أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء















المزيد.....

الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3559 - 2011 / 11 / 27 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


ليس من الضروري في البداية التأكيد على أهمية الانتخابات ودورها الفاعل في مأسسة هياكل الدولة لترسيخ شرعيتها، فهذا تحصيل حاصل، إذ أن الخلاف لا يمس
سوى أشكال تطبيقها وقوانينها، ولأن المفاهيم السياسية المرتبطة بالانتخابات تظل قائمة ولا تشكل حتى في أعرق الديمقراطيات الغربية إلا شكلاً من أشكال التعبير والمحاسبة والمساءلة، ولحظة من لحظات التمييز والفرز والنقد والعقاب فيما يخص النتائج المحصلة والممارسات السابقة؛

وليس من الضروري أيضا التأكيد أن ظاهرة مقاطعة الانتخابات هي ظاهرة مجتمعية عالمية تعود أسبابها لعوامل متعددة منها :
- فقدان ثقة المواطن بالعمل السياسي والسياسة
- ممارسات بعض الأحزاب المشوهة للفعل السياسي، مما يرسخ إحساس الكره بكل ما له علاقة بالانتخاب.
- تراكم الخيبات المتوالية المرتبطة بفساد العمليات الانتخابية ما دامت النتائج تكون محسومة قبلياً ولا مجال لتزكيتها.

ومما هو مؤكد جدا أن المغرب ليس بلدا عادلا ولا ديموقراطيا ولا هو دولة حق وقانون ، بل هو بلد تتحكم فيه حفنة من الأوليغارشية وأصحاب الريع الدين يستأثرون بجزء هام جدا من ثرواته المعدنية والبحرية والفلاحية والصناعية ، وأن الرشوة والمحسوبية والفساد السياسي والإداري غدت فيه نمطا للحكامة والتحكم .

ومما لا جدال فيه أن ممارسات أم الوزارات خلال كل التجارب الانتخابية التي عرفتها البلاد قد اتسمت بالغش والتزوير والفساد مما أدى إلى عزوف المواطنين
عن المشاركة فيها.

لقد اكدت وزارة الداخلية المغربية في بلاغ لها تناولته وسائل الاعلام المغربية الرسمية ان نسبة المشاركين في التصويت بلغ 45 في بالمائة ، إلا أن جهات مختصة محايدة أكدت أن الرقم لم يتجاوز في أحسن الأحوال 25 في المائة وهو رقم ضئيل جدا يبرز حجم العزوف الذي يعيشه المغرب تلبية لدعوات فئات عريضة من الشعب المغربي تتزعمها حركة 20 فبراير الشبابية وهيئاتها السياسية والحقوقية والجمعوية الداعمة.

وقد أعلن حزب العدالة والتنمية المعروف بتوجهاته الإسلامية في وقت مبكر اليوم السبت، فوزه بالعدد الأكبر من مقاعد البرلمان وهو ما قد يتيح له قيادة الحكومة الجديدة.

هذا وقد عرفت العملية الانتخابية عدة خروقات في عدد كبير من المدن ، ادت الى مناوشات ومواجهات بين مرشحين مفترضين وانصارهم ، كما تم تسجيل استعمال
ممتلكات الدولة في عملية الترغيب في الانتخابات ، والترهيب احيانا .

وقال شهود عيان من مدن الدار البيضاء والرباط ومراكش وأسفي وطنجة وأكادير ومدن أخرى أن فتورا كبيرا عاشته مكاتب التصويت طيلة النهار حيث أشارت مصادر متعددة أن عددا قليلا من الناس هو من اتجه إلى مكاتب التصويت للإدلاء بأصواتهم

ومن المنتظر ان تعبر مجموعة من الاحزاب اليسارية والإسلامية والهيئات المقاطعة للانتخابات والتي تدعم حركة 20 فبراير عن مواقفها من النسبة المعلن عنها بعد الاعلان النهائي من طرف الداخلية يوم الأحد .

وبعمل غير مسبوق قامت قناة الدوزيم الثانية التابعة للدولة بتجييش مجموعة ممن اطلقت عليهم الاساتذة الباحثين بالقيام بحملة متواصلة لحث المواطنين على الدهاب إلى مراكز الاقتراع ولاظهار وابراز الغد “المشرف” للمغرب و”المتفائل “

ومن جهتها تحولت قناة الجزيرة إلى ناطق باسم المخزن المغربي في تغطيتها للإنتخابات حيث صرحت في تقاريرها التي بثتها في نشرات الأخبار أن المعارضة السياسية المقاطعة وحركة 20 فبراير لم تنجح في ثني المغاربة عن مقاطعة هده الانتخابات

وبالمقابل ، وبشكل احترافي ومحايد أجرت قناة بيبيسي العربية يوم الخميس استفتاء حول الانتخابات التشريعية القادمة بالمغرب بطرحها سؤال :
هل تشكل الانتخابات المغربية بداية تغيير حقيقي في الحياة السياسية ؟ وفي نتائج اولية لهذا الاستفتاء عبر ازيد من سبعين بالمائة من المشاركين في هذا الاستفتاء والبالغ عددهم لحد الان 2600 مشارك بطريقة سلبية رافضين فكرة ان تكون الانتخابات المقبلة في المغرب تشكل بداية تغيير حقيقي في الحياة السياسية بينما شكلت نسبة 30 بالمائة اقلية تجيب بنعم .

هذا وشكل هذا الاستفتاء ضربة حقيقية توضح بالملموس راي المغاربة في الانتخابات المقبلة ، مما يزكي اصوات المنادين بمقاطعة هاته الانتخابات، التي يرى كثيرون انها لاتشكل اي فرق في ظل دستور ممنوح وغير ديمقراطي ، ويركز كل السلط في يد المؤسسة الملكية بالمغرب.

إن أساس مشروعية أية انتخابات تشريعية هو تجسيد الإرادة العامة التي تحقق السيادة الفعلية للشعب ؛ ومما لا مراء فيه أن القرار السياسي لا يصنع بإرادة الصوت الانتخابي في ظل غياب أهم شرط لضمان تجسيد الإرادة العامة وهو فصل السلط الدي يضمن ممارسة البرلمان للسلطة التشريعية التي تعني الدفاع عن حقوق الشعب وتمثيله ، أو من خلال ممارسة السلطة الفعلية من خلال حكومة تمثل اختيارا شعبيا لتحقيق مطالب واحتياجات المواطنين عبر سياسات عمومية. إن كل ذلك غير واضح ولا يستند على ضمانات حقيقية سواء كانت قانونية دستورية أو سياسية بناءا على التعاقد السياسي الذي تفرزه الثقة في فئة سياسية تجسد الإرادة الجماعية.

يبدو أن القرار السياسي يعطي الانطباع أن العملية الانتخابية غير محددة للاختيار السياسي الشعبي لأنه يفرغ مشاركة الرأي العام المغربي من أساسها ما دامت متوقفة على إرادة الفاعل الرئيسي في النسق السياسي لإقرارها و تنفيذها.كما أن العملية الانتخابية لا تعدو أن تكون أداة لشرعنة ميكانيزمات النسق السياسي القائم والذي ترسم قواعده بعيدا عن إرادة الرأي العام المغربي.
إن من أبرز ملامح غياب المشروعية في العملية الانتخابية هو افتقار الأحزاب السياسية للشرط الأساسي الذي يحدد قواعد اللعبة السياسية، هو أحزاب قادرة أن تخوض غمار التنافس السياسي؛ وهو ما يفتقر إليه المشهد السياسي، باعتبار أن هذه الأحزاب نفسها في الغالب الأعم تفتقر للمشروعية ولا تحظى بثقة المواطنين .إن هذه الأحزاب ترهن مشروعيتها بنسبة المشاركة السياسية ، وهو لعب بالنار سيكتوي به المشهد السياسي لا محالة إن علا صوت المقاطعة .

لا شك أن ضعف التأطير عامل حاسم في فقدان المشروعية، ومن المؤشرات الدالة على ذلك هو نسبة تغطية الدوائر الانتخابية ؛ فالمعطيات كلها تدل بالملموس على عجز معظم الأحزاب السياسية على تغطية الدوائر الانتخابية مما ينم عن سوء التأطير والقدرة على إقناع المواطنين بالمشاركة والانخراط في الأحزاب السياسية.

افتقاد الأحزاب السياسية لمصداقيتها كمؤسسة تساهم في تأطير المواطنين وتمثيلهم يجعلها مجرد دكاكين سياسية تفتح في كل استحقاق انتخابي من أجل التنافس حول توزيع المقاعد واقتسام المناصب؛ وهو ما يحولها لمجرد جماعات مصالح لا تمثل المواطنين ولا تعبر عن اختياراتهم وطموحاتهم ، و ينبع أيضا من غياب الوضوح الإيديولوجي، والتشابه المريب لبرامجها؛ وهو ما يصنع الارتياب في اختيارات الأصوات الواعية للبرامج السياسية التي تتوافق مع تطلعاتها وآمالها.

