قراءة في مطاليب الصدر الثلاثة

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3542 - 2011 / 11 / 10 - 21:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

طرح سماحة السيد مقتدى الصدر ( زعيم التيار الصدري في العراق ) على الحكومة العراقية تنفيذ ثلاثة مطالب مقابل دعمه ومسانداته لها وعدم دعوته وتأيده لاجراء تظاهرات منددة بتردي الخدمات والفساد الاداري والمالي وتفشي البطالة , ومطاليبه الثلاثة هي : توزيع حصة من وارادات النفط " كمساعدات " على ابناء الشعب العراقي " كون " الشعب شريك في ادارة ثرواته " وتشغيل خمسين الف عاطل عن العمل وتوزيع مادة الكاز على جميع المولدات الاهلية .
بداية وقع السيد الصدر في خطأ دستوري قاتل عندما قال " الشعب شريك في ادارة ثرواته " في حين ينص الدستور العراقي على ان الشعب هو من يدير ثرواته وليس شريكا في ادارة الثروة كما ان استخدامه لمفردات مساعدات وضع الشعب في خانة الاستجداء والحكومة موضع المتفضل على الشعب !!
كقراءة اولى لمطالب السيد الصدر تبدو انه لم يكن موفقا في طرحها ولم يعتمد الواقعية والعلمية في الطرح مما جعل الحكومة تتنصل من لاستجابة لها بحجج وذرائع ( واقعية ) فأذا اتينا الى توزيع حصةى من وارادات النفط فسنجد ان الحكومة ستأخذ من انخفاض اسعار النفط عالميا وهو ماحذر منه السيد حسين الشهرستاني نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة . وتدهور اقتصاديات العديد من البلدان والحركات الاحتجاجية في اكثر من بلد عربي والذي يعيق اقتصاد تلك البلدان ويكبدها خسائر مالية كبيرة . بالاضافة لذلك فأن هذا المطلب يحتاج الى موافقة مجلس النواب عليه كما أكد عدد من البرلمانيين في تصريحات صحفية مختلفة . ثم يحق لنا ان نتسائل هل يمتلك السيد الصدر الالية لكيفية توزيع وارادات النفط على العراقيين مع ضمان عدم تأثر الميزانية الاتحادية وخطط الاعمار والبناء والاستثمار ؟
اما فيمايخص تشغيل الخمسين الف . دعونا بداية نتعرف على الاحصائيات لاعداد العاطلين عن العمل . ان عدد العاطلين عن العمل وصل وبحسب وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الى قرابة مليوني عاطل . يبلغ اعداد العاطلين عن العمل من حملة شهادة الدكتوراه اكثر من 3 % ( وطبعا هذا بحسب الاحصائيات الحكومية وماخفي كان اعظم ) اعود لاتسائل ماذا تشكل الخمسين الف بالنسبة لاجمالي اعداد العاطلين عن العمل المذكورة بأحصائية وزارة العمل ؟ ثم اي الفئات ستكون مشمولة بهذه التعيينات وفرص العمل , حملة الشهادات الجامعية ام حملة الشهادات العليا ام ابناء الطبقة الوسطى والمعدمة والكسبة والاميين ؟ وقبل كل هذا هل وضع السيد الصدر خطة لمنع المحسوبية والمنسوبية والواسطات وتدخل الاحزاب ؟
اما فيما يخص دعوة السيد الصدر بتوزيع مادة الكاز على المولدات الاهلية فأعتقد انه اعتراف صريح من الصدر بفشل الكهرباء ورسالة للعراقيين بأن اصلاح المنظومة الكهربائية وتمتع المواطن بساعات كافية من الكهرباء الوطنية اصبحت ضربا من الخيال . لقد كان الاجدر به ان يضع سقفا زمنيا للحكومة يلزمها خلالها بتصليح المنظومة الكهربائية وتزويد المواطن بساعات كافية من الكهرباء على الاقل . وفتح تحقيق بالاموال التي صرفت بعد العام 2003 وتصرف على تطوير واصلاح الكهرباء دون جدوى . او ان يكون دعا الى تشكيل لجنة من اصحاب الاختصاص والكفاءة في هذا المجال لتقديم الرؤى والحلول وان تعمل الحكومة على ما تقرره هذه اللجنة
اقول : ان سماحة السيد الصدر لم يكن موفقا في المطالب التي طرحها لقد كان الاجدر كزعيم وطني ان يلتقي بالكفاءات والخبرات العراقية في الداخل والخارج وتقديم برامج علمية تلزم الحكومة على تنفيذها في سقف زمني يحدده هؤلاء الخبراء , خصوصا ان اكثر من جهة عرضت على سماحته تبني بعض البرامج والمشاريع ومنهم الدكتور وائل عبد اللطيف الذي دعاه الى تبني مشروع ميناء الفاو الكبير الذي يوفر خمسة ملايين فرصة عمل بدل الخمسين الالف !! ودعوة نهضة التنظيم الدينـقراطي الى تبنيه مشروع قانون التوزان الذي يطرحه هذا التنظيم والذي ابدى استعداده لعرض المشروع على اصحاب الاختصاص من قيادي التيار الصدري ولكن للاسف الى الان لم يستجب لواحدة من المشاريع المهمة التي طرحت عليه , مما يدلل على وجود غاية معينة من قبل السيد الصدر من خلال مطاليبه الثلاثة هذه

[email protected]

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل