أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الهلالي - الإيديولوجية الدينية والديمقراطية وحقوق الإنسان














المزيد.....

الإيديولوجية الدينية والديمقراطية وحقوق الإنسان


محمد الهلالي
(Mohamed El Hilali)


الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 12:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يمكن تلخيص خصائص كل إيديولوجية (حسب كارل ماركس وكارل مانهايم ولويس ألتوسير وبول ريكور وغيرهم) في كونها تشكل لحمة جماعة بشرية معينة وفق مصالح معينة وتقوم بتبرير الواقع وتزييفه كما أنها منظومة أفكار تشكل عالما يقدم معنى وتوجها في الحياة وترتكز على أساس هو الدوغمائية (الوثوقية) كيفما كان مصدرها علميا أو دينيا.
أما الإيديولوجية الدينية فيجب أن نقوم بتمييز ضروري بين أيديولوجية الديمقراطية المسيحية (إيطاليا على وجه الخصوص حيث حكمت ما يزيد على 50 سنة) وأيديولوجية الإسلام السياسي.
وترتكز إيديولوجية الإسلام السياسي على الشريعة المكتملة بشكل مطلق والتي لا تقبل إلا تأويلات في الفروع وليس في المصدر. وانطلاقا من ذلك فإن وضع وسن القوانين الذي هو أبسط قاعدة من قواعد الديمقراطية أمر مستحيل في الإسلام السياسي لأن الله فعل ذلك بشكل مسبق.
و تتميز الإيديولوجية الدينية عموما بـ:
- وضع الله كنقيض للعالم
- تسلطية الله والنص والفقه
- فكر محافظ ويميني

على سبيل المثال: تجربة إيران حيث حكم الملالي/آيات الله ليس إلا حكم حزب وحيد مستبد ومحتكر للسلطة وفتاك بكل خصومه. لذلك فبمجرد ما يصبح الإسلام السياسي في الحكم يلغي خصومه طبقا للنص الذي يجب أن يسود، وتجربة السعودية حيث القرآن من وجهة نظر آل سعود ورجال الدين هو الدستور (طبعا حسب المنظور الوهابي المحافظ والمستبد).
وبخصوص علاقة الديمقراطية بالإيديولوجية الدينية فهي كالتالي: تقوم الإيديولوجية الدينية على أنقاض الديمقراطية ولا وجود للمواطن ولا للاختيارات الإنسانية ولا للفصل بين السلطات، ولا لكون الناس هم واضعو الدستور وبالتالي القوانين.
في الوقت الذي تقتضي فيه كل ديمقراطية التمييز ما بين الدين والإيمان من جهة والإيديولوجية الدينية التي هي مشروع سياسي.
لنقارن ما بين إيديولوجية دينية في دولة علمانية وإيديولوجية دينية في دولة أساس الحكم فيها هو الدين: سيتضح الفرق بين الدور الذي يقوم به الدين في كلتا الحالتين بشكل مختلف جدا.
إن الأيدلوجية الدينية الإسلامية المتمثلة في الإسلام السياسي هي التعبير اليميني المحافظ عن وضع الرأسمالية التبعية الكمبرادورية (الوسيطة) وهو تعبير أيضا عن فشل الطبقات السائدة عن فرز أيديولوجية خاصة بها بحث ليست بالليبرالية ولا بالدينية الماضوية، لذلك بقي الفراغ كبيرا أمام الفئات المتوسطة والصغيرة لتعبر عن هذا الغياب.
لنقارن الآن بين بنود الشريعة التي هي أساس الإسلام السياسي وبنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي هي أهم وثيقة حقوقية عالمية: النتيجة هي التعارض بل التناقض التام.

الخلاصة الأولى: الإيديولوجية الدينية متمثلة في الإسلام السياسي لا تتوافق نهائيا مع الديمقراطية وحقوق الإنسان.

لكن، هل الديمقراطية وحقوق الإنسان يلغيان وجود واشتغال الإيديولوجية الدينية؟

إن المجال الديمقراطي والحقوقي يتسع لكل أيديولوجية لا تستعمل العنف، ولا ترتكز على تمييز عرقي وديني وجنسي...
تعتمد الإيديولوجية الإسلامية على تمييز ديني: لكنها تخفيه حين تكون في موقف ضعف: إلا أن النصوص تفضح دلك: المسلم وغير المسلم / المسلم والكافر / المسلم والمشرك / المسلم والذمي / المسلم والمسلمة / الراشد والطفل / دون الحديث عن المثليين والسحاقيات والأمهات العازبات والموت الرحيم... وهي ظواهر لصيقة بالديمقراطية

ولقد تبين، تاريخيا وعبر الممارسة أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد للمحاورة وإفحام خصوم الديمقراطية الذين يرتدون لباسها من أجل محارتها في بيتها... والواقع يؤكد أن قوة التيارات الدينية هو تعبير عن فشل وضعف وأزمة التيارات الديمقراطية دون أن ننسى أن الولايات المتحدة تحارب التيارات الديمقراطية في العالم الثالث لأنها تعترض على النظام التبعي الرأسمالي الكمبرادوري... خلافا للتيارات السلامية التي يتوافق مشروعها وإيديولوجيتها مع الإيديولوجية الأمريكية المهيمنة حاليا... فالمجاهدون الأفغان في نظر أمريكا هم "مقاتلو الحرية" رغم كل ممارساتهم المشينة في حق المرأة والحرية والفن وغير ذلك... أما الشيوعيون فهم في نظر أمريكا "يمارسون ديكتاتورية فظة".

إن الحسم بين الإيديولوجية الدينية من جهة والديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة أخرى لن يتم إلا على أساس ميزان القوى بين ملايين المنتجين الذين سيجربون وهم كل الإيديولوجيات التي تخدم الرأسمال مهما تشبثت بالرموز التراثية المثالية وبين المتنفذين العالميين في الاقتصاد والوسطاء الذين يخدمونهم بكل الوسائل بما في ذلك سجن الشعوب العربية الإسلامية في أيديولوجية الإسلام السياسي التي لا تقدم بديلا ما عدا العودة إلى الماضي والهروب من مواجهة تحديات الفقر والحداثة والثورة التكنولوجية...



#محمد_الهلالي (هاشتاغ)       Mohamed_El_Hilali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة
- العقلانية
- الفلسفة والنساء
- العلمانية والإسلام


المزيد.....




- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...
- الاحتلال يقتحم المغير شرق رام الله ويعتقل شابا شمال سلفيت
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الهلالي - الإيديولوجية الدينية والديمقراطية وحقوق الإنسان