من الرائدات : المناضلة الشيوعية المخضرمة ( أم الشهيدين ) , الشجرة الزيتونية المعمّرة , إبنة الجنوب اللبناني .. أنطوانيت بشارة -2

مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 3552 - 2011 / 11 / 20 - 11:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

من الرائدات : المناضلة الشيوعية المخضرمة ( أم الشهيدين ) , الشجرة الزيتونية المعمّرة .. إبنة الجنوب اللبناني أنطوانيت بشارة – 2
رائدة أصيلة شجاعة ورفيقة متمرسة – الجزء الأخير .

جنوبية المنشأ , أصيلة التكوين , كنعانية الجذور , فينيقة الطموح والمغامرة , اّرامية اللغة والجدود , ولبنانية المولد , الحرية ملعبها الطفولي , في قرية دير ميماس الزيتونية ,, ولدت ونشأت في بلدة رفيقتنا وصديقتنا المرحومة أولكا طوبية ( أم جورج ) –

بنات وأبناء المناضلين ... مناضلين ( فرخ البط عوّام ) .. كما يقول مثلنا الشعبي..
عندما نتكلم عن رائدتنا المناضلة السيدة أنطوانيت لا بد لنا من التكريم وجلال الأمومة أن نتذكر إبنتها الشهيدة التي قدمتها لحرية واستقلال الوطن اللبناني .
...

رسالة الشهيدة ( لولا ) إلى أمها أنطوانيت :
( إلى أحب الناس إلي
إليك يا قديسة . يا أمي
أرجو المعذرة , وأن تسامحيني لانني خرجت من دون إذنك , ولكن هناك طير يغرّد سجين بحاجة لمن يطلق سراحه , وهناك لنا أرض خضراء وبيت صغير وذكريات ولنا رفاق وأحبة وبحيرة زرقاء إسمها بحيرة القرعون .
فكيف يا عزيزتي يمكنني الجلوس والضحك , والقرعون تتخبّط مع القرى المجاورة لها ؟
فكيف أتزين وألعب ولي أصدقاء يستشهدون واّخرون يأسرهم العدو وهم ما فعلوا سوى واجبهم ليس لأجل أنفسهم فحسب إنما لأجل كل العيون الخائفة والمضطهدة .
أماه ... يا أماه , سامحيني , لأني أحبك حباً جماً لا يعرف الخداع , فأنا لأجلك ,, ولأجل أبي وإخوتي وأصدقائي.
سلكت طريق من سبقني عليها , طريق مساره صعب قليلاً ولكنه ملئ بالحنان لأنه طاهر ودافئ طريق سيعيدنا إلى كل ما نهوى وما نودّ .
أسألك , هل تمر الأعياد مرة دون غصّة ؟ وأسألك هل يمكننا فعل ما نشاء دون قهر , وهناك العديد من الأسئلة والجواب واحد : فنحن كالبهائم نعيش .
لذلك فلنبحث معاً عن ذلك النور , لكي نبدّد الظلام ونرسم وروداً وألحاناً . فلننخرط جميعاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لأنها الأم فعلاً ..... ) . الساعة الواحدة ليلا ً – 19 – 4 – 1985 .
......

كتب الشاعر ( أبو الحب ) رثاء وكتب شعراً على الشهيدة لولا عبود في ذكرى استشهادها قال حكمته فيها :
" خير لك أن يتطهر جسدك بدم الإستشهاد من أن تموت ذليلاً بعد أن أرغموك على الذل ... الإحتلال لا يقاوم بالإستسهال بل بالإستبسال كما في فلسطين " .
---------

الشهيدة لولا الياس عبود :
( الرفيقة لولا إبنة الياس عبود وأنظوانيت بشارة من بلدة القرعون –
انضمت إلى قافلة الشهداء ( جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ) , بعد مشاركتها بالعديد من العمليات طوال أكثر من عام واستشهدت خلال اشتراكها في هجوم على دورية للعدو الإسرائيلي المهزوم في مدخل قرية القرعون الجنوبي . تمّ خلالها تدمير عدة اّليات للعدو , واعترفت إسرائيل بتدمير دبابة ( ميركافا) ومقتل وإصابة جميع أفرادها . وقد تركت الشهيدة وصية مسجلة على شريط ورسالة إلى والدتها ... وزعت الجبهة طلب إنتسابها إلى جبهة المقاومة وأشعاراً كتبتها هي , قررت مع عشرات الرفاق الاّخرين إتباع طريق الكفاح الصعب من أجل تحرير قريتها وبلادها وكان لها أن تستشهد قبل أيام من تحرير بلدتها القرعون .
نقولا أخوها استشهد أيضاً في جنين عام 1976 .
استشهدت لولا مع مجموعتها ( شهداء يحمر ) يوم الأحد 21 نيسان الساعة 10 ونصف صباحاً ) - جبهة المقاومة اللبنانية -

.........
السيدة المخضرمة أنطوانيت , إنسانة مزجت وجمعت حب لبنان وفلسطين وسورية والعالم في قلبها ونضالها , موزّعة الإنتماءات والقضايا الجديدة التي جوهرها واحد وعصبها وحلها واحد , هي الحرية والمساواة والعدل والحق .

1982عام .. اجتياح إسرائيل للبنان ,, لم تجلس رائدتنا أنطوانيت مكتوفة الأيدي , بل كانت مع المجندات ضد الإحتلال الغاشم التوسعي الإستيطاني , . أخذت تنظم حملات لدعم المقاومة بما تملك من تجارب وماضي نضالي ومعرفة بالجماهير والشباب الوطني المقاوم – حوّلت منزلها إلى مستوصف لمعالجة الجرحى في بلدة القرعون وبيروت , كيف لا وهي الحضن والمدرسة والمعلمة والقائدة الشعبية التي تخرّجت من الوسط النضالي العملي وليس التنظيري ..؟

بعدما احتل العدو مدينة ( القرعون ) انتقلت وسكنت رائدتنا بيروت وبقيت تنظم التظاهرات والإعتصامات وعاشت معها إبنتها لولا .. هذه الأجواء أجواء المقاومة الوطنية والروح التعاونية .. وانتسبت إبنتها لولا بالمقاومة الوطنية سراً ضد العدو الصهيوني إلى أن استشهدت عام 1985 خلال مهاجمتها مع الرفاق موقعاً للعدو قرب بحيرة القرعون ..

سميت الرائدة والسيدة أنطوانيت ( أم الشهيدين ) ..
لا تنس أنطوانيت بشارة دير ميماس والقرعون وجهان لعملة نضالية واحدة فلسطين ودير ميماس - جارة فلسطين - والقرعون كانت السباقة في احتضان الثوار والمقاومين .

( لا تعنيني المناصب والمراكز , لن أخون تاريخي ولا تاريخ حزبي ) هذا ما كانت تردّده هذه المناضلة الرائدة إبنة الثمانين عاماً وأكثر وما زالت ... إنه الوفاء للمبادئ التي لا تشيخ بحامليها الصادقين والصادقات .

دمعة وقبلة لك عزيزتي الأخت الكبيرة في مدرسة النضال السياسي الشريف الوطني و الطبقي .
حقاً إن هذه الرائدة الصامدة كجبال الأرز , والمرأة العنيدة بقناعاتها العمالية الثابتة , مدرسة نضالية طبقية كاملة , ونموذج للمرأة الشعبية السياسية الواعية , نموذج للأخلاق الشيوعية , للصدق ونكران الذات , للروح الأصيلة البسيطة المتواضعة , الكبيرة بالفكر والعطاء .
بكم ... وبكن أيتها المناضلات تبنى الأوطان وتتحرر الشعوب .. وبأمثالكن تقتدي الأجيال الثورية الجديدة ...
أنحني أمامك أيتها المناضلة المحترمة أنطوانيت , القدوة والنموذج الكادح الأصيل , أحييّك .. وأقبلك قبلة الأخّوة النضالية والمبادئ الواحدة .

