أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى مجدي الجمال - اليسار والمال.. من يقهر الآخر ؟!















المزيد.....

اليسار والمال.. من يقهر الآخر ؟!


مصطفى مجدي الجمال

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 08:45
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


اليسار والمال..
من يقهر الآخر؟!

في البلدان الفقيرة، وفي بعض البلدان الغنية أيضًا، لا تنفتح الآفاق أمام اليسار إلا عندما يتمكن من القضاء على سيطرة المال على السياسة.. فحتى في الظروف الثورية، وظروف ما بعد الثورة، يجد اليسار نفسه أمام معضلة بحجم جبل.. فاليسار يريد أن ينهي سيطرة رأس المال على الحكم، وبالأحرى أن يقلب حكم رأس المال.. ولكن هذه العملية الطويلة تتطلب موارد فكرية وتنظيمية/ إدارية وبشرية ومالية كبيرة بحجم المهمة..
قد ينجح اليسار في صياغة خط سليم وأن يتوصل للصيغة التنظيمية الملائمة لواقعه أو لسياقاته المختلفة.. وقد ينجح في حل مشكلة الكادر من خلال النشاط "الانتحاري" لكوادره للتغلب على النقص الذي قد يكون مزمنًا في العدد والمهارات.. لكن تظل مسألة المال جاثمة فوق الصدور.. ويظل الجميع حريصين على تكتم أو تجاهل النقاش في هذه المشكلة الحساسة.. حتى لأظن أنني أول من أتحدث فيها..
جاءنا في الحزب الاشتراكي المصري- وهو حزب حديث النشأة جدًا كما تعلمون- عدد من الزملاء ذوي المكانة الجماهيرية الكبيرة واقترحوا على الحزب الترشح لهذه الانتخابات أو تلك التي يتوقع أن تشهدها مصر في الشهور القليلة المقبلة.. وبالطبع رحب الحزب لكنه اكتشف أنه لن يستطيع مساعدتهم بما يكفي لمواجهة طوفان المال الانتخابي الذي يغزو الساحة السياسية المصرية من الخارج والداخل معًا..
طبعًا.. اعتاد البعض على الحديث "الرومانسي" عن أن اليسار يجب ألا يعتمد على المال، وإنما على السمعة والنضال وتعبئة الجمهور.. وهي إجابة تتجاهل أن بناء السمعة وتراكم النضال والحركة وسط الجماهير تحتاج إلى المال كشرط مسبق أو ملازم. بينما الطابع الغالب على كوادر الحزب والمتعاطفين معه والجمهور الذي يخاطبه هو الافتقار إلى المال، وربما أيضًا الفقر المدقع..
وحتى يدرك القارئ حجم المشكلة.. نؤكد أن الموارد المالية التي يتمتع بها الليبراليون والإسلاميون وفلول الحزب الوطني المنحل مهولة بحق.. هناك مثلاً ملياردير مصري ينفق على خمسة أحزاب ليبرالية أو أكثر.. وقد تباهى في اجتماع ذي طبيعة جبهوية بأنه قد رصد أكثر من أربعين مليون دولار للانتخابات النيابية القادمة.. وهناك تكنوقراطي وطني آخر ينفق بكرم على الأنشطة الجماهيرية، وهو جهد مشكور بالطبع.. لكن قرار الإنفاق يظل بيده هو.. كما تتواتر معلومات متناثرة وشحيحة عن تمويل غربي مباشر أو غير مباشر لبعض الأحزاب والائتلافات الشبابية الليبرالية..
وإذا وسعنا زاوية الرؤية لتشمل الإسلاميين فحدث ولا حرج عن إمبراطورية تجارية كبيرة للإخوان المسلمين، وبداخلها أيضًا شبكة معقدة من المشروعات التجارية والخدمية الصغيرة التي تدر الأرباح على الجماعة بقدر ما تعمل على توسيع شبكات الولاء لها..
غير أن المفاجأة التي تفجرت أخيرًا تمثلت في دخول السلفيين بقوة على خط النشاط السياسي والحزبي، والمفاجأة الأكبر هي ما تكشف عن امتلاكهم لإمكانيات مالية ضخمة من أموال التبرعات التي تنهال عليهم من الخارج والداخل.. ولعل المظاهرة التي قام بها السلفيون في ميدان التحرير وحشدوا لها عشرات الألوف من خارج القاهرة لا يمكن أن تكون قد تكلفت أقل من أربعة ملايين دولار (بحسبة بسيطة: اضرب 20 دولار في 200 ألف شخص جئ بهم بحافلات إلى العاصمة)..
أما فلول الحزب المنحل فهم يستندون إلى جماعات مصالح قوية في المدن والأرياف، إلى جانب التماسك العشائري الذي يوفر الكثير من الإنفاق..
أضف إلى كل ما سبق أن التيارات الثلاثة سابقة الذكر يملك كل منها قنوات فضائية وصحفًا تعطيها ميزة إعلامية ساحقة في تعبئة الرأي العام وتلميع كوادرها وسياساتها.. فضلاً عن أن بعضها يدر أرباحًا يمكن أن يذهب جزء منها بالطبع إلى التمويل السياسي.
يرى البعض أن المشكلة تكمن في التاريخ.. فقد اعتاد اليسار، وربما أدمنت بعض فصائله الدعم الأممي.. ومن ثم لم يتراكم لديه تراث في الإبداع في مجال تعبئة الموارد المالية. وبالتالي أصبحت عضوية الأحزاب تميل إلى إلقاء هذه المسئولية الجسيمة على "المركز" كي يحلها بنفسه.. حتى لو لم يخطرهم بآلياتها أو نتائج أعمالها..
في الماضي حاولت بعض الأحزاب اليسارية في مصر- السرية منها والعلنية- إقامة مشروعات ذات طابع تجاري.. ولكن للأسف- وبسبب حظر القانون لأن تمارس الأحزاب هذا النوع من الأنشطة- أدى الالتباس بين طبيعتها القانونية (الرسمية) والعملية إلى اختلاط الأوراق بين الملكية الحزبية والملكيات الشخصية.. كما أصبح لمن يديرون هذه المشروعات نفوذ على القرار الحزبي أكبر ممن حجمهم السياسي.. ولا أستطيع التفصيل أكثر من هذا..
واليوم تحاول الأحزاب اليسارية الجديدة في مصر حل المعضلة المالية من خلال أكثر من "نموذج" ولا يزال معظمها في طور التشكل.. فهناك نموذج الحزب الذي يعتمد فعليًا في موارده على عدد محدود من رجال الأعمال الأثرياء والمخلصين بالقطع للأفكار اليسارية.. غير أنني لا أرى في هذا نموذجًا مضمونًا أو قابلاً للاستدامة..
هناك نموذج آخر يعتمد على تمويل جمعية أهلية أو أكثر.. وهي بالطبع ممولة من برامج لمنظمات غير حكومية شمالية أو غربية.. ولا شك أن لهذا النموذج مخاطره السياسية والقانونية.. فضلاً عن مشكلة عدم الاستدامة أيضًا..
وإذا كان لي أن أضع بعض الأفكار الأولية فإنني أذكر التالي:-
- أهمية إعمال قواعد الشفافية قدر الإمكان، مع استطلاع آراء الأعضاء والمتعاطفين في الحلول المقترحة للمشكلة..
- يجب أن يتعلم اليساريون كيفية إنجاز الأعمال الكبيرة بأقل تكلفة ممكنة.. أي دراسة مواضع الهدر، والإمكانيات البشرية المتوفرة داخل الحزب..
- يجب أن يضع الحزب اليساري الناشئ (الفقير فرضًا) أولويات متفقًا عليها للإنفاق، وهي في اعتقادي: المقرات فالمطبوعات فالأنشطة والانتقالات.. والسبب في إعطاء الأولوية للمقرات في الحالة المصرية أنه قد ثبت أنها تلعب دورًا كبيرًا في إحكام التنظيم واللقاء الإنساني المباشر..
- إمكانية التنسيق بين الأحزاب اليسارية ومع الأحزاب الوطنية الأخرى للقيام بأنشطة مشتركة تموَّل تمويلاً جماعيًا وبما يضمن منع التكرار..
- إمكانية جمع التبرعات في صورة قمصان وتذكارات وكتب تباع بأعلى من قيمتها السوقية.
- إمكانية القيام ببعض الأنشطة المهنية (مثل الدروس الخصوصية والاستشارات القانونية والفحوصات الطبية..) مقابل أجر من المواطنين مع تبرع القائمين بها بأجورهم..
- أهمية التنسيق بين الأحزاب والجماعات اليسارية العربية للقيام بأنشطة إعلامية مشتركة تصلح لكل البلدان العربية.. مثل إنشاء فضائية يسارية عربية، ومجلة نظرية مشتركة..الخ.



#مصطفى_مجدي_الجمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتناقض حرية الرأي مع حرمة الوطن
- كيف كنا نتساءل عن أزمة الديمقراطية المصرية قبل ثلاثة أعوام؟
- وطني وصباي وعبد الناصر !!
- تقدير موقف للثورة المصرية ومبادرة للحزب الاشتراكي
- فيروس الانقسامية في اليسار المصري
- الفطام الذي طال انتظاره
- المال السياسي
- الإخوان وأمريكا .. الغزل الماجن
- الديمقراطية .. والمدرب الأجنبي !!
- إنقاذ الثورات العربية من الاختراق
- ترجمة أفريقيا
- إصلاح الشرطة يبدأ من -كشف الهيئة-
- ميلاد الاشتراكي المصري.. والسماء تتسع لأكثر من قمر!!!
- الجبهة في بلاد العرب (محاولة في تنظير الواقع)
- عودة الدكتور -بهيج-
- الاشتراكي والعربي .. منظور مصري
- حوار مع كريم مروة
- جوهر الديمقراطية الضائع
- صناعة المشاهير في خدمة الثورة المضادة
- المجلس العسكري وحكمة الجنرال -علي زيوار-


المزيد.....




- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - مصطفى مجدي الجمال - اليسار والمال.. من يقهر الآخر ؟!