أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كامل كاظم العضاض - لماذا نعبد العنوان ولا ندرك الجوهر؟














المزيد.....

لماذا نعبد العنوان ولا ندرك الجوهر؟


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 15:21
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تكاد هذه الظاهرة أن تسود في كل سلوكيات البشر، فالعنوان هو الإنتساب لشئ ما؛ حرفة، درجة علمية، عشيرة، دين ، مذهب، حزب، جمعية، نقابة، او حتى مدينة أو عصابة، ناهيك عن قومية أو أثنية، وهكذا، فغالبا ما نجد الحماس للإنتساب او أحيانا التفاخر بالإنتساب أو العضوية بواحدة أو أكثر من هذه المفردات طاغيا، بل ومثيرا للصراع وحتى الحروب، وخصوصا في حالات التمايز القومي والديني وأحيانا الحزبي، حيث يجري تغليب نظرة فئوية، تتصور نفسها أنها تملك الحقيقة التي تجعلها الأحق والأصوب، وتصنف غيرها بالدونية، وكل هذا بدون إعتبار للمقومات العلمية والعملية والأخلاقية الواقعية، ولسان حالهم يقول، "نحن، او دونكم عَدَمُ"! لا يمكن الخوض في موضوع شاسع كهذا بمقال قصير، بل الموضوع متعدد الإختصاصات، وقد تجد له تفاسير في أكثر من علم من العلوم العقلية والعلمية والإجتماعية، بما في ذلك علم النفس والصراع الإجتماعي والإقتصادي الذي يغلّف صراع المصالح ويموّهها. لسنا هنا في صدد سبر كل هذه الأغوار، بل سنكتفي بمعالجة جزئية صغيره هنا. وهي لماذا، حينما ننتسب لحزب ما، نرتهن له، لعنوانه ولكيانه ولوجوده، ونكاد نحوّله الى مقدس؟ وهنا لابد من المعالجة العقلية، إبتداءا بطرح الأسئلة المناسبة؟
لو سأل سائل، لماذا ينتمي المرء الى حزب ما أساسا؟ لنستبعد من الجواب، الشخص الذي ينتسب للحزب لإسباب وصولية ونفعية، وليس بسبب الرغبة في تحقيق نفع عام ومصلحة وطنية، ولنركز على أولئك الأشخاص الذين ينتسبون بصدق لتحقيق غايات سامية في نفوسهم، كأن ينشدون المساهمة في التأثير لتحقيق تطوير ورقي في البلاد، او لتحقيق عدالة إجتماعية وتنمية وحكومة عصرية ديمقراطية، قادرة على تحقيق النمو والرخاء والإستقرار والإرتفاع بالقيمة الأنسانية للبشر. مثل هؤلاء الناس هم من يشكلون الدافع العقلي بالإنتساب الى أحزاب. هنا سيبدو واضحا بأن تشكيل الحزب ليس هو الغاية، إنما الغاية هي الأهداف النبيلة التي تكمن وراء تشكيله، أي أن الحزب أو الإنتماء له ليس هو غاية بل وسيلة الى غاية، وعلى ذلك فإن التركيز ينبغي، عقلانيا، أن ينصب على الغاية وليس الوسيلة! وعلى ذلك، من المنطقي، بالمفهوم العقلي، أن ينصب التركيز على الغايات وليس الوسائل، فإذا فشلت الوسائل، هل يمكن إستبدالها للمضي لتحقيق الغايات بطريقة أكثر نجاحا، وبما يتوافق وسمو أخلاقيات تلك الغايات المنشودة؟ نعم، من الناحية العقلية والعملية يمكن ذلك. وهذا يعني بأنه لايجوز تقديس الوسائل، أنما تقديس الغايات بإعتبارها فضائل مطلقة، وهي تُؤخذ على إطلاقها، ما دامت بحدود المفاهيم، عماذا نريد، وليس كيف نريد؟ ذلك لأن "الكيف" يدخلنا بالوسائل، أم ال "ماذا"، فهي تشير الى الفضائل أي الغايات والأهداف. ولكن الوسائل، أو الكيف، يجب أن تكون متسقة أو منسجمة أو متطابقة نوعيا مع الغايات أو الأهداف، اي ال"ماذا" نريد. وهذا يعني بأن الغايات السامية يجب أن تتحقق بوسائل سامية، وهكذا قيل، " الغاية لا تبرر الوسيلة"، حينما لايكون هناك تطابق من حيث النوع، السمو في هذه الحالة، بين الغاية والوسيلة، وعلى ذلك لابد من إستبدال الوسيلة لتكون من ذات نوع الغاية. وهنا تنتفي الهالة القدسية التي أهالها البعض على الحزب أو المنظمة. ومن هنا لا يوجد مسوغ عقلي لعبادة الحزب، بإعتباره وسيلة وليس غاية. وهذا ما عبر عنه عنوان المقال، ونحن لانعبد العنوان، بل نفتش عن الجوهر، الجوهر يكمن في المحتوى وليس في العنوان، إذ يمكن تغيير عنوان هذا المقال الى عنوان آخر، مع الحفاظ على نفس المحتوى، اي نفس الجوهر، فلماذا نعبد العنواين ولا نفتش عن الجواهر. وهناك للأسف حالات شائعة لعبادة الشكل وليس المحتوى. وهناك حزب في بلادنا يرفع ويناضل منذ عقود طويلة من السنين من أجل أهداف نبيلة، ولكن عنوانه إرتبط بذاكرة الناس بغايات أو ممارسات خاطئة، قد تكون قد سببتها أحزاب أخرى بنفس العنوان في أماكن أخرى، ولكنه مع ذلك لايريد تغيير عنوانه! فهل صار يعبد عنوانه ومسماه؟ لا، في هذه الحالة، وفقا للمدخل العقلاني، أن نترك الشكل ونتمسك بالجوهر، فهو الأساس، أما العنوان أو الشكل فهو الثانوي.



#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعليق على مقالة السيد فرج موسى عن إستمرار الحالة الريعية في ...
- وأخير تأسس التيار الديمقراطي في العراق- القسم الثاني
- وأخيرا تأسس التيار الديمقراطي في العراق، وبدا في الأفق عمل
- إبحثوا عن الديمقراطية في عقولكم- خاطرة على الطريق
- أجابات على أسئلة الحوار المتمدن
- تعالوا نفهم أخطر قضية في العراق اليوم! أنها المسألة النفطية
- الديمقراطيون هم العلّة، وليس هي الديمقراطية
- أصول النقد والحِرَفية الأخلاقية للناقد
- الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثاها- مع إشارة خاصة لآثار ...
- القسم الثالث والأخير- الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثار ...
- القسم الثاني - الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثارها
- القسم الأول- الأزمة المالية العالمية- أبعادها وآثارها
- موجبات موضوعية وتأريخية لقيام التيار الديمقراطي الإجتماعي في ...
- محنة المالكي في محنة العقل
- ربيع الغضب والثورات المغدورة
- هل سيهل ربيع بغداد في 25 شباط؟
- -ثورة الياسمين- درس تونسي مضاف!
- نتشبث بحطام الزوارق وشراعنا الأمل!
- رأي في وثائق ويكيليكس المسربة
- تكريم الحوار المتمدن هو تكريم لثقافة الحرية ولحرية الثقافة


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - كامل كاظم العضاض - لماذا نعبد العنوان ولا ندرك الجوهر؟