- ( أثبتوا ولا تتزعزعوا .. تقدموا لا تخافوا ) .

" فرخ البط عوّام " .
تقول لولا عبود : " أسألك و هل تمر الأعياد مرة دون غصة ؟ وأسألك هل يمكننا فعل ما نشاء دون قهر ؟ وهناك العديد من الأسئلة والجواب واحد : لا فنحن كالبهائم نعيش , لذلك فلنبحث معاً عن ذلك النور .. لكي نبدد الظلام ونزرع وروداً وألحاناً فلننخرط جميعاً في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية لأنها الأم فعلاً . ...... الساعة الواحدة مساء بعد منتصف الليل – 19 : 4 / 1985 .
.....

كانت الأجيال الشابة تحلم وتحلم بالحرية .. وما زالت ترقص لها بالنعوش في وطني سورية .. وفي كل مكان على الأرض مستباح فيها دم الإنسان .. وما زال ثوارنا يجابهون الرصاص وجنازير الدبابات بصدورهم العارية مؤمنين بالنصر والديمقراطية ...!
من شعر لولا : شعارنا واحد :
( .... الحياة والأرض لنا .. فلنحيي ونغني
القرعون عشيقتي الأولى .. وعشيقتي الأخرى
في الغد سوف نراك .. من بعيد حيث الثلج
وفي الغد سوف نكتب ..ونغني ونرقص للغد الاّتي ... " .
يسرني أن أنهي مقالتي بكلمات سبارتكوس الأخيرة :
" نحن رافعون رؤوسنا بالكرامة حين ولدنا " .

هل كرّمت هذه الأم " السنديانة " .. ؟ وكرّم أبناؤها شهداؤها بتحرير الجنوب ؟؟ هل أعطيت وسام تقدير من الدولة , من الجمعيات اللبنانية المتنوعة أو النسائية وما أكثرها في بلد الحرية لبنان وهل وهل ؟؟..أم نتنكر لكل ما هو مخالف لاّرائنا وعقيدتنا وطائفتنا ..؟ نحترم نساءنا الجليلات المناضلات اللاواتي فتّحنا الوعي واليقظة الوطنية لدى الجماهير الشعبية في لبنان وسورية وفلسطين والمحيط ..

كلمة أخيرة أقولها بافتخار :
يا " نيالنا " .. هنيئاً لنا .. في جذورنا الصامدة المخبأة بوجه الريح .. وخوابينا الطافحة بزيت الحقول .. بالزاد الذي لا ينضب بالعطاء والبركة ..
لقد فرحت و اغتنيت بتجربتك النضالية يا أخت الكفاح الإنساني , وسعدت أكثر بنقلها للاّخرين لبقية الشعوب , لتقرأها على هذا المنبر المحترم جامع ومخزّن التجارب الثورية والنضالية في منطقتنا العربية والعالم .. لا ثورات دون جذور وخمائر وبذور الشهداء التي لاتموت ..

أكاليل غار وورود وأزهار على قبر المناضل والشاعر والعامل الياس عبود زوج ورفيق الرائدة أنطوانيت وعلى قبر الشهيدين لولا ..ووليد .
كل الحب والتقدير والإمتنان لتضحياتك الجليلة وصمودك أمام صعوبات الحياة وتضحياتها الجسام في سبيل الحرية والعدالة والسلام - سلام من القلب لرفيقة النضال الوطني والأممي السيدة أنطوانيت بشارة و لك طول العمر نتمنى الإنتصار النهائي للوطن والإنسانية من الإستبداد والهمجية وإسلمي أماً لكل الشرفاء ...
محبتي وسلامي للجميع/ مريم نجمه / هولندة / خريف 2011

#مريم_نجمه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل