أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الثقافة العربية أمام تحديات التغيير














المزيد.....

الثقافة العربية أمام تحديات التغيير


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3463 - 2011 / 8 / 21 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-
تركي الحمد المفكر والروائي السعودي، أضاف الكثير إلى ما كتبه وتركه لنا الراحل عبدالرحمن منيف الروائي السعودي الآخر، الذي تُرجمت كثير من رواياته إلى عدة لغات. وتركي الحمد، قدم للمكتبة السعودية والمكتبة العربية العديد من المؤلفات الفكرية/السياسية المهمة منها: "الحركات الثورية المقارنة، 1986"، و"دراسات أيديولوجية في الحالات العربية، 1992"، و"عن الإنسان أتحدث، 1995"، وأخيراً "الثقافة العربية أمام تحديات التغيير، 1993". وهذا الكتاب الصغير الذي صدر عن "دار الساقي" ضمن "سلسلة بحوث اجتماعية"، كتاب كبير في موضوعه، وهو موضوع يتجدد يومياً. وعندما نقرؤه اليوم، فكأن تركي الحمد قد كتبه البارحة، ومن وحي ما يجري في العالم العربي الآن.
-2-
ولكن قبل الحديث عن "الثقافة العربية أمام تحديات التغيير"، هذه التحديات الماثلة الآن في العالم العربي أمام الثقافة العربية الممتحنة بهذه التحديات وغير المستعدة لها – برأينا – والتي جاءت ليس كمطر الربيع الناعم المنتظر، ولكن كطوفان الصيف والشتاء المفاجئ الماحق للدكتاتورية القروسطية العربية.. لا بُدَّ من التأكيد على أن العزل الثقافي الذي يمارسه المخالفون لتركي الحمد وغيره من مفكري، وكتّاب، وروائيي، وشعراء السعودية والعالم العربي، يعتبر جريمة كبرى في حق هذه الأنشطة، وسوف يُسجِّل التاريخ لنا هذا الإجراء باستنكار شديد، وبتقريع قاسٍ. فللآخرين المعارضين للحمد والمختلفين معه في الرأي والتوجه الحق ـ رغم استنكارنا الشديد ـ فيما يطلقون عليه من ألقاب قاسية كـ "شيطان العلمانية"، و"المرتد"، و"الزنديق" وغيرها من الألقاب، والصفات القاسية، التي لا تليق بالمثقفين في عصر ثورة المعلومات والاتصالات والعولمة التي يقول عنها الحمد: "فالرافضون للعولمة رفضاً مطلقاً، باسم حماية الخصوصية الثقافية والهوية، مصيرهم الاندثار. والتاركون أنفسهم للموج يحملهم كيف شاء، وأنَّى شاء، مصيرهم الاندثار أيضاً". ولكن ليس من حق هؤلاء أن ينكروا عليه قوله فيما يشاء، وكيفما شاء، ويحولوا بينه وبين هذا القول. فكل ذلك دليل مرض وليس دليل صحة. والمرض كل المرض هو الكلمة الواحدة، والرأي الواحد، والتوجّه الواحد، والفكرة الواحدة، وما دون ذلك فهو زندقة، وتجديف، وخروج على الإجماع، في عصر لم يعد فيه الإجماع الآن هو الحكم الفصل، حيث تعددت فيه الأفكار، واختلفت الاجتهادات. وأصبح لكل فكرة ولكل موقف آلاف الوجوه، بعد أن اتسعت الآفاق والمعارف، وانفتحت سبل تدفق المعلومات التي لم تعد محصورة بفئة من الفئات أو بمنهج من المناهج.
-3-
تركي الحمد، في كتابه "الثقافة العربية أمام تحديات التغيير"، الذي صدر عام 1993 يتحدث عن تحديات التغيير، وكأنه يتحدث عنها اليوم، حيث تواجه الثقافة العربية تحديات التغيير. وكأنه كان يرى عام 1993 (تاريخ صدور كتابه) حال العالم العربي اليوم قبل 18 عاماً. وتلك رؤى لا يتمتع بها غير القلائل من المثقفين والسياسيين ذوي البصر والبصيرة النافذة، كما قرأنا في رسائل جواهر لال نهرو لابنته أنديرا غاندي عام 1930-1933، لم يكن يعلم تركي الحمد عندما كتب هذا الكتاب، أن ثقافة العالم العربي ستقف أمام تحديات التغيير بهذه السرعة، وبهذه القوة أيضاً. وإن كان يتوقع أن يحدث ذلك في أي وقت، دون أن يكون على علم تام بموعد ذلك. وهو ما عجزت عنه كذلك دوائر الرصد الغربية. فقد اعترف الصحفي الفرنسي آلان جريتش في مقاله في "اللوموند ديبلوماتيك" بعنوان "اليقظة العربية تغير النظام الإقليمي" (16 /4 /2011)، بأن الدوائر الغربية لم تتمكن من التنبؤ بقيام الثورات، التي تجري الآن في العالم العربي. وقال إن "التهكم على الشارع العربي أصبح أمراً اعتيادياً في أروقة قصر الإليزيه، كما في وزارات الخارجية الغربية. فهل كان يجب الأخذ بعين الاعتبار ما كان يفكر فيه مئات الملايين من الأشخاص، الذين كان لا يُتوقع منهم في أفضل الأحوال سوى رفع شعارات معادية للغرب؟" وتقول عالمة الاقتصاد السياسي البولندية روزا لوكسمبورج (1871-1919) ـ وهي تشير إلى الثورات الأوروبية في القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين ـ إن "الثورة لا يمكن التنبؤ بها ساعة واحدة قبل اندلاعها". فرغم امتلاك أميركا أكبر جهاز مخابرات في العالم CIA، إلا أن هذا الجهاز عجز عن التنبؤ أو التحذير من ثورتي تونس ومصر مثلاً. ومن المعروف أن البيت الأبيض والكونجرس الأميركي، وجها انتقادات حادة إلى جهاز المخابرات الأميركية، لعجزه عن توقُّع الثورة في مصر، وسقوط بن علي ومبارك، حليفي الولايات المتحدة. وذكرت شبكة "سي بي إس" أن باراك أوباما، أبلغ رئيس المخابرات الأميركية السابق (جيمس كلابر)، خيبة أمله في العاملين بالمخابرات الأميركية، نظراً لإخفاقهم في التنبؤ باندلاع المظاهرات التي أدت إلى الإطاحة ببن علي وحسني مبارك. ولكن كان على أوباما أن يعلم، أن التنبؤ بالثورات، يكاد يكون مستحيلاً.

(وللموضوع صلة).



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف تركب الأنظمة العربية (سفينة نوح) وتنجو
- ثورة ووحدة -بلاد الشام-
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية
- انجازات الهاشميين بعد تسعين عاماً!
- ضرورة الانتقال من الثورة الى الدولة
- هل أصبح الهاشميون في مهب الريح؟
- العرب بين أنظمة قروسطية وشعوب الألفية الثالثة!
- هل نهاية الدكتاتوريات القروسطية مسألة وقت فقط؟
- مصر بعد ثورة 25 يناير
- شرعية الدكتاتوريين الزائفة!
- من أوهام وأحلام الثورات
- هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!
- الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!
- الأردن والملكية المُكْلِفَة
- لماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن؟
- لماذا لم تجد مصر مرشحها للرئاسة حتى الآن؟


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - الثقافة العربية أمام تحديات التغيير