أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - للدكتاتورية المحتملة في مصر.. وجهان














المزيد.....

للدكتاتورية المحتملة في مصر.. وجهان


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 3551 - 2011 / 11 / 19 - 23:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


رغم أن الأمور غائمة تمامًا في سماء التفاعلات السياسية المصرية ولا يُعرف على وجه اليقين إلى أين تتجه الأحداث.. فإن هناك على المستوى الاستراتيجي والتاريخي معلمًا واضحًا لا تخطئه عين.. ألا وهو أن هناك قوتين كبيرتين تتصارعان على السلطة السياسية، رغم أن القسط الذي يدعي كل منهما بأنه أسهم به في ثورة يناير ليس كبيرًا.. القوة الأولى هي المجلس العسكري الذي يدعي أنه حمى الثورة، رغم أن الثورة أعفته من مخاطر انقلاب عسكري كان قادمًا لا محالة في ظل إصرار مبارك على المضي في مشروع التوريث لابنه.. والتيارات السياسية الإسلامية التي لم تنضم لصفوف الثورة إلا في لحظة انكسار القوى الأمنية..
وأكاد أقول إن بقية القوى السياسية من ائتلافات شبابية وحركات حقوقية واحتجاجية وقوى ليبرالية ويسارية وقومية، هي التي يتم تهميشها وربما استخدامها والاستقواء بها في الصراع الرئيسي.. رغم الحقيقة الساطعة بأن تلك القوى هي التي بدأت شرارة الثورة من عندها، وتحملت أهوال أيامها بل ساعاتها الأولى..
لا يوجد اختلاف اجتماعي- اقتصادي جوهري بين القوتين المتصارعتين.. ولكنه للعجب صراع بين مشروعين دكتاتوريين: دكتاتورية عسكرية، ودكتاتورية دينية. وقد نكون مقبلين على مرحلة من التوازن "الفوضوي" أو المتقلب بين الاثنتين، ولكن السيناريو الأصعب سيكون أن يصل المشروعان الدكتاتوريان إلى حل وسط تاريخي بينهما.
أظن أن كل مشروع من الاثنين لديه "أنصاره" و"شعبيته". فالمشروع الإسلامي لديه قاعدة واسعة وشبكة مصالح وقوة مالية ونوافذ إعلامية ودعم إقليمي.. لكن ينقصه إقناع الدوائر الإمبريالية بأنه يمكن أن يقدم "نسخة مصرية" من النموذج التركي، فضلاً عن طمأنة الأقباط والجيش بالدرجة الأولى.
أما المشروع العسكري فإنه يستند إلى كونه المؤسسة الوحيدة في الدولة التي لا تزال تحتفظ بتماسك نسبي، فضلاً عن تمتعه بتأييد بقايا النظام السابق إن أقدم على خطوة "جذرية" في الانقلاب على الثورة، ناهيك عن العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة، وقبل هذه كله تقديم نفسه كصمام أمان ضد انزلاق مصر كلها نحو الفوضى.
بدأت العلاقات بين القوتين بعد الثورة على درجة عالية من التنسيق والتمكين المتبادلين خاصة إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية.. ثم كانت وثيقة ما تسمى المبادئ فوق الدستورية التي أرادت إلزام الإسلاميين بمدنية الدولة، فضلاً عن الاحتفاظ لقيادة الجيش بوضعية الوصاية على الدولة، وعدم التدخل في شئونه الداخلية من تسليح وترقيات وتعيينات وميزانية.. وكانت الوثيقة بمثابة موضوع ومجال لممارسة الصراع وحتى "عض الأصابع" بين المشروعين..
لم يكن أمام اليسار وبقية القوى الوطنية والديمقراطية مفر من الانجذاب إلى هذا الجانب أو ذاك طوال الأسابيع الأخيرة.. فالصراع مفروض موضوعيًا على هذه القوى..
لكن أخطر ما وقع فيه اليسار حتى الآن أنه لم يستطع أن يطرح مشروعًا مختلفًا يقوم على أهم سلاح يملكه اليسار، ألا وهو إضفاء طابع التغيير الاجتماعي على الفعاليات والبرامج السياسية.. إذ لا يزال الصراع المطروح يدور حول إصلاحات سياسية وخلافات ذات طابع "ثقافي"..
هذا هو السبيل الوحيد لإدخال الجماهير الشعبية على خط النضال الثوري بأعداد غفيرة، ومنظمة، وذات رؤية متميزة.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المنشولة
- حوار مع خليل كلفت
- الثورات وأمراض اليسار العربي الخلقية والمكتسبة [1/2]
- ماسبيرو وثقافة -الكيد الثوري-!!
- الشيوعيون العرب في الحقبة السوفيتية (استرجاع)
- هاجس الفوضى والفاشية في الثورة المصرية
- احتكارات جنوبية!!
- معركة البحوث الاجتماعية في القضاء على الإيدز
- استراتيجيات إدارة المشروع الوطنى فى عصر المنافسة المفتوحة
- عندما تكونت جبهة التروتسكي والإخواني
- اليسار والمال.. من يقهر الآخر ؟!
- عندما تتناقض حرية الرأي مع حرمة الوطن
- كيف كنا نتساءل عن أزمة الديمقراطية المصرية قبل ثلاثة أعوام؟
- وطني وصباي وعبد الناصر !!
- تقدير موقف للثورة المصرية ومبادرة للحزب الاشتراكي
- فيروس الانقسامية في اليسار المصري
- الفطام الذي طال انتظاره
- المال السياسي
- الإخوان وأمريكا .. الغزل الماجن
- الديمقراطية .. والمدرب الأجنبي !!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مصطفى مجدي الجمال - للدكتاتورية المحتملة في مصر.. وجهان