أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - الليبرالية والليبراليون العرب














المزيد.....

الليبرالية والليبراليون العرب


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 08:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سادت في العالم العربي تيارات إيديولوجية قوية على إثر الاحتكاك بالاستعمار والتفاعل الثقافي والسياسي مع الأفكار التنويرية والثورية. وهذا ما يبرر الحديث عن تيارات اشتراكية وقومية وشيوعية ويسارية ثورية وإسلامية...
ومن الطبيعي أن تسود التيارات التي لها إيديولوجيات ذات مضمون اجتماعي وبعد وطني وقومي. ويعود السبب في ذلك قبل كل شيء لمسألة التحرر التي فرضت نفسها كمسألة حاسمة لا يمكن التقدم آنذاك إلى الأمام دون أخذ موقف منها سلبا أو إيجابا.
إلا أن "الفكر الليبرالي" في العالم العربي، منذ بداياته وحتى بداية الألفية الثالثة، ظل فكرا نخبويا ومهمشا، بل ظل تابعا في معظم الأحيان للحكومات القائمة رغم التعارض الصارخ ما بين مضامينه وأصوله ومبادئه من جهة، ومصالح الحكومات القائمة باعتبارها حكومات تابعة للغرب الاستعماري ومنفذة لجزء من استراتيجياته وحامية لمصالحه.
ولقد تعرضت أطروحات وممارسات الليبراليين العرب، القدماء منهم والجدد، للنقد اللاذع، كما اتهموا بالعمالة إما لحكومات بلدانهم وإما للدول الأجنبية الغربية. فلقد اتهم طه حسين، على سبيل المثال، بالدعوة للتغريب ونصرة الخيار الغربي ورفض العقل العربي وتفضيل العقل المصري الفرعوني عليه، وينتمي طه حسين للجيل الثاني من الليبراليين العرب في بداية القرن العشرين إلى جانب قاسم أمين ومحمد حسن الزيات وتوفيق الحكيم ومحمد حسين هيكل، ولقد سبق هؤلاء ممهدون انتصروا للحرية مع رغبة عميقة في الإصلاح الديني مثل محمد عبده وعبد الرحمان الكواكبي، إضافة إلى آخرين مثل شبلي شميل وفرح أنطون.
يمكن إجمال الأفكار التي دافع عنها الليبراليون العرب في ما يلي:
- الحرية الشاملة في ميادين الفكر والدين والسياسة
- المساواة ما بين الرجل والمرأة
- ضرورة الإصلاح الديني بفصل الدين عن الدولة
- حرية النقد ليشمل أيضا مجال المقدس والتراث
- المطالبة بالديمقراطية
ويمكن التساؤل عن أهمية هذه الأفكار إذا قورنت بأفكار الاشتراكيين مثلا التي تطالب بمجتمع بديل يتجاوز المجتمع الرأسمالي الطبقي الذي تحققت فيه الليبرالية في الغرب؟ أو بفكر سياسي إسلامي يعد الناس بدولة مثالية على غرار دولة النبي والخلفاء؟ وإذا أضفنا إلى ذلك اصطفاف الليبراليين العرب إلى جانب حكومات بلدانهم وتأييد الغرب وتبرير تدخلاته العسكرية واعتباره مفتاح حل مشكلة العرب ومن يعيشون معهم من مهضومي الهويات والحريات الدينية... فإن النتيجة ستكون سلبية على أفكارهم النيرة نظريا وتاريخيا، إذ سيبدو الفكر الليبرالي نخبويا ومنفصلا عن الواقع بل سيبدو وكأنه عميل للغرب!!
فما علاقة هذه الوضعية بالفكر الليبرالي الأصلي؟
لم تستعمل كلمة "ليبرالية" بالفرنسية إلا سنة 1823 في القاموس الكوني للغة الفرنسية، وقد تبلور الفكر الليبرالي ما بين القرن 17 والقرن 18 تحت تأثير فلسفة الأنوار، ومن الأسس المهمة لفلسفة الأنوار المعارضة الصريحة والعلنية للسلطة المطلقة.
ومن المنظرين الأساسيين لليبرالية "جون لوك" و"آدم سميث" ومونتسكيو" و"جون ستيوارت ميل". أما الأفكار التنويرية التي كانت أساس الفكر الليبرالي فهي:
- الحرية، لأن الناس يولدون أحرارا وهذه الحرية تعتبر أثمن ما يملكونه من بين كل ما يملكون على الإطلاق، ولا يمكن للحرية أن تفقد أو تباع.
- العقل: وهو الوسيلة الأساسية والوحيدة، فالعقل هو بالنسبة للروح،حسب تعبير كيسْنِيْ، ما تمثله العينان بالنسبة للجسم، فبدون العينين لا يمكن للإنسان أن يتمتع بالضوء، وبدون الضوء لا يمكنه أن يرى شيئا.
- التسامح: ضرورة احترام حرية الآخرين وآرائهم الاجتماعية والسياسية والدينية كما ركز على ذلك فولتير.
- المساواة: تكمن الحياة الطبيعية والحقة في أن يكون الإنسان حرا وأن يكون الجميع متساوين له، وهذا يعني حسب فولتير أن الناس يولدون متساوين.
- التقدم: تبنى فلاسفة الأنوار التقدم وخصوصا في العلوم عبر دفاعهم عن الاختراعات العلمية، ولكن التقدم يشمل أيضا المجتمع والاقتصاد.
- الفصل بين السلطات: بين مونتسكيو أهمية ونفعية الفصل بين السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية)، بحيث لا يجب أن تتمركز هذه السلطات الثلاث في يد شخص واحد لأن ذلك يقود للاستبداد.
تعرف الليبرالية بنقيضها أي الحكم المطلق ونظرية الحق الإلهي. لذلك ترتكز الليبرالية على الحرية والمسؤولية الفردية. فالليبراليون ينادون بضرورة تمتع الإنسان بالحقوق الأساسية غير القابلة للخرق والحد من الضغوطات والإلزامات الاجتماعية التي تثقل كاهل الفرد سواء كان مصدرها الدولة أو المجتمع. فهذا الأخير يجب أن يقوم على ضمان حرية الأفراد في التعبير واحترام الحق في التعددية والتبادل الحر للأفكار. ولن يتحقق ذلك إلا إذا توفرت مجموعة من الشروط مثل المبادرة الخاصة والمنافسة الحرة واقتصاد السوق ووجود قوانين وسلطات مضادة لضمان تأطير هذه العملية.
ونجد لهذا التركيز على حرية الفرد سندا صريحا في "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواطن" الصادر سنة 1789.
كيف يمكن إذن تفسير ضعف تأثير الليبراليين العرب إذا كانت الأفكار الليبرالية الأصلية قيمة ومؤثرة وذات مردودية لا غبار عليها في الغرب؟
يمكن أن نرجع ضعف تأثير الليبراليين العرب، رغم انطلاقهم من أفكار سليمة وقيمة، لغياب شروط تسمح لفكرهم الليبرالي بالتفاعل الإيجابي مع الواقع الفكري المهيمن. ذلك أن الدعوة إلى الحرية الفردية ونقد سلطة التراث وتحكيم العقل... هي أفكار تعتبر هدامة ومخربة في نظر أنصار التقليد وضحاياه.
لكن الخطأ القاتل الذي قزم دور الليبراليين العرب ماضيا وحاضرا هو ارتباطهم بحكومات لا مصداقية لها، حكومات تسهر على إعادة إنتاج الفقر وتعميق تخلف التخلف.



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلسوف طوني نيغري: رسالة إلى صديق تونسي حول ثورة تونس
- نافذة على الديمقراطية والسياسة والعقل والتسامح
- غياب
- التطرف الديني وحجب المرأة
- تجدد الميلاد
- سيوف الفتوى ودماؤها
- فجر الفقدان
- مفهوم المخزن السياسي والاقتصادي
- الممنوع والمباح
- انحطاط المفاهيم أو الخصوصية القاتلة للكونية
- سنة مهداة للشمس
- الإيديولوجية الدينية والديمقراطية وحقوق الإنسان
- الحداثة
- العقلانية
- الفلسفة والنساء
- العلمانية والإسلام


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الهلالي - الليبرالية والليبراليون العرب