البلقنة والتشتت الذي يطبع المشهد الحزبي، سواء كان بفعل التدخل المخزني الدي يقوم بصناعة أحزابه الإدارية مع كل استحقاقات انتخابية، أو عفوية بفعل
الثقافة السياسية والممارسة الحزبية التي تغيب فيها الثقافة الديمقراطية والشفافيةاللازمة .

إن ما يقلق إزاء هذه المعطيات، ليس النسبة في حد ذاتها، بل التبرير والتفسير الذي يقدمه المتفائلون . وهو ما يسمونه بالعزوف السياسي اجتراءً وافتراءً. فنسبة المشاركة المتهرئة والتي يعترف بها " المخزن" وقد دق ناقوس الخطر مرارا بمسميات مختلفة ( السكتة القلبية، الأفق السياسي المسدود، الأزمة السياسية...). وتفسيرنا لضعف المشاركة ينطلق من المبررات أن لا مبالاة المغاربة لا تعني عزوفا سياسيا بقدر ما هي موقفا سياسيا وفقدانا للثقة في المؤسسات السياسية. وأن العزوف معناه أن هناك أحزاب ومنظمات وجماعات سياسية قادرة على الفعل على مستوى الساحة لتمرير موقف المقاطعة .

وفي اعتقادنا أن الاستحقاقات الحالية ذات صبغة خاصة، باعتبار أن النظام المستغني أصلا عن المشروعية التمثيلية باعتبار أنه يتأسس على مرجعيات خارج المشروعية التمثيلية( المشروعية التاريخية، الدينية، الدستورية)ن رهن مشروعيته كما هو الشأن بالنسبة للاستفتاء بمصداقية الانتخابات البرلمانية؛ وهو ما يعني المجازفة والجموح السياسي الذي يمارسه " المخزن" تجاه منافسيه، والاختيارات الارتجالية التي تسابق زمن الربيع العربي دون أن تعي جيدا جوهر وحجم التحولات التي يحدثها إقليميا ودوليا.

إن شرعية العملية الانتخابية كما هو الشأن في الدول التي تحترم نفسها، وتقدر مواطنيها باعتبارهم مواطنين كاملي الإرادة وليسوا مجرد رعايا يمارس بحقهم الحجر السياسي تتطلب أن يكون التوافق السياسي على ميثاق سياسي يحدد بوضوح قواعد اللعبة السياسية ، و إقرار قيم المواطنة ورد الاعتبار لكرامة الرأي العام بالقضاء على الفقر والأمية ، ضعف التأطير والتنشئة السياسية ، إعادة هيكلة المجال الحزبي للرفع من التأطير والتنشئة السياسية ، تخليق الحياة السياسية ، إعادة الاعتبار للمؤسسات السياسية( الملكية البرلمانية)؛ انخراط الطبقة الوسطى للارتقاء السياسي والسوسيو- اقتصادي لتوفير الحكامة الجيدة و ربط المسؤولية بالمحاسبة....

من خلال كل هدا نستخلص أن هده الانتخابات البرلمانية غير شرعية وتفتقد للمشروعية اللازمة لكسب رهان الانتقال الديموقراطي الحقيقي كما يطالب به الشعب المغربي من خلال حركة 20 فبراير وكل القوى اليسارية والديموقراطية والإسلامية المساندة له .



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد = الربيع العربي - هل هو مشروع سياسي أسوأ ؟
- الماركسية والشيوعية بين الحق والباطل
- العلمانية والحداثة
- الانتخابات البرلمانية الفاسدة ومشروع حكومة أفسد
- العلمانية الحقة ليس كما يشوش عليها مفكرو الظلام
- البرجوازية ، الرأسمالية ، الامبريالية والمستقبل المفتوح
- الفضائيات الدينية ورواج التخلف
- الاشتراكيون الجدريون ومقاطعة الانتخابات
- الضرورة الحتمية لديكتاتورية البروليتاريا في النظام الاشتراكي
- عظماء قالوا عن الإلحاد : الجزء الثاني
- عظماء قالوا عن الإلحاد
- الكارما ، منظومة الأخلاق البودية
- حكم دات مغزى عميق من أقوال بودا
- فلسفات الإلحاد في الفكر الهندي
- من قوانين دولة طالبان
- الديانة البودية وتساؤلات إنسان
- هل هي فعلا فتوحات إسلامية ؟؟؟
- الإيديولوجيا في الثورات العربية والشمال إفريقية
- ما حدث في تونس ومصر وليبيا ... هل هو ثورات ؟
- موجز عن تاريخ الأممية


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الانتخابات التشريعية وسياسة طحن الهواء