أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟














المزيد.....

هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3541 - 2011 / 11 / 9 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أصبحت "حماس" ورقة التوت الأردنية؟!

شاكر النابلسي

-1-
إحساس النظام الأردني بالعُري السياسي أصبح واضحاً، وفاضحاً كذلك.
فمرةً يُغطي هذا العُري ببعض التعديلات الدستورية الصورية، السطحية، المضحكة، التي لا تعني أي تغيير في الحياة السياسية.
ومرةً يُغطي هذا العُري بلوم الحكومات التي يأتي بها ساعة يشاء، ويصرفها ساعة يشاء، دون إرادة شعبية في مجيئها، وصرفها.
ومرةً يُغطي هذا العُري بتغيير وتبديل طاقم الديوان الملكي بوجوه جديدة، وبصرف الوجوه القديمة.
ومرةً يُغطي هذا العُري بالارتماء في أحضان دول الخليج، والسعي للانضمام إلى "مجلس التعاون"، والحصول منهم على مبالغ طائلة، كان آخرها مليار دولار عداً ونقداً، لم تدخل الخزينة الأردنية، ولكنها ذهبت للحسابات الخاصة، لعلية القوم والملأ الأعلى، واستقال الشريف فارس شرف (محافظ البنك المركزي) احتجاجاً على ذلك، واستقالت والدته (ليلى شرف) من مجلس الأعيان تضامناً معه. ولكن المليار دولار (اتلهطت) للمقامرة بها في أشهر النوادي الليلية كالعادة.
ومرةً يُغطي النظام الأردني هذا العُري بتغيير وتبديل طاقم المخابرات العامة بمدير جديد لكي يُحمِّل مسؤولية ما جرى في الماضي للمدير السابق.
ولكن كافة أوراق التوت هذه، لم تنفع، ولم تشفع، في تغطية عورة النظام السياسي هناك.

-2-
وأخيراً ، غطّى النظام هذا العُري السياسي القبيح بالندم على ما فعل في عام 1999 ، حين طرد "حماس" من الأردن، وأجبر قيادتها على الرحيل واللجوء إلى سوريا، (تحت ضغط إسرائيلي – أمريكي) التي هي الآن على صفيح ساخن من الثورة، والتغيير الشامل.
وتقول الأنباء من عمان، أن الحركة الإسلامية – للأسف الشديد - تعمل على تجهيز ترتيبات تفاهم و"صفقة سياسية"، عن بُعد، مع الحكومة الجديدة، ينضج فيها تبادل المصالح، حيث يمتنع الإخوان المسلمون عن النزول للشارع، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومة على استقبال خالد مشعل بصفة رسمية، وإعادة التواصل والعلاقة مع حركة "حماس". علماً بأن تسريبات متواصلة خلال يومي العيد، تحدثت عن وجود "مشعل" فعلاً في عمان، بدون إعلان رسمي.
-3-
وتقول الأنباء أن النظام بوجهه الجديد (الخصاونة) يعيد الود، والوئام، وطيب الكلام، وموائد الكرام، بينه وبين "حماس" وقيادتها، التي شعرت أن سوريا أصبحت في (الباي باي)، وأن الأردن، وإن كان على عتبة (الباي باي) إلا أنه محطة لا بُدَّ منها، لحمايته مؤقتاً من النار المشتعلة في العباءة العربية المهترئة.
فهل تفيد ورقة التوت (حماس) هذه، في ستر عورة النظام السياسي الأردني؟
وهل (سدور) (المناسف) والكنافة التي أطعمها سدنة النظام الأردني، لزعماء حماس مؤخراً، بحضور أهل العريس والعروس، كافية لستر هذه العورة القبيحة؟
إن هذه من ألعاب الأطفال في العيد، ومن شعوذة المشعوذين، وليست من حكمة الحكماء.
إن هذه من دخان بخور السحرة ودراويش المعابد الآيلة إلى السقوط.
فحكمة الحكماء تقول بتغيير النظام، الذي مضى عليه أكثر من تسعين عاماً دون أن يقضي على الفقر، والفساد، والسرقة، والمحسوبية، ويرتقي بالبلد إلى المستوى المطلوب.
-4-
فما زال (جُهّالنا) يقيسيون ما في الأردن، إلى ما في سوريا واليمن والصومال، ويحمدون الله على نعمة الفساد، والفقر، والاستقرار، ولو كان هذا الاستقرار على خازوق؟
وما زال "سدنة" البيت ينفثون البخور والأطاييب حول قبور "الأسياد"، ويستحضرون الجن الأزرق لمباركة النظام، وعدم المساس بأعمدة البيت، وقوارير الزيت.
وما زال حملة المباخر، ممن انتظروا هذا اليوم طويلاً، لكي يكملوا "عزتهم" القبلية والعشائرية في مطلع القرن الحادي والعشرين، وكأنهم ما زالوا يعيشون في القرن العاشر أو الخامس عشر الميلادي، في صحراء العرب، يهللون للنظام.
ولكن الترقيع، والتقميش، والتزيين، والتجميل، والتكحيل، والبودرة، لن تفيد بستر قبح العورة السياسية.

-5-
النظام الأردني، لا يشبه النظام السوري الحالي، ولكنه يشبه النظام المصري السابق.
فنظام الحكم في سوريا البعثية، شبيه بنظام الحكم العراقي البعثي قبل 2003. وهذا النظام لن يسقطه غير تدخل عسكري خارجي، كما تم في العراق، أو على الأقل كما تم في ليبيا، نتيجة لعتوه، وقسوته، ومناعته، وتحكُّم حزب البعث القوي فيه.
فيقال الآن، أن أكثر من 3500 ضحية، ذهبت في الثورة السورية، ولم يسقط النظام بعد.
ولكن صدام حسين في ثورة 1991 ، قتل أكثر من 700 ألف عراقي في خلال ثلاثة أسابيع، ودفنهم في المقابر الجماعية، ولم يسقط، وما أسقطه هو التدخل العسكري الخارجي – كما هو معروف - في حملة "حرية العراق" 2003، ولولا ذلك لظل بعث صدام يحكمون العراق إلى الآن، بدلاً من طائفية نوري المالكي، الذي نقل العراق من تحت الدلف البعثي، إلى تحت المزراب الطائفي البغيض.

-6-
إذن، الأردن شبيه بمصر وما حدث فيها، وليس شبيهاً بسوريا البعثية.
فالأردن لا يحتاج إلى تدخل خارجي، لكي ينهار النظام.
الأردن يحتاج إلى حركة شعبية شبيهة بحركة "كفاية" المصرية، التي أسقطت نظام حسني مبارك سلمياً، كما يقول المؤرخ والمحلل السياسي كارستين ويلاند في كتابه (سورية: الاقتراع أم الرصاص؟). وحينها سوف يقوم الإخوان المسلمون في الأردن، في ركوب الموجة الثورية، كما ركبوها في مصر، وتصدروها، وسوف يفوزون في أكبر عدد من المقاعد النيابية، كما حصل في الأمس في تونس.
فهم من الذكاء، والمراوغة، والخبرة السياسية الطويلة، ما يمكنهم من قنص صيد الثعالب، أمام غزلان الليبرالية الناعمة النائمة.
وكل عام وانتم جميعاً بخير.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرافة: تحوُّل ذئاب دمشق الى حملان في لحظات!
- أهلاً بالإسلاميين المعتدلين فقط!
- اعدلوا.. حتى لا تلقوا النهاية الأليمة!
- أيها الثوار الأحرار الأبرار: احسنتم وإلى الأمام
- لن نسكت أبداً بعد اليوم
- من الزيتونة الى الأزهر ومن باب العزيزية الى درعا
- قوة الأنظمة العربية في قهر شعوبها!
- التعديلات الدستورية الأردنية بين الدولة والشارع
- من هي -المرجعيات العليا-.. في ليلة القبض على المليار دولار؟!
- الكبائر يرتكبها الكبار ويقع فيها الصغار!
- كيف استطاع الهاشميون حكم الأردن أكثر من 90 عاماً؟!
- البحث عن الضرورة وصفي التل
- (على عينك يا تاجر): فضيحة سرقة وطن بأكمله!
- مهزلة التعديلات الدستورية الأردنية
- الثقافة العربية أمام تحديات التغيير
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - هل أصبحت حماس ورقة التوت الأردنية؟