في رفاهية وديموقراطية وعدالة اجتماعية وهم في العوز و الحاجة منغمسون ، تتغير الدنيا من حولهم وهم بأنفسهم وإرادتهم وحقهم في العزة والكرامة والحرية والحياة يكفرون.


إن الحرية تعني القدرة على الفعل والاختيار، ويعرفها فولتير بقوله: "عندما أقدر على ما أريد فهذه حريتي"، أماالفيلسوف ليبينز فالحرية عنده عبارة عن "قدرة المرء على فعل مايريده". والإنسان بطبعه وتكوينه مفطور على الحرية، فهي ليست هبة أو مكسباً أومغنماً من الرؤساء ولا مكرمةً منهم، وإنما هي ضرورة حياتية وحق أصيل لا يرضى من الإنسان أن يهدره فيحيا أحمق ودليل وبليد وهو يستطيع الرشد و النظر.

إن من أراد أن يحيا من شعوب منطقتنا فليس عليه أن يقعد وينتظر الفرج ينزل من السماء ، فكما يقولون: إن الصخرة العظيمة المعترضة سبيل الظمآن إلى الماء تقول له: إما أن تحطمني، وإما أن تموت، فأين الخِيَرة؟ ومن هنا نعلم أنه ليس على الشعوب إلا أن تتحرك وتنهض تناضل وإلا تعرضت للفناء والاندثار .

فالحرية ليست مكسبا أو مغنما أو صدقة من الرؤساء لشعوبهم ولدلك فمن أراد أن يحيى حياة كريمة فليس عليه أن يقعد أو ييأس أو يجبن ويخاف

إلا أننا نستبشر خيرا فقد استيقظت الشعوب، وعرفت طريقها ، ووقفت أمام طغيان بن علي، وجبروت مبارك، وهستيرية القذافي، وعدوانية صالح ، وهمجية الأسد ، والبقية تأتي عماقريب.











والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى، وهذا الخوف لاينبعث إلا من الوهم، فالطاغية وهو فرد لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين، لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها، وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئاً! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبداً، وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبداً،






#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان نوح والتفسير العلمي
- معيرة الطبقات الاجتماعية
- الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء
- ما بعد = الربيع العربي - هل هو مشروع سياسي أسوأ ؟
- الماركسية والشيوعية بين الحق والباطل
- العلمانية والحداثة
- الانتخابات البرلمانية الفاسدة ومشروع حكومة أفسد
- العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان
- هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟


المزيد.....




- مواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إس ...
- فيديو- مشاهد مؤثرة لطفل فلسطيني يركض حاملاً كيس طحين وسط واب ...
- رقم قياسي - هامبورغ تشهد أكبر مسيرة في تاريخها لدعم -مجتمع ا ...
- ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزي ...
- -واشنطن بوست- تنشر صورا جوية نادرة تكشف حجم الدمار الهائل ال ...
- المبعوث الأمريكي ويتكوف يلتقي في تل أبيب عائلات الرهائن الإس ...
- -ما وراء الخبر- يناقش أهداف زيارة الرئيس الإيراني لباكستان
- والد الطفل عاطف أبو خاطر: أولادنا يموتون تجويعا أو تقتيلا عن ...
- مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب ...
- رئيسها زار باكستان.. هل بدأت إيران ترتيب الميدان لحرب جديدة؟ ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بودواهي - شعوبنا والحاجة لعزة النفس