التصعيد مع الكويت ليس في صالحنا

محمد شفيق

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اثار اعلان الحكومة الكويتية بناء ميناء مبارك على الحدود الكويتية العراقية غضب واستياء الشارع العراقي , فخرجت تظاهرات تندد بذلك , الصحافة ووسائل الاعلام اصبح الحدث شغلها الشاغل وراحت تطبل للحدث لانعرف للوطنية انتفظت ام لمصلحتها وسياستها ؟!
ليس هذه المرة الوحيدة التي تستفز فيها الكويت العراق حكومة وشعبا , وليس هذا هو الخلاف الاول ولا اعتقد انه سيكون الاخير . فعلاقتنا مع الجارة الكويت تسودها الكراهية والحقد والخلافات والتجاوزات , ورفض الذاكرة الكويتية ان تنسى خلافها مع النظام السابق الذي استنكر تصرفاته غالبية الشعب ومرجعياته الدينية وقياداته المعارضة للنظام انذاك وهي اليوم تشغل ارفع المناصب في البلاد . لكن الحكومة الكويتية من جانب آخر كانت السباقة الى الاعتراف بالعملية السياسية وفتح سفارة لها في بغداد وفتح القنوات الدبلوماسية وزيارة عدد كبير من المسؤولين الكويتيتن للعراق , وهو ما نشيد ونعتز به .
ان ميناء مبارك او " بوبيان " المزمع انشائه قريبا هو حق للكويت طالما لايتسبب ذلك في الاعتداء على السيادة الوطنية ولايتسبب باضرار العراق اقتصاديا , لكن كان الاجر بالجانب الكويتي تأجيل مثل هذه المشاريع التي تعيد الخلافات والذاكرة الى الوراء , وكان الاجدر بالحكومة العراقية التي تنشغل بالصراعات الداخلية ان ترسل وفدا دبلوماسيا ومختصا الى الكويت لبحث هذه الازمة والتي نتمنى ان لترتقي الى ازمة وتداركها بعيدا عن الاعلام والتجاذابات السياسية .
ليس في صالح العراق اليوم ان يهول القضية , وتصعيدها اعلاميا فالعراق لدية اليوم ما يكفيه من المشاكل والازمات خصوصا انه مقبل على مفترق طرق خطيرة منها العد التنازلي لمهلة المئة يوم التي حددها المالكي لتقييم عمل الوزرات , ومنها الخلاف حول انسحاب القوات الامريكية من عدمه , ما يجعل العراق في غنى عن خوض هذه الصراعات وخلق ازمة مع دول الجوار . لذا يتجوب
على الحكومة العراقية ان تسارع اليوم بتشكيل وفدا يضم شخصيات وطنية تتمتع بعلاقات جيدة مع الجانب الكويتي لحل هذه المشاكل والخلافات , وعلى الكويت ان تبدي مرونة اكبر في هذا المسألة لان العراق قد لايتأثر وحده في حال تصعيد هذه القضية

[email protected]

#محمد_شفيق (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل